الرئيسيةبحث

دوسلدورف

دوسلدورف (بالألمانية: Düsseldorf) هي عاصمة ولاية نوردراين-فيستفالن في غرب ألمانيا و عاصمة منطقة دوسلدورف الإدارية و إحدى أكبر مدن البلاد. يبلغ عدد سكانها حوالي 572,511 نسمة (2003). كم من قصيدة حب جادت بها قريحة الشاعر الألماني الكبير هاينرش هاينه وهو كامن في أحضان دوسلدورف. تري ما هو سر لؤلؤة نهر الراين التي تأخذ الناس بسحرها وجمالها؟ مثلها مثل معظم الحسناوات تزهو دوسلدورف بجمالها وتتفاخر بغناها. لكن بالرغم من هذه الكبرياء تستطيع لؤلؤة الراين أن توقع زائرها في عشقها للوهلة الأولى، فهذه المدينة الواقعة غرب ألمانيا تقدم لزوارها برنامجاً حافلاً لقضاء أوقات الفراغ والاستجمام. لذلك تعد إصاباتك بالملل كزائر لدوسلدورف ضرباً من ضروب المستحيل. من الطبيعي أن ينبهر المرء بجمال الطبيعة في منطقة نهر الراين، وأن يقضي وقتاً ممتعاً في مراقبة السفن والقوارب الصغيرة التي تمخر عباب النهر. ولكن جمال دوسلدورف لا يتوقف عند هذا الحد، فهي تجمع بين القديم والجديد في ثوب قشيب.أما كيفية ذلك فسوف تلمسه في مختلف أنحاء المدينة عندما تزورها.


الحضارة

من المؤكد أنك لن تشعر بالغربة هنا ليس فقط بسبب ضيق الوقت، بل لأن دوسلدورف هي أبرز مثال على التنوع الثقافي والحضاري، الذي تشهده المدن الألمانية الكبرى كذلك. ففي المدينة تعيش جالية عربية كبيرة، ويكفي أن نتجول في الحي المغربي الواقع خلف محطة القطار الرئيسية، والذي يعج بالمحلات والمطاعم المغربية، كي يتكون لديك انطباع عن ذلك. وبالإضافة إلى ألاف السياح الذين يزرون دوسلدورف صيفاً وشتاءً، وألاف المهاجرين العرب و الأتراك و الأفارقة المقيمين فيها، يقطن بالمدينة قرابة 7000 ياباني يضفون صبغة آسيويه عليها. حتى أن الناس في ألمانيا باتت تطلق علي دوسلدورف مداعبة لقب "عاصمة اليابان على نهر الراين.


الأقتصاد والسياسة

تعني كلمة Düsseldorf حرفياً باللغة الألمانية: "قرية الدوسل"، لأن هذه المنطقة كانت إبان العصور الوسطى مجرد قرية مغمورة تقع على نهر الدوسل، ولم تكن ضواحيها قد امتدت بعد لتصل إلى الضفة الشرقية لنهر الراين. ولكن من المؤكد أن دوسلدوف اليوم أبعد من أن تـكون مجرد قرية أو ضيعة. فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت عاصمة لولاية شمال الراين وستفاليا، كبرى الولايات الألمانية من حيث عدد السكان. كما كانت في السابق المحرك الأول لاقتصاد جمهورية ألمانيا الاتحادية . وبالرغم من أن هذا الوضع قد تغير قليلاً في وقتنا الحالي، إلا أنها مازالت مركزاً اقتصادياً هاماً على مستوى ألمانيا وأوربا. فالمدينة تذخر بثلاثة ألاف شركة عالمية عملاقة كشركة "لوريال" لصناعة مستحضرات التجميل. كما أنها تمتلك بورصة ذات ثقل عالمي. لذلك قامت العديد من شركات التأمين الألمانية باتخاذها مقراً لها، فضلاً عن البنوك وبيوت التسوق الضخمة المنتشرة في كل نواحيها. وبالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية فإنها مقر حكومة الولاية وبرلمانها. وفي الآونة الأخيرة رددت وكالات الأنباء اسم دوسلدورف على نحو غير معتاد، وذلك فيما يتعلق بنتائج انتخابات برلمان ولاية شمال الراين وستفاليا، ففي هذه الانتخابات خاب ظن المستشار غيرهادر شرودر بعد الهزيمة النكراء التي حلت بحزبه وقللت من فرص بقاء حكومته على رأس السلطة في العاصمة برلين. مما يعطي انطباعاً أن دوسلدورف قد تكون مفتاح السياسة الألمانية.

الثقافة و الفنون

وبجانب البعد السياسي والاقتصادي فان لدوسلدورف أهمية ثقافية كبيرة. فهي تزخر بالمتاحف والمعارض والمباني التاريخية العريقة التي يرجع عهد إنشائها إلى العصور الوسطى . يمكنا على سبيل المثال التوجه إلى متحف غوته Goethe-Museum في قصر ييغرهوف Schloß Jägerhof الذي تم بناءه عام 1772، ولكي تسافر بخيالك إلى عصر عميد الأدب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته . يمكنك أن تشاهد هناك أهم المقتنيات الشخصية لهذا الشاعر الألماني العظيم. كما يمكنك التمتع بلوحة زيتية تمثل مشاهد من قصته الخالدة فاوست Faust. وإذا أردت بعد ذلك التعمق في بحور الفكر والتحليق في سماء العبقرية، فيمكنا التوجه إلى أكاديمية الفنون Kunstakademie حيث تفوح رائحة الألوان الزيتية في الممرات، وهي الرائحة التي تحرك مشاعر الفنانين وتثير الرهبة في نفوس المبتدئين على طريق الفن. يتمتع البناء التاريخي للأكاديمية على الضفة الشرقية لنهر الراين بشهرة عالمية، حيث عملت أسماء كبيرة بالتدريس هناك، من أمثال باول كلي ويوزف بويس وغيرهارد ريشتر