الرئيسيةبحث

دور المكتبات المدرسية والمدرسين في التشجيع علي القراءة واقتناء الكتب

فهرس

دور المدرسين في التشجيع على القراءة

للمدرسين دور كبير في التدعيم والتشجيع على القراءة واقتناء الكتب حيث إذا استطاع المدرس أن يستغل ميول التلاميذ ويحسن توجيههم للقراءة التي تتفق مع مستوياتهم وميولهم الفكرية ويشجعهم على القراءة الحرة في هذا السن فمن الممكن أن تستمر معهم عادة القراءة واقتناء الكتب وقد تناول العديد من الباحثين أهمية المدرسين، وأجمعوا على أن المدرسين عادة ما يكون لهم تأثير كبير في التشجيع على القراءة وتعلم القراءة ، والتعود عليها ،وعلى اقتناء الكتب وحب جمع مكتبات شخصية خاصة بهم ونمو هذا الحب مع سنوات حياتهم المختلفة وسنواتهم الدراسية المختلفة وذلك من خلال الطرق التي يتعاملون بها مع الطلاب والترحيب بالإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم ، ونجد أن المدرس مهمته لا تكون في تلقين المعلومات للطالب و إنما تتوقف إلى حد كبير جدا على مقدرته في توسيع مدارك الطلاب ، بإثارة العديد من التساؤلات ،وإكثار المشاكل والاستفسارات التي تحتاج إلى حلول ، فيقوم الطالب باستخدام الوسائل التعليمية المختلفة مثل الكتب والمجلات والنشرات والوسائل الأخرى للبحث والاستقصاء للعثور على الإجابات الصحيحة.

ويرى ( دونالد هوارد ) أن المدرسيين في الفصل الذين يستمتعون بالقراءة ينتهزون كل فرصة لكي يمدوا الطلاب بخبرات قرائية ممتعه ويخصصون الوقت للقراءة الترفيهية أثناء ساعات المدرسة .

حيث نجد أنه من الضروري أن يحاول المدرس أن يكون قدوة لطلابه وأن يخلق الدافع نحو القراءة الحرة والاطلاع وذلك عن طريق توجيههم إلى إعداد أبحاث بالاستعانه بالقراءة والكتب ويعمل على تشجيعهم عليها ،ويعمل على اقتنائهم للكتب لكي يستطيعوا جمع المزيد من المعلومات حول موضوعات دروسهم ومن ثم لا يستطيعون الإستغناء عن المكتبات الشخصية ، ولكن نجد أن تأثير دور المدرسين في التشجيع على القراءة في مصر ليس تأثيرا فعالا ويرجع ذلك إلى اعتماد نظام التعليم في مصر على الكتاب المدرسي المقرر ، وعدم التشجيع على الاستعانة بأى كتب خارجية تتحدث عن المقرر الدراسي أو موضوعات المقرر لكي يستعين بها الطلاب في زيادة معلوماتهـم .

المكتبة المدرسية و التشجيع على القراءة

تقوم المكتبة المدرسية بين جدران المدرسة أساسا لخدمة الطلاب و المدرسين في المدرسة وهى تسعى إلى تقديم مواد القراءة التي تساند المناهج والقراءات الترفيهية والترويحية وكذلك القراءات التثقيفية للطلاب والمدرسين وتعمل على تشجيع الطلاب على القراءة الحرة وغرس وتنمية عادة القراءة والاطلاع لديهم والاستعانة بالكتب المختلفة والحرص علي تكوين مكتبات شخصية يوجد بها الأوعية التي يفضلونها وتستحوذ علي اهتماماتهم المختلفة وكذلك إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي والتفكير العلمي والتفكير الابتكارى.

وتعتبر المكتبة المدرسية كذلك مركزا للإشعاع الثقافي في المدرسة فهي لها أكبر الأثر في تشجيع الطلاب على القراءة، واقتناء الكتب حيث أن النظام التعليمي أصبح لا يقف عند حد التعليم وتلقين قدر معين من المعلومات وإنما امتد ليشمل تعليم الطلاب البحث والاطلاع و إضافة معلومات أخرى خارج المناهج الدراسية وليس الاعتماد على المنهج وحده ، والمكتبة المدرسية هي الأساس لأنها أكثر أنواع المكتبات عددا و أوسعها انتشارا والمواطن يتعامل مع المكتبة المدرسية في أهم مراحل تكوينه ومن ثم فانه يمكن للعادات والقيم والخبرات المكتسبة من التعامل مع هذه المكتبة أن تصاحب الفرد في جميع مراحل حياته ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع ووظيفة المكتبة المدرسية وظيفة هامة و أساسية إذ إنها تعمل على انسجام وتكيف الطالب أو التلميذ في الإطار الثقافي العام كما تساعده على القيام بنشاطاته المختلفة كفرد في تلك المدرسة ، كما أنها تعمل على تنمية شخصية التليمذ الخلاقة وتنمية فكره النقدي البناء، بحيث يتمكن عن وعى وبالتعاون مع أبناء مجتمعه من الإسهام في تطوير مجتمعه بدءا من دائرة أسرته إلى دائرة وطنه الكبير، وكذلك تعمل المكتبة المدرسية على إعداد المواطن إعدادا سليما للاندماج النشيط في حياة المجتمع بتزويده بأساسيات التعليم والثقافة ، وهى تعمل على خلق جيل جديد يؤمن بالثقافة ويسير في ظلالها وركبها ،وهى تعمل مكملة للعملية التعليمية وهى حلقة وصل بين البيت والمجتمع والمدرسة.

ويجب التأكيد والاعتراف بدور المكتبة المدرسية في التشجيع على القراءة واقتناء الكتب ويرجع ذلك لأن دور المكتبة المدرسية يأتى بعد دور المنزل والمدرسين حيث أنها أول ما يقابل القارئ في حياته من أنواع المكتبات وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى على مدى تأثره ،وانطباعه عنها ، وعلى ما يكتسبه من مهارات في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة ، لتحقيق مختلف الأغراض التعليمية والثقافية والبحثية بل والترفيهية أيضا فإذا قام المنزل بدوره في تأسيس مكتبة شخصية تضم أوعية معلومات مختلفة تتناسب مع جميع المراحل العمرية والتعليمية لأبنائهم فإن المدرسين يساعدون ، ويرشدون الطلاب إلى القراءة وإلى عمل أبحاث مختلفة بالاستعانة بالكتب والأوعية المختلفة . ومن ثم تنمية عادة القراءة لديهم . أما عن المكتبة المدرسية فلها دور فعال ومؤثر في التشجيع على القراءة في الموضوعات المختلفة وتنمية القدرة على التعلم من الكتب بلا مدرس وتنمية شهية الطالب من النواحي العلمية والاجتماعية والثقافية حيث تدعم قدرة التلميذ على القراءة ، كما أنها تسهم إسهاما مباشرا في تزويد التلاميذ بالقيم والسلوكيات والأخلاق العامة بما تدبره من مجموعات ومقتنيات وقراءات ومشروعات وعمل جماعي وكذلك فإنها تخلق عند التلميذ حب الكتب والقراءة في تلك المرحلة المبكرة من حياته ومن ثم يشب على الاهتمام بالقراءة والتعليم الذاتي وممارسة الهوايات النافعة ويكون مجتمع المستقبل القارئ المثقف .

المصادر

- نشوى سيد يوسف . الميول والاتجاهات القرائية لدى التلميذات السعوديات بالمدارس الابتدائية والإعدادية بمنطقة جدة التعليمية . ـ رسالة ماجستير . ـ جامعة القاهرة : كلية الآداب ، 1996 .

- محمود الأخرس .الطلاب ومكتباتهم الخاصة . ـ رسالة المعلم س 12، ع4( آذار – نيسان 1969م.). ـ ص 35.

Howard ، Donald E. Reading Attitudes and Preservice Teachers . - (reading improvement . – vol.30 (1993)

- شعبان عبد العزيز خلفية . بناء وتنمية المجموعات في المكتبات ومراكز المعلومات : دراسة في الأسس النظرية والتطبيقات العملية . ـالإسكندرية : دار الثقافة العلمية ، 1994 .

- سعيد أحمد حسن . المكتبات  : أثرهاالثقافي ،الاجتماعي ،التعليمي . ـ القاهرة : دار الفكر العربي ،1991 .

- حسن محمد عبد الشافي.المكتبة المدرسية ودورها التربوي. ـ القاهرة:مؤسسة الخليج العربي ، 1986 .

- نها محمد عثمان.المكتبات الشخصية .- ط1.- الإسكندرية: دار الثقافة العلمية، 2007.

إعداد

نها محمد عثمان ( مدرس مساعد - بقسم المكتبات والمعلومات - جامعة المنوفية)


أنظر أيضا