يمكن حصر دوافع وأسباب تكوين المكتبات الشخصية لدى أصحاب هذه المكتبات على اختلاف وظائفهم وأعمارهم، ومستوياتهم التعليمية، ومحل إقامتهم في مجموعة من الدوافع التالية:
- أن تكون الكتب قريبة عند الحاجة إليها مما يقرب الوعاء المعلوماتى المطلوب ليكون في متناول اليد إذ المتعارف عليه أن يقرب الإنسان من يده كل ما أحبه، أو اهتم به، أو أثر في حياته ثقافياً أو فكرياً فيٌؤْثِر أن يكون بمتناول يده.
- وكذلك هناك دافع أهميه المكتبة الشخصية في إثراء الحياة الثقافية والفنية والفكرية لإيمان أصحاب هذه المكتبات الشخصية بأهميتها في تنميتهم فكريا وثقافيا عن طريق القراءة في الكتب التي هي محل اهتماماتهم الشخصية وكذلك الكتب التي تعرفهم بالمجالات الأخرى وكذلك حرصا منهم على مواءمة الأصدقاء، الأقارب، المحيطين ثقافيا وفكريا.
- وهناك دافع آخر لتكوين المكتبات الشخصية هو استخدام أوعيتها من أجل المساعدة على إنجاز أعمال تتعلق بوظائف أصحاب هذه المكتبات، وأشغالهم فمنهم من آثر اقتناء الكثير ليخدم بذلك تخصصه، ومنهم من آثر تكوينها للإحاطة بكل شئ حول عمله أو تخصصه كي يرقى بعمله أو يستزيد ببعض الخبرات.
- وقد يكون دافع حب القراءة الحرة، والتثقيف العام، وراء تكوين المكتبات الشخصية بهدف تشكيل مكتبات شخصية ببيوت أصحابها يشع منها الثقافة ويتسلحون منها بسلاح العلم والثقافة حيث ينهلون مما فيها بقدر احتياجاتهم.
- وقد يكون دافع حب جمع الكتب وراء تكوين المكتبات الشخصية حيث لم يهتم أصحاب هذه المكتبات بما حوته الكتب من موضوعات، أو ما تقدمه هذه الأوعية من معلومات بل أسرهم حب تجميع الكتب فقط مهما كانت.
- وقد تكون النشأة في بيئة ثقافية قد شجع أصحاب هذه المكتبات علي تكوينها أي نتيجة الجو الثقافي في المنزل الذي يقطنوه، ويرجع ذلك لإيمانهم بأن القدوة من الأهل لها دور كبير في الإقبال على القراءة والتعود عليها ومن ثم الارتباط بوجود مكتبات شخصية لديهم.
- وقد يكون البعد عن أماكن تواجد المكتبات العامة والرسمية من أحد دوافع تكوين المكتبات الشخصية عند أصحابها حيث من الممكن كذلك عدم وجود ما يحتاجونه في هذه المكتبات العامة والرسمية، ناهيك عن التقيد بأوقات فتح هذه المكتبات الرسمية، والتي قد لا تتناسب مع أصحاب هذه المكتبات.
- وهناك دافع لإنشاء هذه المكتبات الشخصية لدي أصحابها هو أن تكون جزء من مكونات المنزل وأري أن هذا الدافع قد يكون غير فعال ومؤثر عند أصحاب هذه المكتبات لأنه من المعتقد أن الذي ينشأ مكتبة شخصية في منزله يكون لإيمانه بأهميتها في حياته وحياة أسرته ولحبه في القراءة والاطلاع والثقافة العامة ورغبته في اكتساب المعارف وتنميتها، ولكن من الممكن أن بعض من الأفراد قد وجدت المكتبات الشخصية في منازلهم لأنها قد ورثت لهم ولا يقدرون أهميتها فوجدت في منازلهم كديكور أو ليقال إنهم يحبون الثقافة.
- وقد يوجد دافع آخر من وراء تكوين هذه المكتبات الشخصية ألا وهو قصور وعجز المكتبات الرسمية ويرجع ذلك لأن أصحاب هذه المكتبات الشخصية قد وجدوا أن المكتبات الرسمية لا تفي باحتياجاتهم الشخصية وموضوعات اهتماماتهم، وأن قاعات الاطلاع في المكتبات لا تساعد على القراءة ولذلك فقد أنشئوا المكتبات الشخصية في منازلهم.
- وقد نجد أن دافع تعويد الأولاد على القراءة منذ الصغر قد يكون دافعا مؤثرا عند بعض الأفراد مما يدفعهم لتكوين مكتبات شخصية في منازلهم ويحرصون علي تزويدها بأوعية معلومات تناسب المراحل العمرية المختلفة التي يمر بها أولادهم.
- وقد نجد أن دافع الاهتمام بأحوال العالم وبخاصة أحوال المسلمين قد يكون دافع عند بعض أصحاب المكتبات الشخصية لتكوين مكتبات بها بعض أوعية معلومات تجاري العصر وتتماشي مع الأحداث الجارية وأوعية خاصة بالدين الإسلامي وأحوال المسلمين.
إعداد
نها محمد عثمان ( مدرس مساعد - بقسم المكتبات والمعلومات - جامعة المنوفية)
المصادر
نها محمد عثمان.المكتبات الشخصية .- ط1.- الإسكندرية: دار الثقافة العلمية، 2007.