الخط المغربي نسبة إلى المغرب العربي وليس إلى المغرب الأقصى، إذ أنه كان منتشرا في بلاد المغرب من ليبيا إلى تونس إلى الجزائر إلى المغرب إلى موريتانيا وحتى جنوب الصحراء.
ما قبل الخط المغربي
- دخلت الكتابة العربية إلى بلاد المغرب منذ القرن الأول هـ/7م أي مع الفتوحات الأولى وقد وقع تبني كل ما ورد من المشرق، من أساليب كتابية ومن بينها الخط الكوفي ، حيث ورد على القيروان عاصمة المنطقة ومنها انتشر إلى بقية أرجاء بلاد المغرب. وفي القيروان ما لبث الخط الكوفي أن تطور ليتخذ أساليب وخصائص جديدة حتى تسمى بالخط القيرواني الذي كان يستعمل لكتابة المصاحف، ومنه تولد الخط الإفريقي. كما تطور خط نسب إلى مدينة المهدية عاصمة الفاطميين.
- وقد تأثر المغربان الأوسط (الجزائر) والأقصى بالقيروان
- أما بالأندلس، فقد تطور فيها الخط الكوفي أيضا، وظهر نوعان أساسيان تكثر في أحدهما الزوايا سمي بالكوفي الأندلسي، وتكثر في الآخر الإنحناءات والإستدارات سمي بالقرطبي أو الأندلسي، وقد استخدم في نسخ المصاحف والكتب.
ظهوره
استمر التمايز بين خطوط الأندلس وشمال إفريقيا إلى القرن الرابع هـ/10م. ثم خضعت شمال إفريقيا للتأثير الأندلسي إثر قدوم المهاجرين الأندلسيين إليها. وفي هذا المعنى يقول ابن خلدون: «أما أهل الأندلس فانتشروا في الأقطار منذ تلاشي ملك العرب ومن خلفهم من البربر... فانتشروا في عدوة المغرب وإفريقية... وتعلقوا بأذيال الدولة، فغلب خطهم على الخط الإفريقي وعفا عليه، ونسي خط القيروان والمهدية... وصارت خطوط أهل إفريقية كلها على الرسم الأندلسي بتونس وما إليها... وبقي منه رسم ببلاد الجريد الذين لم يخالطوا كتاب الأندلس... وحصل في دولة بني مرين من بعد ذلك بالمغرب الأقصى لون من الخط الأندلسي لقرب جوارهم وسقوط من خرج منهم إلى فاس قريبا واستعمالهم إياهم سائر الدولة ونسي عهد الخط فيما بعد عن سدة الملك وداره كأنه لم يعرف». وهو ما يعني أن الخط الأندلسي حل محل الخطوط المحلية المتأثرة بالقيروان، واستثنى ابن خلدون منطقة بلاد الجريد لأنها لم تتصل بالأندلسيين. وتطور الخط الأندلسي بدوره ومنه تولد ما عرف فيما بعد بالخط المغربي.
أنواعه
ينسب الخط المغربي إلى مدن أو بلدان معينة :
- القيرواني : يمتاز بحروفه القصيرة والقريبة من بعضها ؛
- الخط الفاسي : ويمتاز بطول الأسطر العمودية ؛
- السوداني أو التمبكتي : نسبة إلى بلاد السودان أو مدينة تمبكتو بمالي الحالي ، ويمتاز بكبره وغلظه ؛
- الجزائري : وهو حاد الزوايا.
بعض خصائصه
- ليس للخط المغربي قواعد محددة أو موازين كما هو الحال بالنسبة للخطوط العربية الأخرى. ولانعدام تلك القواعد فإن الحرف الواحد قد يكتب بأكثر من طريقة في نفس الوثيقة.
- يحتفظ الخط المغربي ببعض الرواسب التي ورثها من الخط الكوفي من ذلك أن الألف المتصلة تنحدر قليلا عن مستوى السطر بزائدة كوفية، كما أن حروف الكاف والصاد والضاد والطاء والظاء تكون ممتدة بما يذكر بالخط الكوفي.
- قلما تحتفظ حروف الألف واللام والطاء والظاء بشكلها العمودي إذ كثيرا ما تكون في شكل منحني وتحمل في أعلاها ما يشبه النقطة الغليظة. وبالنسبة لحرف الظاد قد ترسم النقطة على يسار الشلة.
- لا ترسم عادة السنينة بعد حرفي الصاد والضاد، وقد ترسم نقطة الضاد داخل الحرف.
- تتخذ بعض الحروف امتدادا مبالغا فيه إذا كانت في آخر الكلمة وأساسا منها س ش ي ل ن.
- كما قد لا تكتب نقط الحروف النهائية في ف ق ن.
- يتميز الخط المغربي فيما يتعلق بإعجام حرفي الفاء والقاف، حيث ترسم الفاء بنقطة من أسفل والقاف بنقطة واحدة من فوق.
المراجع
- ابن خلدون، المقدمة، ص 507-508.
- - الأمين، إيمان، الخط المغربي : أصوله، مراحل تطوره ومدارسه، رسالة ختم الدروس الجامعية، المعهد الأعلى للتوثيق 1999-2000.
- المنوني، محمد، تاريخ الوراقة المغربية، صناعة المخطوط المغربي من العصر الوسيط إلى الفترة المعاصرة، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1991.
- عبد اللطيف، محمد الصادق، "الخط المغربي.. الخصائص والأنواع"، مجلة الكويت عدد 191، ص 107-109.
- عبد اللطيف، محمد الصادق، "جماليات الخط المغربي"، مجلة القافلة (الظهران-السعودية)، رمضان 1415هـ/فيفري 1995، ص 9-12.
- المنوني، محمد، "لمحة عن تاريخ الخط العربي والزخرفة في الغرب الإسلامي"، في، المجلة التاريخية المغربية، ع 53-54، جويلية 1989، ص 205-230.
- هوداس، أُ، "محاولة في الخط العربي"، تعريب عبد المجيد التركي، حوليات الجامعة التونسية، ع 3، 1966، ص 175-214.
انظر أيضا