الرئيسيةبحث

خالد بن مهنا

الشيخ خالد بن مهنا البطاشي (1921 - 2004 م) هو خالد بن مهنا بن خنجر بن شامس بن خنجر بن شامس بن ناصر بن سيف بن فارس البطاشي، ولد في 22 جمادى الاخرة 1340هـ الموافق 1921 م ببلدة المسفاة التابعة لولاية قريات عُمان بسلطنة عُمان ووافته المنية ليلة يوم الاثنين 16 رجب 1425 هـ الموافق 29 اغسطس 2004 م.

يعد الشيخ خالد بن مهنا البطاشي أحد أعلام عُمان، قضى حياة حافلة بالعلم والبحث في أمور الدين. عمل في مهنة القضاء قرابة 45 عاما تنقل خلالها في عدد من ولايات سلطنة عمان. كان شاعرا متقننا لجميع فنون الشعر من فقه ووصف ورثاء ومديح واخوانيات ومسابقات باستثناء الغزل والنسب. يمتاز شعره بالسلاسة والوضوح وعذوبة الالفاظ ولا يزال يتداوله عامة الناس وخاصتهم.

فهرس

حياته ومشواره العلمي

توفي والده وهو في سن التاسعة، ثم تربى في كنف عمه سيف بن خنجر البطاشي إلى سن التاسعة عشرة. درس القرآن العظيم وبعض المبادئ العلمية في قريته المسفاة. وفي شهر محرم من عام 1359 هـ الموافق 1940م شد الرحال إلى مدينة نزوى (بيضة الاسلام) والتي كانت تغص بالعلماء والفقهاء ورجال الفضل في كنف الامام محمد بن عبدالله الخليلي ـ رحمه الله ـ فانضوى تحت لواء ذلك العلميّ ولازم الامام في مجالسه وأاسفاره وحضر مجالسه واحكامه فترة طويلة من الزمن. كما درس على يد العديد من المشايخ الفضلاء كالشيخ حامد بن ناصر النزويّ والشيخ العلامة منصور بن ناصر الفارسي والشيخ العلامة سفيان بن محمد الراشدي ـ رحمهم الله ـ وغيرهم من مشايخ العلم حيث تشرب من بحورهم الزاخرة ورشف من معين العلم الشريف بكافة فروعه من فقه وتفسير وحديث ونحو وصرف وبيان. كما بدأ خلال تلك الفترة بنظم الشعر.

أعماله

تولى العمل في القضاء في عام 1370 هـ/1951 م حيث عين واليا وقاضيا بولاية دماء والطائيين ثم في ولاية سمائل عام 1372 هـ/1953 م ثم ولاية بدبد واليا وقاضيا عام 1374 هـ/1955 م ثم استقر به المقام في ولاية ابراء قاضيا في عام 1376 هـ/1957م، ثم نقل إلى ولاية وادي بني خالد واليًا وقاضيًا. ثم أعيد في عام 1970 م إلى ولاية ابراء مرة اخرى واليا وقاضيا ولبث بها إلى عام 1393 هـ/1973 م، نقل منها إلى ولاية دماء والطائيين ثم إلى ولاية بهلاء واليا في عام 1395 هـ/1975 م، ثم نقلت خدماته إلى وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية قاضيا بديوان عام الوزارة ومارس في تلك الفترة وظائف منها عضوا بلجنة الاستئناف بوزارة العدل وبلجنة التظلمات ومستشارا قضائيا بوزارة شؤون الأراضي والبلديات.

في عام 1401 هـ/1981 م نقل قاضيا إلى محافظة ظفار وثبت بها إلى عام 1416 هـ/1995 م، عند احالته للتقاعد لأسباب صحية وظل بمنزله وكان كثير من الناس يقصده للسؤال في أمور دينهم وفي الاصلاح بين الناس حتى فارق الحياة بعد صراع طويل مع المرض ليلة الاثنين 16 رجب 1425 هـ/29 اغسطس 2004 م عن عمر ناهز الخامسة والثمانين ـ رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ـ.

مشواره الفقهي والادبي

نظرا لكون الشيخ خاض بحر القضاء لمدة خمسة واربعين عاما متصلة فمن الطبيعي انه لم يتح له الوقت للتأليف، وكانت له رسائل وابحاث فقهية ضاعت بسبب الاهمال وقد كانت له محاولة لاختصار كتاب (المصنف) بحيث يحذف منه المتكرر ويشرح بعض المبهم منه ووصل إلى الجزء الخامس ولكنه لم يكمل التأليف بسبب المرض الذي عاناه وللأسف الشديد فإن المسودات التي كتبها لاقت مصير سابقاتها من ابحاثه ورسائله اما في المجال الادبي فقد عرف عنه ـ رحمه الله ـ ان له حبا عميقا وذوقا رائعا في الادب وكان شاعرا مكثرا طرق جميع فنون الشعر باستثناء الغزل والنسب فقد نظم في الفقه والوصف والرثاء والمدح والاخوانيات والمسابقات الادبية وحقق مراكز متقدمة في المسابقات ويمتاز شعره بالسلاسة والوضوح وعذوبة الالفاظ وعدم الاطالة ولذلك فإن شعره موجود ومتداول لدى عامة الناس وخاصتهم. ولكن للأسف فإن كثيرا من شعره بل معظمه وخاصة ما ألفه في شبابه ضاع وتفرق بسبب الاهمال والذي يعد السبب الرئيسي في ضياع معظم الانتاج الشعري العماني في العصر الحديث.

نماذج شعرية

من نماذج شعره قوله في وصول الموكب السامي للسلطان قابوس بن سعيد إلى صلالة:

أهلا بمقدمك السعيد ومرحبا حييت ركبا حيث كنت وموكبا
سلطاننا يا خير من ساد الورى واجل من ساس الامور وجربا
سدت البلاد فما خلدت لراحة حتى تجشمت الاشق الاصعبا
هذي ظفار اليوم ترقص فرحة هز السرور بها المغاني والربا
ونزلت قصر الحصن اكرم منزلا غمدان يقصر عن علاه منصبا

ومن شعره قصيدته لما كان في بعثة الحج العماني عام 1399 هـ:

هلموا بنا هذي منى والمشاعر تقام عليها للحجيج الشعائر
وهذي رحاب الله فانزل بسوحها فمن رحموت الله فيها مآثر
كأن جماعات الحجيج على منى خضم بأمواج الملبين زاخر
واصواتهم فوق السماء مرنة وادمعهم خوفا من الله هامر
تقاذفهم بحر من الخوف والرجا ورغبهم شوق إلى الله طائر
وما كان يوم الرمي الا تفاؤل جمار بها ترمى الذنوب العواثر
كذلك يوم النحر اذ ترهق الدما فتغسل ما جنت عليه السرائر
وما كان يوم النفر بالحج من منى لمكة إلا فرحة وبشائر
طواف وسعي وألثم الركن وابتهل فما انت بعد الحج الا مسافر
وهذا هو البيت الحرام الذي ترى بأعتباه حبا تفيض المحاجر
على بابه يستمزج الفوز والرضى وتهدى إلى سبيل الرشاد البصائر
تشعشع انوار الهدى من خلال كأن نهارا ليلهن المنابر
مقام به من حضرة القدس مشهد ومن رحمة المولى عليه حضائر
الى نحوه تولى الوجوه ديانة ويسعى له باد هناك وحاضر
وداعا وداعا كجنة الله انما هواي مقيم بل وجسمي مسافر
احن إلى تلك الربوع وليتني اسير اليها مرة واسافر
اكرر فيها حجة بعد حجة وتجمعني والزائرين المشاعر
بها ملتقى الارواح او منتهى النهى وتحيا بذكر الله فيها السرائر

ومن شعره ايضا هذه القصيدة في وصف الطبيعة بمحافظة ظفار:

لبست ظفار من الخريف برودا وتفتحت فيها الرياض ورودا
والارض يعلوها النبات كأنما لبست من الاستبرقين جديدا
وسرى النسيم يفوح من نشراته عطر الزهور وقد توقد عودا
فصل تحدى الصيف في غلوائه ايام كان الصيف فيه شديدا
فصل قد اختصت ظفار بلطفه وجماله فالتشكر المعبود