الرئيسيةبحث

حميد الشاعري

حميد الشاعري أو كابو كما يطلق عليه في الوسط الغنائي (و هي كلمة إيطالية تعني كابتن و يتم تداولها في ليبيا)، هو رائد الموسيقي الحديثة أو ما يسمي بموسيقي الچيل في العقدين الأخيرين من القرن العشرين و إليه يُنسب الإنقلاب و التغير في الشكل الموسيقي الحادث علي الساحة منذ سنين عدة.

فهرس

بطاقته الشخصية والفنية

الإسم عبد الحميد علي أحمد الشاعري
محل الميلاد مدينة بنغازي
تاريخ الميلاد التاسع و العشرين من نوفمبر العام ۱ ٦ ۹ ۱
الجنسية حامل للجنسيتين الليبية و المصرية
المهنة مغني و ملحن و موزع موسيقيِ
الحالة الأجتماعية متزوج و له أربعة أبناء نديم نوح نبيلة و نورة

السيرة الذاتية

وُلدَ حميد الشاعري لأب ليبي و أم مصرية، حيث نشأ في أسرة عريضة اتسعت رقعتها لتشمل خمسةَ عشرَ أخاً و أخت، إضافةً إلي ثلاثِ زوجات للأب -خلافاً لأمِه- و التي كان لها أكبر الأثر في اكتشاف و إنماء موهبته الغنائية و الموسيقية في مرحلة عمرية مبكرة، فهي أول من أهداه ألة أورج و ألة إكسيليفون لتستقبل أول لمسات حميد الموسيقية، و قد توفيت أمه و هو لم يتجاوز الثالثة عشر من العمر.

كان في أول مراحله هاوياً حيث اعتاد إقامة الحفلات بمدينة بنغازي. أما فيما بعد و في الثلث الأخير من السبعينيات انضم حميد الشاعري إلي فرقة الإذاعة الليبية كعازف أورج و لكن لم يدم انضمامه إلي فريق الإذاعة طويلاً فقد فارق الشاعري الفريق إثر خلافات حادة في وجهات النظر نشبت فيما بين الجانبين.

شارك أيضاً حميد الشاعري في إنشاء فريق غنائي تحت اسم أبناء أفريقيا بحيث ضم عدد من المواهب الأفريقية و العربية، و لكن لم يكتب لمثل هذا الفريق الاستمرار لأسباب في أغلبها اجتماعية.

بجانب هوايته للموسيقي كان حميد طالباً في معهد الطيران حيث أرسله والده لاستكمال دراسته في بريطانيا، ورغم أن الدافع الرئيسي من وراء سفره هو الدراسة ولكن ذلك لم يمنعه من اختلاس بعض الوقت من أجل إيجاد المنطلق لطاقاته الابداعية الكامنة، حيث قام بتأجير الساعات في الاستوديهات الإنجليزية لأجل تسجيل بشائر أعماله الموسيقية و الغنائية، و تبعاً لتصريحات الفنان حميد الشاعري: "هذه التسجيلات ما كانت إلا للغرض الشخصي فقط ومن أجل إشباع حاسته الموسيقية"

ولكن لم يخطر علي بال هذا الفنان الهاوي بأن تصبح هذه التسجيلات في يوم ما هي همزة الوصل فيما بينه و بين المنتجين المصريين المتحمسين لتقديم لون جديد من ألوان الموسيقي و الغناء من بعد فترة الركود و الكساد التي أصابت السوق المصري بل و العربي في فترة السبعينيات من القرن الماضي، خاصةً بعد رحيل عمالقة الفن من أمثال أم كلثوم و عبد الحليم حافظ و فريد الأطرش.

من أهم المنتجين الذين تعامل معهم حميد الشاعري كلٌ من المنتجَين هاني ثابت و كمال علما أصاحب شركة سونار و التي من خلالها قدم حميد أول أعماله الغنائية و الموسيقية بعد فترة من انتقاله إلي مصر و بالتحديد إلي مدينة الأسكندرية حيث يستقر أبيه و أقاربه من جهة الأم، و لكن لم تخلو هذه الفترة الإنتقالية من خلافات حادة مع والده، و الذي أصر من وجهة نظر قبلية علي رفض عمل إبنه في المجال الموسيقيِ، و قد وصلت حدة هذا الخلاف يوماً ما إلي قيام والد الشاعري بتحطيم محبوبة حميد و قيثارته

و لكن القدر لم يتواني عن طرق أبواب المستقبل لهذا الفنان الهاوي، فقد أقدم أحد أصدقاءه (و هو الفنان وحيد حمدي) علي أخذ تسجيلات حميد و التي سبق و سجلها في استوديهات الخارج -بلا علم مسبق منه- و قام بعرضها علي أصحاب الشركات المصرية المنتجة و نخص بالذكر المنتج المصري هاني ثابت ليصبح فيما بعد من أشد المتحمسين و المؤمنين بموهبة هذا الفنان الشاب ! هذا ويذكر أن وحيد حمدي و الذي كان أيضاً أحد أعضاء فريق أبناء أفريقيا قد شارك في غناء ألبوم عيونها، و الذي يعد الألبوم الغنائي الأول لحميد الشاعري، و قد ظهر جنباً إلي جنب مع الشاعري في غلاف الألبوم.

لم يوفق حميد الشاعري في أول تجاربه الموسيقية و الغنائية علي الساحة المصرية بحيث لم يحقق ألبومه الأول و الذي أطلقته شركة سونار أي نجاح علي الإطلاق ! و بدعابته المعتادة صرح حميد الشاعري بأن عدد النسخ التي تم إعادتها إلي الشركة المنتجة من قبل الموزعين قد فاق عدد النسخ التي أنتجتها الشركة، كدليل قاطع علي فشل أول ألبوماته ألبوم عيونها. ذلك و عند سؤال الفنان حميد الشاعري عن سر هذه الدعابة أجاب : بأن عدد النسخ التي تم إعادتها قد فاق عدد النسخ المنتجة بسبب إعادة النسخ الأصلية الي جانب النسخ غير القانونية.

أصاب هذا الفشل الذريع حميد الشاعري بالإحباط الشديد حيث لم تتقبل الأذن المصرية هذا اللون من الغناء و الموسيقي، بحيث كاد هذا الإحباط أن يُثني هذا الموسيقيِِ الشاب عن مساره الفني، فقد صارح شركة سونار بما يجول في نفسِه و أنه يفضل العودة إلي دار أبيه و استكمال عدد ساعات إضافية في معهد الطيران و لكن إيمان من حوله به و إصرارهم علي استكماله لما شرع فيه كان له أكبر الأثر في إثناء حميد عن قراره، و لعل حب الموسيقي الذي بثته فيه أمهُ منذ الصغر كان الدافع الأقوي وراء استمرار هذا الفنان في العطاء.

لم يمر زمن طويل حتي تم إصدار ألبوم ثانٍ لحميد الشاعري و هو ألبوم رحيل و ليحقق هذا الألبوم نجاحً مدويً خاصةً علي الساحة المصرية، و يخص الفنان حميد الشاعري بالذكر أغنية "وين أيامك وين" من الفلكلور الليبي و التي تبناها الشباب في ذاك الوقت لتصبح محبوبتهم، سرعان ما تلاها بألبوم ثالث ألبوم سنين، و من هنا تستمر مسيرة حميد الشاعري بألبومات أخري من أمثال ألبوم جنة و ألبوم شارة و ألبوم حكاية

التوزيع الموسيقي

يعتلي التوزيع الموسيقي قائمة الأولويات في حياة حميد الشاعري الفنية، فقد أبدع هذا الفنان في هذا المجال و قد أعطي في مجال التوزيع الموسيقي كما لم يعطي و يبدع في أي مجالٍ أخر، و لعل ارتباط حميد الشاعري بالألات الموسيقية منذ الصغر كان الدافع الأقوي وراء تعلقه بتلك الأصوات الصادرة عن كل ألة موسيقية، فقد شاركت الألات الموسيقية في تكوين وجدان حميد الشاعري ليشب وَلِعاً بالإحاطة بكيفية توظيف مثل هذه الألات المتنوعة في الأغنية العربية، ليُعد فيما بعد حميد الشاعري كأشهر موزع موسيقيِ عرفته المنطقة العربية.

قبل بزوغ نجم حميد الشاعري لم يكن التوزيع الموسيقي في الأذهان ظاهراً، و إنما تواجدَ في الأذهان باهةً ملامحه رغم أهميته القصوي في صناعة الأغنية، فعلي سبيل الذكر الموزع الموسيقي المصري علي إسماعيل و رغم أنه أحد عناصر نجاح الأغنية في فترة الستينيات إلا أنه لم يحظي بالشهرة الإعلامية الكافية، و كذلك لم يحظي التوزيع الموسيقي كمصطلح علمي في عهده علي الإنتشار الواجب، دليلاً علي أن التوزيع الموسيقي في تلك الفترة لم يكن ينل من الاهتمام ما نالته الكلمة و ما ناله اللحن، فقد كان الصوت الطربي يُعد الألة الأهم و التي يعزف عليها الملحن و تَنشُد لسماعِها الجماهير.

أما مع قُدوم حميد الشاعري و بزوغ نجمه في فترة الثمانينيات أخذ التوزيع الموسيقي وزناً لم يعهده من قبل، فقد أصبح من المقومات الأساسية الظاهرة و الطافية علي سطح صناعة الأغنية، مضاهياً بذلك قدر الكلمة و قدر اللحن، بل و في أحيانٍ كثيرة امتد التوزيع الموسيقي ليصبح العنصر الأهم في صناعة الأغنية، و بذلك قد ساهم حميد الشاعري بالقدر الأكبر في فتح بابٍ جديد لمهنة جديدة تحمل اسم التوزيع الموسيقي، لم تكن من قبل مهنة بقدر ما كانت علم و دراسة لا يقترب منها إلا أقل القليلين.

اعتادت أعين المستمعين لشرائط الكاسيت في فترة الثمانينيات و الثلث الأول من التسعينيات، علي تصفح أغلفة الألبومات لتُصادْف أعينهم بعنصرٍ جديد يضاف إلي عنصري الكلمة و اللحن، و هو عنصر التوزيع الموسيقي الذي أصبح لا يخلو من تواجده القدر الأكبر من أغلفة الألبومات، فقد وَلــــّد هذا التواجد المكثف و المتوالي لهذا المصطلح رغبةً عند المستمعين في معرفة ما هية هذا المصطلح؟ و ما هي أبعاده؟ و بذلك أصبحت ثقافة التوزيع الموسيقي أكثر شيوعاً بمراحل عدة مما كانت عليه قبل تواجد حميد الشاعري علي الساحة !

لم يكن التوزيع الموسيقي هو العنصر الوحيد الجديد و الذي ظهر علي أغلفة الألبومات في هذه الفترة، بل هناك عنصر أخر لطالما عانق اسمه التوزيع الموسيقي، و هذا العنصر ما هو إلا حميد الشاعري الموزع الموسيقي، فقد قام الشاعري بالتوزيع الموسيقي الكامل لأغلب الألبومات الغنائية الصادرة في الفترة التي امتدت من أوائل الثمانينات إلي أن تم إيقافه عن ممارسة العمل الموسيقيِ في العام ۱ ۹ ۹ ۱ حيث كان حميد في ذروة نجاحاته.

التلحين

أما علي صعيد التلحين فقد خص الفنان حميد الشاعري أغنية "الطريق" و التي تغني بها الفنان محمد منير، لتكن أول أغنية يتم طرحها في سوق الغناء المصري من ألحانه، حيث ألتقي حميد و منير أول مرة في ذات اليوم الذي صادف تعاقد كلاهما فيه مع ممثلي شركة سونار للإنتاج الفني !

هذا لم يكن اللقاء الوحيد بين حميد الشاعري و محمد منير، فقد تبعه لقاءاً آخر يكاد أن يكون الأخير بين الطرفين، و قد تم هذا اللقاء علي ساحة ألبوم أكيد للفنان حميد الشاعري و الذي صدر في العام ٦ ۸ ۹ ۱، بحيث كان اللقاء في الأغنية الرئيسية للألبوم و التي حملت عنوان أكيد، من كلمات الشاعر عبد الرحمن أبو سنة و ألحان و توزيع حميد الشاعري.

تولدت هذه الأغنية أثناء جلسة خاصة في العام ٦ ۸ ۹ ۱ جمعت بين عدد من الفنانيين من بينهم محمد منير و الشاعر عبد الرحمن أبو سنة و حميد الشاعري حيث كانت الأغنية نتاج تفاعل مع حدث من أسوأ أحداث التاريخ البشري الحديث و هو حادث انفجار في المفاعل النووي السوفيتي (سابقا) تشيرنوبل، مما أدي إلي تسرب مواد اشعاعية قاتلة، ما زالت أثارها مستمرة حتي يومنا هذا!

ذلك و قد صرح الفنان حميد الشاعري حديثاً : بتواجد نية متوفرة لدي كلا الفنانين بالقيام بتصوير هذه الأغنية مواكبة ً منهم لسباق التسلح النووي المشتعل في مناطق عدة من العالم حيث يري الفنان حميد الشاعري بأن الضعف هو أهون علي الأمم من أن تشارك في صناعة الدمار.

اعتاد الوسط الغنائي لسنوات علي غزارة ألحان حميد الشاعري سواء كانت ألحاناً لأغنياته الخاصة أو لمغنيين أخرين اعتادت ألبوماتهم علي تواجد حميد فيها بكثرة كملحن، و لكن و مع تغير المناخ الغنائي و تغير معطيات السوق في السنوات التي تلت قرار الإيقاف بحق هذا الفنان، عاد حميد الشاعري بشيءٍ من الحذر إلي الساحة الفنية و خاصة كملحن، فقد أخذ اسم حميد الشاعري الملحن بالتلاشي من علي أغلفة الألبومات سنةٍ بعد أخري لتصل إلي ذروة تلاشيها في ألبومه الأخير ألبوم روح السمارة، و الذي صدره في العام ٦ ۰ ۰ ۲، فقد خلي هذا الألبوم تماماً من أي عملٍ يحمل بصمات حميد التلحينية.

و لكن و بعد عدة أشهر و في العام ٧ ۰ ۰ ۲ عاد حميد الشاعري بلحنين جديدين لمناسبتين سنويتين، الأولي هي عيد الأم و التي أصدر فيها لحن أغنية أمي ثم أمي للشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر، أما المناسبة الثانية فكانت أعياد سيناء ليصدر حميد فيها لحناً ثانٍ بعنوان سينا و أيضاً من كلمات الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر, والجدير بالذكر ان العملين كانا بتكليف من وزارة الاعلام المصري و بالتالي من انتاجه

صناعة النجوم

تُعد صناعة النجوم من أحد المهن الأخري و التي احترفها الفنان حميد الشاعري، و لعله قد نجح في إظهار جانب أخر من جوانب شخصيته، و هي قدرته علي اكتشاف المواهب الشابة و من ثم تسليط الضوء عليهم بتقديمهم إلي شركات الإنتاج و من ثم إلي الجماهير العربية ليصبح العدد الأكبر منهم فيما بعد من أسطع النجوم علي الساحة العربية.

لم يمتلك حميد الشاعري عصاً سحرية و لكنه امتلك موهبة ربانية تم إطلاق العنان لها فيما بعد لتثمر عن تقديم و تبني و مشاركة نجاحات الكثيرين من المطربين و المطربات علي الساحة الغنائية من أمثال: عمرو دياب، مصطفى قمر، شاب جيلاني، إيهاب توفيق، حنان، حكيم, أميرة، هشام عباس، علي حميدة، حمادة هلال، علاء عبد الخالق، فارس، مني عبد الغني، محمد حماقي، هيثم شاكر، بسمة

القائمة لا تكاد أن تنتهي حيث مازال هذا العائد بشراهة للساحة الفنية من بعد غياب طال فقارب الست سنوات بألبوم روح السمارة مازال يمارس مهنته في صناعة النجوم، و قد كان أخرها المطرب الشاب إسلام عبد العزيز و ظهوره في أغنية جو تاني و التي قام حميد الشاعري فيها بمهمة التوزيع الموسيقي. و لعل من أهم الأسباب التي ساعدت هذا الفنان علي النجاح في هذه الصناعة إلي جانب حسه الموسيقي و علاقاته الجيدة بشركات الإنتاج هي روحه المسالمة و صدره الرحب الذي يتجلي بوضوح في تقبل الأخرين و تدعيمهم سواء فنياً معنوياً أو مادياُ مما أثمر عن تقديم مواهب عدة أثرت الساحة الفنية علي مدي فترات طِوالْ

في النصف الثاني من الثمانينيات و حتي أوائل التسعينيات كان اسم حميد الشاعري يمثل جواز السفر لعالم الشهرة حيث تقبع أحلام شباب المطربين، فقد كان يكفي تواجد اسم حميد الشاعري أو فرقته علي غلاف أي ألبوم لتحقق هذه الألبومات نجاح مؤكد سواء للمطربين أو المطربات أصحاب الألبومات أو شركات الإنتاج المختلفة و التي جنت الملايين من وراء التعاون مع حميد الشاعري، حيث نجح الشاعري بروح موسيقاه الجديدة علي مدي عدة سنوات في كسب ثقة الجماهير و من ثم تواجد في أغلب البيوت العربية مما جعل اسمه يرتبط بالجودة و بأحلام الشباب، و قد وصل الأمر لذروته في أحد ألبومات المطرب علاء سلام حيث ظهرت صورة حميد و لأول مرة علي غلاف الألبوم في هيئة طابع بوسطة ليدل هذا الأمر و في أوضح صوره علي مدي الشعبية الواسعة و الثقة التي تمتع بها حميد الشاعري بين الجماهير العربية في ذاك الوقت.

نقديات

لم يسلم حميد الشاعري من النقد و خاصة اللاذع منه، و إذا ما جاز التعبير فإن النقد اللاذع لم يسلم من حميد الشاعري فأصبح الإثنين كما لو كانا رفاق الطريق، فقد امتدت لذاعة النقد طوال عقد الثمانينيات لتصل إلي ذروتها في الثلث الأول من التسعينيات مع صدور قرار الإيقاف و الذي امتد لثلاثة سنوات ليعود من بعدها حميد الشاعري في هدوء مؤقت إلي الساحة الفنية يتلمس طريق النجاح من جديد

لم يكد يخلو أي لقاء تلفيزيوني أو صحفي دون التطرق إلي الإتهامات الموجهة لحميد الشاعري من إفساد للذوق العام إلي التعدي علي التراث إنتقالاُ إلي إغراق الساحة الغنائية بأصوات شابة غير صالحة للغناء، بل و لم يسلم حتي المظهر الخارجي لحميد الشاعري من التهكم فقد اعتاد الشاعري الظهور بالملابس الرياضية سواء في حفلاته أو حتي في اللقاءات التلفيزيونية المتكررة و قد برر هذا الشأن بأن مسألة الملبس لم تكن لتشغل ذهنه الموسيقيِ فهو لم يأتي ليشاهد الجماهير ملبسه و لكنه قد أتي من أجل تقديم موسيقي و غناء يستمع إليهم الجماهير ! و بذلك كان أمر الملبس يمثل لهذا الفنان أمراً عفوياً تلقائياً و غير معبيء بأغراض بعينها كما يصرح حميد الشاعري فلم تخلو فترة زمنية أو بيئة ما من تميزها بزي معين و بذلك قد توالت مظاهر عدة علي أهل الغناء من عباءة إلي جلباب لتأتي فيما بعد البذلة الرسمية لتحتل موقع الريادة بين المطربين، أما بعد فيتجه أمر الملبس إلي منحيً أخر و هو الملابس الرياضية مسيطرةً بذلك علي مظهر المغنيين من أمثال حميد الشاعري و عمرو دياب و علاء عبد الخالق لفترة لا بأس بها من الزمن.

بدا الأمر لوهلة و كأنه صراع ما بين الأجيال المختلفة، جيل يري بأن موسيقي و غناء الخمسينيات و الستينيات هو الأصل و من يحيد عنه فقد حاد عن الصواب، و بين جيل أخر ناشيء مازال يتحسس طريقه في ظلمات الفترة الإنتقالية و التي شهدت رحيل عمالقة الغناء العربي و الموسيقي العربية، لتخلو الساحة الغنائية و الموسيقية و تصبح أرض خصبة للموسيقي و الأغنيات الغربية كموسيقي البوب و الروك

تظهر علي الساحة المصرية محاولات عديدة لمليء هذا الفراغ من مطربين و ملحنين اختاروا لأنفسهم السير علي نفس المنهاج القديم من أمثال الملحن حلمي بكر و المطرب هاني شاكر ليأتي فيما بعد محمد منير متبنيا ألواناً من الغناء و الموسيقي النابعة من الجنوب، أما حميد الشاعري - و الذي قَدُم في مرحلة لاحقة - فقد تبني خطاً شائكاً و لعله أكثر تعقيداً محاولةً منه المزج بين الموسيقي الشرقية و الموسيقي الغربية باحثاً عن موازنةٍ ما للمعادلة الصعبة من أجل إحداث ترابط فيما بين الشقين الشرقي و الغربي منطلقاً من أغاني الفلكلور الليبي لينتهي حميد بوضعه أُسُساً جديدة للعديد من الإيقاعات منها علي سبيل المثال لا الحصر إيقاع المقسوم و الذي نال من النقد ما لم ينله إيقاعاً أخر!

هذا و قد قوبل صوت حميد الشاعري بعاصفة من النقد تصف صوته بالضعف و تتهمه بأنه ليس مطرباً، و قد قابل الشاعري هذا النقد العاصف بتبني فلسفة بسيطة مفادُها أن الطرب هو أحد الأشكال الغنائية المتعددة و المتواچدة علي الساحة العالمية و بذلك فهو لا يُعِد نفسه مطرباً قادراً علي غناء الموشحات و لكنه مؤديٍ چيد قادر علي الأداء بحسٍ عالٍ.

من أشد المخالفين لحميد الشاعري و أشدهم معارضةً له و الذي قد طفت معارضته علي المستوي الإعلامي بشكل ظاهر و بينْ هو الملحن المصري حلمي بكر و الذي قد مثل في ذاك الوقت فريق المدافعين عن التراث الموسيقي العربي ضد القادمين الجدد و الذين مثلهم حميد الشاعري، بحيث تعددت أسباب رفض حلمي بكر لتواجد حميد علي الساحة منطلقاً من أن حميد الشاعري هو موسيقيِ غير أكاديمي (غير دارس)، و لكن و علي الجانب الأخر فقد رأي حميد الشاعري بأن فطرته الموسيقية هي أهم ما يميزه لتنتهي هذه المعركة الإعلامية الضارية و التي طالت بلقاء شهير جمع بين الطرفين في أوبريت الحلم العربي و الذي بتوهِ جمع بين العديد من النجوم العرب في ذاك الوقت.

أعماله السنيمائية

لم تحظي السينما بقدر كبير من اهتمام حميد الشاعري حيث شارك في العام ٥ ۹ ۹ ۱ في فيلم من إخراج خيري بشارة و حمل اسم "قشر البندق"، و قد شارك في الفيلم جمع كبير من الفنانيين منهم علي سبيل المثال لا الحصر:محمود ياسين، حسين فهمي، محمد هنيدي، ماجد المصري، عبلة كامل و الفنان الكوميدي الراحل علاء ولي الدين كما شارك أيضا الفنان حميد الشاعري حديثاً في فيلم يحمل اسم "أيظن" بعد غياب تعدي العشر سنوات عن شاشات السينما

و رغم أن فيلم قشر البندق لم يحظي بشهرة واسعة و لكنه قد حاز علي احترام العديد من النقاد و المشاهدين ! ذلك ويذكر أن حميد الشاعري قد حَملَ علي عاتقه المهمة الموسيقية كاملة في هذا الفيلم سواء كانت موسيقي تصويرية أو أغنيات و هذا ما لم يحدث في فيلم أيظن.

ألبوماته الغنائية

اسم الألبوم الوصلة الخاصة بصفحة الألبوم تاريخ الإصدار
عيونها ألبوم عيونها ۳ ۸ ۹ ۱
رحيل ألبوم رحيل ٤ ۸ ۹ ۱
سنين ألبوم سنين ٥ ۸ ۹ ۱
أكيد ألبوم أكيد ٦ ۸ ۹ ۱
جنه ألبوم جنة ۸ ۸ ۹ ۱
شارة ألبوم شارة ۹ ۸ ۹ ۱
حكاية ألبوم حكاية ۰ ۹ ۹ ۱
العالم قام ألبوم العالم قام ۱ ۹ ۹ ۱
كواحل ألبوم كواحل ۱ ۹ ۹ ۱
چيل ميوزيك ألبوم جيل ميوزيك ۳ ۹ ۹ ۱
لوين ألبوم لوين ٤ ۹ ۹ ۱
هدوء مؤقت ألبوم هدوء مؤقت ٤ ۹ ۹ ۱
قشر البندق ألبوم قشر البندق ٥ ۹ ۹ ۱
صديق ألبوم صديق ٥ ۹ ۹ ۱
عيني ألبوم عيني ٧ ۹ ۹ ۱
غزالي ألبوم غزالي ۰ ۰ ۰ ۲
روح السمارة ألبوم روح السمارة ٦ ۰ ۰ ۲

ملفات الميديا

اسم الملف معلومة اضافية عن الملف
ا چلچلى
ا
ا
ا
ا

وصلات خارجية

وثائق ومراجع