حمام عام

الحمام العام هو مبنى يقصده الناس للإستحمام, واستخدام الحمامات العامة لدى العرب قديم فقد وجد مثلا في مدينة الحضر العربية التاريخية حمامات عامة ذات نظام تسخين متطور, ولكن الحمامات العامة وصلت لقمة روعتها ونضوجها في الفترات الأموية والفاطمية, والعباسية فقد ضمت بعض المدن الاسلامية اعدادا كبيرة من االحمامات ، ويكون الحمام عادة في السوق أو متصلا بالجامع وتحتوي القصور الكبيرة على حمامات ضخمة خاصة بها. تبنى الحمامات بطريقة هندسية بحيث تحفظ الحرارة فتكون الجدران سميكة ومنافذ الهواء محدودة وتكون فتحات تصريف البخار لأعلى, بل في أحيان كثيرة تبنى الحمامات تحت الأرض, ويتكون الحمام عادة من ثلاث أقسام, القسم البارد من الحمام ويتألف من منصة واسعة اصطفت من حولها المصاطب وتتوسـطها فسقية جـميلة، وتفرش أرضه بالسجاد, ولكل مصطبة خزانة أو أكثر صماء بدون أبواب، وذلك لخلع الملابس بداخلها أو تعليق الألبسة على مشاجب خشبية. ثم القسم المعتدل ويشمل على كافة الخدمات من استحمام وإزالة الشعر بمقصورة النورة. وأخيرا القسم الخارجي من الحمام وهو القسم الحار ويشبه القسم المعتدل، فيحتوي على أواوين للاغتسال ومقاصير خاصة .. وتتوسطه مصطبة بيت النار التي يجلس عليها المستحمون, أما للناحية الجمالية فأغلب الحمامات العربية القديمة لاسيما الفاطمية كانت مزودة برسومات جدارية مما يعطي الحمام بعدا جماليا خلابا. ويتم استخدام الصابون -والذي اخترعه الكيميائيون العرب- في الحمامات ليعطيها جوا صحيا أيضا. ويحث الإسلام على النظافة والطهارة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله:"النظافة من الإيمان" وفرض الإسلام الغسل بعد الجنابة أو النفاس, فاصبح الإستحمام عادة لدى المسلمين حتى أنه بعد استيلاء الأسبان على الأندلس صاروا يعرفون بيوت المسلمين من خلال احتوائها على الحمامات, فاعتبروا الإستحمام عادة إسلامية فمنعوا الإستحمام لأن (الإستحمام تقليد للمسلمين). يعمل في الحمام العام عادة حمامي وقيم وزبال ووقاد, يقوم الحمامي عادة بتدليك الزبائن ويؤدي بعض حركات الشد للعضلات لإراحتها ويمكن ملاحظة ذلك خصوصا في الحمامات القديمة في المغرب. ومن الحمامات القديمة الموجودة حتى اليوم حمام نور الدين الشهير ب دمشق الذي يقع في سوق البزورية وكان قد أنشئ في عصر نور الدين بن زنكي، وهو كغيره من الحمامات مؤلف من البراني المشلح والوسطاني الفاتر والجواني الحار ومن خزان للمياه وقميم لوقد النار من أماكن الخدمة، وقد رمم وأصبح سياحياً, إضافة إلى حمام الملك الظاهر بجانب المكتبة الظاهرية. وفي حلب هناك حمام يلبغا الناصري الشهير.