الرئيسيةبحث

حلبجة

اثنين من الضحايا نتيجة إلقاء الأسلحة الكيماوية على بلدة حلبجة الكردية ، هذه الأسلحة مستوردة من شركات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية وصينية
اثنين من الضحايا نتيجة إلقاء الأسلحة الكيماوية على بلدة حلبجة الكردية ، هذه الأسلحة مستوردة من شركات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية وصينية
‏ بلدة حلبجة
‏ بلدة حلبجة

التعريف

حلبجة بلدة كردية في العراق تقع في الشمال الشرقي وتبعد عن الحدود الإيرانية 8 - 10 أميال وتقع شمال شرق بغداد وتبعد عنها 150 ميل .

حلبجة في الحرب العراقية الإيرانية

اجتاحت قوات البشمركة الكردية الموالية لإيران بلدة حلبجة في أواخر الحرب العراقية الإيرانية، وفي الرابع عشر من مارس 1988م، أوقعت طائرة عراقية علب غاز على البلدة.

الهجوم الكيماوي على حلبجة

قبل نهاية الحرب مع إيران هاجم الجيش العراقي بلدة حلبجة والمنطقة المحيطة بها بلا رحمة مستخدماً القنابل ونيران المدافع والأسلحة الكيماوية ودمروا البلدة بالكامل، ومات نتيجة هذا الهجوم ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص، ويُعتقد أن الهجوم الذي أستمر لمدة ثلاثة أيام وربما أرتفع عدد القتلى فيه إلى حوالي 12 ألف شخص . هجوم الجيش العراقي على حلبجة والمنطقة المحيطة بها تضمن استخدام غاز الخردل وغاز الأعصاب السلاح الكيماوي السيانيد . الهجوم على بلدة حلبجة كان ضمن الحملة سيئة السمعة التي أطلقها الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد الأكراد التي أطلق عليها ( حملة الأنفال ) التي قمعت الثورات الكردية في شمال العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية . يقال أن صدام حسين هاجم بالأسلحة الكيماوية بحدود 24 قرية في المناطق الكردية في أبريل / نيسان 1987 . الأسلحة الكيماوية التي أستخدمها صدام حسين حصل عليها من شركات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية وصينية . حكمت محكمة هولندية في 23 ديسمبر / كانون الأول 2005 م بأن صدام حسين ارتكب إبادة جماعية ضد شعب حلبجة خلال محاكمتها لرجل أعمال هولندي فرانس فان أنرات لأنه باع مواد كيماوية - اشتراها من السوق العالمية - على نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، وظهر فيما بعد أن رجل الأعمال الهولندي هو مخبر في جهاز الأمن الهولندي ، ومن المطلوبين لدى قائمة أهم المطلوبين عند جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية إف بي آي .

أثار وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول مجدداً قضية قتل الأكراد في حلبجة بالأسلحة الكيميائية بينما كان يفتتح "نصباً تذكارياً" بحضور جلال الطالباني في صيف عام 2003 المنصرم. وما زلنا نسمع ونقرأ من يحمل العراق عرضاً مسؤولية مذبحة حلبجة، وكأن ذلك من البديهيات. ويجيء ذلك عادةً في سياق "بديهية" أخرى هي أن أمريكا سلحت العراق في الحرب العراقية-الإيرانية الدامية خلال الثمانينات‍‍.


وتأتي هذه "البديهيات" اليوم، خاصة حلبجة، تعبيراً عن حاجة قوات الاحتلال لذرائع تشرعن عدوانها على دولة ذات سيادة. بالتحديد أكثر، تتجلى في مذبحة حلبجة بعض أهم ذرائع الاحتلال مثل: 1) أسلحة الدمار الشامل، و2) الديكتاتورية، و3) المذابح الجماعية. ولذلك، صار لا بد من التدقيق بما جرى هناك اعتماداً على المصادر الرسمية الأمريكية نفسها.


ويذكر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي أن إستيراد العراق للأسلحة ما بين عامي 1973 و2002 توزع إحصائياً كما يلي: 57% من روسيا والاتحاد السوفياتي السابق، 13% من فرنسا، 12% من الصين، 1% من أمريكا، وأقل من 1% من بريطانيا. فليس دقيقاً التعميم أن أمريكا سلحت العراق في الثمانينات، وليس في سجل العراق شيء مثل فضيحة "إيران غيت" أو صفقات أسلحة "إسرائيلية" من السوق السوداء أو غيرها، مع العلم أن مسؤولين أمريكيين شهدوا أمام الكونغرس عام 1982 أن "إسرائيل" نقلت أسلحة أمريكية لإيران وجيش لبنان الجنوبي دون أن يتبع ذلك تحقيق بالرغم من مخالفته لنص القانون الأمريكي.


من جهة أخرى، يذكر تقرير محدود التوزيع عن حلبجة لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، اقتطفت أجزاءً منه مجلة الفيليج فويس Village Voice الأمريكية المعروفة في عددها الصادر يوم 1 أيار/مايو 2002 :"معظم الضحايا في حلبجة تسبب بموتهم محلول السيانوجين كلوريد كما بلغنا، ولكن هذا العامل الكيميائي لم يستخدمه العراق يوماً، بل أن إيران هي التي اهتمت به. أما قتلى غاز الخردل في البلدة فمن المرجح أنهم قضوا بالأسلحة العراقية، لأن إيران لم يلحظ أبداً أنها استخدمته".


وفي تقرير أخر عن حلبجة عن مؤتمر دام يومين للملحقين العسكريين في السفارات الأمريكية في "الشرق الأوسط" ومحللين عسكريين وسياسيين من وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووكالة الاستخبارات العسكرية DIA ، اعتمد في نتائجه على التقارير الميدانية والمتوفرة للعموم وعلى التقاط الرسائل السلكية واللاسلكية للجيشين العراقي والإيراني من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA ، جاء تقييم ما حدث في حلبجة كما يلي: "على افتراض أن السيانوجين كلوريد هو المسؤول أساساً عن أسوأ حالات استخدام الكيماويات في القتل الحربي للأكراد في حلبجة، وبما أن العراق ليس له سجل في استخدام هذين العنصرين، والإيرانيون لهم سجل من هذا النوع، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم المسؤولون عن هذا الهجوم". ويمكن إيجاد ذلك التقرير الرسمي على الموقع التالي:

www.fas.org/man/dod-101/ops/war/docs/3203/


ونقلاً عن تقرير أخر لوزارة الدفاع الأمريكية، تقول صحيفة الواشنطن بوست في 3 أيار/ مايو 1990 أن مجزرة حلبجة جاءت نتيجة القصف المتبادل بالأسلحة الكيميائية بين الجيشين العراقي والإيراني بهدف السيطرة على البلدة. ونستنتج من المصادر المختلفة في هذا السياق أن ما حدث في حلبجة هو بدء الجيش الإيراني بقصف حلبجة بالسيانوجين كلوريد بهدف السيطرة عليها، وهو ما أدى لوقوع القسم الأعظم من الضحايا الكردية المدنية، دون أن يكون تعمد استهدافهم هو الغرض، ولكن الجيش العراقي عاد وقصفها بغاز الخردل لتحريرها بعد أن وقعت المجزرة بالمدنيين الأكراد، ولذا فإن ضحايا الأسلحة العراقية كانت أساساً من القوات الإيرانية المهاجمة وقوات الطالباني المتحالفة معها. فلا يستطيعن كولن باول على الأقل اتهام العراق بذبح المدنيين في حلبجة، وإلا فليبدأ أولاً بتكذيب المصادر العسكرية الأمريكية في عهد بوش الأب الذي تقلد فيه منصباً عسكرياً رفيعاً ...


وعلى كل حال، ليس ثمة نفاق أكبر من إدعاء واشنطن أنها تحرص على الأكراد وهي التي جعلت من الدولة التركية أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية في العالم عام 1994، أي العام نفسه الذي هرب فيه أكثر من مليون كردي إلى ديار بكر هرباً من البطش الذي أنزلته القوات التركية بالريف في كردستان المحتلة في تركيا.