في عام 315 ق.م. أخذ اغاثوقليس اليوناني (طاغية سيراكوزا) مدينة مسينا الإغريقية وكانت قرطاجة قد جعلته حاكما لسيراكوزا ثم رفض اتفاق السلام بينه وبين قرطاجة وهجم على الجزء القرطاجي لصقلية، وأيضا مدينة اكراغاس. فأرسلت قرطاج حملقار حفيد حنى الطيار ليحاربهم، وكان نجاح عظيم، ففي عام 310 ق.م. كان يحكم تقريبا كل الجزيرة وكان جيشه حول سيراكوزا نفسها.
لكن اغاثوقليس ذهب سرا عام 310 ق.م مع جيش يتكون من 14.000 جندي على متن 60 سفينة ليهاجم قرطاج نفسها، و عندما رسا على البر الافريقي أحرق سفنه و أتجه بعزم نحو قرطاجة ، فكانت تلك صدمة قوية للقرطاجيين حيث سقطت حصونهم بسهولة لأنهم كانوا غير مستعدين للقتال . فلم تصادف اليونانيين سوى الحقول الخصبة و بساتين الكروم و خربوا في طريقهم مدن ميغالوبوليس و تونس و بدأوا التعسكر حول قرطاجة نفسها.
أرسلت قرطاجة جيشا لمقابلة أغاثوقليس و لكنه أوقع به هزيمة ساحقة مما جعل الموقف شاذا حيث كل من الطرفين يحاصر مدينة الآخر. و بينما كان حملقارت يحاصر سيراكوزا إستطاع أغاثوقليس أن يمد منطقة سيطرته شرق قرطاجة. وتحالف مع أوفلاس حاكم قورينائية (برقة) الذي يتبع البطالمة في مصر فأمده هذا الأخير ب 10,000 جندي من الأثينيين و توجه إلى أغاثوقليس الذي قتله و أستولى على جيشه.
في ذلك الوقت تعرضت قرطاجة لأزمة سياسية داخلية حيث أوشك بوملقارت على أن يصل إلى السلطة المطلقة لكنه قتل فأستغل أغاثوقليس الفرصة و استولى على مدن أوتيكا و هيبوأكرا (بنزرت)، فبدأ في إنشاء أسطول و أبحر بجيش صغير إلى صقلية ليفك الحصار القرطاجي عنها.
إلا ان القرطاجيين استغلوا فرصة غيابه و هاجموا قواته اليونانية في أفريقيا وهزموها و تمكنوا من إعادة حلفائهم السابقين إلى جانبهم . فعاد أغاثوقليس مسرعا إلى أفريقيا بعد فوات الأوان ففشل ففر إلى صقلية و توصلت قواته إلى الإتفاق مع قرطاجة و عقد معاهدة مع القرطاجيين عام 305 ق.م. أدت إلى نهاية الحرب بينهما حيث أحتفظت قرطاجة بأملاكها في الشمال الأفريقي و تأخذ جزء من صقلية حتى نهر هاليقوس (ثلث الجزيرة تقريبا) بينما يأخذ أغاثوقليس تعويضا رمزيا.