الرئيسيةبحث

حرب بونيقية ثالثة

كانت روما تبحث عن الذرائع لتشن الحرب على قرطاجة من جديد لكن الجماعة الحاكمة قي قرطاحة بعد الحرب البونيقية الثانية (218-202 ق.م) كن همها الحفاظ على الوئام والسلام مع روما و الإهتمام بإنعاش التجارة في قرطاجة و زراعتها . ولم يمض كثير من الوقت حتى غدت قرطاجة ثاني أكبر مركز تجاري في غرب البحر المتوسط . كما اصبحت أرضها تغل حاصلات وفيرة . مما جعلها تعرض على روما أن تدفع الأقساط اتلباقية جميعها دفعة واحدة ، وأن تتبرع لروما و في العام نفسه و في عدة مناسبات تالية بكميات كبيرة من القمح دون مقابل.

نظرت روما إلى نجاح ونهوض قرطاجة من عثرتها بعدم الرضى و القلق الشديد الذي مرجعه الغيرة و الحسد من ناحية و الخوف من أن تعيد قرطاحو بناء قوتها مما حذا بالسناتو الروماني إلى إنتظار الفرصة المناسبة لتدمير قرطاجة . كان ماسينيسا ملك نوميديا يطمع في أن يسيطر على أراضي قرطاجية كثيرة لذلك كان دائما يزرع الخوف عند الرومان ضد قرطاجة . فكان يعتدي مرات كثيرة على ألأراضي القرطاجية فتشتكي قرطاجة الأمر للرومان و لكنهم يقفون مع حليفهم الملك ماسنيسا .

و حدث أن طلب ماسينيسا من قرطاجة السماح له بدخول طرابلس بحجة ملاحقة ثائر فر إلى برقة وعندما رفضت هذا الطلب هاجم إقليم طرابلس و أحتل سهل الجفارة لكنه عجز عن الإستيلاء على مدن طرابلس الثلاث.

أرسلت روما سفارة إلى قرطاجة بشأن الموضوع بقيادة كاتو الكبير فعاد إلى روما محرضا على شن الحرب على الفرطاجيين بحجة تكديسهم للأخشاب في الميتاء لبناء أسطولهم و أن الجيش الذي حاربوا به ماسينيسا هو نواة جيش الإنتقام من روما.

أرسلت روما بعثة أخرى إلى قرطاجة و في هذه المرة طلبت البعثة الرومانية من قرطاجة تسليم مدن طرابلس الثلاث لماسينيسا مما أثار القرطاجيين و أشعل نار الغضب فيهم لدرجة أن البعثة فرت من قرطاجة خوفا على حياتها.

و أستمر كاتو في تحريضه ضد قرطاجة حيث كان يقول في مجلس السناتو (يجب أن تدمر قرطاجة، يجب أن تدمر قرطاجة). وأنحاز الرومان لماسينيسا الذي تشجع بالخوض في شؤون قرطاجة الداخلية فما بين عامي 151-150 ق.م ظهرت الخلافات السياسية داخل قرطاجة فطرد الحزب الموالي لماسينيسا من المدينة فطلب هذا الأخير بأعادة مواليه إليها الأمر الذي رفضته قرطاجة فقامت الحرب بينهما و أنتهت بإنتصار ماسينيسا.

قامت قرطاجة بعد ذلك بإعدام القادة العسكريين و أرسلت شكوى إلى روما من تصرفات ماسينيسا لكن الرومان أستغلوا الفرصة.

في عام 149 ق.م أستسلمت أوتيكا للرومان فأعلنوا الحرب على قرطاجة . في ذلك الوقت توجهة بعثة قرطاجية إلى روما تطلب الإستسلام دون شرط أو قيد فقال لها السناتو بأنه سيسمح ببقاء حرية القرطاجيين وقوانينهم و إقليمهم و ممتلكاتهم العامة و الخاصة شرط أن يسلموا ثلاثمئة من أبرز رجالهم كرهينة و أن يطيعوا الأوامر التي يصدرها القنصلان الرومانيان المتوجهان إلى أوتيكا. فوافق القرطاجيون على كل ذلك . و عند وصول القنصلين إلى أفريقيا كشفا هدف السناتو الحقيقي بأن طلبوا من القرطاجيين أن يخلوا مدينتهم و أن يبتعدوا عن الشاطىء ل16 ميلا و اكن ذلك الشرط المفاجىء المخادع بقصد تدمير اقتصاد قرطاجة .لكن القرطاجيين لم يتخلوا عن مدينتهم و بدأوا بالتحصن فيها إلى أن سقطت و أحرقت نهائيا ودمرت بعد حصار ثلاثة أعوام متتالية (149-146 ق.م).