الرئيسيةبحث

حاشد

فهرس

قبيلة حاشد

قبيلة حاشد تعد كبرى قبائل اليمن وينتمي لها الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني وشيخ مشايخ قبيلة حاشد. ومن علمائها : عبدالله بن محمد النجري ومنهم علماء ومشايخ ومعروفون بأنهم رجال صلابة وحرب النجري يرجع جوادي من حاشد ومساكنهم من محافظة حجه إلى صعدة مع الحدود السعودية

كان أول من برز تاريخياً من بيت (الأحمر) فـي زعــامـة قبيلة حاشد هو الشيخ /علي بن قاسم الأحمر وذلك في أواخر القرن الحادي عشر الهجري ، وكان صاحب شخصية قوية ونفوذ قوي جعل (حاشد) تلتف حوله بقوة ، واستطاع أن يجمع حوله أتباعاً حتى من قبائل بكيل .

انتقل الشيخ / علي بن قاسم الأحمر من (العُصيمات) إلى ( حبور ظليمة ) من بلاد حاشد فعمّر حصنها واستقرت عائلته فيها ، وامتـدت ممتلكاته وأراضيه الزراعية في عدد من مناطق (حجة) و(الشرفين) التي كان له فيها حصون ونفوذ .

وبرز بقوة على مسرح الأحداث في بداية القرن الثامن عشر الميلادي الموافق عام 1120هـ عندما تكتل مع عـدد مـن رؤساء حـاشـد وبكــيل للانتقـام من ( القاسم بن الحسين ) الذي قتل كبير سفيان / صالح بن هادي بن حسين ، وفي 1128هـ ولاه الإمام المنصور صاحب شهارة قيادة جيش لمواجهة ( القاسم بن الحسين ) الذي أعلن خروجه على الإمام المنصور صاحب شهارة.

وبعد وفاة الإمام المتوكل ( قاسم بن الحسين ) أيد الشيخ / على قاسم الأحمر الإمام محمد بن إسحاق ضد الإمام المنصور الحسين بن قاسم بن الحسين ، وتطور النزاع بين الطرفين حتى حاصرت رجال حاشد وبكيل بقيادة الشيخ / علي بن قاسم الأحمر وزعماء من بكيل صنعاء ولكن الإمام المنصورالحسين بن قاسم تمكن من تفريق صفوف المهاجمين فانسحبت بعض القبائل لكن الشيخ/ علي بن قاسم الأحمر استمر في الحصار،ثم دعاه الإمام إلى الاجتماع في ( بئر الشائف ) ونصب الخيام وكان قد أضمر قتل الشيخ / علي بن قاسم الأحمر بعد أن وجده متمسكاً بمطالبه ، وتمكن الإمام من تنفيذ خطته واغتال جنوده الشيخ الأحمر في الخيمة وهو في ضيافة الإمام وقطعوا رأسه وألقوبها إلى أصحابه قائلين خذوا صنمكم ياحاشد ، فيما حملت قبائل حاشد المغدورة جسد الشيخ الأحمر إلى أهله . وثارت بعدها قبائل حاشد وبكيل انتقاماً لاغتيال زعيمها الشيخ/ علي بن قاسم الأحمر غيلة وغدراً ، وناصروا الإمام الناصر محمد بن إسحاق حتى اضطر الإمام الحسين بن القاسم بن الحسين للتنازل عن الإمامة ومبايعة الإمام محمد بن إسحاق بشروط.

كان مصرع الشيخ / علي بن قاسم الأحمر ذا أثر مؤلم على أسرته وأبنائه وقبائله ومرت سنوات طويلة قبل أن تظهر زعـامة كبيـرة في آل الأحمر ، حتى برز اسم الشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر في أواخر القرن الثاني عشر الهجري الذي يعده بعض المؤرخين المجدِّد الثاني لدور أسرة آل الأحمر في المجتمع اليمني . وفي الوقت نفسه ظهر اسم الشيخ / ناشر بن علي يحيى الأحمر الذي كان أحد قادة جيوش الإمام محمد بن يحيى حميد الدين ضد الأتراك ، وقد لقي مصرعه بعد أن وقع أسيراً لدى الأتراك بعد معركة حامية معهم في ( كوكبان) .

أما الشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر فقد أدى دوراً هاماً في نصرة الإمام المنصور محمد حميد الدين ثم ابنه الإمام يحيى طوال سنوات الحرب ضد الوجود العثماني الثاني في اليمن ، فقد كانت بلاد حاشد بمختلف مناطقها هي الأرض التي احتضنت الإمامين وآزرتهما حتى دخول الإمام يحيى صنعاء وإعلانه إماماً فيها ، وبعد وفاة الإمام محمد حميد الدين دعم الشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر ترشيح ابنه يحيى حميد الدين للإمامة ، وعندما اختلف العلماء حول الشخص المناسب أصر الشيخ /ناصر بن مبخوت الأحمر على تولية ( يحيى ) وخاطب كبار العلماء في ذلك قائلاً لهم: ( ما بش غير سيدي يحيى ) .وعندما عقد الإمام يحيى صلح ( دعان ) مع الأتراك كان الشيخ/ ناصر معارضاً للصلح ولموقف الإمام يحيى نتيجة للتعبئة الإمامية ضد الأتراك، فقد فوجئ الشيخ ناصر مبخوت الأحمر أن الإمام يحيى بدأ يتحدث عن الأتراك بأنهم مسلمون أخوة لليمنيين بعد أن كان يصفهم بأنهم مستعمرون ، بغاة ، كفار تأويل،وأن من قتل تركياً دخل الجنة ! ومن الواضح أن هذا التغيير في موقف الإمام يحيى قد استثار غضب عدد من زعماء ومشائخ حاشد وبكيل لأن التغيير حدث دون استشارتهم فاعتبروه كالطعنة في ظهورهم ، ونكث بالعهد الذي ناصروا الإمام على أساسه وهو دفاعهم عن الدين والخلافة المتمثلة في الإمام والإمامة ، وفي تلك الأيام لم يكن الناس يدرون ما يدور خارج مناطقهم فضلاً عن أوطانهم ، ولذلك كان صلح ( دعان ) – الذي فرضته ظروف إقليمية وعالمية – مفاجأة للشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر الذي فضّل بعد ظهور الخلاف مع الإمام ( يحيى ) الالتحاق بالإمام محمد الإدريسي في عسير والمخلاف السليماني لمناصرته في حربه ضد الأتراك ، ولم يكن الشيخ/ناصر الأحمر وحده في هذا الموقف بل كان معه مشائخ من حاشد وبعض مشائخ بكيل وفي مقدمتهم آل الشايف ، ومشائخ من أرحب ، وسفيان .

رغم موقف الشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر ، إلا أن الإمام يحيى كان يهابه وقد ظل حريصاً على التودد إليه بعد سقوط دولة الإمام الإدريسي ، وكان الإمام يتجنب الإساءة إليه وإلى ( حاشد ) ، احتراماً لمكانته وماضيه ودوره مع حاشد في نصرة الأئمة وخاصة الإمام يحيى وأبيه قبله.

وبعد وفاة الشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر، بدأ الإمام يحيى مواجهته العسكرية لقبيلة (حاشد) وأبناء الشيخ / ناصر بن مبخوت الأحمر وقد بدأت المواجهة في (حجة) حيث أيد الشيخ / ناصر بن ناصر بن مبخوت الأحمر ( محسن شيبان ) في مواجهته للإمام يحيى ، وأرسل أخاه الشيخ / حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر لمناصرة محسن بن شيبان الذي ثار بسبب قيام الإمام يحيى بحبس أخيه يحيى بن شيبان الذي كان مسؤولاً عن (حجة) بتهمة إجراء اتصالات مع الإدريسي .. ونجح الهجوم على حجة ، وتمكن المهاجمون بقيادة الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر ومحسن شيبان من الاستيلاء على قاهرة حجة وبعض حصونها فيما كان أمير حجة سيف الإسلام أحمد بن يحيى خارج المدينة ، لكن الإمام أرسل وساطة كان نتيجتها انسحاب المهاجمين بسلام وعودتهما إلى بلاد العصيمات.

وفي إطار المواجهة مع الإمام يحيى ، قاد الشيخ ناصر بن ناصر الأحمر بنفسه جيشاً للسيطرة على حجة رداً على قيام سيف الإسلام أحمد بتخريب البيوت والحصون ، وقد اشتبكوا مع عامل نيسه ، الذي اعترضهم قبل وصول حجه بإيعاز من الإمام يحيى لإتاحة الفرصة للسيف أحمد لترتيب أموره والاستعداد الحربي وعلى الرغم من أن هذه المعركة استنفذت جزءاً من قوة المهاجمين إلا أنهم تمكنوا من الاستيلاء على حصن ( نيسه) وغنموا ما فيه من (الحبوب) التي كانت من أهم حاجات الناس حينذاك ، ومثلما حدث في قاهرة حجة فإن الإمام أرسل وساطات من كبار العلماء وزعماء القبائل للصلح بين الإمام يحيى وبين زعماء آل الأحمر .. وتم الاتفاق على إيقاف الاعتداءات على مناطق وحصون آل الأحمر مقابل انسحاب قوات حاشد من المناطق التي احتلتها.

وبعد فترة عاد الخلاف بين الإمام يحيى وبين الشيخ ناصر بن ناصر الأحمر ، وأرسل الإمام جيشاً كبيراً حاصر حصن ( حبور ) في (ظليمة) وضربوه بالمدافع تحت مـبرر أن أهل مناطق حاشـد من رعية الإمام ولا ينبغي أن تبقــى تحت سيطرة الشيخ / ناصر الأحمر ، وأيضا تحت مبرر ضمان توريث النساء، كانت الحملة مكونة من جيوش متتالية : الأولى عام 1341هـ بقيادة الشريف عبدالله الضمين ، والثانية بقيادة الأمير / عبدالله أحمد الوزير عام 1343هـ ، وثالثة الحملات وأكبرها كانت بقيادة أمير حجة أحمد بن يحيى 1346هـ .. وكانت نتيجة كل هذه الحملات انتصار جيوش الإمام يحيى وفرض سيطرتها مما أدى إلى إذعان (آل الأحمر) وتسليمهم للرهائن المطلوبين بعد أن أبدوا مقاومة شديدة .

وكان من نتائج الوساطة التي قام بها العلامة محمد محسن الشهاري للإصلاح بين الإمام يحيى وبين آل الأحمر أن قرر الشيخ ناصر بن ناصر الأحمر مغادرة البلاد نهائياً ، والنزوح إلى نجران ، وعدم البقاء تحت سيطرة الإمام ، وعندما بدأت علامات الحرب اليمنية السعودية توجه الشيخ ناصر الأحمر إلى الرياض حيث خيّره الملك عبد العزيز آل سعود أن يقيم حيث يشاء فاختار البقاء في ( أبها ) عاصمة عسير ، ومنها تزوج وعاش حتى مات سنة 1362هـ.

بعد نزوح الشيخ / ناصر بن ناصر الأحمر إلى خارج اليمن ، انتقلت زعامة آل الأحمر وقبيلة حاشد إلى أخيه الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر ، وهو من مواليد عام 1318هـ بحصن (حبور) ، وتربى تحت إشراف أبيه الشيخ/ ناصر بن مبخوت الأحمر، وشارك والده ثم شقيقه في الأحداث العاصفة التي مرت بها اليمن وبلاد حاشد ابتداء من انضمام والده إلى الإمام محمد بن علي الإدريسي ، ثم شارك مع شقيقه في المواجهة الحربية الطويلة التي تمت بين جيوش الإمام يحيى وبين آل الأحمر وأنصارهم من حاشد وبكيل حتى انتهت المواجهة بانتصار الإمام يحيى ونزوح الشيخ / ناصر بن ناصر الأحمر إلى نجران واستقراره في عسير.. أما الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر فقد تسلم زمام القيادة وبعد انتهاء المواجهة العلنية حيث بدأت مرحلة الحذر والمكـائد الخفية ضــد (آل الأحمر) ، لكن الشيخ / حسين الأحمر مكث جزءاً من هذه الفترة في أملاكه وبين أهله ،ورزق ابنه الأكبر ( حميد ) عام 1349هـ ثم مولوده الثاني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عام 1351هـ.

ومع أن الأوضاع استقرت لمصلحة الإمام يحيى بعد انتهاء مقاومة (آل الأحمر) وأنصارهم ، إلا أن العلاقة بين الطرفين ظلت متوترة ، واستمرت سياسة الإمام قائمة على نهج إيذاء (آل الأحمر) ومحاولة تحجيمهم عن طريق سلسلة من المضايقات التي طالت أملاكهم وبغرض استنزاف قوتهم المالية بعد أن تم القضاء أو تحجيم قوتهم الحربية، واضطر الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر، وشقيقه غالب بن ناصر الأحمر، للتواجد في صنعاء فترات طويلة لمتابعة القضايا والمشاكل التي كـان يثيرها الإمـام وأبناؤه ضـد (آل الأحمر) مما سبّب لهم خسائر كبيرة بسبب مصروفات البقاء في صنعاء والتقاضي أمام المحاكم حتى خسر (آل الأحمر) كثيراً من أموالهم ولم يبق معهم إلا الأراضي الزراعية التي لم تسلم هي الأخرى من الأدعياء الذين كانوا يزعمون أنها لهم بتحريض من الإمام يحيى وأبنائه.

كـان مــن تـرتيبات الصـلح إيـداع رهـائن من (آل الأحمر) لدى الإمام يحيى في صنعاء، وفي البداية تم وضع رهينتين هما الشيخ / عسكر بن ناصر شقيق الشيخ / حسين بن ناصر والشيخ حمود بن ناصر بن ناصر الأحمر، وظلا رهينتين حتى ماتا واحداً بعد الآخر ، وتم إلزام (آل الأحمر) بتقديم رهينتين جديدتين بدلاً عنهما فكان الشيخ / حميد بن حسين الأحمر ابن السنوات التسع والشيخ / علي بن غالب الأحمر هما الرهينتين الجديدتين على اشتراط أن يتم نقلهما من صنعاء إلى ( حجة ) ليكونا قريبا من أهلهما.

ظلت علاقة (آل الأحمر) بالإمام يحيى وأولاده يشوبها التوتر وعدم الثقة، فبالإضافة إلى احتجاز رهينتين من أبناء (آل الأحمر) فقد ظل الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر مضطراً للتردد والبقاء فترات طويلة في صنعاء لدى الإمام يحيى لمتابعة القضايا والمشاكل التي كان الإمام يحيى وأولاده يثيرونها ضد (آل الأحمر) بغرض إنهاء مكانتهم القيادية في قبيلة حاشد ، واستمر الحال على ذلك عشرين عاماً من 1347هـ حتى 1367هـ.

وعندما قامت ثورة 1948م الدستورية ، دعا ولي العهد أحمد بن يحيى حميد الدين القبائل لنصرته والانتقام لأبيه المقتول ، وفي أثناء تحركاته لحشد الجيوش لإسقاط ثورة الدستور التقى ولي العهد بالشيخ / حميد بن حسين الأحمر في منطقة الأمان بحجة فأخذه معه رهينة في حجة حيث استقر ولي العهد لقيادة الحرب ضد ثورة الدستور ، وكان احتجاز الشيخ / حميد الأحمر بمثابة رسالة لوالده الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر بضرورة المشاركة في حشد القبائل في المعركة ضد الثورة .

ومن جانبه كان الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر متواجداً في منطقته عند قيام الثورة ، وكان سيف الإسلام الحسن بن يحيى كذلك في المنطقة نفسها ، وقد ألزم (الحسن) الشيخ حسين الأحمر بتحريك القبائل لمناصرة الإمام لكنه تباطأ في تنفيذ الأمر رغم أنه لم يكن مقتنعاً بشخصية الإمام الجديد في صنعاء : الإمام أحمد عبدالله الوزير الذي كان أحد قادة جيوش الإمام يحيى التي بطشت بالمعارضين بقسوة . وهكذا فالشيخ حسين الأحمر لم يكن مقتنعاً بالإمام الجديد في صنعاء ، ولم يكن كذلك متحمساً لإجهاض الثورة فكانت تحركاته بطيئة فلم يصل إلى (عمران) التي كانت منطقة حشد القبائل للهجوم على صنعاء إلا بعد أن سقطت ثورة الدستور 1948م ، وقد أدى هذا الموقف إلى إثارة استياء الإمام أحمد وأثار ضغينته فأضافها إلى ما سبق من الضغائن ضد آل الأحمر.

بعد فشل ثورة 1948م ، واتضاح موقف الشيخ حسين بن ناصر الأحمر السابق للإمام، بدأ فصل جديد من المضايقة الإمامية ، فقد أمر الإمام أحمد بسجن الشيخ / حسين الأحمر بحجة أن الشيخ / باقي بن ناصر النقيب ، أحد مشائخ العصيمات وكان وكيلاً للشيخ حسين الأحمر في صنعاء ، كان من المؤيدين لثورة الدستور 1948م، وكان قد تمكن من الخروج من صنعاء والاخـتفاء، فـكان ذلك الأمـر مبرراً للإمام أحمد ليقوم بسجن الشيخ / حسين الأحمر حتى يظهر الشيخ (باقي النقيب) الذي كان قد تمكن من الهروب إلى السعودية.

ظل الشيخ/ حسين بن ناصر الأحمر محبوساً لدى الإمام أحمد في تعز ، وابنه الشيخ / حميد الأحمر محبوساً في ( حجة ) .. ولم يكن يسمح لهما بالخروج إلا بتسليم رهينة بدلاً عن كل واحد منهما خلال مدة السماح لهما بالسفر وزيارة الأهل، وكان الرهينة هو الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان شاباً صغيراً لكنه اضطر للإشراف على شؤون عائلته بسبب غياب والده وشقيقه الأكبر في سجون الإمام .. كما كان يقضي شهوراً طويلة في التردد على مقام الإمام في تعز للمراجعة لوالده أو لشقيقه ليتمكنا من زيارة الأهل.

سنحت للشيخ / حميد بن حسين الأحمر أثناء سجنه في حجة بعد ثورة 1948م فرصة أن يلتقي بعدد من أكابر العلماء والمفكرين والسياسيين الذين سجنوا في حجة بسبب مشاركتهم في ثورة الدستور … وتتلمذ الشيخ / حميد الأحمر على أيدي هؤلاء النوابغ في العلم والسياسة والأدب ، واستفاد منهم فوائد عظيمة جعلته شخصية جديدة وصاحب طموحات كبيرة ، ومهتماً بالقضية الوطنية ، وعندما انتهت فترة السماح له بالخروج من السجن رفض العودة إلى ( حجة ) وفضل الذهاب إلى تعز، وهنالك أعجب به (الإمام) فلم يسجنه واستبقاه معه في (المقام) الذي يعيش فيه أولاد الإمام والأمراء من بيت حميد الدين ، وكان يشارك في جلسات المقيل التي يحضرها الإمام أحمد ، وبدأ ببناء علاقات مع أمراء البيت الحاكم وخاصة الأمير محمد البدر ، كما أقام علاقات مع عدد من رموز القضية اليمنية مثل القاضي/ عبدالرحمن الإرياني الذي كان بمثابة الزعيم الروحي للأحرار، وظل الإمام أحمد حريصاً على مرافقة الشيخ / حميد الأحمرله ، وأخذه معه مرتين: الأولى أثناء ذهابه إلى صنعاء 1954م لاستقبال الملك سعود بن عبدالعزيز ، والثانية عند سفره إلى جدة .

وفي هذه الأثناء كان الشيخ / حسين بن ناصر الأحمر إما في الإقامة الجبرية ، أو في البلاد حينما يسمح له الإمام بالذهاب إلى أهله وقريته ، وبعد حركة الثلايا 1955م طلب الإمام أحمد عودة الشيخ / حسين الأحمر إلى تعز لكنه أرسل ابنه الشيخ /عبدالله بن حسين الأحمر بدلاً منه .. وتوثقت علاقة ابني الشيخ حسين الأحمر ( حميد ، وعبدالله ) بالإمام أحمد خلال وجودهما في تعز ، وتحسنت العلاقة نسبياً بين الإمام وبين آل الأحمر من خلال شخصية الشيخ/حميد الأحمر الذي أصبح محل ثقة الأمير محمد البدر من خلال دوره في أخذ البيعة للبدر كولي للعهد ، وهي القضية التي تبناها عدد من الأحرار بغرض إضعاف بيت حميد الدين لمصلحة القضية الوطنية.

وعندما سافر الإمام أحمد للعلاج إلى إيطاليا عام 1958م رافق الشيخ / حميد الأحمر ولي العهد البدر إلى صنعاء ، وسمح للشيخ / حسين الأحمر بالذهاب إلى القرية ، وعندما قام عدد من الجنود بحركة احتجاجية في صنعاء لأسباب خاصة ليس لها علاقة بالقضية الوطنية ، استعان (البدر) بالشيخ / حسين بن ناصر الأحمر ، وطلب منه أن يقوم بتهدئة المحتجين ففعل ذلك.

وبعد فترة قام الجنود بحركات احتجاجية جديدة في تعز وإب وصنعاء مما أثار مخاوف (البدر) الذي طلب من مشائخ القبائل – وفي مقدمتهم آل الأحمر- التعجيل بالدخول إلى صنعاء ، وتـوافـد مشـائخ القـبائل مـن كــل مكـان إلى صنعاء، واستغل الشيخ / حميد الأحمر، ومعه عدد من المشائخ ،مثل الشيخ / سنان أبو لحوم والقاضي أحمد السياغي، هذه الفرصة فقاموا بتوعية مشائخ القبائل وتعبئتهم ضد الوضع القائم وتهيئة أذهانهم وعقولهم بضرورة تغيير الأوضاع ، ونشأت من خلال القاضي عبدالسلام صبره قواسم مشتركة بين أولئك المشائخ وبين العلماء والمثقفين وضباط الجيش والأمن.

أثارت هذه الأوضاع مخاوف لدى الإمام أحمد الذي كان متواجداً في إيطاليا وتصله أخبار ما يحدث في صنعاء من دعوات للتغيير عبر الجواسيس والشخصيات المرتبطة به، والتي أسندت كل ما يحدث للشيخ / حميد بن حسين الأحمر باعتباره الزعيم الأول مع القاضي السياغي ،كما أثار مخاوف الإمام من ازدياد شعبية الشيخ/ حميد الأحمر بين مشائخ القبائل الذين التفوا حوله ، فقد حدث أنه عندما دخل الشيخ حميد الأحمر مع قبائل صعدة إلى صنعاء أن جرى له استقبال كبير ، وهو راكب حصاناً ، واحتفوا به احتفاء كبيراً أطلق فيه الرصاص في الهواء وتعالت زغاريد النساء ورجال القبائل ينشدون ويرحبون به بزامل شعبي:

إمامنا الناصر ومن بعده حميد سبحان من رد العوائد لأهلها

وقد أدى كل ذلك إلى زيادة مخاوف الإمام، واشتعال أحقاد الماضي ضد آل الأحمر، فلم يعد الأمر عائداً إلى مكانتهم القبلية بل تطور إلى خوف على السلطة نفسها حيث بدأ الشيخ / حميد وكأنه ينازعه ( الملك ) فكان ما كان من معاناة انتهت باعدام كل من /حميد الأحمر ووالده حسين بن ناصر الأحمر سنة 1959م على يد الإمام أحمد مما عجل بزوال ملك أئمة اليمن سنة 19

نسب حاشد

حاشد بن جشم بن حُبران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.


ديار القبيلة

تمتد اراضيهم من شمال صنعاء إلى صعدة و تشمل جبال وغير ذلك من المناطق التي تعتبر ضمن حدود محافظة عمران.

مراجع