جدري هو أول مرض ينتصر عليه البشر. لقد فتك الجدري وشوه وسبب العمى لملايين الضحايا عبر تاريخه الطويل. ينشأ الجدري نتيجة للعدوى بفيروس ينتقل من المصابين إلى الأصحاء. ويظهر طفح يشبه البثور على جلد المريض، ثم تتكون قشرة على البثور ما تلبث أن تسقط تاركة ندبة في مكانها. وليس للجدري علاج. كما يموت 20% من ضحاياه، ويصاب الباقي بتشوهات مستديمة، ويصاب البعض بالعمى. وفي سنة 1796، قام الطبيب الإنجليزي إدوارد جينر بتحضير أول لقاح ضد الجدري. وبحلول أربعينيات القرن الحالي، اختفى الجدري من أوروبا وأمريكا الشمالية. وفي سنة 1967، بدأت منظمة الصحة العالمية في تنظيم حملة للقضاء عليه. وفي سنة 1977، ظهرت أخر إصابة بالجدري في الصومال؛ وفي سنة 1980، أعلنت المنظمة أنها نجحت في القضاء على المرض.
في أواخر القرن الثامن عشر، قام إدوارد جينر بملاحظة ودراسة الآنسة ساره نيلمس حلابة البقر التي اصيبت بالجدرى سابقا ووجدت بعد ذلك محصّنه ضدّ الجدري وذلك لأنها كانت قد أصيبت بحمى جدري البقر (cowpox). فاستنتج جينر أن أخذ مواد من جلد المصابة وحقنها بشخص آخر لإصابته بنفس المرض سوف يولد مناعة مستقبلية ضد مرض الجدري وذلك لأن هذا المرض هو مشابه للجدري ولكنه أقل خطورة. طوّر جينر اللقاح الأول مستند على هذه النتائج؛ بعد جهد طويل (لكن ناجح) قام بحملة تطعيم إستمرت إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية إستئصال الجدري من العالم في عام 1980.