الرئيسيةبحث

تعريب

التعريب لفظٌ مشتركٌ متعددُ المعاني، يُقصد منه على وجه الأِجمال النقلُ إِلى اللغة العربية من لغةٍ أخرى. أمّا لغةً، فهو كما يعرّفه معجمُ لسانُ العربِ، مصدر الفعل عرّب، وعرّب منطقَه: هذّبه من اللحن. أمّا ٱصطلاحاً فالتعريب لَهُ معانٍ عدّة تختلفُ ٱتساعاً:

فهرس

تعريب الكلمات و الحَورفَة

يرى الدكتور صفاء خلوصي بأن التعريب غير الترجمة. فالترجمةُ كما يقولُ هي نقلُ معنى واسلوب من لغةٍ إلى اخرىَ، بينما التعريبُ هوَ رسمُ لفظةٍ اجنبيةٍ بحروفٍ عربية، وهو ما يعرفُ بالإنجليزيةِ بـ (Transliteration) أو الحَورفَة و هي كتابة ألفاظ لغةٍ ما بأحرفِ لغةٍ أُخرى، والطريقةُ المتّبعةُ فيها هي الطريقةُ نفسهاَ التي اتّبَعها قدماءُ العربْ، أي كتابةُ الحروفِ التي لا نظيرَ لها في العربيةِ بما يقاربهاَ في النطقِ [1].

وقد عالج العلامةُ ابن خلدون هذا الموضوع في مقدمتهِ فقال: "... ولما كان كتابنا مشتملاً على أخبارِ البربر وبعضِ العجمِ وكانت تعرضُ لنا في أسمائهمْ أو بعضِ كلماتهمْ حروفٌ ليست من لغةِ كتابنا ولا أصطلاح أوضاعنا, اضطررنا إلى بيانهِ ولم نكتفِ برسمِ الحرفِ الذي يليه كما قلنا لأنّهُ عندنا غير وافٍ للدلالةِ عليه, فاصطلحتُ في كتابيَ هذا على أنْ أضعَ ذلك الحرف العجمي بما يدل على الحرفينِ الذينِ يكتنفانه ليتوسط القاريءُ بالنطقِ بين مخرجي ذينك الحرفينِ فتحصلُ تأديتهُ وإنما اقتبست ذلكَ منْ رسمِ أهلِ المصحفِ حروفُ الإشمامِ كالصراطِ في قراءةِ خَلَف فإنّ النطقَ بصادهِ فيها متوسطٌ بينَ الصادِ والزاي، فوضعوا الصادَ ورسموا في داخلهاَ شكلُ الزايِ ودلّ عندهم على التوسطِ بين الحرفينِ".

تَعريب المصطلحات العلميّة

وهو نقل نصوص أجنبية إلى العربية وإيجاد مقابلاتٍ عربية للمفاهيم الجديدة. التعريب ليس نشاطاً حديث العهد، فقد قام العرب منذ فجر الحضارة العربية الإسلامية بنقل النصوص العلمية إلى اللغة العربية، كما أجريت عملية تعريب الدواوين على أيّام عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي أي تحويل التدوين إلى اللغة العربية.

سياسة تعريب التعليم

وفي أيامنا يجري جدل حول ضرورة ومدى التعريب في التعليم الجامعي.

أهم حجج معارضي التعريب هي أن العالم العربي حالياً لا يسهم في العلوم الحديثة، ولذا من الأفضل أن يتم التدريس باللغة الإنكليزية بصفتها لغة العلوم والفنون، وذلك لكي يعتاد المتعلمون على قراءة أحدث المواد العلمية باللغة التي تم نشرها بها؛ وأن سرعة التطور العلمي لا يترك للغة العربية مجالاً لاستيعاب المصطلحات الحديثة؛ وأن حركة الترجمة لا يمكن أن تلحق بسرعة التطور العلمي.

أما مؤيدو التعريب فيشيرون إلى أن أغلب الطلاب لن يلموا باللغة الأجنبية بالقدر الذي يسمح لهم بالاطلاع على المراجع الأجنبية وفهمها بيسر؛ وأن التعليم باللغة الأجنبية يمكن أن يخلق عند الإنسان ازدواجية في الشخصية ويؤدي إلى انقطاعه عن ثقافته الأم؛ وأن التعليم باللغة الأم يوفر الكثير من الجهد الذي يُهدَر على فهم النص الأجنبي بحد ذاته، ويوجه الجهود إلى فهم المادة العلمية نفسها؛ وأن اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم الحديثة؛ وأن المفاهيم العلمية الأساسية أكثر ثباتاً، ولا ينكرون ضرورة الإلمام باللغات الأجنبية للاطلاع على المستجدات.

يرجع تعريب التعليم الجامعي في العصر الحديث إلى محمد علي في مصر؛ أما حالياً، ففي أغلب الدول العربية يتم تعليم أغلب المواد العلمية، خاصة الطب والهندسات، بلغة أجنبية (إنكليزية أو فرنسية) ويجري التعليم باللغة العربية في جامعات سوريا و المملكة العربية السعودية ، كما أجريت تجربة قصيرة الأمد في آخر التسعينات في تعريب التعليم بجامعة سبها في ليبيا، وحالياً يجري تعريب التعليم الجامعي في السودان.

وصلات خارجية: