هناك فرق بين الثورات والإنتفاضات الشعبية وحروب الجيوش النظامية دائما قوة مصر تكون في أوج مجدها الحضاري والعسكري عندما تتوحد تحت حكم مستقل ومستقر ولاتكون تابعة كما في عصر بناء الأهرامات بالدولة القديمة أيام خوفو وخفرع ومنقرع وعصر المملكة الحديثة أحمس وتحتمس وحتشبسوت والرمامسة وعصر البطالمة والدولة الطولونية والفاطمية والأيوبية والمملوكية وعصر محمد علي.
فهرس |
أصبحت مصر بعد توحيد مينا القطرين عام 3200ق م والقضاء علي الفتن الإنفصالية دولة وديعة تنعم بالسلام لطبيعتها الجغرافية التي أغلقتها علي نفسها. وكان الجيش المصري في جميع الأسرات من أقوي الجيش وبالذات في الدولة الحديثة حيث هزم المصريين الحثيين والرومان والاغريق في سلسلة حروب حتت للملك المصري رمسيس الثاني ومن أسباب قوة الجيش المصري أنه لم يكن يعتمد علي المرتزقة الأجانب لكنه كان يعتمد علي الإستدعاء والخدمة الإلزامية أثناء الحرب فكان الجيش المصري بكاملة مصريين ولا يحتوي علي أي عناصر أجنبية أخري. وابتداء من عصر بناء الأهرامات كان المصريون مجندين إجباريا في بناء وتشييد الأوابد موسميا أيام الفيضان والأغنياء كانوا يدفعون البدلية لإعفائهم ، وكان تسليح الجنود في المملكة القديمة بدائيا وعبارة عن الهروات والعصي التي في أعلاها مثبت بها حجرة والخناجر و الحراب من النحاس.ومصر كانت بمنأي عن الحروب الخارجية في هذه الفترة القديمة لمناعتها الطبيعية. ولأن المجتمع المصري بطبعه ، ليس عدوانيا ضد الغير. وجيشها كان خدمة إلزامية أثناء الفتن والحروب الداخلية. وكان الجنود ينقلون عبر النيل في قوارب لمناطق الصراع والأزمات المحلية أيام الدولة القديمة
كان غزو الهكسوس لمصر في سنة 1789 ق.م. ولمدة قرن كان حكم الهكسوس الملوك الرعاة الذين جاءوا من القبائل السامية من الشام ، وظلوا حتي طردهم أحمس مؤسس المملكة الحديثة..وخلال احتلالهم لمصر طور المصريون التقنية العسكرية بها لكي يضاهي جيشهم جيش الملوك الرعاة. فأدخلوا القوس المركب الذي كان مداه أبعد من القوس العادي المصري الذي كان بستعمل من قبل . وأدخلوا الحصان والعربة الحربية . وأثناء الإحتلال طور المصريون العربة وجعلوا مؤخرتها مفتوحة ليسهل الخروج منها بسرعة عند الحاجة .وزحزحوا منطقة وقوف السائق فوقها ليكون قريبا من محور العجل أو الدولاب لتقليل الوزن . وهذا ما خفف العبء علي الحصان الذي كان يجرها مما جعله يسرع بالعربة .وأدخل الهكسوس الدروع التي لم يكن الفراعنة يعرفونها من قبل لحماية الجسم والرأس فادخلوا القلنسوة فوق الجمجمة والخوذات المعدنية فوق الرأس.
تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلي الهجوم و الغزو, و ذلك بعدما إتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون إحتلال أرضهم و لذلك يجب الدفاع عن مصر بخلق بُعد إستراتيجى لها في أراضى أخرى مما جعل المملكة الحديثة التي أسسها كاموس أبو أحمس تؤسس جيشا نظاميا محترفا ومدربا لأول مرة في مصر وقد حدث من أسلحته . مما جعلهم يوسعون حدود مصر ويقيمون أكبر إمبراطورية في العالم آنذاك من الأناضول شمالاً إالى القرن الأفريقى جنوباً و من الصحراء الليبية غرباً إلى الفرات شرقاً, و هذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة واسطول بحري . . لأن الجيش المصري أيام حكم الفراعنة وحتي الهكسوس كان من المشاة لأن الفروسية كانت الحصان والعربة .امتدت حدود مصر في آسيا لأول مرة ايام الفتوحات الخارجية كحرب وقائبة ضدها حتي الفرات بالعراق أيام الملك تحتمس الأول . وهذا يعتبر أوج مجد مصروكانت العاصمة طيبة . وكان أيام حتشبسوت في المملكة الحديثة سفن تجارية اتجهت للتجارة مع بلاد بنت .وكان البحارة من العبيد للتجديف وكانت السفن التي تسير في البحر البيض والأحمر تصنع في ميناء بيبلوس الفينيقي بلبنان وايام الدولة الحديثة كان الجيش نظاميا محترفا. وكانت السفن للتجارة والحرب. لكنها لم تقم بمعارك لها أهميتها .وكانت تبني السفن في آشيا (قبرص) . واول معركة بحرية كسبها رمسيس الثالث علي شعوب البحار .لكن ايام تحتمس الثالث كانت تحمل القوات والمعدات للساحل الأسيوي لتحارب علي البر . وشهدت هذه الفترة أزمات مع الحيثيين وشعوب أهل البحر ومعركة قادش أيام رمسيس الثاني .واستقر الليبيون في الدلتا وحكموا من تانيس العاصمة . وفي الجنوب حكم النوبيون من الجنوب واستولوا حتي البحر الأبيض المتوسط وحكموا مصر منذ 750 ق. م ومنعوا الآشوريين من إحتلال الدلتا حتي إستولوا عليها سنة 673 ق م .وأعقبهم البابليون بقيادة الملك بختنصر عام 605 ق م والفرس بقيادة الملك قمبيز عام 525 ق م والإسكمدر عام 332 ق م . ثم البطالمة الإغريق حتي سنة 30 ق م والرومان منذ سنة 30 ق م والحكم الإسلامي سنة 639 م .و أيام عصر الرمامسة كانت أقاليم الإمبراطورية المصلرية مقسمة بين أعضاء البلاط الفرعوني الذين كانوا يحكمونها كممالك صغيرة خاصة . وكانت هذه الممالك مجبرة علي تقديم حصة من الأنفارلكل حامية عسكرية مصرية. وكان رجال التجنيد يجوبون المدن والقري لجمع المجندين وتسجيل الأنفار الشبان الأقوياء ولم يسبق إصابتهم الدور بعد. وهؤلاء كان يجمعهم عمدة القرية أو المدينة لمقر حاكم الإقليم ليختار منهم خيرتهم. والباقون كانوا يردون لقراهم . وبهذه الطريقة كانت مصر تكون جيشها من المشاة . ولما أدخل الهكسوس العربة الحربية والحصان لمصر أثناء إحتلالهم لها عام 1900ق م .و كان أبناء الصفوة في المملكة الحديثة معتادين ركوب العربات الحربية المعدلة وأصبح بالجيش المصري وقتها حملة السهام والمشاة وراكبو العربات الحربية. وفي سنة 1275 ق م قسم رمسيس الثاني جيشه المكون من 20 ألف في حملته ضد النوبة جنوبا والحيثيين بالشام ،لأربعة أقسام وكل قسم أطلق عليه اسم أحد الآلهة الكبري أمون ورع وست وبتاح . وكل قسم قسمه 20 سرية وكل سرية 250 جندي وكل سرية قسمت لتصبح 5 فصائل كل فصيلة 50 جندي . و أيام المملكة الحديثة كانت الأرض مقسمة بين الملك والكهنة والجنود بالتساوي. وكان الجنود معفيين من الضرائب وكانوا من كل اقاليم مصر. وكان الجنود المرتزقة المحترفين من الإغريق والليبيين والنوبيين وأهل البحر يعاملون أحسن من المصريين وكانوا بقبضون مرتباتهم من العملة الذهبية المسكوكة في بلاد الفرس أو اليونان أيام رمسيس الثالث ومنبتاح . وكانوا بعيشون بالدلتا . وبدأت مصر تسك العملة لدفعها للمرتزقة الإغريق منذ عام 360 ق م ومنذ ايام أمنحتب الثالث بالمملكة الحديثة كان جيشه يتكون من القواد المصريين والمجندين إلزاميا وأسري الحرب والمصريين الذين احترفوا العسكرية والمرتزقة من الليبيين و النوبيين ولاسيما في أواخر عهدها حيث أصبح المرتزقة يشكلون معظم وحدات الجيش المصري .ولاسيما من الليبيين الذين حكموا مصر.وفي فترة الدولة الحديثة كان قواد الجيش المصري يأخذون العدو علي غير غرة. وكانوا يحددون موعد ومكان المعركة. واذا لم يكن العدو مستعدا كانوا يؤجلونها لموعد آخر . وفي المرحلة المتأخرة كان الجيش المصري اغلبه من الإغريق المرتزقة .وأصبحت العربة المصرية سلاحا مخيفا في الجيش المصري وقتها . حيث كان السائقون مهرة وكانوا يقومون باختراق خطوط العدو بسرعة. بينما رماة الأقواس يرمونها من قرب .وكان السائقون يحاربون بدروع لحمايتهم وحماية رماة الأقواس من النيران من خلفهم . وكانت العربات بها القدرة علي إختراق وتشتيت حشود العدو وتفريقهم ليستطيع رماة الأقواس والحراب طعنهم .وظل المصريون يتبعون هذا التكتيك مدة 1500 سنة قبل أن يصبح المرتزقة الأجانب يحاربون لمصر. حتي غزا مصر الإغريق عام 332 ق م وظلت مصر تحكم حكما أجنبيا حتي معركة آكتيوم عام 30ق م وبعدها احتلت روما مصر وانتهي العصر الفرعوني للأبد.
كان العباسيون أول من إتخذوا من المماليك جندا وذلك في القرن التاسع . وكانوا من العبيد البيض الغير مسلمين. وقد أسروا من تركيا البيزنطية وشرق أوربا والقوقاز. وكانوا يتخذون جندا للحرب في حركات الإنفصال .عملا بحكم بمنع المسلمين يتقاتلون مع أنفسهم. وبعيدا عن الإنتماءلت القبلية أو الحركات الإنفصالية كان هؤلاء المماليك ولاءهم لسيدهم أو أستاذهم كما كانوا يسمونه . وبعد إسلامهم تدربوا علي الفروسية. و لم يعدوا عبيدا لكنهم ظلوا في خدمة السلاطين كحرس سلطاني خاص يدافعون عنه ضد أي تمرد. وكثير منهم من إرتقي لأعلي المناصب القيادية بالسلطنة . و تولي المماليك حكم مصر. واثناء حكمهم كانوا يشترون المماليك لقواتهم . حكم المماليك العبيد مصر منذ 1250- 1517 والمماليك أصلهم عبيد جلابة وكانوا القوة العسكرية التي حكمت أجزاء من العالم الإسلامى ولاسيما مصر. و كان الحكام قد اتخذوهم جنودا وكبار الرتب . ولما تسلطنوا كانوا يجلبون المماليك ويكثرون منهم .واتخذوا منهم حراسهم وجيوشهم وكان لكل من أمرائهم جنده الذين يحمونه ويضفون عليه قوة مسيطرة علي البلد . وكانوا قد اعتبروا أنفسهم أصحاب مصر وملاكها وقد وزعوا أرضها فيما بينهم وكانوا يسخرون الفلاحين للعمل فيها وفي عام 1501 إختار المماليك السلطان قنصوه الغوري ليكون سلطانا علي مصر والشام ويلاد الحجاز . وكان قد إشتكي للبابا في روما من البحرية البرتغالية التي لفت حول أفريقيا ودخلت المحيط الهندي والبحر الأحمر .وأقام الغوري إسطولا هزم البرتغاليين عند سواحل مالابارعام 1508 وكان من البحارة المماليك والعثمانيين وفي العام التالي أغرق الأسطول المصري في معركة ديو من البرتغاليين. وبني المماليك أسطولا ثانيا بمعاونة العثمانيين إستطاع أن يدافع عن عدن عند باب المندب عام 1513وكان السلطان العثماني سليم الأول قد تولي الحكم عام 1512 وهاجم المماليك في آسيا الصغري لمدة أربع سنوات قبل إحتلاله الشام ولم يصمد فرسان قنصوه من لبمماليك أمام الأسلحة والمدافع العثمانية في معركة مرج دابق بحلب عام 1516 .و هزم طومانباي قرب القاهرة في يناير عام 1517 وأعدم طومنباي علي باب زويلة بعد القبض عليه . وكان قد حارب سليم قرب المطرية بجوار مسلة عين شمس وكان قد عرض سليم عليه حكم مصر تحت الحكم العثماني ورفض. ودارت معركة عند الأهرامات استمرت يومين ولجأ طومانباي للبدو لكنهم باعوه حيث قادوه لسليم بالسلاسل. وأقتيد من بولاق لباب زويلة حيث اعدم .وبهذا إنتهي عصر حكم السلاطين المماليك بمصر والشام والحجاز .وعند الإعدام نادي علي الجماهير لتنقذه من الشنق فلامجيب . وقرأ البسملة ثلاث مرات .ولما تولي خيري بك وكان واليا علي حلب، ولاية مصرالعثمانية عام 1518م. إتخذ قرارا بإلغاء الإقطاع المملوكي وجعل تحصيل المال ثابتا وخراج القمح كان يرسله لمكة والمدينة . واتخذ له حامية من أوجاق الإنكشارية لحراسة اسوار القاهرة والقلعة التي كانت مقر الوالي العثماني .وكان يطلق عليهم المستحفظان و يرأسهم الأغا. وكان كتخدا مستحفظان مهمته السيطرة علي أوجاقات الأفاليم التي كانت من الإنكشارية أيضا . ولما تولي الوالي أحمد باشا بعده عام 1522أعلن السلطنة في مصر وكان يعاونه اليهود بالمال إلا أنه قتل عام 1524 .بعده جاء مصر الوزير أبراهيم باشا بعام ووضع سياسة للإدارة جديدة . فكون أول حكومة عسكرية عثمانية وعلي رأسها الوالي أو الباشا يعاونه مجلس إستشاري يجتمع أربع مرات في الإسبوع. وقسم مصر 14 سنجق (محافظة) يرأسها الضباط العثمانيون ومهمتهم تنظيم الري وجمع الضرائب. وكان بيت المال مسئولا عن دفع 16 مليون بارة للآستانة سنويا . واستولي العثمانيون علي اليمن وعدن عام 1538 وهم في طريقهم لملاقاة البرتغالببن في ديو بجورات بغربي شبه القارة الهندية . لكن المسلمين هناك لم يساندوهم في المعركة .فهزموا وعادوا للقصير بمصر واتجهوا برا لأسوان. وأثناءها شن الإمام أحمد باليمن الحرب معلنا الجهاد علي أثيوبيا ( الحبشة ) . حبث إنهزم من المسحيين والبرتغاليين .ولما حكم أوزدمير باشا اليمن . إحتل في عام 1555 مصوع علي البحر الأحمر واحتل أجزاء من الحبشة وجعلها إقليما تابعا له . كان مشايخ العربان في مصر يقطعون الطرق ويختلسون الضرائب وأعفيت البحيبرة من الضرائب لهذا السبب ترضية لمشايخ العربان لأنهم مطلوبون . وفي سنة 1588 ثار الجنود وقتلوا حاشية الباشا بسبب ندرة المرتبات وفرضوا طلبة (إتاوة ) علي المصر يين أولاد البلد . وحاول الوالي صوفي إبراهيم باشا وقف هذه الإتاوات في الأرياف .فقتلته القوات السباهية عام 1605 . وبعد أربع سنوات أوقف الوالي محمد باشا هذا التمرد والطلبة وساعده العربان وأعدم 250 جندي ونفي 300آخرين لليمن . لكن الجنود بدأوا يفرضون علي المصريين جعلا أطلق عليه الحماية . وطرد العثمانيون من اليمن عام1636 . وفي سنة 1695 حلت بالبلاد مجاعة وارتفعت أسعار الطعام أعقبها وباء . وظلت مصر في فوضي ولاسيما من الحامية الإنكشارية حتي ظهر المملوك علي بك الكبير وكان مملوكا لإبراهيم كتخدا الذي نفي للحجاز وتوجه علي بك لصعيد مصر هربا من الوباء لمدة عام . وبمساندة همام شيخ هوارة الغني هناك داهم القاهرة وقتل الوالي عام 1768 .وتولي حكم البلاد وكان يتودد للباب العالي وأخمد الثورة بمكة عام 1770. لكن بعد هزيمة الأسطول العثماني بواسطة الأسطول الروسي بششم في نفس العام أرسل علي بك الكبير قواته من المماليك بقيادة محمد بك أبو الدهب للإستيلاء علي دمشق عام 1771.وعاد خائبا مما جعل علي بك يأخذ مماليكه وجواريه وأمواله فارا لعكا بفلسطين .وانضم للشيخ زهير العمري وأسطول الروس ضد العثمانيين بالشام. ولما عاد لمصر أسره مملوكه أبو الدهب ومات في إسبوع . وعاود أبو الدهب فتح الشام لكنه مات عام 1775وهو يحاصر قلعة عكا بفلسطين وخلفه مملوكه مراد بك وانسحب عائدا للقاهرة . ونصب زميله إبراهيم بك شيخا للبلد( الحاكم الفعلي للبلاد ) ومابين عامي 1780و1784مرت بالبلاد مجاعة مما جعلت الفلاحين يتركون أراضيهم هربا من دفع المال للبكوات .وانخفض سعر الباره(العملة ) 54% وقتل الطاعون سدس سكان مصر . وبلغت ا لبلاد من الفقر لدرجة أرسلت الآستانة قوات بقيادة غازي باشا عام 1786 لتحصيل صرة المال للباب العالي . وقام بإعدام الفلاحين وجلدهم وأهان علماء الأزهر . وبعدما إنحسر وباء 1791عاد مراد وابراهيم من الصعيد للقاهرة ووافقا علي دفع المال للآستانة . وقام علماء الأزهر بانتفاضة 1795 بسبب الضرائب المجحفة .وكان المماليك يبتزون التجار الأوربيين ولا سيما الفرنسيين وهذا كان أحد الأسباب لمجيء الحملة الفرنسية لمصر . وكان العصر المملوكي الأول والثاني مميزا بالعمارة والمساجد والخانات والمدارس التي تنسب عمارتها لعصرهم سواء في مصر والشام وفلسطين والحجاز .. وعلي الصعيد العسكري بعد الحملة الفرنسية كان بمصر ثلاث قوي عسكرية قوات المماليك والبدو في الصعيد والثانية قوة الأتراك العثمانيين ومعهم قوة ثالثة قوة الألبان (الأرناؤط) وكان بينها محمد علي قد أتي معها شابا عام 1799وكان غمره وقتها ثلاثين عاما ومحمد علي من مواليد تسالونيك بشمال اليونان وأصله من ألبانبا ثن عاش في قولة كبائع للدخان واشتغل جابيا للضرائب وهذه الوظيفة طبعته بالقسوة التي لازمته طوال حباته .
وكانت مصر قد شهدت قلاقل وحربا أهلية بين سنتي 1803 و1807 . وكانت تدور بين الأتراك العثمانيين والمماليك المصريين والعسكر الألبان المرتزقة حتي بعدما تولي محمد علي باشا السلطة في مصر عام 1805 . ولما علم السطان بقوته وإمساكه بزمام الأمور بالبلاد كان كل همهه الإستقلال بحكم مصروإرضاء الباب العالي وإثبات كفاءته . فكلفه السلطان بحرب الوهابيين بنجد بالسعودية عام 1811 .فارسل تجريدة عسكريا من جيش قوامه 8000 عسكري بما فيهم 2000 فارس بقيادة إبنه طوسون باشا. وكان عمره 16 سنة وحارب الوهابيين فيما غرف بالحرب الوهابية المصرية . وواجهت حملة محمد علي مقاومة شديدة في ممر جديدة قرب منطقة الصفرة وتقهقرجيشه لينبع وخلال العام التالي إستطاع طوسون باشا السيطرة علي المدينة المنورة بعد حصار طويل لها .واستولي بعدها علي جدة ومكة. وقد هزم الوهابيين ،وقبض علي قائد التمرد. وقد ألم بمحمد علي باشا حظ عاثر. وقرر القيادة للحرب بنفسه. وترك مصر في صيف 1813 .وتوجه للجزيرة العربية. وخلف إبنه الثاني إبراهيم ليرعي شئون البلاد .وفي المقابل واجه صعوبات جمة هناك بسبب طبيعة بلاد الحجاز فكانت الحرب مرهقة لقواته وسهلة بالنسبة للعدو الذي ألف الحرب فوق أرضه . فنفي شريف مكة وقتل قائد الوهابيين سعود الثاني وعقد بعدها معاهدة مع خلفه عبد الله عام 1815.و لما سمع بهروب نابليون من جزيرة إلبا ، فخاف علي مصر من الغزو الفرنسي أو البريطاني . فعاد لمصر عن طريق القصير ، ثم قنا فوصل القاهرة عاصمته في يوم ذكري معركة واترلو. ومما عجل بوصوله علمه أن الأتراك الذين أيدهم في شبه الجزيرة العربية يخططون علي عجل لغزو مصر بجيش عثماني . وعاد طوسون للقاهرة عندما سمع يالثورة العسكرية بالقاهرة ومات 1816في سن العشرين . لكن محمد علي لم يكن مقتنعا بالمعاهدة مع الوهابيين الذين لم يلتزموا ببعض بنودها. فقرر إرسال جيش ثان للحجاز عساكره يتميزون بالقسوة . وكانت هذه الحملة تحت قيادة إبنه الأكبر إبراهيم باشا .وتوجهت في خريف 1816وكانت حربا طويلة وشاقة .واستطاع إبراهيم باشا الإستيلاء علي الدرعية عاصمة الوهابين عام 1818 وأسر رئيسهم عبد الله وأرسله مع ثروته وسكرتيره لإستانبول (الآستانة ) رغم وعود إبراهيم باشا بسلامته. وتوسط محمد علي إلا أنه أعدم هناك . زفي نهاية عام 1819 عاد إبراهيم باشا للقاهرة بعدما أخمد ثورة الوهابيين . وأول جيش نظامي حديث كان في عهد محمد علي(تولي عام 1805). وغير العقيدة القتالية بإحداث التوازن العسكري ولاسيما بعد فتحه للسودان . وكان أكبر تاجرمورد للعبيد للجيوش العالمية والسلطنة والجيش.و كانت نظريته أن أولاد البلد سيحافظون عليها .كما أن جيشه كان يتكون من فرسان ومدفعية ومشاة وبحرية وفرسان من القوقاز والمشاة من السودانيين يجيدون الرمح.فلقد بدأ محمد علي بتكوين أول جيش نظامي في مصر الحديثة يضم الشركس والألبانيين والسودانيين والمصريين. وكان بداية العسكرية المصرية ومما ساعده في تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيون بعدما حل الجيش الفرنسي في أعقاب هزيمة نابليون في وترلوا وروسيا . وإنشاء الترسانة البحرية بالقاهرة والإسكندرية .
بعد حكم محمد علي لمصر واستقلاله بها من السلطنة العثمانية لأسرته كان الازدهار في حياته فقط فبعد ان مات تولي بعده أبنائه الذين لم يستطيعوا بناء مصر وابقائها عالية الشأن فبدأت مصر بالانهيار وبدأ الشعب المصري في الجهل وارتفعت نسبة الأمية بعد ان اوقف فؤاد حملة أبيه التعليمية ثم اتجه لحياته الخاصة ولم يعر شئون مصر شيئا وبدأت المملكة المصرية بالانهيار الأخير وانتهزت بريطانيا الفرصة وأرسلت جيشها للسيطرة علي مصر ووضعها تحت الحماية البريطانية وضمها لبريطانيا ثم لغت الجيش المصري وحل محله الجيش البريطاني ،،،، استمر احتلال بريطانيا لمصر أكثر من 70 عاما تدهورت فيها حال مصر الي أن أصدر في العشرينيات قرار استقلال مصر بمعني أنها لن ولاية بريطانية ولكنها ستبقي مستعمرة بريطانية موضوعة تحت حماية بريطانيا ثم مات فؤاد وحل محلة ابنه فاروق والذي قد ولد ليجد طعامه وشرابه من دماء المصريين فمن صفات الملك فاروق أنه كان قليل الخبرة في الحكم قليل الحيلة في الحرب والقتال فكان ملتفتا لحياتة الشخصية مثل أبيه أيضا وبدأ الشعب المصري بالمعاناه الشديدة و الاهانة والفقر و الاحتلال فكان الملك فاروق حليفالبريطانيا فشاركت مصر في عهده في العديد من الحروب الي جانب بريطانيا مثل الحرب العالمية الأولي والثانية و حرب المهدي و العديد من الحروب الأخري التي استهدفت عربا ومسلمين في بعض الأحيان فكان الجيش البريطاني في معركة العلمين مكون من مصريين والجيش الايطالي مكون من ليبيين مما أثار استنكار الشعب المصري وكرهه للملك فاروق حتي تكون تنظيم الضباط الأحرار برئاسة محمد نجيب و جمال عبد الناصر والذي كان السادات فرد فيه أيضا و اتسم هذا التنظيم بحب الشعب ودعمه له ،، وفي عام 1952 ثار الجيش المصري علي الملك فاروق و حاصرت قواته قصر الملك فاروق و أجبروه علي ترك البلاد بصحبة قاربه الوحيد الذي سمح له بأخذه معه وفي عام 1956 أعلنت الجمهورية وترأسهاجمال عبد الناصر الذي يحبه ويقرده جميع الشعب المصري الي الآن ويعتبروه قائدهم وزعيمهم وقدره جميع الوطن العربي أيضا .
كانت أول خطوة قام بها جمال عبد الناصر رفع قوة الجيش وعدده وادخال نظام التجنيد الاجباري والذي مازال مستخدم حتي اليوم وتزويده بالاسلحة الحديثة وكانت هذه بداية ازدهار الجيش المصري و قوته ،،،، وبسبب ما قام به جمال عبد الناصر من ثورة وتأسيس الجمهورية و تأميم جميع الشركات الاجنبية والتي بالطبع لم تخدم مصالج بريطانيا وفرنسا اللتان كانتا يتصارعان عليها كما أحست إسرائيل بخطر مصر فقامو بالعدوان الثلاثي والذي هاجم فيه الثلاث دول في وقت واحد مصر ولكن ما فاجأ جميع العالم ولأول مرة الشعب يتصدي للأحتلال فشارك جميع شعب مصر تقريبا مع الجيش في صد الاحتلال والدفاع عن مصر وبالفعل نجحوا وعاد الثلاث جيوش منكسين الرؤوس لبلادهم ،،،، وكان من أعظم خطوات جمال عبد الناصر تأسيس الجمهورية العربية المتحدة و كما واضح من اسمها فقد كان أمله أن يتحد العرب كلهم تحت ذلك الاسم وبالفعل انضمت اليه كلا من ليبيا وسورية والجزائر ولكن لفترة قصيرة جدا فسرعان ما تسببت الفتنة في سورية والثورات التي قام بها الشعب السوري ثم ندموا عليها فيما بعد بدعم من بريطانيا و أمريكا تسببت في فض الجمهورية العربية المتحدة ولكن بقي التواصل والتحالف في الحرب بين البلاد و في عام 1967 شنت إسرائيل بالاشتراك مع أمريكا بهجوم لأحتلال سيناء لأطماع استعمارية وتوسعية ثم توفي جمال عبد الناصر بعدها في عام 1970 لتكون أحزن الأعوام علي الشعب المصري ،،،، ولكن سرعان ما حكم السادات وبدأ في عصره الانفتاح والرقي في الجيش فقد تطور الجيسش عشرات المرات واحتوي علي أسلحة من أحدث الاسلحة عن طريق شرائها من الاتحاد السوفييتي والذي كان يبيع أي شئ مقابل المال في تلك الفترة ثم بدأت المناورات بين مصر واسرائيل في حرب الاستنزاف والتي حقق فيها الجيش المصري نجاح كبيرا وألحق باسرائيل خسائر عديدة وكان من ضمن عملياته تدمير المدمرة ايلات و تدمير باخرة الذخيرة الاسرائيلية والعديد من العمليات الأخري وفي عام 1973 خاض الجيش المصري واحدة من أعظم حروبه وأكبر انتصارته حرب أكتوبر والتي شن الجيش المصري فيها هجوما شديد القوة وأثبت الطيران المصري قوة عن طريق القيام بأنجح ضربة جوية في التاريخ عن طريق الهجوم بقوة 224 طائرة ميج 21 وقاذات قنابل علي اهداف عديدة في إسرائيل ثم عبر جيش الصاعقة ( المشاة والمدرعات) عن طريق الزوارق والجسور قناة السويس ودمر أحصن مبني دفاعي في التاريخ خط بارليف مما أثبت أنه من أقوي الجيوش في العالم ثم استرد الجيش المصري معظم أرض سيناء والتي لم تستطيع إسرائيل اعادتها ثانية أبدا و في عام 1979 طلبت إسرائيل التعاهد مع وكتابة معاهدة سلام ووافقها السادات لارادته لوقف الحرب و ابقاء مصر في سلام وأمن حتي تستطيع النهوض والتفوق و سببت هذه المعاهدة باغتياله من قبل بعد المتطريفين المجهول مصدرهم الحقيقي
بعد أن مات السادات تولي بعده محمد حسني مبارك والذي كان واحدا من طيارين الضربة الجووية الذي كرمهم السادات وبسبب تلك الضربة عينه السادات نائبا له و عد ان تولي الحكم اهتم مبارك بالجيش بصورة كبيرة فزاد الجيش المصري الاساسي الي ما يزيد عن مليون جندي بدون الاحتياط وزادت التكنولجيا الحربية وتمت اضافة العديدة من الاسلحة وفي عهد مبارك بدأت مصر في تصنيع أسلحتها الخاصة وصنعت مئات الاسلحة التي تحمل المشهورة مثل الطيارات النووية حورس-4 و الصقر2 والعديد من الطائرات الأخري بالاضافة الي الدبابات العديدة مثل الدبابة الاساسية رمسيس-2 والدبابة النووية أنوبيس و العديد من الدبابات والمدرعات الأخري و هناك العديد من أسلحة المشاة المصرية مثل AKM و maadi و سيناء80 وتخصص الجيش المصري في أسلحة القصف الصاروخي السكود وصنع معظمها مثل EG-Scud و عين الصقر و أحمس-80 و المقاتل 40 المضاد للطائرات وبدأ أيضا البرنامج النووي المصري والذي بدأ بأربعة مفاعلات نووية في مصر وأصبح السد العالي الذي كان يولد جميع كهرباء مصر أصبح يولد 19% فقط منها و أصبحت جميع مناطق مصر موصلة بالكهرباء بفعل الطاقة النووية كما تمت اضافة العديد من المدرعات النووية وجاري اضافة المزيد وشارك الجيش في عهد مبارك في العديد من المعارك كما أصبح جزئا من سلاح حفظ السلام بالأمم المتحدة والجيش المصري أيضا هو ثاني أقوي جيش بعد أمريكا في الناتو وحفظ السلام التابعان للأمم المتحدة و من المعارك التي شارك فيها الجيش المصري حرب الخليج والتي ساهم بها في العديد من المهمات لصد الاحتلال عن السعودية والكويت و حارب أيضا في ما يعرف بحرب حلايب وشلاتين أو الحرب المصرية السودانية والتي كان النزاع فيها بين مصر والسودان علي مدينة حلايب وقد أنهت مصر النزاع بالقوة العسكرية و أعادت حلايب اليها وكان من معارك الجيش المصري أيضا ما يعرف بالحرب الباردة بين مصر وليبيا والتي كان نزاع علي الحدود المصرية الليبية أيضا وفضته مصر بالقوة العسكرية أيضا و يعرف هذا العصر بأنه من أزهي العصور علي الجيش المصري والذي زاد فيه عدده وقوة اسلحته.
كتاب أحوال مصر .أحمد محمد عوف. وكيبيديا الانجليزية