بنت الهدى هي شقيقة المرجع العراقي الشيعي المعروف محمد باقر الصدر ، و قد أعدمها الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 1980 مع شقيقها بعد تعذيب مستمر.
آمنة حيدر الصدر ولدت في مدينة بغداد، في عام 1357 هـ 1937 م، في عائلة علمية متدينة، وينتهي نسبها إلى الإمام موسى بن جعفر .
والدها أحد كبار علماء الإسلام في العراق الفقيه المحقق آية الله السيد (حيدر الصدر) توفي عنها وعمرها سنتان ووالدتها هي الأخرى من عائلة علمية بارزة، فهي كريمة العلامة الكبير الشيخ عبدالحسين آل ياسين، وهي أخت المرجع الديني المحقق الشيخ (محمد رضا آل يس) ، وإلتزم أخوا الشهيدة بت الهدى إسماعيل ومحمد باقر بتربيتها ورعايتها، حيث تلقت من العلوم الدينية والشؤون الإجتماعية والثقافية الشيء الكثير حتى غدت فيما بعد رائدة العمل الإسلامي في العراق لم تدخل المدارس الرسمية الملكية، لا ليحرمونها من العلم وهم أهله، فبيتها كان مدرسة، وخير مدرسة- وعائلتها كانت معهداً- وهم نعم المعهد- وإهتم بها أخواها- فضلاً عن أمها- حتى علماها مبادئ القراءة والكتابة والحساب حتى أطلعاها ودرساها المناهج الرسمية ، مضافاً لما أولياها من تعليم الدروس العلمية: النحو والمنطق والفقه والأصول وباقي المعارف الإسلامية، حسب مقتضيات التدرج والتبسيط، لما أحسا فيها الإستعداد للإستيعاب الذكي. ينقل عن والدة آمنة، أن آمنة كانت تتهم بالقراءة والتركيز فيها، ومنذ ضغرها كانت تميل إلى الإنفراد وبغرفة خاصة طلباً للهدوء، ليست هي إنعزالية- بل كانت إجتماعية الطبع- لكنها لا ترى إن إجتماعيتها تفرض عليها أن تهدر الوقت وتبدد الزمن في حلقات أحاديث مفرغة، إنها تميل إلى الإنفراد للتأمل بهدوء، وتنعزل دانما إنطواء، بل لتوفر على نفسها وشخصيتها التي تعدها تهيؤاً للعطاء والبذل الغالي والرخيص في سبيل الله
وحينما قرر شقيقاها الرحيل إلى النجف الأشرف لإكمال دراستهما، رحلت آمنة الصدر معهما.
وكان عمرها آنذاك أحد عشر عاماً، وهناك في النجف أخذت تدرس الكتب والدروس الخاصة باللغة وعلومها والفقه وأصوله والحديث وعلومه، كما درست الأخلاق وعلوم القرآن والتفسير والسيرة النبوية.
هذا إضافة إلى تلقيها العلوم الدينية، حيث إنكبت آمنة (بنت الهدى على مطالعة الكتب والمؤلفات، فإتسعا معالم إطلاعها ومعرفتها بكثير من الأمور ، ومن ذكرياتها كما ترويها لأحد مريداتها إذ تقول: (حينما كنت صغيرة كانت حالتنا المادية ضعيفة جداً، ولكن كانت لدي يومية مخصصة قدرها (عشرة فلوس) كنت أجمع هذا المبلغ اليومي البسيط، ثم أذهب إلى السوق لشراء كتاب إسلامي، وكانت لي صديقة تفعل كفعلي في جمع المبلغ اليومي لها، ولكنها تشتري كتاباً آخر ، كي تقرأ كل واحدة منا كتاب صديقتها وقد أمست الطبيب والحكيم الذي راح يدرس الطب ليكون معالجاً لمن اصابه المرض، والفقه الذي يعلم الفقه، فكانت في مستوى جيد حيث أهلتها الدراسة إلى الإنتقال لمرحلة جديدة، وهي دراسة المجتمع وتشخيص أمراض المرأة المسلمة في العراق والعالم الإسلامي،
ت بنت الهدى تفكر وتنظر وتكتب في كيفية الوصول بالمجتمع والأمة إلى أعلى مراقي السمو الإنساني من خلال الرسالة الإلهية العظيمة، كانت تعيش الهم الرسالي في تفكيرها إهتمامها وللكاتبة بنت الهدى آثار علمية أتحفت بها المكتبة الإسلامية والتي إمتازت بالعمق والأصالة والدعوة إلى الإسلام عن طريق هذه الآثار.
ونذكر من آثارها العلمية:
1-كبات (كلمة ودعوة)، وهو أول كتاب صدر للشهيدة في أوائل الستينات.
2- كتاب الفضيلة تنتصر ، وهي قصة إسلامية طويلة تبين فيها إنتصار الفضيلة والتقوى على الرذيلة والفاحشة، وصدرت من خلال سلسلة(من هدي الإسلام) ، في النجف الأشرف.
3- (المرأة مع النبي) وقد صدر لها ضمن سلسلة (من هدي الإسلام ) أيضاُ.
4- (إمرأتان ورجل ) وهي قصة إسلامية طويلة خيالية تحمل معاني كبيرة في التربية والتوجيه.
5- (صراع من واقع الحياة) مجموعة قصصية.
6- (الباحثة عن الحقيقة) قصة طويلة كتبت عام 1979.
7- ذكريات على تلال مكة) كتبتها بعد ذهابها إلى الحج سنة 1973 وكانت بصحبة ست نساء، تروي فيها كيفية أداء مناسك الحج(1) وتعقبها رواية رحلة الحج بقصيدة شعرية طويلة.
8- الخالة الضائعة، مجموعة قصصية، كتبتها عام 1974.
9- لقاء في المستشفى، قصة طويلة كتبتها أيضاً .
وصدرت لها دراسات كثيرة أخرى، وهي مع ذلك شاعرة إسلامية هادفة لها شعر كثير منشور في بعض المجلات
مصادر :
عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى، بيروت، مطبعة دار التعارف للمطبوعات، ط1، 1405 هـ/1985 م،
منشورات رابطة المرأة المسلمة في العراق
تاريخ الحركة الإسلامية في العراق، بيروت، مطبعة دار المقدس
معالم في الطريق، الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) العدد 3346،
مجلة الأضواء، قم، العدد الثالث السنة الخامسة، رجب 1404 - نيسان 1984 م
هموم كبيرة وحركة دائبة، العدد 70،