الرئيسيةبحث

بلاد ما وراء النهر

صورة توضيحية لبلاد مابين  النهرين
صورة توضيحية لبلاد مابين النهرين

يطلق مسمى بلاد ماوراء النهر على الدول الواقعة وسط اسيا والتي عرفت فيما بعد باسم اسيا الوسطى وبلاد القوقاز, حيث يوجد في اسيا الوسطى دول: كازاخستان, أوزبكستان, تركمانستان, قيرغيزستان وطاجيكستان, بالاضافة إلى بعض الولايات الروسية الاخري التي تتمتع بالحكم الذاتي داخل الاتحاد الروسي وهي الشيشان, أنجوشيا, داغستان, بلقاريا, أوستيا الشمالية, وأديجيا. وتعد كذلك جمهورية أبخازيا -الواقعة تحت الحكم الجورجي– جزءا من بلاد القوقاز.

الديانة السائدة في تلك المناطق هي الاسلام, ويشكل الأوزبك, الاتراك, الطاجيك, الكازاخ والروس الاغلبية العرقية في تلك المناطق.

وقد عرف الأوروبيين هذه المنطقة حتى بداية القرن العشرين باسم ترانساوكسانيا؛ وهي ترجمة لاتينية للاسم الذي أطلقه العرب عندما فتحوا تلك المنطقة في القرن الهجري الأول وهو "بلاد ما وراء النهر". ثم اطلق عليها اسم بلاد ما وراء النهر إشارة إلى النهرين العظيمين اللذين يحدانها شرقا وغربا: نهر السير داريا (2212 كم) والآمور داريا (1415 كم)؛ وبالعربية نهر "جيحون" ونهر "سيحون" بالاستعارة من أسماء أنهار الجنة. وهذه المنطقة الملاصقة للقوقاز لها مكانة رفيعة في التاريخ؛ ومازال يشهد لها على تلك المكانة أسماء مدنها، مثل: سمرقندبخارى – فرغانة – طشقندخوارزممروترمذ. وهي أسماء تدل على أعلام لهم مكانتهم في التاريخ، مثل: الخوارزمي، والفارابي، والبخاري، والترمذي، وابن سينا، والجرجاني، والسجستاني، والبيروني.

أما بلاد القوقاز فهي الجزء الاخر من بلاد ما وراء النهر ويقصد به المنطقة الجبلية الوعرة الممتدة على مسافة 1200 كم بين البحرين: الأسود والخزر (قزوين)؛ وهي الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا.

وقد وصلت الدعوة الإسلامية إلى بلاد ما وراء النهر في عهد مبكر من تاريخ الإسلام بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي – رحمه الله - . إلا أن الفتوحات الإسلامية لم تستقر في أوزبكستان إلا في أواخر النصف الثاني من القرن الهجري الأول في أيام الخلفاء الأمويين عبد الملك بن مروان وأبنائه الوليد وسليمان وهشام . وقد اعتنق أهالي بلاد ما وراء النهر الدين الإسلامي أفواجاً وجماعات 99هـ - 101هـ. ويشهد على ذلك الوقائع التاريخية المشهورة.