برطلّة, (سرياني:ܒܪܬܠܐ) بلدة عراقية تقع شرق مدينة الموصل ضمن حدود محافظة نينوى الأدارية.يبلغ تعداد سكانها حوالي 10 ألاف نسمة معظمهم من المسيحيين الأثوريين.
بقلم / قداسة مار اغناطيوس زكا الاول عيواص – بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية في العالم
برطلي ، قرية كبيرة من اعمال نينوى ، شرقي الموصل – العراق – تحتل منزلة مرموقة في تاريخ الكنيسة السريانية في الكنيسة السريانية ، بما انجبته من بطاركة ملهمين ومفارنة ومطارنة محنكين ، ورهبان وعلماء متبحرين ، وأدباء وشعراء موهوبين ، وخطاطين جلدين، عززوا مكانتها بين الملأ ورفعوا شأنها عاليا . وهي قديمة العهد ذكرها بعض المؤرخين الثقات ضمن القرى الكائنة بين نينوى واربيل في عهد الاسكندر ذي القرنين . وكان القرن الثالث عشر للميلاد عصرها الذهبي ، قال ياقوت الحموي ( المتوفي سنة 1223 ) " برطلي بفتح الباء وضم الطاء وتشيد اللام وفتحها بالعصر والامالة ، قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل من اعمال نينوى . كثيرة الخيرات والاسواق والبيع والشراء يبلغ دخلها كل سنة عشرين الف دينار حمراء . والغالب على اهلها النصرانية ن وبها جامع للمسلمين واقوام من اهل العبادة والتزهد ولهم بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم من الابار (1). هذا كان شانها في القرن الثالث عشر ، ولكنها تقلصت بعدئذ شيئا فشيئا بما داهمها من المصائب والنوائب حتى أصبحت اليوم ربع ما كانت عليه في العصور الخالية . وقد انتقل إلى برطلي في القرن الثامن عشر على الاغلب : سريان سميل بجملتهم وكذلك اهل باصخرا وباشبيتا . اما لغتها فهي السريانية ، لغة نينوى القديمة . وقد احبها مفارنة المشرق فأقام فيها بعضهم ردحا من الزمن : منهم المفريان اغناطيوس لعازر (1164 +) وغريغوريوس يعقوب (1215+) وديونيسيوس صليبا ( 1271 + ) والعلامة يوحنا ابن العبري (1286+) وشقيقه برصوم الصفي الذي توفى فيها سنة 1307 وغريغريوس متى بن حنو البرطلي (1345+) وقورلس يوسف ( 1470+)
كنائسها
كانت برطلي من اولى قرى نينوى التي اعتنقت الدين المسيحي المبين في صدره ، يشهد بذلك شهداؤها الاربعون في الربع الاخير من القرن الرابع (1). وقد انئت فيها كنائس عديدة منها كنيسة مار احودامه المعروفة بالكبرى ، وكنيسة القديسة شموني المقابية ، وكنيسة مار كوركيس ، وكنيسة السييدة العذراء والدة الاله ، وكنيسة العذراء الجديدة . فكنيسة مار احودامة : اسسها المفريان اغناطيوس الثاني ( 1164 + ) واقام فيها مدة . وفيها انشأ المفريان غريغوريوس يعقوب (1215+) قلاية مفريانية كبرى . وفيها على الارجح كتب المفريان العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري تعليقه على كتاب المعذعذان الذي دونه في برطلي في 30 كانون الثاني 1282 وهو انه سمع الشماس في الطقس الشرقي يتلو عند تبريك الماء ، الصلاة المعينة لحلول الروح القدس ، فامتعض وصبر على القوم ثماني عشرة سنة حتى لقتلع الاكليروس بخطاهم وجروا فيها مجرى الطقس الغربي (2) . وكانت هذه الكنيسة الجليلة عامرة قائمة في القرن الرابع عشر بدليل الرقم السرياني الحجري الذي اكتشف في خرائبها سنة 1933 وترجمته: " غادر هذه الحياة الشقية إلى عالم الافراح : الشماس ميخائيل في شباط سنة (1386 م). ثم خربت على اثر الاضطرابات القاسية التي اصطلت بنارها تلك البلاد في القرون التالية كما هو معلوم . وفي اواخر تشرين الثاني سنة 1939بينما كانت اعمال الحفر تجري في هذه الكنيسة ، ظهرت ارفته بعض الاباء الاساقفة ، اهتدى إلى مكانها بعمود نور مشرق هبط عليها في بعض الليالي بشهادة عائلة مجاورة لرسوم الكنيسة شهد الجمهور بصدقها ، فنقلت الأرفتة بزياح مهيب إلى كنيسة القديسة شموني في برطلي نفسها ، ولكن اسماءها بقيت مجهولة (3) . وقد ظهرت أعجوبة على اثر ذلك ، مازال يذكرها أهل برطلي وهم شهود عيان لها . وكنيسة القديسة اشموني ، كبيرة وجميلة . أنشئت بظاهر القرية، شرقيها. ولا يعرف تاريخ بنائها الاول بالضبط ، انما يرجعها بعضهم إلى القرن الخامس عشر ، وقد تجدد بناءها اولا سنة 1807 مع بناء كنيسة مار كوركيس بهمة أهالي برطلي (4) ثم سنة 1869 في عهد البطريرك يعقوب الثاني ومار قولس دنحا اسقف دير مار متى. ومنذ بضع سنوات اهتم بترميمها كاهنها الفاضل المرحوم الخوري الياس شعيا ، وفتح لها شبابيك واسعة، وشيد في مدخلها بابا كبيرا وجميلا مع قبة جرس ، وحسن اوقافها ، وأنشا بجوارها مدرسة ابتدائية في عشرين غرفة كبيرة على الطراز الحديث ، وكان يعاونه مؤمنو برطلي في كل ذلك . اما جرسها الكبير فقد تبرع به المثلث الرحمة البطريرك يعقوب الثالث اثناء مطرنته على ابرشية بيروت ودمشق . ولهذه الكنيسة غالبا خط المطران ر زق الله الشهيد الموصلي كتاب فرض الالام في اثناء رهبانيته سنة 1736 وهي في سميل . وكنيسة مار كوركيس قديمة ايضا وقد تجدد بناؤها مع بناء كنيسة مارت شموني سنة 1807. ولها ولكنيسة مارت شموني رسم مار قورلس عبدالعزيز اسقف المشرق (1782-1816) القس متي والشماس ارشيليدوس سنة (1792م) (5) ولها كتب القس يعقوب بن يوحنا القرقوشي نحو سنة 1751 فرض حسايات في عهد البطريرك جرجس الرابع والمفريان لعازر الرابع وايوانيس كازار مطران دير مار بهنام وايام القسوس : دانو وعبدالله وابراهيم ( المقدسي ) ( في كنيسة قرقوش ) (6) وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، اخذها السريان الكاثوليك بعد انفصالهم عن كنيستهم الأم السريانية الارثوذكسية . وكنيسة السيدة قديمة وقد درست معالمها . اما كنيسة العذراء الجديدة فقد تم بناؤها في وسط القرية سنة 1892 بهمة الطيب الذكر مار قولس الياس قدسو الموصلي مطران ابرشية مار متى (1921+) وتبرعات وجهود المؤمنين في برطلي وخصوصا ال عتي الكرام . وقد بنيت هذه الكنيسة بانقاض دير مار يوحنا ابن النجارين في برطلي ودير مار دانيال في جبله المعروف(7). وقد اهتم في اواسط القرن العشرين السرياني الغيور المرحوم اسحق المقدسي اللوس الموصلي بترميم بعض اقسامها واضاف اليها قطعة ارض ملاصقة جعلها فناء لها
ورد ذكر هؤلاء الابطال في كلندار القديسين لابن خيرون
راجع تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية لمثلث الرحمة البطريرك يعقوب الثالث
في عهد مطرنته طبعة بيروت ج1 ص 274
(2) اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والاداب السريانية للمثلث الرحمة البطريرك افرام الاول برصوم ص 86 الطبعة الاولى – عن معذعذان في الخزانة الزعفرانية ص 212ز
(3) المجلة البطريركية في القدس السنة السابعة ص 56
(4) عن رقيم حجري في حوش كنيسة مارت شموني.
(5) عن امولوغعا في مطرانية الموصل.
(6) في كنيسة مارت شموني في برطلي .
(7) راجع اخر فنقيث في بيعة العذراء المذكورة
ماخوذ من موقع