الرئيسيةبحث

بر الوالدين

بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].

وذكر القرآن: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا} [النساء: 36]. وذكر القرآن: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14].

بر الوالدين بعد موتهما: فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.

يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].

وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} [إبراهيم: 41]، وقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات}[نوح: 28].

قال فرج حسن البوسيفي في ميثاق البر: وقد تظافرت النصوص المقدسة على فرض البر وجعله القرآن من الميثاق قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ .. وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.. قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.. فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ (لَا تَمْنَعْهُمَا شَيْئًا أَرَادَاهُ أَوْ أَحَبَّاهُ.. ولَوْ خَرَجْت مِنْ أَهْلِك وَمَالِك مَا أَدَّيْت حَقَّهُمَا) فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ (إذا بلغا من الكبر ما أن يخريا ويبولا فلا تقل لهما أف كما لم يقولا لك أف حين كنت تخرأ وتبول).. وقل لهما قولا كريما.. يا أبت، يا أمه، ولا يسميهما بأسمائهما.. وإذا دعواك فقل لهما لبيكما وسعديكما..قولا لينا سهلا. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة..تلين لهما حتى لا يمتنعا من شيء أحباه..ولا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما.. وإن أغضباك، فلا تنظر إليهما شزرا( النظر بمؤخرة العين)، فإنه أول ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه.. فإن سباك أو لعناك فقل رحمكما الله غفر الله لكما. وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ.. وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وعن أسماء بنت أبي بكر قالت قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت قدمت علي أمي وهي راغبة (طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها) راغمة (كارهة للإسلام) أفأصل أمي قال نعم صلي أمك. ثلاث الكافر والمؤمن فيهن سواء الأمانة تؤديها إلى من ائتمنك عليها من مسلم وكافر وبر الوالدين وان كانا كافرين والعهد تفي به للمؤمن والكافر. أحب العمل إلى الله قال الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله. جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما. أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه قال هل بقي من والديك أحد قال أمي قال قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد. قال طلحة بن معاوية السلمي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم الزم رجلها فثم الجنة. قال رجل يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما قال هما جنتك ونارك. من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه. إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر. من أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له (يعني لم يكونا سببا في غفران ذنوبه) فأبعده الله وأسحقه. رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد. طاعة الله طاعة الوالد ومعصية الله معصية الوالد. رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين. الوالد أوسط أبواب الجنة(أي طاعته وعدم عقوقه مؤد إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها.. وخير الأبواب وأعلاها والمعنى أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة ويتوصل به إلى الوصول إليها مطاوعة الوالد ورعاية جانبه). أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم قال لا قال فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها. إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال. من الكبائر شتم الرجل والديه يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه. كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت قارئا، يقرأ، فقلت من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر كذلك البر كذلك البر قال: وكان أبر الناس بأمه. النظر إلى الوالدين عبادة والنظر إلى الكعبة عبادة والنظر في المصحف عبادة والنظر إلى أخيك حبا له في الله تعالى عبادة. إن الله تعالى ليرفع المؤمن في درجته بعد موته بدعاء ولده له من بعده وليس شيء أحط للذنوب من بر الوالدين. مَا مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ أَبَوَانِ فَيُصْبِحُ وَهُوَ مُحْسِنٌ إلَيْهِمَا إلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَيْنِ مِنْ الْجَنَّةِ, وَلَا يُمْسِي وَهُوَ مُسِيءٌ إلَيْهِمَا إلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَيْنِ مِنْ النَّارِ, وَلَا سَخِطَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فَيَرْضَى اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ وَإِنْ كَانَا ظَالِمَيْنِ. دعوة الوالد لا تحجب عن الله ودعوة المظلوم لا تحجب دون الله حتى ينتهي إليه فيقضي فيها ما شاء. ما من مسلم له والدان يصبح إليهما محسنا إلا فتح الله له بابين - يعني من الجنة - وإن كان واحد فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرض الله عنه، حتى يرضى عنه وإن ظلماه. لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله. إن من السنة أن توقر الوالد ومن الجفاء أن تدعوه باسمه. عقوق الوالدين إذا أقسم عليه لم يبره، وإذا سأله لم يعطه. غفر الله لامرأة ببرها والدتها كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير: إن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم، ولم يكن معها ما تحتمل عليه، فعمدت إلى أمها، فجعلت تحملها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت. من سعى على والديه، فهو في سبيل الله، ومن سعى على عياله، فهو في سبيل الله، ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى. لِلْأُمِّ ثُلُثَا الْبِرِّ وَلِلْأَبِ الثُّلُثُ. قال العوام بن حوشب سألت مجاهدا قلت تقام الصلاة ويدعوني والدي قال أجب والدك. عن عمر بن ذر قال كنت مع عطاء إذ أتاه رجل فقال إني أحرمت بالحج وإن والدي كره ذلك قال أهد هديا وأقم قال قلت له يا أبا محمد كنا نسمع أن ذاك ما دام لم يهل بالحج قال فقال يا أبا ذر وما يدريك ما حق الوالد. من حق الوالد على ولده أن لا يمشي أمامه ولا يجلس قبله ولا يسميه باسمه ولا يستسب له. جاءت امرأة إلى عائشة ا فقالت لها من أعظم الناس علي حقا قالت زوجك قالت فمن أعظم الناس عليه حقا رجاء أن تجعل لها عليه نحو ما جعلت له عليها فقالت أمه. لا يجوز للولد السفر في تعلم ما هو فرض كفاية ولا في تجارة وإن كان الأمن غالبا إذا منعه أحد الوالدين وأن طاعة الوالدين في الشبهات واجبة وأن طاعتهما تجب في ترك السنن إن لم يكن ذلك منهما على الدوام وإن كان على الدوام لم تجب طاعتهما. قال ابن عمر إن الوالد مسئول عن الولد وإن الولد مسئول عن الوالد يعني في الأدب والبر. كانت أم أبي هريرة في بيت وهو في آخر، فكان يقف على بابها ويقول: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول: وعليك يا بني، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرا. قال ابن عباس إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة. قال محمد بن المنكدر بات عمر أخي يصلي، وبت أغمز رجل أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته. وكان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه: يا أمه، قومي فضعي قدمك على خدي. العيشُ ماضٍ، فأكرمْ والديكَ به * والأُمُّ أولى بإِكرامٍ وإِحسانِ وحسبُها الحملُ والإِرضاع تُدمِنه * أمران بالفضلِ نالا كلَّ إِنسانِ عود لسانك على كل قول طيب*فالقول من عقل الرجال ونبلها واحفظ حقوق الوالدين وقم بها*والأهل والأصحاب واحمل ثقلها وأعطِ أباكَ النصفَ حياً وميتاً * وَفَضَّل عليه من كرامِتها الأُما. أَقَلَّكَ خِفّاً، إذا أَقَلَّتْكَ مُثْقلاً * وأرضعَتِ الحَوْلَين، واحْتلمت تما. وَألْقتكَ عَن جُهْدٍ وألقاكَ لذةً * وضَمَّتْ وشَمَّتْ مثلما ضَمَّ أو شَمّا. فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني * لبانَ الحُبِّ من صَدْرٍ أحنِّ على بسمَاتِها فتحتُ عيني * ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي كما كانتْ تُناغيني أُناغي * وما كانتْ تُغَنيني أُغَني سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي * ففاضَ على الوَرى ما فاضَ عني فيا عَجباً لمن ربيتُ طِفْلاً * أُلَقِّمُه بأطرافِ البنانِ. أُعَلِّمُه الرمايةَ كُلَّ يومٍ * فلما اشْتَدَّ ساعدُه رماني. أُعَلِّمُه الفتوةَ كل وقتٍ * فلما طرَّ شاربُه جفاني. وكم عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوافِي * فلما قالَ قافيةً هجاني. لو كان يدري الابن أية غصة*يتجرع الأبوان عند فراقه أم تهيج بوجده حيرانة*وأب يسح الدمع من آماقه يتجرعان لبينه غصص الردى*ويبوح ما كتماه من أشواقه لرثى لأم سل من أحشائها* وبكى لشيخ هام في آفاقه ولبدل الخلق الأبي بعطفه*وجزاهما بالعذب من أخلاقه. بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم. أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ * يجاري بالخُطى من أدبوه وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا * على ما كان عوَّدَه أبوه. تَحَمَّلْ عن أبيكَ الثقلَ يوماً * فإن الشيخَ قد ضَعُفَتْ قواهُ. أتى بكَ عن قضاءٍ لم تُرِدُه * وآثَرَ أن تفوزَ بما حَوَاهُ. غَذَوْتُكَ مولوداً وَعْلتُكَ يافعاً * تُعَلُّ بما أدنْي إليك وتَنْهَلُ. إذا ليلةٌ نابَتْكَ بالشَّكْوِ لم أَبِتْ * لشَكْواكَ إِلا ساهراً أَتَمَلْمَلُ. كأني أنا المطروقُ دوَنكَ بالذي * طُرِقْتَ به دوني وعينيَ تَهْمُلُ. تَخَافُ الرَّدَىْ نَفْسِي عليكَ وإِنها * لتَعلمُ أن الموتَ حتمٌ مؤجلُ. فلما بَلَغْتَ السِّنَّ والغايةَ التي * إليها مَدَىْ ما كُنْتُ فيكَ أُؤَمِّلُ. جَعَلْتَ جزائيْ منكَ غِلْظةً وفظاظة* كأنكَ أنتَ المنعمُ المتفضِّلُ. فليتكَ إذ لم تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتي * فَعَلْتَ كما الجارُ المجاوِرُ يفعلُ. وسَمَّيْتَني باسْمِ المُفَنَّدِ رأيُهُ * وفي رَأْيِكَ التفنيدُ لو كُنْتَ تعقلُ. تَراهُ مُعِداً للخِلاَفِ كأنهُ * بِرَدٍّ علَى أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ.

المصادر

موسوعة الأسرة المسلمة