الرئيسيةبحث

بانياس الحولة

شلال في بانياس
شلال في بانياس

بانياس

تدعى بانياس الحولة تمييزاً لها عن بانياس الساحل السوري ، وهي قرية في الشمال الغربي لمحافظةالقنيطرة في منطقة الجولان في سوريا .


فهرس

الموقع

في الجولان السوري محافظة القنيطرة يحدها من الشمال وادي العسل الفاصل بينها وبين الحدود السورية واللبنانية، ومن الشرق اراضي قريتي جباثا الزيت وعين قنية، ومن الجنوب عين فيت، ومن الغرب مغر شبعا والمنطقة المجردة بينها وبين الحدود السورية والفلسطينية. تبعد عن القنيطرة عاصمة الجولان حوالي 20 كم، وتقع في حضيض الجبل المعروف بالهيش- من أعضاد جبل الشيخ فوقها، وعند منتهى وادي سعار القادم من مجدل شمس للالتقاء بنهر بانياس ، وتطل على سهل الحولة الذي في غربها الجنوبي .

طبغرافية

صخورها من جنس ما في جبل الشيخ- طباشيرية، وتربتها حمراء وسوداء. الجبال والآكام المحيطة بها هي جبل الهيش وجبل قلعة الصبيبة وتل الاحمر وتل العزيزات وتل الفخار. وبعض اراضيها جبلية مرتفعة، كانت مزدانة بكروم العنب وبقايا حراج السنديان، وكثيرها سهلية منخفضة تمتد في أول سهل الحولة. في بانياس نهرها المسمى باسمها وهو أحد ينابيع نهر الأردن، وقد اشتق القدماء منه هناك عدة قنوات لسقي الأرضي، وعلى هذه القنوات اقيمت عدة طواحين. وأراضي بانياس السهلية خصبة شأن اراضي الحولة كلها، وتسقى من القنوات التي أحصيناها، وأراضي بانياس كلها كانت اوقافاً ( ماءً وغرساً، بعضها من أوقاف السلطان إبراهيم بن أدهم البلخي المتوفي سنة (972 م) والمدفون في جبلة اللاذقية.

اقتصاد

أهم محاصيل بانياس هو الزيتون الذي له معاصر تدار بالماء وطواحين الماء ، ومن محاصيلها فستق العبيد والفول والبزلياء والخضروات والقمح والأشجار المثمرة والعنب. وتربى الأبقار في بانياس والقليل من الماعز بحكم وجود الاحراج حيث يعاقب من يرعى قطعانه فيها للمحافظة على الحياة الطبيعية والاحراج .

تاريخ

أثار بانياس
أثار بانياس

اثار بانياس- على ما انتابها من حوادث الأيام، ولا سيما الزلازل، تدل على عظمة من شاهدوها وحكموها، ففيها أبراج المدينة القديمة، ومدخلها الاثري، وقواعد وابدان وتيجان اعمدة متنوعة، واحجار منحوتة ذات نقوش جميلة، وأمثالها من البقايا، وتكاد تجد هناك مدينة تحت الارض. في داخلها مسجد قديم واحد، وفي خارجها وانت هابط في طريق القنيطرة على مرتفع كنيسة حديثة رمزية بيضاء اللون، ينبت في موقع مرتفع يجله المسيحيون ويدعونه (دير بانياس)، وهو الموقع الذي زارة السيد المسيح واقام فيه زمناً على ما سوف نذكره في تاريخها.

إن تاريخ بانياس قديم وزادت شهرتها من العهد اليوناني، ولو أنها كانت موجودة من قبلهم. فاليونان منذ أن استلموها كرسوا المغارة التي فوق نبع نهرالأردن في الجبال السورية باسم الاله "بان" حارس الحقول والغابات والمواشي والصيادين، ومنها نشأ اسم المدينة Baneas الذي احتفظ به من بعد فصار (بانياس). وقد وقعت بها المعركة بين انطيخوس الثالث الملك السلوقي "السوري" وبطليموس الخامس الملك البطلمي في العام (200 ق.م) .

وقد شاد هيرودوس الكبير امام المغارة المذكورة هيكلاً (معبداً) على اسم اغسطوس قيصر، لكن بانياس لم تتقدم إلا في عهد ابنه فيليبس رئيس ربع اليطورية (الجيدور). فقد أكمل بناءها وحسنها وجعلها عاصمة له، ودعاها قيصرية اكراماً لطبياريوس قيصر، وأضافها إلى اسمه فصارت قيصرية فيليبس (Caesarea Philippi ) ، ثم حسنها هيرودوس اغريباس الثاني ودعاها (نيرونياس) اكراماً للقيصر نيرون واصبحت بانياس من مدن الامبراطورية الهامة ..

وفي الروايات المقدسة أن السيد المسيح عليه السلام جاء في أواخر أيامه إلى بانياس ، وانه هناك اعترف القديس بطرس به والقصة مذكورة في الكتب المقدسة. وأيضاً أن بانياس كانت موطن الإمرأة التي شفاها المسيح من نزيف الدم في كفر ناحوم.

هذا وفي سنة (70 م) جاءها تيطس واحتفل فيها بانتصار الجيوش الرومانية في معارك جنوب سوريا وفلسطين واستيلائهم على القدس وتخريبها. وفي القرن الرابع جعلت بانياس مركز أسقفية. وفي سنة ( 636 م) دخل المسلمون بانياس ،وسكتت التواريخ عن ذكرها عدة قرون، ما عرفنا كيف كانت حالتها خلالها إلى أن صارت تذكرها بمناسبة الحروب الصليبية. فقد تعرضت بانياس لغارات مكررة وتداورتها أيدي الصليبين والمسلمين مراراً.

ولما تملك نورالدين محمود زنكي واصبح ملك دمشق دخل إلى بانياس بعد عدة محاولات وضمها لملكه في العام (1165 م). وقرية بانياس الحالية مبينة في مكان المدينة القديمةالاثرية حيث تتناثر فيها بقايا الاثار والاوابد التاريخية قطع من الاعمدة والحجارة والمنحوتة والمباني والدور السكنية والمعابد والطواحين ومعاصر الزيتون القديمة . حتى انهم في سنة 1953 حينما فكروا بتحويل نهر بانياس وبدأوا يحفرون عثروا على نقوش بديعة ولوحات من الفسيفساء وفصوص خواتم على بعضها صور آلهة، منها ديانا آلهة الصيد، وعلى بعضها نقوش عربية وقطع اثرية كثيرة .

القلعة

مشيدة فوق مرتفع مثلث الشكل محصور بين نهري سعار وبانياس قبيل التقائهما. وجدران هذه القلعة متقوضة جداً لم يبق ظاهراً منها الا القليل. والقادم لزيارة اثار بانياس يبدأ من الجهة الشمالية الغربية. فيرى ثمة على ضفة النهر برجين ضخمين من العصور المتوسطة. وكان برج ثالث على بعد قليل عنهما، إلى الجنوب وغربي الطريق الحالية. وكانت جدران الأسوار مدعومة بأعمدة روابط أقحمت في هذه الجدران، كما هو الحال في كثير من القلاع. وهذه الأعمدة إما من حجر البلاد الكلسي وإما من الحجر المحبب (الغرانيت) الأسود المرقط المجلوب من صعيد مصر. وكلها من بقايا المباني التي كانت في العهد الروماني. وإذا سلك الزائر السكة القديمة يخترق القرية ويبلغ الجسر العتيق الذي كان في الزاوية الجنوبية الشرقية. وكان هذا الجسر محمياً ببوابة قوية اقحمت أيضاً في جدرانها أعمدة روابط من الغرانيت. وترى حتى الآن بعضها ملقى على جانب الطريق وثمة باب له اسكفة ذات كتابة عربية . وكانت حصون بانياس تمتد على طول ضفة النهر في الشرق والغرب. والمداميك السفلية في هذه المباني مؤلفة من أحجار ضخمة منحوتة نحتاً بارزاً (صورياً) تدل على عراقتها في القدم. أما المداميك العليا فهي من العهود الإسلامية، كما تشهد بذلك بقايا الجدران المبنية من أحجار كبيرة، وقطع الأعمدة المنحوتة.

وإذا رجع الزائر أدراجه وتقدم نحو الجبل، يصل بعد بضع دقائق إلى نبع المياةالصاخب الجميل، فيجد المياه تسيل بغزارة كلية من حضيض جدار شاهق من الصخر الكلسي. وهذا النبع هو الهدف الأسمى في زيارة بانياس. وفي الجدار الشاهق المذكور يلحظ الناظر وجود غرف عديدة، وخمس كوى منقورة في الصخر، مع كتابات يونانية صعبة القراءة، كانت فيما يظن مخصصة لوضع السمامات. وهنالك أيضاً مغارة طبيعية، قد سد مدخلها بصخور ضخمة، متدحرجة من أعلى الجبل، . وفي فصل الشتاء يمتلئ قعر المغارة بالماء، وفي فصل الصيف تجف . ويعتقد الأثريون أن هذه هي المغارة التي كانت مكرسة إلى الإله "بان" أو "بانيون" الذي أعطى المدينة اسمه . وينابيع المياه في بانياس صافية الماء رقراقه، هو يتفجر بفوران شديد، وينقسم إلى فرعين ليؤلف نهراً عرضه من 4 -6، أمتار يندفع راغياً مزبداً هادراً في مسيل صخري ( ينابيع الجولان )التي تكون عدة انهار هامة .

انظر أيضاً

مصادر

[ http://www.jawlan.org موقع الجولان]