الرئيسيةبحث

انتداب بريطاني

الانتداب البريطاني هو الانتداب الذي جاء بعد الحرب العالمية الأولى بعد اتفاقية سايكس بيكو وبقرار من عصبة الأمم على منطقة الشرق الأوسط بعد انهيار الدولة الدولة العثمانية وكيفية تقسيم ممتلكاتها بين فرنسا وبريطانيا. صدر هذا القرار عام 1922 إلا أن بريطانيا كانت قد بدأت به عام 1920.

شهدت فترة الانتداب الكثير من الأمور التي غيرت معالم المنطقة بشكل كبير جداً ومن أهمها هجرة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة إسرائيل.

كانت فلسطين ولاية عثمانية. قام العرب في فلسطين – ضمن هبة عربية شاملة – بالنضال من أجل التحرر من الدولة العثمانية. أعلنت بريطانيا دعمها للمطالب العربية مستغلة نضالهم ضد تركيا خلال الحرب العالمية الأولى حيث أرادت بريطانيا ودول الحلفاء القضاء على الامبراطورية العثمانية . احتلت بريطانيا فلسطين بقيادة " اللنبي" عام 1917 بزعم تحريرها وضمان استقلالها. تبين فيما بعد أن أغراض الحلفاء كانت الحلول محل الاحتلال العثماني، بعكس ما وعدوا به العرب، واقتسام مناطق النفوذ فيما بينها، وتهيئة فلسطين لتكون دولة ووطناً لليهود. هذه الخطط بانت في اتفاقية سايكس – بيكو الشهيرة عام 1916. وقد قرروا وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، مستندين على نص في ميثاق عصبة الأمم يقدم الاستعمار التقليدي "بزي جديد". يستند نظام الانتداب على مادة 22 من عهد عصبة الأمم التي تنص بعض فقراتها على نظرة استعلائية عنصرية: 1. " أن تطبق المباديء التالية على المستعمرات والأقاليم التي لم تعد بعد الحرب تحت سيادة الدول التي كانت تحكمها من قبل والتي تسكنها شعوب غير قادرة على أن توجه نفسها بنفسها ولا سيما في ظروف مدنية العالم الحديث القاسية. إن رفاهية وتقدم الشعوب يعتبران أمانة مقدسة في عنق المدنية، ويجب أن يحوي العهد الحالي ضمانات للوفاء بهذه الأمانة." 2. " إن الطريقة الفضلى لتحقيق هذا المبدأ هي أن يعهد بالوصاية على هذه الشعوب إلى أمم راقية تمكنها مواردها وتجاربها ومركزها الجغرافي من تحمل تلك المسؤولية وتقبل تحملها فوراً. إنها تمارس تلك الوصاية بصفتها منتدبة باسم العصبة." اتفق الحلفاء (بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان) في مؤتمر سان ريمو الذي عقد في 25/4/1920 ، من ضمن ما اتفقوا عليه من تقسيمات - على وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني. أقر مجلس عصبة الأمم صك الانتداب الذي تسلمت بموجبه بريطانيا وفي رعاية العصبة "مهمتها التاريخية" في فلسطين، وجاء فيه: " ولما كانت دول الحلفاء الكبرى قد وافقت أيضاً على أن تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي أصدرته في الأصل حكومة صاحب الجلالة البريطانية في اليوم الثاني من تشرين الثاني عام 1917، وأقرته الدول المذكورة لصالح إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يضر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الموجودة الآن في فلسطين أو بالحقوق والوضع السياسي مما يتمتع به اليهود في أية بلاد أخرى......" وتنص المادة الثانية من الصك: " تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي وفقا لما جاء في ديباجة هذا الصك، وعن ترقية مؤسسات الحكم الذاتي وتكون مسؤولة عن صيانة الحقوق المدنية والدينية لجميع سكان فلسطين بغض النظر عن الجنس والدين." يمضي صك الانتداب في تجاهل الشعب الفلسطيني الذي يفترض أن الانتداب أقيم من أجل إيصاله إلى الرفاهية والتقدم والاستقلال، فلا ينص الصك في أي فقرة منه إلى التعامل مع مع هيئات تمثل الشعب الفلسطيني ولو على غرار الوكالة اليهودية. أما اليهود وهم قلة قليلة يومئذ في فلسطين فقد خصص لهم الانتداب من يمثلهم، جاء ذلك في المادة الرابعة من الصك:" يعترف بوكالة يهودية ملائمة كهيئة عمومية لإسداء المشورة إلى إدارة فلسطين ....". وجاء في المادة السادسة" ... تتولى إدارة فلسطين مسؤولية سن قوانين الجنسية ويجب أن يشتمل هذا القانون على نصوص تسهل اكتساب اليهود الذين يتخذون فلسطين دائماً لهم الجنسية الفلسطينية". دام الانتداب البريطاني حتى 15/5/1948 حيث سحبت بريطانيا قواتها ورعاياها بعد ساعات من إعلان دفيد بن غوريون قيام دولة الشعب اليهودي في فلسطين.


كانت فلسطين في البداية حسب تقسيم سايكس بيكو عام 1916 منطقة دولية لا تخضع لسيطرة أي من بريطانيا أو فرنسا، لكن بعد أربع سنوات تراجعت بريطانبا عن هذا الاتفاق، و أرادت أن يكون لها معبر يصل المتوسط بالخليج فتم وضع فلسطين (التي تشمل فلسطين الحالية و إمارة شرق الأردن) مع العراق تحت الانتداب البريطاني، وكل من سورياو لبنان وأجزاء من جنوب تركيا تحت الانتداب الفرنسي.

انظر أيضاً