المنتفق أو المنتفج هي قبيلة عربية تستوطن جنوب العراق حول البصرة دخلوا العراق مع الفتوحات الاسلامية واستقروا في منطقة آجام القصب بين البصرة والكوفة وتنقسم إلى 3 أقسام رئيسية هي الأجود وبني سعيد وبني مالك.
برز اسم المنتفق أيام الخلافة العباسية ، حيث ذكر الشيخ أصغر شيخ المنتفق سنة 378 هـ الذى حارب القرامطة وانتصر عليهم ، وظل الشيخ أصغر رئيساً على المنتفق إلى أن توفي عام 410 هـ وفي حوادث عام 499هـ اتفق المنتفق مع قبيلة ربيعة وقاموا بمهاجمة البصرة ونهبوها.
وفي سنة 517هـ قام المنتفق ومعهم حاكم الحلة دبيس بن صدقة بمهاجمة البصرة فوجه اليهم الخليفة العساكر وهزمهم واخرجهم من البصرة
في سنة 532 هـ صدر الأمر من الخليفة بتعيين الشيخ معروف شيخ المنتفق والياً على البصرة وفي عام 558هـ انضم ابن معروف ومعه قبيلته إلى حملة السلطان محمد السلجوقي وذلك لمحاربة بني أسد الذين شقوا عصا الطاعة فهزموهم شر هزيمة واجلوهم عن ديارهم وسلمت بطائحهم إلى ابن معروف فدخلتها عشائر المنتفق كما في تاريخ البصرة . وظلت عشائر المنتفق في البطائح إلى اوائل القرن الثامن الهجري وخلال هذه الفترة أشغلتهم الحروب مع الدولة وفيما بينهم فتفرقوا وتشتتوا وضعف أمرهم وهذه نهاية المرحلة الأولى
استطاع الشبيب الاستيلاء على البصرة وقد استمروا في حكم البصرة إلى أن أخذها منهم المشعشعون وكان آخر حكام البصرة من ال شبيب هو يحيى بن محمد بن مانع والذى قتل على يد السلطان محسن المشعشعي سنة 884هـ وظلت البصرة تحت حكم المشعشعون إلى أن أخذها منهم محمد بن مغامس بن صقر بن يحيى واستعاد حكم آباؤه وأجداده وذلك سنة 915 هـ واستمر في حكم البصرة حتى وفاته سنة 934هـ .
ثم أتى بعده أخاه راشد بن مغامس بن صقر واستطاع أن يضم كل من الاحساء والقطيف إلى حكمه واستمر بعد ذلك الشبيب في الحكم إلى نهاية القرن العاشر وبعد ذلك استولى العثمانيين على البصرة والاحساء و القطيف وقضوا على الشبيب ، وبذلك انتهت المرحلة الثانية من تاريخ المنتفق
بعد أن قضى العثمانيون على حكام البصرة الشبيب او الراشد تفرقت قبائل المنتفق وتشتت ولم يعد لها كيان وأصبحت تسودهم نوع من الفوضى وفي تلك الفترة بدأت القبائل النجدية القريبة من بادية السماوة بالدخول إلى العراق وكان أولى هذه القبائل هي قبيلة الأجود من غزية طي وسائر قبائل غزية وانضمت اليها الكثير من القبائل الأخرى وقد ألحقت بقبيلة بني مالك هزائم متتالية وظلت الأوضاع على ما هي عليه إلى أن قدم أحد الأشراف من الحجاز ودخل في قبيلة بني مالك وهو شبيب جد أسرة السعدون فتزوج من بني مالك ورزق من زوجته بأولاد وكبر أولاده وكانت الحروب متواصلة بين الأجود وبني مالك وقدر أن يقتل أحد أبناء شبيب في أحد هذه المعارك وتنكسر قبيلة بني مالك ثم بعد ذلك يقوم شبيب باعداد وتجهيز قبيلة بني مالك للإنتقام من قبيلة الأجود التى قتلت ابنه .
وفي أحد الأيام يقود شبيب بني مالك ويفاجئ قبيلة الأجود فجراً ويقتل منهم مقتلة كبيرة ويقال أنه لم يبقى من قبيلة الأجود إلا أربعين طفلاً مع أمهاتهم ورجل أشرف على تربية هؤلاء الأيتام ومنذ ذلك اليوم ونخوة الأجود هي ( يتمان ) . وهذه القصة هي الموروث الشعبي وقد أشارت اليها بعض المصادر .
بعد هذه المذبحة برز الشبيب واتفقوا مع من بقي من قبيلة الأجود وتزعموا على قبيلة بني مالك والأجود تحت اسم المتفق ثم حرف إلى المنتفق وانضم إلى هذا الاتفاق قبيلة بني سعيد وأصبحت كل قبيلة من هذا الاتفاق تمثل ثلث الأثلاث وتتبعهم عشرات القبائل الصغيرة .
واستمر الوضع تحت زعامة الشبيب ثم السعدون وأصبح هذا الاتحاد من أقوى الاتحادات القبائلية وسيطروا على المنطقة الجنوبية من العراق ووصلت غزواتهم إلى الأحساء و القصيم والبادية السورية وخاضوا العديد من المعارك ضد الدولة العثمانية والفرس وانتصروا في كثير منها.