فهرس |
هو المؤتمر الثلاثون في سلسلة من المؤتمرات الدينية الكاثوليكية، نسبة إلى افخارستيا انتظم أول مؤتمر أفخارستي في مدينة ليل [[1]] الفرنسية في حزيران 1881، بمبادرة من لويس غاستون دي سيغور [Gaston de Ségur]. وكانت هذه التظاهرة في بدايتها متواضعة من حيث امتدادها الجغرافي وعدد المشاركين فيها ثم اتسعت شيئا فشيئا لتخرج من فرنسا لأول مرة سنة 1885 حيث انعقد المؤتمر الرابع في مدينة فريبورغ [| Fribourg] السويسرية والتاسع في القدس (1893). وقد انعقد آخرها في غوادالاخارا [| Gauadalajara] بالمكسيك سنة 2004 على أن ينعقد المؤتمر الموالي بكيبيك (كندا) سنة 2008.
أما المؤتمر الأفخارستي بقرطاج فهو المؤتمر الثلاثين من بين تلك المؤتمرات. وقد انعقد بين 7 و11 أيار 1930. وتزامن مع الاحتفالات التي قام بها الاستعمار الفرنسي بمناسبة الذكرى المائوية لاحتلال الجزائر (1830)، وإصدار الظهير البربري بالمغرب الأقصى. ولذلك اعتبر التونسيون هذا المؤتمر تحديا لمشاعرهم الإسلامية، خاصة وقد تم خلاله توزيع مناشير بالعربية تدعو التونسيين إلى اعتناق المسيحية ووقع استعراض آلاف الأطفال الذين يرتدون أزياء بها صلبان بما يذكر بالحملة الصليبية الثامنة التي قادها لويس التاسع لاحتلال تونس سنة 1270م. ونظر إليه من قبل الأوساط المقربة من المنظمين على أنه الحملة الصليبية التي نجحت.
وقد لقي هذا المؤتمر مساندة الحكومة الفرنسية رغم التزامها العلماني. إذ استقبل أسقف قرطاج من قبل رئيس الجمهورية غاستون دومرغ ([Doumergue )، وأعرب له عن تشجيعه، وخصصت سلطات الاحتلال للمؤتمر مبالغ مالية هامة. وقد لقي هذا المؤتمر احتجاجات واسعة من قبل التونسيين من بينها إضراب عملة الرصيف بميناءي تونس وبنزرت قبل أربعة أيام من انعقاد المؤتمر، كما أضرب الطلبة والتلامذة وخرجوا في مظاهرات، ألقي خلالها القبض على عدد منهم.
- أحمد القصاب، تاريخ تونس المعاصر (1881-1956)، تعريب حمادي الساحلي، الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1986.
- علي المحجوبي، الحركة الوطنية التونسية بين الحربين، منشورات الجامعة التونسية، تونس 1986.
- محمد ضيف الله، الحركة الطالبية التونسية 1927-1939، منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلوما، زغوان-تونس 1999.
-Ali Mahjoubi, « Le congrès eucharistique de Carthage et le mouvement national tunisien », in, Cahiers de Tunisie, N° 101-102, 1978, pp. 109-132.