الرئيسيةبحث

الفلوجة

الفلوجة مدينة في العراق تقع ضمن محافظة الأنبار. وتقع المدينة على بعد 55 كيلو مترا شمال غرب العاصمة بغداد, ويعيش فيها عشائر وأفراد من قبائل عربية تلتزم وتتمسك بالإسلام وتعم ربوعها صحوة إسلامية واعدة.
ومعنى الفلوجة في اللغة هي الأرض الصالحة للزراعة حيث تتفلج تربتها حين يمسها ماء السماء عن خيرات الأرض، إزداد عدد سكان المدينة تدريجيا حتى وصل عددهم إلى مايقارب 425,774 نسمة حسب تقديرات عام 2003م لمنظمة الأمم المتحدة، طبقاً لنظام السابق عام 2003م يبلغ عدد سكان الفلوجة 650 الف نسمة. وينحدر أغلب سكان الفلوجة من عشائر الكبيرة في العراق وهي الدليم، الكبيسات، والبوعيسى، والجميلات، وزوبع، بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الاخرى وكما يوجد بها مجموعة من الأكراد والتركمان. يطلق على المدينة أيضا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها والتي يصل عددها إلى 200 مسجد.
تعرضت المدينة إلى أضرار في بناياتها وبنيتها التحتية خلال معركة الفلوجة الثانية التي أعقبت غزو العراق و سقوط بغداد في 2003م، والتي قدرت بإلحاق أضرار في 90% من مرافق وبنايات المدينة.

فهرس

نبذة عن تأريخ مدينة الفلوجة

منظر لمدينة الفلوجة
منظر لمدينة الفلوجة

هناك مؤشرات إن المنطقة المحيطة بالمدينة موغلة منذ القدم وإنها كانت مسكونة منذ زمن البابليين. وهناك عدة نظريات عن منشأ تسمية المدينة, أحد هذه النظريات يرجع أصول التسمية إلى الكلمة السريانية بالوغثا والتي تعني التقسيم الأداري والبعض يعتقد إن مدينة الفلوجة هي نفس مدينة بومبيديتا البابلية.

أسست الفلوجة على انقاض مدينة الأنبار التاريخية التي فتحها خالد بن الوليد وعرف عن اهلها تدينهم الشديد وسترهم، بل هم اقرب إلى حنابلة نجد في العقيدة والسلوك، وأهلها من العرب الاقحاح والقبائل الاصيلة. وتعرف الفلوجة بمدينة المساجد التي تعانق مناراتها السماء ولها طابع اسلامي وزخارف اخاذة فبها الجامع الكبير المؤسس عام 1899م وجامع الخلفاء وجامع ابي بكر الصديق وجامع عمر بن الخطاب وجامع عثمان بن عفان وجامع علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وجوامع أخرى كثيرة, وغالب اهل الفلوجة متدينون مثقفون وينتشر بينهم اصحاب الشهادات العليا بشكل يفوق كل المدن العراقية، وتلوح في اوساط الفلوجة صحوة اسلامية واعدة ومتوقدة.

إتخذ العثمانيون مدينة الفلوجة كمحطة إستراحة في الطريق الصحراوي المؤدي إلى بغداد. وفي عام 1941م، حينما فرضت بريطانيا إنتدابها على العراق، بعد أن احتلته قواتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى وفصلته عن الدولة العثمانية، حاولت قوات الإحتلال البريطاني دخول الفلوجة لتأديب المقاومة هناك، فواجهت دفاعا مستبسلا وشرسا من أهلها، فلجأت إلى أبناء الأقليات من الآشور واليهود، وسلطتهم لإيذاء الأهالي وقتل آلاف من أهالي المدينة.

وفي عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت المنطقة تعتبر أحد المناطق الرئيسية في العراق وكان يتواجد بها ثلثي علماء العراق كله وعدد من أعضاء كبار في الجيش العراقي والحزب الحاكم حزب البعث ولكن هذا لم يمنع من قيام بعض الحركات ضد حكم الرئيس السابق صدام حسين منها حركة محمد مظلوم الدليمي في التسعينات والتي إنتهت بقمعها وإعدام قادتها وأعمال العنف ومعارك ومواجهات واسعة في الفلوجة‏ والرمادي، اثناء تلك الفترة إفلت قصي صدام حسين من محاولة قتلة في الرمادي.

الفلوجة بعد سقوط بغداد 9 ابريل 2003م

كانت الفلوجة أحد المدن الهادئة بعد سقوط بغداد مقارنة بالمدن الأخرى حيث لم تقع فيها أعمال السلب والنهب التي أعقبت سقوط بغداد والتي إنتشرت في بعض المناطق في العراق وخاصة العاصمة بغداد. وعندما حاولت القوات الأمريكية دخول الفلوجة وأخذ مركز لها في البنايات المدرسية وبعض الأبنية الرسمية الأخرى ومقرات حزب البعث حدثت إحتجاجات من قبل سكان الفلوجة على تواجد قوات "أجنبية" على أراضي مدينتهم، وفي 28 ابريل 2003م، قام 200 شخص من سكان المدينة بتظاهرة إحتجاجية على تصرفات الجنود الأمريكان، وأنتهت هذه التظاهرة بصورة عنيفة حيث قتل 17 من الأشخاص المشاركين في التظاهرة، أمام إحدى المدراس التي أستخدمها الجيش الأمريكي كمواقع عسكرية، ويعتبر بعض المراقبين هذه الحادثة الشرارة الأولى التي أدت فيما بعد إلى نشوب عمليات المقاومة ضد جيش الإحتلال الأمريكي وإلى ما يعرف بمعركة الفلوجة الاولى.

وفي 31 مارس 2004 وقعت عملية غطتها وكالات الأنباء بكثافة حيث تم قتل أربعة من قوات المرتزقة من شركة بلاك وتر الأمريكية في المدينة وتم سحل جثثهم في الشوارع ليعلق الجثث فيما بعد على جسر في أطراف المدينة يطل على نهر الفرات.

وردت القوات الأمريكية على هذه العملية بسلسلة من القصف المكثف انتقاماً من أهالي المدينة وحاولوا سيطرة على المدينة وذلك بمساعدة افواج من الحرس الحكومي العراقي وميليشا البيشمرگة الكردية إلا إن أهالي الفلوجة تصدوا لقوات الاحتلال الأمريكي المدججة بالسلاح وحرموها من السيطرة على المدينة، وقد تكبدت القوات الأمريكية وقوات المرتزقة خسائر جسيمة وواجهت قتالاً شرسا من أهالي الفلوجة، فخرجت القوات الأمريكية من الفلوجة ذليلة بعد سنة كاملة من القتال وقد برز أسم عمر حديد المحمدي أثناء معركة الفلوجة الأولى والتي انتهت بهزيمة قوات الأمريكية.
يقال ان 2,220 جندي أمريكي قتل وتعرض 17,000 جندي للإصابة وقتل 4,000 من عناصر قوات المرتزقة أثناء معركة الفلوجة الأولى، حسب السكان المحليون جثث الجنود وعناصر قوات المرتزقة رميت في النهر والصحراء.
وأما خلال معركة الفلوجة الثانية فقد قامت القوات الأمريكية بقطع الكهرباء والمياة عن المدينة وبقصف المدينة لأكثر من خمسة أشهر متواصلة وبتدمير المستشفيات والمراكز الطبية وقد إستعمل الأمريكان مختلف الاسلحة الكيماوية المحرمة دولياً قنابل فوسفورية و غاز النابالم شديد الاحتراق على أهالي الفلوجة فأدى إلى مقتل العديد من النساء و الاطفال و الشيوخ وتشريد الآلاف من أهالي المدينة وثم من قامت القوات الأمريكية وقوات المرتزقة بمساندة القوات الأمنية العراقية والبشمركة باجتياح المدينة وبتدمير بنايات ومساجد وبيوت المدينة واعتقال وقتل كل مصاب وأعزل.

الوضع الحالي لمدينة الفلوجة

سمح لبضعة آلاف من سكان الفلوجة بالعودة إلى منازلهم في منتصف ديسمبر 2004م بعد إجراء تدقيقات تحليلية على العائدين حيث زود العائدون ببطاقات شخصية خاصة من قبل القوات الأمريكية.

إستنادا إلى تقارير القوات الأمريكية فإن أكثر من نصف البيوت في الفلوجة والتي يقدر عددها 39,000 منزل من 50,000 منزل قد دمر واستنادا على تقارير من شبكة ان بي سي (NBC) الأخبارية فان 9000 منزل قد تعرضت إلى أضرار جسيمة وقد قامت القوات الأمريكية بتعويض 15 طلب تعويضا عن الأضرار فقط.

حتى اليوم عدد الذين قتلوا بسبب القصف والاسلحة الكيماوية غير معروف ، قبل وخلال معارك الفلوجة شهدت مدينة الفلوجة أكبر موجة نزوح في تاريخ العراق، عدد السكان قبل المعارك غير معروف بالضبط، والإحصائيات الرسمية غير دقيقة إو غير حيادية فالبيت واحد بالفلوجة كان يحتوي على ثمانية إلى عشرين فرد، حسب منظمة الأمم المتحدة يبلغ عدد السكان 425 الف نسمة وحسب النظام السابق يبلغ عدد سكان المدينة 650 الف نسمة ، بعد معارك الفلوجة منذ بداية عام 2005م حتى أواخر 2007م لم تشهد الفلوجة يوماً واحداً دون قتال أو تفجيرات أو موجهات مسلحة، القوات الأمريكية انتقاماً لقتالهم كانوا يعتلون أسطح البيانات ويقومون بقنص عوام ناس أو اعتقالهم بشكل عشوائي و تعطيل ومنع جميع الخدمات ومشاريع الصحية والخدمية.

مناطق حي الصناعي وحي نزال وحي الجولان بالفلوجة هي المناطق التي استعصت على الإحتلال قبل وبعد معارك الفلوجة، استقطت عليها 20 الف قنبلة عنقودية وقذيفة وضربت بمختلف الاسلحة الكيماوية بشدة.

قدر عدد النازحين من الفلوجة بحدود النصف مليون إنسان، نزح اهالي الفلوجة إلى المدن والقرى المحيطة بالفلوجة الحبانية والكرمة والصقلاوية وبغداد وابي غريب والمحمودية واليوسفية والرمادي والعامرية(عامرية الفلوجة) والخالدية وهيت والحقلانية وحديثة وحصيبة.

الوضع المعيشي لسكان الفلوجة صعب بالاضافة إلى عدم وجود خدمات طبية وماء أو كهرباء بعد خمس سنوات على احتلال العراق واجتياح القوات الأميركية لمدينة الفلوجة، عشرين طفل يموتون يوماً بالفلوجة ومن بين كل عشر أطفال يلد طفل مشوة في مدينة الفلوجة بسبب الأسلحة الكيميائية التي استعملت بكثافة ضد أهالي المدينة، لا يوجد أدوية لمعالجة من تعرض لستنشاق المواد الكيميائية ولا يوجد اي أجهزة طبية، والمشافي والمراكز الصحية مدمرة.

تنظيم القاعدة كان يدعي قتال القوات الامريكة ولكن خلال سنوات 2004 و2005 و2006 و2007 و2008 قام التنظيم بقتل العديد من اهالي المدينة الاستاذة والطلاب والعلماء وشيوخ العشائر للأسباب وحجج واهية واستعمل في عملياته واغتيالاته تفجيرات المفخخات والكلور.

ينزح إلى مدينة الفلوجة ثلاثمائة عائلة مهجرة بشكل شهري من بغداد وجنوب العراق.

إنسحاب من الفلوجة 2008

تشهد الفلوجة هدوء نسبي بعد سيطرة الشرطة على مدينة الفلوجة وطرد المخربين وينتظر إنسحاب القوات الأمريكية من القواعد ونكثات العسكرية في بداية الشهر الخامس من سنة 2008م.
حسب تصريحات قيادة شرطة الفلوجة فقد عاد 70% من السكان إلى الفلوجة.