الرئيسيةبحث

العلاقات الأردنية العراقية

'العلاقات الأردنية العراقية 'كان المؤتمر العراقي المنعقد في دمشق عام 1920م قد قرر "استقلال البلاد العراقية المسلوخة عن تركيا بحدودها المعروفة، والمناداة بالأمير عبد الله بن الحسين ملكا دستوريا بلقب حضرة صاحب الجلالة ملك العراق. ولما كان العراق يخضع في ذلك الوقت للحكم العسكري البريطاني، فقد توجه الأمير عبد الله إلى لمقابلة المندوب السامي البريطاني اللورد اللنبي في مصر ليعرض عليه مقررات المؤتمر، إلا أن مسعاه لم ينجح بسبب عدم موافقة بريطانيا على ذلك من جهة، ثم عدول المجلس العربي للثورة العراقية عن ترشيح الأمير عبد الله وذلك لانشغاله في أمور مهمة، ثم عزم والده ترشيحه لقطر آخر. لهذا قرر العراقيون مبايعة فيصل ملكاً على العراق ، وقبل الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن نيابة عن والده، ووافق أن يدير شقيقه فيصل عرش العراق برسالة حملها عوني عبد الهادي لفيصل بهذا الخصوص. بعد تتويج فيصل بن الحسين على عرش العراق في آب عام 1921م، بدأت العلاقات الأردنية العراقية تتسم بطابع الود والاتفاق على كثير من الأمور المهمة ذات العلاقة المشتركة بينهم، فقد أيد الملك فيصل استقلال حكومة شرق الأردن ، الذي أعلنته بريطانيا عام 1923م، كذلك تباحث الأخوان في عام 1924م بشأن وضع التدابير اللازمة لوقف الغزو الوهابي على شرق الأردن ، وخلال مؤتمر الكويت وقف الجانبان جبهة واحدة إزاء المواقف السعودية .

وفيما يتعلق بالحدود فقد اتّفق الطرفان على أن تبدأ بينها من تقاطع خط الطول 39ْ شرقاً وخط العرض 32ْ شمالاً، ثم تسير في الشمال الغربي بخط مستقيم إلى أقرب نقطة على الحدود بين سوريا وشرق الأردن، على خط العرض 33ْ شمالاً. وقد تم تعديل هذه الحدود في أوائل التسعينات، وتنازل العراق عن جزء من أراضيه للأردن. بعد وفاة الملك فيصل في أيلول عام 1933م، تولى الأمير عبد الله بن الحسين زعامة الأسرة الهاشمية، ومن خلال زيارات متعددة قام بها الأمير عبد الله بن الحسين في الفترة الواقعة ما بين آب 1933م, وتموز 1935م، حاول الأمير عبد الله أن يوجد نوعاً من التحالف بين العراق و شرق الأردن .

وإني عالم بأن الله فينا علم غيب نحن صائرون إليه؛ وفقنا الله إلى قمة رضاه وجنبنا جميعاً ما فيه سخطه ".
'رسالة من الأمير عبد الله بن الحسين إلى أخيه فيصل ملك العراق'

في عام 1941 شهدت العلاقات الأردنية العراقية تحسناً كبيراً أرسى دعائمها الأمير عبد الله بن الحسين مع الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق، فبعد مشاركة الجيش العربي الأردني في القضاء على حركة رشيد عالي الكيلاني. سار البلدان على سياسة التفاهم المشترك. وبدأت تظهر في الأجواء مشاريع وحدوية أهمها مشروع ( الهلال الخصيب ) ومشروع سوريا الكبرى.وقد تبنى المشروع الأول العراق ، وتبنى المشروع الثاني شرق الأردن. وفي أوائل عام 1945م حدث تقارب بين البلدين الهاشميين، بحثت على إثره إمكانية توحيد القطرين، إلا أن المشروع لم ينجح. بسبب عدم تأييد جامعة الدول العربية المشروع خشية انقسام دول الجامعة. ولذلك استبدل المشروع بمعاهدة تحالف وأخوة تم التوقيع عليها في 14 / نيسان/ 1947م. استمرت العلاقات الأردنية العراقية تسير حسناً إلى أن تم إعلان الاتحاد العربي بينهما في عام 1958م، إلا أن أمد هذا الاتحاد لم يدم طويلاً، بسبب الإطاحة بنظام الحكم الملكي في العراق في 14 تموز عام 1958م، وبالرغم من أن جلالة الملك اعتبر ما حدث أمراً داخلياً يخص العراقيين، إلا أن العلاقات توترت خلال فترة الستينات السبعينات، ثم عادت وتحسنت خلال الثمانينات بسبب الموقف القومي الأردني من الحرب العراقية الإيرانية، التي وقف فيها العراق يدافع عن البوابة الشرقية للوطن العربي، وعن حقه في استعادة مياهه الإقليمية في شط العرب . وازدادت أواصرالعلاقة السياسية والشعبية بين القطرين بعد أزمة الخليج والعدوان الذي تزعمته الولايات المتحدة إلى جانب ثلاثين دولة أخرى؛ حيث أصبح الأردن الرئة الوحيدة التي تنفس بواسطتها العراقيون.