السلطان سلامش هو الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي محمد بركة ابن الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري أحد سلاطين المماليك في مصر ولد سنة 657هـ الموافق 1258م ، و قد تسلطن الملك السعيد خان أبيه بيبرس ، و أقام على ذلك سنوات ، لم يكن ظاهراً كصاحب سلطة و كانت سلطنته مجرد اسم ، إلى أن توفي والده ، فاتفق الأمراء على اخفاء موته حتى يتم تعيين خلف له و كتب الأمير بدر الدين بيلبك الخازندار إلى الملك السعيد يخبره بوفاة والده . و عندما حضر الأمراء من دمشق ، بايعوه بالسلطنة احتراماً للعهد ، كما بايعه الجند و القضاة و الأعيان ، فأقر الأمير بيلبك في منصبه كنائب للسلطنه ، و ثبَّت الصاحب بهاء الدين بن حنا في وزارته و خلع عليهما ، و على الأمراء و المقدمين و القضاء ، و دعى له على منابر مصر و القاهرة و ذلك يوم الجمعة 27 صفر عام 676هـ و كتب الملك السعيد إلى دمشق وسائر المماليك الشامية يخبر النواب بوفاة و الده و اعتلائه سدة الحكم خلفاً له ، و يطلب منهم مبايعته والولاء له ، ففعلوا ذلك .
و كان عمر محمد بركة عندما بويع بالسلطنة ، تسعة عشر عاماً فلم يعين له أتابك باعتباره بلغ سن الرشد ، و ظل في نظر الأمراء صبياً ضغيراً يراقبون تصرفاته ، وقد اعتمد سياسة إبعاد كبار الأمراء ، وتقريب الأحداث إليه و هم حديثو السن الذين راحو يتدخلون في أمور الدولة حتى قوي نفوذهم ، مقابل تراجع نفوذ الأمراء الكبار الذين بدأوا في مواجهته واتهامه باتهامات خطيرة مثل اتهامه بدس السم لأحد الأمراء الكبار ، هو بدر الدين بيلبك ، مما أربكه و أصابه باضطراب .