إن الدونمة كلمة تركية أطلقها التراك علي اليهود المهاجريين من اسبانيا إلي تركيا ، بعد إضطهادهم وطردهم بسبب محاكم التفتيش ، وقد فتحت تركيا الإسلامية أمام طلائعهم أبوابها لكي يستقروا في سالونيك والآستانة ، بعد أن تعرضوا لمخاطر البحر وقراصنته. والدونمة كلمة تركية مركبة من جزئين "دو" بمعنى أثنين -فارسية الأصل- ونمة بمعني نوع ومعني الكلمة الفرقة القائمة علي نوعين من الأصول : النوع اليهودي والنوع الإسلامي ، وقد أختارها الأتراك وأطلقوها علي هؤلاء اليهود المتظاهريين بالإسلام ، حيث أضمروا اليهودية في نفوسهم وكان لهم حسب المصادر التاريخية الإسلامية دور كبير في تفتيت أوصال الدولة الإسلامية. أما المؤسس الأول لهذه الفئة الآثمة فهو "سباتاي زيفي" الذي ولد في يوليو 1826 ، بمدينة أزمير التركية من أبوين يهوديين مهاجرين من أسبانيا ، وقام بنشاط كبير في تنشيط الفكرة وتأصيلها ، وبعد أن هلك هذا الأفاق الكبير في عام 1875م, سار أتباعه علي دربه في محاولة للحفاظ علي وحدة وتواصل الجماعة. صارت هذه الفئة بعد ذلك أحزابا وشيعا إلا أن الوحدة لم تمس. ويري الأساتاذ-محمد على قطب أن الأهم من هذا هو خطرهم وتأثيرهم ، زمدي التغيير الأنقلابي الذي أحدثوه في تركيا ، وإنعكاسات ذلك علي العالم الأسلامي علي المستوي الثقافي والحضاري والأخلاقي . إذ أسهموا في كل ما شأنه تدمير القيم الإسلامية.
كتاب مصطلحات سياسية للكاتب الصحفي عادل حمودة