الدولة الحفصية (627 – 982هـ | 1229 – 1574م) حكمت دولة الحفصيين تونس في الفترة من (627 – 982هـ | 1229 – 1574م) ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أبي حفص يحي بن عمر وإليه يعود نسب الحفصيين الذين ينتمون إلى قبيلة هنتانة المصمودية.
فهرس |
هم سلالة من البربر المغاربة الذين ينتمون إلى قبيلة هنتانة المصمودية ويعود نسبهم إلى أبي حفص يحى بن عمر وهو أحد أعوان محمد بن تومرت الذين ناصروا دعوته المهدية وساعدوا في ظهور الدولة الموحدية.
قامت الدولة الحفصية على أنقاض الدولة الموحدية، فحين صار انهيار الدولة الموحدية وشيكاً قطع والي تونس يحي بن عبد الواحد تبعيته لها، وكان الموحدون قد عينوا والده محمد بن عبد الواحد والياُ على تونس نظير إخلاص سلفه ووالده أبو حفص يحي بن عمر للشيخ عبد المؤمن بن علي خليفة الشيخ محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية. وتمكن يحى بن عبد الواحد من القضاء على معارضيه من البربر وقبائل الهوارة، ومد نفوذه إلى الجزائر وتلمسان وضم سجلماسة وسبتة وطنجة، واستطاع أن يخضع دولة بني مرين وأن يجبرها على أن تخطب له من منابرها. وامتد نفوذه أكثر فوصل إلى الأندلس واضطر الملك الأسباني فريدريك الثاني إلى خطب وده لعشر سنين. وفي عهد محمد المستنصر بالله بن يحي بن عبد الواحد اجتمع أهل مكة حين رؤوا ما وصل إليه من النفوذ وقرروا أن يرفعوا بيعتهم إليه.
تواطأت عدة أسباب في سقوط الدولة الحفصية وانتهت كلها بضم أراضيها إلى الدولة العثمانية, وكانت الدولة الحفصية قد عانت من أهم الأمراض التي تفتك بالدول وتعجل في سقوطها وهو التنافس على الحكم, فتنافس كبرائها على كرسي الحكم مما أدى بها إلى الانقسام إلى قسمين أحدهما في بجاية والآخر في تونس, وكان من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى تنامي مطامع أعدائها وتربصهم بها, وهكذا تكالبت عليها عدة أطراف أحدها النورمانديون سكان الأراضي الاسكندينافية وثانيها بنو مرين, ثم بنو عبد الواد, فالأتراك العثمانيون, ووصلت مواجهاتهم لخصومهم إلى ملاقاة قوة خير الدين باشا بربروس حليف الأتراك العثمانيون, واستطاع هذا الأخير انتزاع الحكم منهم لفترة من الوقت مما جعلهم يلجئون إلى الأسبان ويطلبون العون من الملك الأسباني شارلمان, غير أن هذه الخطوة ما لبثت أن أساءت إلى الحفصيين في نظر مواطنيهم وكذلك مناصريهم الأسبان فحطت من هيبتهم, وبلغت ذروة التجائهم بالأسبان حين قرر أحد ولاتهم وهو والي الجزائر تقديم بيعته إلى السلطان العثماني سليم الثاني, فما كان منهم إلا أن التجئوا بالأسبان مرة أخرى, فهب هؤلاء إلى نجدتهم غير أنهم عبثوا ببلادهم واستهانوا بحرمات الدين الإسلامي, وفي نهاية المطاف كانت الدولة الحفصية قد استنفذت كل ما لديها للبقاء فسقطت أراضيها عام ( 982هـ - 1574م ) وأصبحت جزءً من الدولة العثمانية.