الحداء قبيلة ومديرية في اليمن تقطن الشمال الشرقي من محافظة ذمار، ينسبها الإخباريون إلى " الحداء بن مراد بن مالك " وهو " مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ " وتظم عزلة بني بخيت وعزلة الكميم وعزلة بني قوس وعزلة زراجة وعزلة ثوبان وعزلة كومان وعزلة بني جميل وعزلة النصرة وعزلة عبيدة العليا والسفلى ، وكل عزلة تشمل جملة بلدان وقرى ومزارع. والحداء من البلدان الحميرية ذات الآثار ، وقصر بينون في عزلة ثوبان ثم النخلة الحمراء في عزلة الكميم التي عثـر فيـها في عام ( 1933 م ) على تمـثـالـي ( ذمار علي يهبر وابنه ثاران يهنعم ) ملكي سبأ وذي ريدان ، وآثار أخرى في البردون ، وهي بلدة في عزلة عبيدة السفلى من مديرية الحداء ينسب إليها الشاعر الأديب المرحوم " عبد الله البردوني " مولده سنة ( 1925 م ) ،
تقع مديرية الحداء في الجهة الشمالية الشرقية لمحافظة ذمار تبلغ مساحتها 1806.4 كم2، يسكنها 143,799 نسمة. مركز المديرية : زراجة.
ويحد مديرية الحداء من الشمال: بني ضبيان و خولان من محافظة صنعاء .
من الجنوب : عنس من محافظة ذمار وقيفة ولد ربيع من محافظة البيضاء.
من الشرق: بني ضبيان من محافظة صنعاء ورداع من محافظة البيضاء.
من الغرب: جهران من محافظة ذمار وبلاد الروس من محافظة صنعاء. يربط المديرية بمركز المحافظة (مدينة ذمار) طريق إسفلتي يبدأ من مدينة ذمار ويصل إلى مدينة بينون، إلى جانب طريق آخر يمر جوار جبل اللسي والطريق الثالث يبدأ من مدينة معبر ويصل إلى زراجة وبعدها إلى بينون.
تحتوي المديرية على عدد غير محدود من المواقع الأثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والعصر الحميري، بينما تقل - بشكل ملحوظ - آثار العصر الإسلامي. وتضم بداخلها عدداً من المدن الحميرية الشهيرة مثل (بينون، ويكلا ”النخلة الحمراء“ وبوسان) وغيرها، إلى جانب المدن، تنتشر المواقع الأثرية الحميرية في كافة أرجاء المديرية، مثل : مناطق بني حديجة، وبني سبأ، وبني عيسى، والنَّصرة، إذ نجد بقايا المواجل، والسدود، والأنفاق، والطرق المنحوتة على الصخور في أكثر مناطق المديرية، وأهم المواقع الأثرية في مديرية الحداء هي :
مدينة بينون إحدى المدن الملكية التي شيدها الملوك الحميريين في القرن الأول الميلادي تقريباً، تتميز بطرقها المرصوفة بالأحجار الضخمة، والأسوار الأثرية المحيطة بالمدينة، إضافة إلى جدران القصر الملكي، والمعبد الرئيسي، والمساكن، إلى جانب القطع الفنية والزخرفية الأثرية المتناثرة بكثافة على طرقات المدينة، وعلى جدران المساكن في القرى المجاورة. وتعد أنفاق بينون من الأعمال المدهشة من حيث تميز فكرتها، والجهد الخارق الذي بذل من اجل إنجازها. ويوجد في بينون متحف حديث يحتوي على مجموعة كبيرة ومتميزة من آثار مدينة بينون القديمة.
أنفاق بينون يوجد في بينون نفقان كبيران واحد منها وهو الموجود على جبل بينون مغلق حاليا بسبب انكسارات حدثت في الجبل أغلقت مدخل النفق ومخرجه بأكوام من الحجارة والتراب، أما النفق المفتوح فهو في الجبل المقابل لجبل بينون من الناحية الشرقية ولا يزال مفتوحاً إلى اليوم. يسبق النفق المفتوح قناة كبيرة منقورة في الصخر ومدعمة بجدران شيدت بأحجار ضخمة مهمتها إيصال المياه إلى مدخل النفق، ومن ثم تسير بداخله مسافة (150) متر هي طول النفق وعرضه (3) متر بينما ارتفاعه من الداخل (4.5) متر، ويبلغ طول القطع من الخارج (18) متر، تسير المياه بشكل مستقيم حتى منتصف النفق ثم تنحرف يميناً عدة أمتار وبعدها تنحرف يساراً وتسير بشكل مستقيم حتى نهاية النفق لتصب في قناة تمتد حوالي كيلو متر لتصل إلى النفق الثاني المغلق حالياً.
النخلة الحمراء - الكميم مدينة حميرية قديمة شيدت فوق مرتفع جبلي حصين، عثر فيها على تمثالي الملكين ذمار علي يهبر وابنه ثأران يهنعم واللذين كانا يزينان مدخل القصر الموجود في المدينة، والمسمى (صنع)، ولا تزال آثار المدينة القديمة تنتشر على سطح الموقع، كما تظهر بقايا أساسات ضخمة لمبانٍ من العصر الحميري. . وتقع النخلة الحمراء في وادي الجهارنة، الذي تتجمع مياهه في شبكة قنوات معقدة تعود إلى العصر الحميري، وتصب في سد الكميم الأثري .
تمثـالا ( ذمار علي وابنـه ثاران):- تعتبر التماثيل من أهم الشواهد الأثرية المكتشفة ، فهي تعطينا فكرة واضحة عن المعتقدات والطقوس الدينية التي كان يزاولها الإنسان القديم في عصوره السحيقة ، كما أنها تطلعنا على نوعية الملابس التي كانوا يرتدونها وكيفية تصفيف شعور رؤوسهم ولحاهم ، وإذا نظرنا إلى فن النحت عند اليمنيين القدماء سنجد أن أعمال النحت نفذت على مواد من الرخام والمعادن كالذهب والبرونز كتماثيل لبعض الملوك والسيدات ، وقد وجد تمثال من النحت البديع في منطقة مكيراس للأعضاء التناسلية عند كل مــن الرجل والمرأة ، ولربما يرمز ذلك إلى إله الخصب كما تشير السنبلة إلى ذلك أيضاً ، وهناك تماثيل كثيرة عثر عليها في بعض المواقع الأثرية في اليمن ، وهي مصنوعة من البرونز ، ومن هذه المكتشفات عثر في مأرب سنة ( 1952 م ) على عدد غير يسير من تلك التماثيل البرونزية منها تمثال معروض في المتحف الوطني يمثل شخصاً نقش عليه اسمه ، ويرجح أنه من أقدم التماثيل البرونزية التي عثر عليها حتى الآن ، وفي مدينة ( تمنع ) عاصمة دولة قتبان عثر على تمثالين من البرونز يمثل كل منهما لبوة بكفل أسد يعتليها غلام عاري يمسك قوساً بيمناه ويقبض بيسراه سلسلة كانت تنتهي بطوق يحيط بعنق اللبوة . فالتماثيل اليمنية البرونزية ( عموماً ) ذات قيمة متميزة ، فهي لا تتميز بكثرتها فحسب وإنما بجودة صنعها ودقتها ، وأبرز هذه التماثيل التي عثر عليها حتى الآن هما تمثالا ( ذمار علي وابنه ثاران يهنعم ) . عثر على هذين التمثالين عام ( 1931 م ) في النخلة الحمراء ( يكلى ) حيث وجدا مكسورين وقطعهما متناثرة وصادئة ، وفي عام ( 1977 م ) عقدت اتفاقية بين اليمن وألمانيا الاتحادية لترميمهما ومحاولة صياغتهما كاملين ( طبق الأصل ) ، وقد مرت عملية الترميم بثلاث مراحل أساسية هي معالجة القطع وتشطيفها ، والثانية هي إعادة صب التمثالين صياغة جديدة ، ( صورة طبق الأصل ) ، والمرحلة الثالثة هي إعادة التركيب ، وفي أواخر سنة ( 1983 م ) أعيد هذين التمثالين إلى اليمن وهما الآن معروضان في المتحف الوطني بصنعاء وهما ذو تأثير
نبذه تاريخية عن الملك ذمار علي وابنه ثاران
كان " ذمار علي " وابنه " ثاران يهنعم" من مؤسسي الدولة السبئية الحميرية الموحدة أو ما عرف في الموروث العربي واليمني بدولة ( التبابعة ) ، وذلك في ( الربع الأول من القرن الرابع الميلادي )، وكان قد سبقهما " شمر يهرعش " الذي حكم اليمن من أدناه إلى أقصاه تحت اسم ملك " سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات " ، وبعده بعدد من السنيين كرس " ذمار علي " ثم ابنه " ثاران يهنعم " ذلك الواقع الذي استمر حتى الغزو الحبشي لليمن عام ( 525 م ) ؛ ومما يؤيد ذلك أن " ذمار علي " وابنه " ثاران " قد حازا على اللقب الملكي في هذه الفترة حيث نقش بالخط المسند على صدري التمثالين عبارة ملكا سبأ وذي ريدان وهما " ذمــار علي " وابـنـه " ثاران " قد أمرا بأن يصاغ لهما هذان التمثالان من البرونز ، وقررا أن يقدماهما إلى أنصارهما ورجالهما من أسرة بني ذرانح وعلى رأسهم ثلاثة من كبار هذه الأسر ، وهم " بأهل أخضر" و " شرح سميدع " و " ماجد " ، وذلك لكي ينصب هذان التمثالان على مدخل المنتدى أو بهو الاستقبال والجلوس والمداولات أي ( المسود ) الخاص ببني ذرانح التابع لقصرهم المسمى ( صنع ) القائم في النخلة الحمراء ( يكلى ) قديماً في أراضي الحداء ? وقد شرح هذا النقش وعلق عليه الأستاذ " مطهر الإرياني " ? . وبصورة عامة فإن لهذين التمثالين دلائل حضارية وتاريخية كونهما يمثلان شخصيتين بارزتين في تاريخ اليمن القديم لعبت دوراً كبيراً في توحيد اليمن أرضاً وشعباً ، كما يبرزان ـ أيضاً ـ الصلات الثقافية بين حضارة البحر المتوسط وجنوب الجزيرة العربية من خلال الكتابة القصيرة بالخط اليوناني الذي ظهر في الركبة اليسرى للتمثال ، كما نلمح فكرة أخرى هي أن الختان لم يكن معروفاً في تلك العصور القديمة عند الإنسان اليمني القديم .
الحطمة قرية أثرية من العصر الحميري، يوجد بها عدد من المساكن التي أقيمت على أنقاض أساسات لمساكن حميرية قديمة، وتنتشر في المنطقة المحيطة بها النقوش القديمة والمواقع الأثرية.
أنفاق بني حديجة النفق الأول حُفِر لتحويل الماء من واد منخفض إلى آخر مرتفع بواسطة سد، ويبلغ طول النفق حوالي (200 م) ما بين الواديين
بوسان من المدن الحميرية المذكورة في النقوش، ولا يزال بها عدد كبير من النقوش المكتوبة، والأحجار الأثرية المزخرفة بأشكال هندسية ونباتية وحيوانية.
بني بداء أشهر ما فيها : المصنعة المعروفة بمصنعة بني بداء، والتي يتم الوصول إليها عبر طريق منحوتة في أصل الجبل.
العقم يوجد بها بقايا سد حميري كبير جرفت السيول أطرافه، ولم يبق منه سوى وسطه، وهو الجزء الخاص بتصريف المياه.
يكار مدينة حميرية قديمة تقع في قاع جهران، تحتوي على آثار وكتابات حميرية وخاصة على مسجد القرية.
حمة القاع من أقدم المدن الحميرية، يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، حوالي (1600 ق. م)، شيدت المدينة فوق مرتفع جبلي وأحيطت بسور دفاعي، وبداخلها تظهر الشوارع الرئيسية والفرعية بين مساكن المدينة.
الأسواق الشعبية السوق الشعبي في مديرية الحداء يقام في مدينة زراجة مركز المديرية يوم الأربعاء من كل أسبوع، ويقصده سكان المناطق المجاورة لشراء احتياجاتهم.
تسلق الجبال والطيران الشراعي تتوفر الأماكن المناسبة لرياضة تسلق الجبال في المديرية، مثل: جبال الأعماس، وجبل بينون، وبالنسبة للطيران الشراعي فيمكن ممارسته في نقيل مريد، ومنطقة بني عيسى وغيرها.