الرئيسيةبحث

الإسلام في جمهورية تتاريا

وصل الإسلام إلى تتارستان في بداية القرن الرابع الهجري ، عندما وصل التجار المسلمون إلى حوض نهر الفولجا ، وأسلم شعب البلغار ، وأرسل إليهم الخليفة العباسي المقتدر (290هـ - 320 م ) من يفقهمفي الدين ، وكان الإسلام يسود منطقة الحوض الأدني من نهر الفولجا ، بل تجاوزها إلى منطقة القرم في شمال البحر الأسود ، غير أن الدفعة الأساسية للدعوة الإسلامية في حوض الفولجا وصلت بإسلام التتار .


تتاريا اثناء روسيا القيصرية

عندما احتل قياصرة روسيا تتاريا في سنة (960 هـ -1552م ) كان الإسلام منتشراً بين سكانها ، واضطهد أهلها ، وحاول الروس جذبهم إلى المسيحية بالقوة والقهر ولكنهم فشلوا ، وقد بدلت الامبراطورة كاترين الثانية جهودا جبارة في هذا المجال في سنة (1192 هـ - 1778 م ) فأمرت بأن يوقع كل من الذين اعتنقوا المسيحية (الجدد ) على إقرار كتابي يتعهد فية بترك (خطاياه ) ويتجنب الاتصال بالكفار ، ويظل على الدين المسيحي ، وطبق هذا بالقوة على التتار المسلمين ولكنهم كانوا مسيحين اسماً ، ثم تخلصوا من هذا التعسف ، وظلوا على إسلامهم ، ولقد دونت أسماؤهم في السجلات المسيحية زوراً ، ووقف التتار في ثبات وقوة ضد النصرين وحملاتهم ، وشهد القرن التاسع عشر الميلادي عدة قوانين تحد من انتشار الدعوة ، لدرجة أن القانون الجنائي الروسي كان يعاقب كل شخص يتسبب في تحويل روسي إلى الإسلام بالأشغال الشاقة ، ورغم هذا انتشرت الدعوة يصورة سرية ، ولما صدر قانون حرية التدين في روسيا القيصرية في سنة (1323هـ - 1905 م ) حانت الفرص للدخول في الإسلام يصورة جماعية ، فلقد بلغ من أعلنوا إسلامهم في سنة (1323 هـ - 1906 م ) ثلاثة وخمسين ألفاً ، وفي سنة 1909 دخلت 91 أسرة في الإسلام .

وسارت االدعوة الإسلامية قدماً في حماسة بالغة وكان كل مسلم داعية إلى دينة وقد خدمت الدعوة الإسلامية هجرة جماعات ممن احترفوا الحياكة في القري الإسلامية في زمن الشتاء ، واعتنق هؤلاء الإسلام وتحولوا إلى دعاة للإسلام عند عودتهم إلى قراهم ، وأثمرت دعوة التتر أنصاراً في سيبريا وغيرها .


تتاريا قبل الثورة الماركسية في روسيا

كان في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتاريا جامعة إسلامية بها سبعة الآف طالب ، وكان بها مطبعة أخرجت مليون نسخة من 250 كتاباً في سنة (1310 هـ - 1902 م ) كما كان في مدينة قازان مكتبة إسلامية كان يزورها 20,000 قارىء سنوياً ، وكان يوجد مسجداً لكل ألف مسلم ، وكان يوجد مركز للدعوة الإسلامية ، واجت علماء قازان في نشر الدعوة ، وطبعوا منشورات لها ، واهتموا يالتعرف على الإسلام باللغة التتارية ، وانتشر الدعاة (مليات ) وطلاب جامعة قازان في القري والفيافي يدعون إلى الإسلام ، ونشطوا في هذا الأمر بعد صدور قانون حرية الأديان في روسيا في سنة 1905 م ، ونجحوا في بث الدعوة الإسلامية بين تتار سيبريا .


تتاريا بعد استيلاء السوفيات على الحكم

واجة اتتار حرباً قاسبة على معتقداتهم ، فأغلقت المدارس الإسلامية ، ودمرت المكتيات والمطابع الإسلامية في قازان عاصمة تتاريا وثار التتار ضد الضطهاد الديني وقدموا العديد من الشهداء ، واعدم حتي أولئك من تعاونوا مع السوفيات ، ورفض السوفبات وحدة الأراضي الإسلامية ، وعملوا على تفتيتها إلى قوميات للقضاء على الوحدة . وقد أدمج الروس كل المناطق الإسلامية التي توجد في روسيا الأوروبية في إدارة دينية واحدة مقرها أوفا عاصمة جمهورية بشكيريا ، وتشرف على المسلمين في سيبريا أيضاً ، وجردوا هذه ال‘دارة من كل السلطات فأصبحت أمراً شكلياً ، ولكن في الآونة الأخيرة حدث تغير في الاتحاد السوفياتي ، ونتج عن هذا حرية الأديان ، وبدأت صحوة إسلامية في المناطق الإسلامية .

المصدر : الأقليات الإسلامية في آسيا واستراليا –سيد عبد المجيد بكر .