الرئيسيةبحث

الإخوة فرنكل

الإخوة فرنكل (Les Frères Frenkel) كانوا من أول فناني التحريك في مصر واشتهروا بإخراج سلسلة الأفلام "مشمش أفندي" (Mich Mich Efendi) بين السنوات 1936 و1947.

الإخوة هرشل، سالومون، ودافيد فرنكل كانوا يهوداً من أصل أشكنازي استقروا في مصر خلال الحرب العالمية الأولى وأنشأوا في القاهرة أول أستوديو في مصر لصناعة الأفلام التحريكية - Frenkel Animated Pictures. كان والديهم ناحوم وغنيسا فرنكل قد هاجروا من البيلاروس في 1905 في ظل مطاردة اليهود في الإمبراطورية الروسية آنذاك، واستقروا في مدينة يافا. بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى أساءت السلطات العثمانية التعامل مع المهاجرين من بلدان معادية للدولة العثمانية، فهاجرت عائلة فرنكل إلى مصر التي كانت تخضع آنذاك للرعاية البريطانية، واستقرت في الاسكندرية. في الاسكندرية أنشأ ناحوم فرنكل ورشة لصناعة الأثاث بأسلوب صيني أصبحت ناجحة ومشهورة لدى أثرياء المدينة وحتى باعت الأثاث للديوان الملكي. رغم نجاح العائلة في مجال صناعة الأثاث، كان ناحوم فرنكل وأبنائه من هواة التصوير والسينما وتخصصوا في صناعة الأفلام، فقرروا إنشاء أستوديو لصناعة الأفلام التحريكية في القاهرة.

في ذلك الحين وصلت أول أفلام ميكي ماوس والقط فيليكس للعرض في مصر، ولكن فن التحريك ما زال غير معروف لدى الجمهور المصري، فلما طلب ناحوم فرنكل من رجل أعمال مصري الاستثمار في الأستوديو الجديد رد عليه "مافيش فايدة"، ولما سأله فرنكل إذا أراد الاستثمار في الأستوديو في فترة لاحقة قال: "بكرة في المشمش". لذلك كان عنوان أول فيلم من أستوديو الإخوة فرنكل "مافيش فايدة" (Mafich Faïda)، واسم بطل الفيلم كان "مشمش أفندي".

كان أول عرض للفيلم الكارتوني "مافيش فايدة" في سينما كوزموجراف بالقاهرة في 8 فبراير 1936 واستغرق 8 دقائق ونصف. وبلغ نجاح الفيلم إلى درجة أن وزارة الزراعة المصرية أمرت أستوديو الإخوة فرنكل في 1937 بإخراج فيلم كارتوني تعليمي ببطولة "مشمش أفندي" لتعليم المزارعين طروقات التخلص من طفيليات القطن التي أصبحت في ذلك الحين تهديدا على الزراعة المصرية.

في 1939، عشية الحرب العالمية الثانية، أخرج الأستوديو فيلما آخر من أجل السلطات المصرية-البريطانية بعنوان "الدفاع الوطني" يدعو الجيش المصري إلى الاستعداد للحرب المتوقعة، ولكن معظم أفلام سلسلة "مشمش أفندي" كانت أفلاما ترفيهية، وبلغ عددها 30 فيلما تقريبا. في بعض الأفلام تم دمج شخصيات مصورة، أي ممثلين حقيقيين، بالفيلم الكارتوني. ومن الممثلين الذين اشتركوا في أفلام الإخوة فرنكل يجدر بالذكر المغنية صباح والراقصة تحية كاريوكا.

في 1951، مع زيادة التوتر بين العرب واليهود في ظل حرب 1948 من جهة، وبين مصر ودول الغرب عشية ثورة يوليو من جهة أخرى، قررت عائلة فرنكل مغادرة مصر فهاجرت إلى فرنسا. واصل الإخوة الثلاثة صناعة الأفلام التحريكية في فرنسا مع شخصيات كارتونية جديدة حتى 1964، السنة التي أخرجوا فيها فيلمهم الأخير.

في 1996 انعقد في باريس مهرجان السينما العربية الذي حضره سالومون فرنكل (وهو في 85 من عمره) كضيف الشرف احتراما لدوره في إدخال فن التحريك في العالم العربي.

وصلات خارجية