الرئيسيةبحث

الأمن الوطني الأردني

أولاً: الجيش و الأمن الوطني

حدد الميثاق الوطني الأردني مرتكزات أمنية منها :

يعد الأمن الوطني من أبرز مهام الدولة الحديثة ، وقد كان مفهوم الأمن مقتصراً على الشعور بالمنعة و القوة وعدم التعرض لأخطار الغزو الخارجي ، ثم تطور ليشمل :

ويعد الأمن الوطني الأساس في حياة المواطنين ، فلا يستطيع المواطن أن ينتج و يبدع و يعمل دون أن يكون آمناً ، وعند فقدان الأمن في الطريق يسقط فرض الحج لمن أراده ، وقد حدد الله تعالى جزاء من يروع الناس و يقطع طرقهم و يسعى في الأرض فساداً ، أن يوقع الحاكم عليه العقوبة .

و الأمن الوطني أساسي لتوفير المُناخ الملائم لتنفيذ السياسات التنموية للدولة ، و النهوض في مجالات العلوم و التكنولوجيا . وتمثل القوات المسلحة الأردنية سياج الأمن الوطني و الأداة الرئيسية في حماية المنجزات الوطنية .


القوات المسلحة الأردنية سياج الوطن و درعه وضمان أمنه و استقلاله ، و الجيش العربي طليعة من طلائع التحرير و الدفاع عن الكرامة العربية ، وإن قوة الجيش و قدرته يستوجبان أن يكون المواطنون و الجيش الشعبي ظهيراً فعالاً لتعزيز الأمن الوطني القومي . (الميثاق الوطني)

نجح الجيش في حماية الأمن الوطني و القيام بعمليات و مهام متنوعة منها العسكري و الأمني لصد عدوان خارجي أو منع فتن داخلية ، لذلك حقق أمن و استقرار الأردن بحماية حدوده من العدوان الإسرائيلي عام 1968 م في معركة الكرامة ، وهو أول انتصار عربي على إسرائيل ، و خاض معارك في فلسطين عامي 1948 و 1967 م دفاعاً عن المقدسات و الأرض ، بل كان دوره مضعفاً لحماية أمن و استقرار الدول العربية الشقيقة كما في حرب رمضان 1973 م بين سورية و إسرائيل ، ونجح الجيش في تحقيق الأمن و إعادة الاستقرار للوطن و أعاد الأمور إلى نصابها ، وحقق الأمن الوطني بجهود أبنائه البواسل منذ تأسيسه حتى وقتنا الحاضر .


ثانياً: دور القوات المسلحة في التنمية الوطنية

جيشنا ، أيها الأخوة ، جيش رسالة و جيش قضية ، رسالة تجديد نهضة الأمة العربية و حماية هذه النهضة و تدعيم الحق العربي ، و مساندة الأمة العربية في كل بقاعها ، و الحفاظ على أخلاق الإسلام الذي جعل من العروبة قاعدة لحضارة حية خلاقة عظيمة ، تقوم على الخُلق و الإيمان قبل القوة المادية و الثروة و الغنى ، وجيشنا أيها الأخوة ، هو أيضاً جيش المستقبل ، فمع التحامه بالتاريخ و التراث ، هو أيضاً حليف للعقل العلمي و العصري ، وهو قوةٌ متصلةٌ بمستقبلها المنشود ، و مستقبل النهضة و التقدم و العلم . (من خطاب المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله في حفل تخريج الدورة السابعة عشرة لضباط الكلية العسكرية في 10/11/1979 م ).


ساهمت القوات المسلحة في التنمية في مجال العلوم بإنشاء معهد اللغات ، و الكلية العسكرية الملكية التي يتخرج فيها الضابط بدرجة البكالوريوس في العلوم العسكرية ، و مواصلة الدراسة لنيل درجة الماجستير من كلية الدفاع الوطني الأردنية الملكية ، كما تم إنشاء الجناح العسكري في جامعة مؤتة عام 1981 م ، و كلية الأمير فيصل الفنية سلاح الجو الملكي ، وكلية الحسين الجوية ، و كلية الأميرة منى للتمريض و غيرها بهدف تخريج ضُباط أكفاء مؤهلين علمياً و عسكرياً .

إن قواتنا المسلحة تقوم بدورها في بناء الوطن و تنميته وقت السلم بصدق كما هي في وقت الحرب ، فقد قامت القوات المسلحة الأردنية منذ تأسيسها بدور فعال في عملية التنمية عن طريق تأهيل القوى البشرية ، و تقديم الخدمات في القطاعات المختلفة ، كالتعليم في مدارس الثقافة العسكرية ، و البناء و التعمير و مكافحة التصحر بزراعة الأشجار و الإسهام في تطوير الصناعة ، وتمتلك القوات المسلحة الأردنية إمكانات كبيرة اعتمدت على مقومات العلوم و التكنولوجيا و التحديث المستمر في بنيتها ، و يتضح هذا في مجال الكفاءات العلمية و الإمكانات الكبيرة في التصنيع و الصيانة و التدريب و الخدمات الصحية و الاتصالات .

كما أسهمت القوات المسلحة في تنفيذ المشاريع الاقتصادية و التنموية و إقامة السدود و الحفائر الترابية في البادية الشمالية الشرقية ، لزيادة الثروة المائية ضمن مشروع الحصاد المائي و إزالة الأنقاض ، وفتح الشوارع و شق الطرق و إقامة الجسور ، و الإشراف على أعمال التفجير في المقالع و توفير التعليم بفتح المدارس التابعة لمديرية التربية و التعليم و الثقافة العسكرية ، و الإخلاء و الإنقاذ في حالة الكوارث ، ومكافحة الجراد قديماً وحديثاً ، ورفد السوق بالأيدي العاملة المدربة بعد انتهاء خدماتها في القوات المسلحة ، و طباعة ما تحتاجه الدوائر و المؤسسات الحكومية من المطبوعات ؛ كالجريدة الرسمية ، و الكتب المدرسية ، و الأطلس المدرسي في مطابع القوات المسلحة بالتعاون مع المركز الجغرافي الملكي .


ثالثاً: دور القوات المسلحة في تقديم الخدمات الصحية

لقد مارست القوات المسلحة واجباتها الأساسية العسكرية و امتدت أعمالها لتسهم في تقديم الخدمات الصحية لمختلف فئات المجتمع ، و تتولى الخدمات الطبية الملكية تقديم الخدمات الخدمات الصحية لأكثر من ثلث سكان الأردن تقريباً ، فالعسكريون وعائلاتهم ، وكذلك المدنيون الذين لا يجدون علاجاً أو إمكانيات في المؤسسات الطبية الأخرى يُعالجون في المراكز و المستشفيات التابعة للخدمات الطبية الملكية . ومن المستشفيات التابعة للخدمات الطبية الملكية :

وغيرها من المستشفيات و المراكز الصحية الكثير .

تطورت الخدمات الطبية في القوات المسلحة ، و أصبحت تضاهي في قدراتها الفنية أرقى الخدمات الطبية العالمية ، و ترتبط مدينة الحسين الطبية بخطوط إتصال بواسطة الحاسب الإلكتروني مع أرقى مستشفيات العالم ، و تضم كوادر طبية من مختلف التخصصات ،وتُعقد المؤتمرات الطبية و تُجري عمليات لها السَّبق في الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى ذلك يتم تدريب الكوادر الطبية العربية فيها ، و يرتادها المرضى من الدول العربية و الأجنبية لسمعتها المتميزة طبياً.