ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (بالإنجليزية: Acute Lymphocytic Leukemia) هو مرض سرطاني يحدث بسبب تكاثر غير طبيعي للخلايا الأرومية الليمفاوية في نخاع العظم. يتم تشخيص 4000 حالة سنويا في الولايات المتحدة و بمعدل إصابة 1.4/100000 شخص. يصيب البالغين و خاصة من عمر الخمسين فما فوق، و يعد من أكثر السرطانات شيوعا في مرحلة الطفولة و خاصة ما بين الأطفال من 3-7 سنوات حيث يشكل ما نسبته 30% من الأمراض السرطانية التي تصيب الأطفال.
يعد ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد الذي يصيب الخلية الليمفاوية من نوع B الأكثر شيوعا ونسبة الأصابة به ما بين الذكور و الإناث متساوية، على عكس المرض الذي يصيب الخلية الليمفاوية من نوع T حيث تظهر الإحصاءات نسبة اصابة أعلى في الذكور من الإناث 1.3: 1.0.
سبب الإصابة
مقالة رئيسية ابيضاض الدم؛ مسببات المرض
لا يعرف ماهو المسبب الرئيسي للمرض إلا أن الإشعاعات الناتجة من القنبلة الذرية و بعض المركبات الكيميائية مثل البنزين يكون لها دور في التسبب بالمرض.
الأعراض
تظهر الأعراض تدريجيا عاى المريض و قد تأخذ أسابيع إلى عدة أشهر و قد تظهر بشكل مفاجئ و حاد. تكون الأعراض بشكل عام:
- شحوب و ضيق في النفس و بعض التوعكات و ذلك بسبب فقر الدم الحاصل.
- ارتفاع حرارة المريض و ذلك بسبب تكاثر الخلايا السرطانية.
- آلام في المفاصل و العظام بسبب تسلل الخلايا السرطانية للسمحاق و تآكل العظم. مما يسبب اضطرابات في المشي و خاصة عند الأطفال مما يجعلهم رافضين للمشي على الأقدام
- كدمات و نزيف تحت الجلد و نزيف من اللثة نتيجة نقص الصفائح الدموية.
- تضخم في الكبد و الطحال و الغدد الليمفاوية.
- يظهر ما نسبته 2% من حالات الإصابة بالمرض عند الأطفال وجود الخلايا السرطانية في سائل النخاع الشوكي مما يسبب صداع و تقيأ. و ما نسبته 10% عند البالغين.
- وجود بعض الأورام في منطقة الصدر و خاصة عند البالغين المصابين بالمرض من نوع السلسلة T.
التصنيف
L1
L2
L3
تم تصنيف المرض بالاعتماد على شكل الخلايا السرطانية أو النمط الظاهري المناعي بواسطة مجموعة من العلماء الفرنسيين و الأميركيين و البريطانيين (فاب) إلى:
- تصنيف حسب شكل الخلايا السرطانية:
-
- L1 و تكون الخلايا الأرومية موحدة الشكل و صغيرة و تتميز أيضا بقلة و محدودية سائل السايتوبلازم .
- L2 وتكون الخلايا الأرومية أكبر من النوع السابق و متغير و كذلك وجود نوية و يكون سائل السيتولازم أكثر تعقيدا لاحتوائه على بعض العضيات.
- L3 خلايا أرومية أكبر من الأنواع السابقة مع نوية أكثر بروز و نضج من النوية السابقة و سائل سايتوبلازمي شديد القاعدية و وجود بعض الفجوات فيه.
و يتم تقسيم المرض إلى نوعين و ذلك بحسب عناقيد التمايز (Clusters of Differentiation) الموجوده على الخلايا الآرومية
- ابيضاض دم ليمفاوي حاد من نوع B و تصل نسبتها إلى 78% من الحالات.
- ابيضاض دم ليمفاوي حاد من نوع T تشكل 22% من حالات الإصابة.
الإمراض الجزيئي
وجد العديد من الإضطرابات و الإعتلالات الجزيئية في مرضى ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد من أهمها:
- الإتحاد الجيني ما بين المورثة ABL و المورثة BCR (أو كما يعرف بكروموسوم فيلادلفيا) الناتج من الانتقال المكاني بين الكروموسومين 9 و 22 (t(9;22)q(34;q11 مما يؤدي إلى عمليات نقل إشارة لبروتينات لها دور في نمو الخلايا. 20-30% من حالات الإصابة عند البالغين، بينما لا تتعدى أكثر من 3% في حالات الإصابة عند الأطفال.
- حدوث طفرات جينية في عدد من العوامل الناسخة التي لها دور رئيسي في عملية تكوين الدم. مثل عملية الانتقال المكاني بين الكروموسومين 12 و 21 (t(12;21)q(13;q22 مما ينتج تجاور للمورثتين AML1 و TEL.
- حدوث اضطرابات في المورثات المثبطة للأورام مثل حذف أجزاء من المورثتين (p16(INK4A و (p15(INK4B
توقعات سير المرض
هناك عدة عوامل ممكن أن تحدد مآل المرض كما يبينها الجدول.
العوامل المحددة لسير المرض |
العامل |
جيد |
سيئ |
عدد كريات الدم البيض |
منخفض |
مرتفع |
الجنس |
إناث |
ذكور |
النمط الظاهري المناعي |
B |
T |
العمر |
طفل |
بالغ |
الوراثة الخلوية |
صورة طبيعية أو TEL |
كروموسوم فيلادلفيا |
مدة إزالة الخلايا الأرومية من الدم |
أقل من إسبوع |
أكثر من إسبوع |
مدة تهدئة المرض |
أقل من 4 أسابيع |
أكثر من 4 أسابيع |
وجود أعراض إصابة الجهاز العصبي المركزي |
غير موجودة |
موجودة |
الحد الأدنى من بقايا المرض |
غير موجودة من فترة 1-3 شهور |
موجودة بعد 3-6 شهور |
التشخيص المخبري
- عد كامل لمكونات الدم (Complete Blood Count) و قد يظهر هذا الفحص زيادة في أعداد كريات الدم البيضاء و في بعض الحالات تكون ضمن العدد الطبيعي. و يظهر الفحص أيضا هبوط في مستوى الهيموكلوبين و الصفائح.
- أخد خزعة من نخاع العظم لدراسته نسيجيا. معظم الحالات تظهر وجود أعداد كبيرة من الخلايا الآرومية ( ما لا يقل عن 90% من الخلايا).
- التهجين الموضعي المتألق و ذلك لدراسة الخلايا السرطانية و ملاحظة وجود أية اختلالات وراثية (انتقالات مكانية أو حذف لأجزاء من الكروموسومات). معرفة نوع الإضطراب الخلوي قد يساعد الطبيب على توقع مسار المرض.
- النمط الظاهري المناعي: و ذلك بدراسة عناقيد التمايز الموجودة على الخلايا الأرومية و تحديد نوع المرض (B أو T) و هذا العامل أيضا له دور في تحديد مسار المرض.
العلاج
يتم علاج المرض بواسطة عدة طرق مثل العلاج الكيميائي و العلاج بالأشعة و زراعة نخاع العظم الخيفي و استخدام الأضداد وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies) إلا أن العلاج الأخير ما زال تحت التجارب السريرية.
العلاج الكيميائي
تتم تقسيم عملية العلاج إلى عدة مراحل
1. تهدئة المرض: في هذه المرحلة الهدف الرئيسي من العلاج هي محاولة القضاء على الخلايا السرطانية و الوصول إلى مرحلة التهدئة و تتمثل بعدم زيادة نسبة الخلايا الأرومية في نخاع العظم عن 5% و صورة طبيعية للدم المحيطي و عدم وجود أية أعراض للمرض. يتم علاج المريض بواسطة بردنيسلون (Prednislone) و ديكساميثاسون (Dexamethasone) و فينكريستين (Vincristine) و أسبارجنيز (Asparginase). يتم الوصول إلى التهدئة في 90% من الحالات الإصابة بالمرض عند الأطفال و 80 - 90% من حالات الإصابة عند البالغين.
2. تكثيف العلاج: يتم دمج عدة أدوية مع بعضها و تعطى للمريض بهدف محاولة القضاء على المرض أو تقليل الخلايا السرطانية بشكل كبير إلى مستويات ضئيلة جدا. أدوية مثل فينكريستين (Vincristine) و سيكلوفوسفامايد (cyclophsphamide) و سايتوسين أرابينوسايد (Cytosine Arabinoside) و ثايوكوانين (Thioguanine) و إيتوبوسايد (Etoposide) و مركابتوبيورين (Mercaptopurine) تعطى للمريض على شكل توليفات مختلفة حسب حالة المريض و قدرته على التحمل.
3. مداومة العلاج: و تستمر من 2-3 سنوات، يعطى المريض جرعة يومية عن طريق الفم من مركابتوبيورين (Mercaptopurine) و جرعة إسبوعية من ميثوتركسيت (Methotrexate). يتم تقليل العلاج تدريجيا عن التأكد من عدم وجود الحد الأدنى من بقايا المرض (Minimal Residual Disease).
في بعض الحالات التي يتم فيها انتشار الخلايا السرطانية في الجهاز العصبي المركزي يتم علاج المريض بواسطة ميثوتركسيت (Methotrexate) أو عن طريق التشعيع القحفي (Cranial Irradiation) إلا أنه بفضل عدم استخدام التشعيع القحفي مع المصابين من الأطفال.
طرق أخرى للعلاج
- زراعة نخاع العظم الخيفي في بعض الحالات التي لا تبدي أي تقدم أو تحسن عند استخدام العلاج الكيميائي. إلا أن لهذا العلاج يتوجب بعض الشروط مثل عمر المريض و حالته و وجود متبرع مناسب، و ينطوي هذا العلاج على بعض المخاطر مثل عدم نجاح الزراعة مما يؤدي إلى تحفيز المريض مناعيا و مرض المريض ضد الطعم.
- استخدام علاج إيمينتاب للمرضى المصابين بكروموسوم فيلادلفيا و يظهرون وجود الإتحاد الجيني BCR-ABL.
- استخدام الأضداد و حيدة النسيلة. و يتم توجيه هذه الأضداد إلى الخلايا السرطانية بحسب عناقيد التمايز التي تظهرها. أظهرت الأبحاث أن استخدام روتكسيماب (Rituximab) -موجه ضد عنقود التمايز 20- و كامباث 1 (Campath-1) - موجه ضد عنقود التمايز 52 - مع العلاج الكيميائي يعطي نتائج جيدة. بعض الأدوية لعناقيد تمايز أخرى ما زالت تحت التجارب السريرية
المراجع
- Dieter Hoelzer and Nicola Gökbuget, Adult Acute Lymphocytic Leukemia. In Hoffbrand V, Tuddenham E and Catovsky D ed. Postgraduate Haematology. Blackwell Publishing;2005:525-541.
- Der-Cherng Liang and Ching-Hon Pui, Childhood Acute Lymphocytic Leukemia. In Hoffbrand V, Tuddenham E and Catovsky D ed. Postgraduate Haematology. Blackwell Publishing;2005:542-560.
- Hoffbrand V, Moss P, Pettit J. Essential Haematology. Blackwell Publishing;2006:159-167.
- Thai M. Cao and Steven E Courte, Acute Lymphocytic Leukemia in adults. In Greer J, Forester J, Lukens J, Rodgers G, Paraskevas F, Glader B ed. Wintrobe's Clinical Hematology, 11th edition. Lippincott Williams and Wilkins Publishing;2004:2077-2096.
- James A. Whitelock and Paul S Gaynon, Acute Lymphocytic Leukemia in Children. In Greer J, Forester J, Lukens J, Rodgers G, Paraskevas F, Glader B ed. Wintrobe's Clinical Hematology, 11th edition. Lippincott Williams and Wilkins Publishing;2004: 2169-2190.