إنجيل بطرس هو أحد الاناجيل التي لا يعترف بها باعتبار انها كتبت بوحى أو أنها من الأسفار المقدسة وقد اكتشف هذا الإنجيل بمقبرة بمنطقة أخميم في مصر عام 1884 م.
إن إنجيل بطرس مكتوب باللغة اليونانية، ويرجح الباحثين أنه كتب خلال القرن الثاني الميلادي وأنه كان مستعملاً في ذلك الوقت باعتباره إنجيلا شرعيا أو رسميا، غير أن النسخة المكتشفة لهذا الإنجيل غير كاملة، ولكن ما بقى منها يصور اللحظات الأخيرة في حياة المسيح، ويتفق مع الأناجيل الأخرى في بعض التفاصيل.
ويظهر من خلال أسلوب هذا الإنجيل أن كاتبه هو بطرس الرسول حواري المسيح أو سمعان بن يونا.
وفي كتابات أفيقبوس في نصف القرن ألرابع أن أسقف أنطاكيا ألمتوفي سنة 210 يقول أن هذا الاسقف رفض ألإعتراف بإنجيل بطرس ألذي كان منتشرًا في بلاد ألشام وفلسطين . يقول القديس إيروزيموس سنة 253 أن هذا ألإنجيل يقوم على هرتقات [1]
حتى أوائل هذا القرن لم نكن نعرف عن هذا الإنجيل أكثر مما نعرف عن كثير من أناجيل الهراطقة السابق الكلام عنها ، فقد ذكر يوسابيوس أن إنجيلاً يســــــــــــــمى " إنجيل بطرس " كان مستخدماً في كنيسة مدينة روسوس في ولاية أنطاكية في نهاية القرن الثاني ، وقد ثار الجدل حوله ، وبعد الفحص الدقيق ، حكم عليه سرابيون أسقف أنطاكيـــة ( 190 - 203 ) بالهرطقة الدوسيتية ( التي تنكر أن جسد المسيح كان جسداً حقيقياً ) . وينسب أوريجانوس في تعليقه على ( مت 10 : 17 ) إلى هذا الإنجيل أنه قال : " يوجد البعض من إخوة يسوع ، أبناء يوسف من زوجة سابقة عاشت معه قبل مريم " . ويذكر يوسابيوس إنجيل بطرس بين الأناجيل الهرطوقية المزيفة . ويقول ثيودوريت أحد مؤرخي الكنيسة اليونانيين ( 390 - 459 م ) إن الناصريين استخدموا إنجيلاً اسمه " بحســـب بطرس " . كما يشير إليه جيروم أيضاً . وقد حكم بزيف هذا الإنجيل في المرسوم الجلاسياني ( 496 م ) . ويقول سلمــــــــــــــــــــون ( 1885 م ) : " إنه لا توجد أجزاء كثيرة من هذا الإنجيل ، وواضح أنه لم يكن واسع الانتشار " ، ولكن في السنة التالية عثرت البعثة الفرنسية الأركيولوجية في صعيد مصر - في قبر يظن أنه قبر أحد الرهبان ، في أخميم ( بانوبوليس ) - على رقوق مكتوب عليها أجزاء من ثلاثة مؤلفات مسيحية مفقودة هي : سفر أخنوخ وإنجيل بطرس ، ورؤيا بطــرس ، فنشرت في 1892 وأثارت جدلاً كثيراً . ونشر علماء مبرزون صوراً طبق الأصل من الإنجيل ، وقدروا أن هذه الرقوق تحتوي على حوالي نصف الإنجيل الأصلي ، فهي تبدأ من منتصف قصة الآلام بعد أن غسل بيلاطس يديه من كل مسئولية ، وتنتهي في منتصف جملة ، عندما كان التلاميذ في نهاية عيد الفطير ينصرفون إلى بيوتهم : " لكن أنا ( سمعان بطرس الكاتب المزعوم ) واندراوس أخي أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر ، وكان معنا لاوي بن حلفى الذي كان الرب … " . ويذكر هارناك حوالي ثلاثين إضافة في إنجيل بطرس لقصة الآلام والدفن ( وهي موجودة بالتفصيل في مجلد عن الكتابات " ماقبل نيقية " باسم المخطوطات المكتشفة حديثاً - ادنبرة 1897 ) . لكن دكتور سويت ( إنجيل بطرس - لندن - 1893 ) يقول : " إنه حتى التفاصيل التي تبدو جديدة تماماً أو التي تتعارض مباشرة مع الأناجيل القانونية ، يمكن أن تكون مأخوذة عنــــها " ، ثم يختم بالقول :" إنه بالرغم من كثرة الجديد فيه فليس هناك ما يضطرنا لافتراض استخدام مصادر خارجة عن الأناجيل القانونية " . أما بروفسور أور فيقول إن الأصل الغنوسي لهذا الإنجيل يبدو واضحاً في قصة القيامة والمعالم الدوسيتية فيها - أي أنها صادرة عن الذين يعتقدون أن المسيح لم يكن له إلا شبه جسد - من القول بأن يسوع على الصليب كان صامتاً كمن لا يشعر بألم ، ومن صرخة الاحتضار علــى الصليب : " قوتي ، قوتي ، لقد فارقتني " بما يعني أن المسيح السماوي قد انطلق قبل الصلب . والبعض يرجع بالإنجيل إلى الربع الأول من القرن الثاني والبعض الآخر إلى الربع الثالث من نفس القـــرن .
كما يذكر أوريجانوس إنجيلاً يسميه " إنجيل الاثنى عشر " توجد شذرات قليلة منه محفوظة في كتابات أبيفانيوس ، وهو يبدأ من المعمودية ، وقد استخدمه الأبيونيون . ويظـــــــــــــــن " زاهن " أنه كتب حوالي 170 م . كما جاء بالحرم الذي أصدره البابا جلاسيوس اسماً إنجيل برنابا وإنجيل برثلماوس ، كما أن جيروم ذكر الإنجيل الأخير .