إنجيل برنابا أو إنجيل برنابه كتاب ينسب إلى برنابا إحدى الشخصيات المسيحية المبكرة، حيث يؤكد مؤلفه أنه برنابا أحد تلاميذ المسيح وكتب سيرته وتعاليمه في هذا الكتاب الذي يسمى إنجيل برنابا.
وقد ذكر به المؤلف العديد من القضايا المخالفة للعقيدة المسيحية كإنكاره ألوهية المسيح وتنبؤه بنبي جديد اسمه محمد وإنكاره صلب المسيح، ويقرر أن المسيا المنتظر الذي ورد ذكره في العهد القديم ليس يسوع بل محمد كما يقول مؤلفة بوجوب الختان.
وأصل الكتاب مفقود وقد وجدت له ترجمتان مخطوطتان، الأقدم باللغة الإيطالية ومحفوظة في المكتبة القومية بالنمسا تعود للقرن الخامس عشر أو السادس عشر، والأخرى بإحدى لهجات إسبانيا والنسخة الموجودة منها تعود للقرن الثامن عشر؛ وفي سنة 1709 عثر كريمر أحد مستشاري ملك بروسيا على نسخة من هذا الإنجيل مكتوبة باللغة الإيطالية. ويرى الجميع عدم أهميته الدينية أو التاريخية كانت سبب عدم الإهتمام به كنص ديني، لكنه عاد أخيرا للظهور بعد ترجمة النسخة التي وجدت منه في مكتبة الفاتيكان إلى عديد من اللغات. [1] [ [2]
فهرس |
المسيحيون ينكرونه ككتاب مقدس (كإنجيل) وذلك لوجود العديد من الأخطاء فيه؛ ويرون أن إنجيل برنابا أحد الأناجيل غير القانونية حسب الإعتقاد المسيحي التقليدي، وأنه يحتوي على العديد من الأخطاء التي تجعله كتابا من إعداد بشر وليس كتابا مقدسا. ويرى البعض أنه لم يكتب بواسطة تلميذ أصلا بل كتب في القرن الخامس و يعتبره بعضهم مجموعة من الصفحات التى كتبها أحد الرسل أو التلاميذ بدون وحي إلهى، أما آخرون فيرون أن كاتبه مسلم.
يذكر إنجيل برنابا أن مدينة نينوى تقع على البحر المتوسط ، وهذا خطأ جغرافي واضح ، حيث أن مدينة نينوى تقع في ما يعرف اليوم بالعراق ، والمدينة تبعد أكثر من ألف كيلومتر من البحر المتوسط (الآن وفي ايام المسيح).[1]
برنابا 20: 1، 9 " وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مركب مسافراً إلى الناصرة مدينته... ولما بلغ الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع "
ويتكرر هذا في أصحاح 143 حيث كان المسيح مع تلاميذه في دمشق ثم قال لنرجع إلى الجليل ( ع5)، وعليه جاء يسوع إلى الناصرة في صباح سبت. ثم بعد حوار طويل حتى أصحاح 151: 3 يقول "ثم دخل يسوع إلى سفينة وأسف تلاميذه لأنهم نسوا أن يحضروا معهم خبزاً "، وهذا يؤكد أن الكاتب قد اعتبر الناصرة ميناء على بحر الجليل ، ومما يؤكد ذلك أن كلمة" مسافراً " حسب النص الإيطالي تترجم (sailed towards) أي "مبحراً نحو".[1]
وهناك خطأ آخر حيث يذكر أن بعد أن أشبع يسوع 5000 شخص بخمسة أرغفة وسمكتين نقرأ في برنابا 99: 1 "ولما خلا يسوع بكهف في البرية في تيرو على مقربة من الأردن" . وهذا النص يوضح أن تيرو بالقرب من نهر الأردن . وفى الحقيقة أن تيرو تقع الآن في لبنان على شاطئ البحر المتوسط ، على بعد 50كم من نهر الأردن.
يذكر اسم نبي الإسلام محمد في إنجيل برنابا أكثر من مرة ما جاء في الفصل 39 رقم14 (فلما انتصب آدم رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس فصارت لا اله الا الله محمد رسول الله ففتح فاه قائلا أشكرك أيها الرب لأنك خلقتني وأتضرع إليك أن تنبئني بمعنى محمد رسول الله ؟ فأجابه الإله :انك أول انسان خلقت وذاك محمد سأهديه إلى العالم بعد أزمنة عديدة [2] ، إلا أن في نفس المصدر، يتم سؤال شخص يسوع (هل أنت المسيح؟) فيقوم يسوع باجابته "لست أنا، بل سيأتي بعدي ويكون اعظم منّي ولست أهلاً لأحل رباط حذائه" .. وهي الجملة التي قالها يوحنا المعمدان ليسوع في الاناجيل القانونية المعترف بها من قِبل المسيحيين. وفيما بعد في إنجيل برنابا يسألون يسوع عن اسم المسيح فيجاوبهم أن إسمه "محمد" [3] وهذا هو تعارض كبير مع الإنجيل والقرآن (حيث أن القرآن يشهد ان عيسى بن مريم هو المسيح وليس محمد).
يعتقد المسلمون عامة بأن الأناجيل الموجودة الآن جميعا محرّفة وأن الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى لا وجود له الآن.
كما يعتقد بعض المسلمين بأن إنجيل برنابا أقل تحريفا وأقرب إلى الأصل لأنه يتنبأ بنبي الإسلام محمد و ينكر ألوهية المسيح التي يعتقد بها المسيحيون؛ لكن هنالك البعض الآخر يرى عدم صحته وأن لم يرد ذكره في المؤلفات الإسلامية التي تحدّثت عن الأناجيل، كمروج الذهب للمسعودي. والبداية والنهاية لابن كثير ، والقول الإبريزي للمقريزي. ومما قاله المسعودي: (وذكرنا أسماء الاثني عشر والسبعين ، تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد وأخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم . وأن أصحاب الأناجيل الأربعة منهم يوحنا ومتى من الإثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين).[4]
كما يرى بعضهم أن أقدم مصدر تاريخي ذكر فيه اسم إنجيـل برنابا هو الأمـر الذي أصدره قداسةالبابا جلاسيوس الأول ( الذي جلس على الكرسي البابوي سنة 492 م) - أي قبل ولادة نبي المسلمين محمد بحوالي (79) سنة - والذي عدد فيه أسماء الكتب المنهي عن مطالعتها وفي عدادها كتاب اسمه "إنجيل برنابا" [5]، كما يعتبر المسلمون أن إخفاء المسيحيين للأصل إنجيل برنابا يعد دلايلا قاطعا أن الإنجيل الحالي مطابقا للأصل.
قام المؤرخ ( الدكتور خليل سعادة المسيحيّ اللبنانيّ ) بترجمة إنجيل برنابا إلى العربية.
يمكن الحصول على نسخة من الكتاب من الرابط التالي:[3]
[ملف Pdf للطبعة العربية من الكتاب ترجمة الدكتور خليل سعادة http://www.al-maktabeh.com/a/books/A120.zip]