وصول الإسلام إلى موزمبيق مرتبط بوصوله إلى ِ شرقي أفريقيا ، فلقد ازدهرت التجارة بين العرب وشرقي أفريقيا وحدتث هجرات عربية إلى المدن الساحلية على طول الساحل الأفريقي ، وهكذا أخد المسلمون نقاط ارتكاز على الساحل الشرقي للقارة االأفريقية ثم أخد التجار المسلمون والدعاة يتوغلون إلى الداخل وعرف المسلمون هذه المنطقة بجزيرة (موسى السمبيق ) وزادت الهجرات الإسلامية إلى بر الزنج وكان المهاجرون من العرب والفرس ، من ممبسة وكلوة . ونشط المهاجرون المسلمون في تشيد المدن الساحلية . ويلخص تاريخ أنتشار في موزمبيق في ثلاث مراحل.
فهرس |
بدأت هذه المرحلة من انتشار الإسلام في موزمبيق بتأسيس المسلمين لمدنتي موزمبيق وسقالة ، وتوجد الأخيرة في منتصف دولة موزبيق وكانت سلطة كلوة الإ سلامية صاحبة النفود على هذه المدن الإسلامية بل امتد إلى مناجم الذهب في سقالة ، وهكذا كان نفود بني نبهان أصحاب السيادةعلى سواحل شرقي أفريقيا طيلة القرنيين السادس والسابع الهجري . وخلاصة القول أن الإسلام في المرحلة الأولى وصل الإسلام إلى ساحل موزمبيق وتوغل إلى الداخل مع التجار المسلمين.
بدأت هذه المرحلة بظهور البرتغاليين أمام سواحل شرقي أفريقيا ، ففي نهاية القرن التاسع الهجري اكتشف ( بارثلمبو داياز ) طريق رأس الرجاء الصالح وتابع البحار ( فسكوداجاما ) الرحلات البرتغالية عبر المحيط الهندى ، وشهد شرقي أفريقيا صراعاً دموياً شنه البرتغاليون ضد الإمارات والمدن الإسلامية على طول سواحل شرقي أفريقيا ، ودمروا مدينة كلوة ومساجدها الثلاثمائة ، ودمروا مدن لامو وباتي . واستمر الصراع بين المسلمين والبرتغاليين قرابة قرنين تدور رحاه في سواحل شرقي أفريقيا .
واستطاع العمانيون وقف التقدم البرتغالي بل أنهوا نفود البرتغال في معظم سواحل شرقي أفريقيا ، وأسس أحمد بن سعيد سلطنة عمانية ضمت معظم شرقي أفريقيا إلا أن البرتغاليين تمسكوا بموزمبيق ودام احتلالهم من القرن العشر الهجري حتي الاستقلال في سنة ألف وثلاثمائه وخمس وتسعين هجرية ، ونشطت البعثات التنصيرية (في ظل الاحتلال البرتغالي ) وقاوم المسلمون نشاط هذه البعثات ، وكان هم البرتغاليين منصرفاً إلى الحصول على ذهب موزمبيق مقابل الأقمشة والخرز ، والرقيق مقابل الأسلحة الحديثة . ورغم تحدى البرتغاليين إلا أن الإسلام وصل إلى نياسالاند (ملاوي ) وبحيرة تنجانقا في داخل أفريقيا ، غير أن الدعوة الإسلامية إصطدمت بعقبات كثيرة منها:
بدأت هذه المرحلة مع استقلال موزمبيق ويقدر عدد المسلمين في موزميق 7،5 مليون نسمة وهم يشكلون أغلبية لاأقلية ويتركز المسلمون في الولايات الأربع الشمالية من موزمبيق ، وهي (تمبولا ، وزمبزيا، ونياسا وكابو دلجادو ) ويشكلون 50 من عدد السكان ومعظمهم من أصول أفريقية وطنية والباقي من أصل آسيوي ، ولقد كافح المسلمون من أجل استقلال موزمبيق ورغم هذا يعاملهم النظام الماركسي الحالي بقسوة ومعظم المسلمين من الفلاحين والعمال الفقراء والقليل يعمل بالتجارة.
لقد أهملت السلطات الحاكمة أحوال المسلمين ، فالمساجد المنتشرة في القري والمدن الإسلامية متواضعة ، وألحقت بها مدارس أقل تواضعاً ، ويدرس بها معلمون غير مؤهلين لذلك ، ويتلقون أجوراً زهيدة .وبالعاصمة مابوتو 17مسجداً و9 مدارس قرآنية . أما من حيث الهيئات الإسلامية فهنالك بعض الهيئات الاجتماعية والخيرية ولا وجود للمنظمات السياسية التي تدافع عن حقوقهم ، والمنظمات الرئيسية هي منظمة ( أنوار الإسلام ) والمجلس الإسلامي ، والجمعية الإسلامية المحمدية.
يعاني المسلمون في موزمبيق من التخلف وانخفاض المستوى وضعف التأهيل المهني ، لذا هاجر العديد منهم إلى الدول المجاورة للعمل في الحرف الشاقة ، كما يعاني المسلمون من نفود إسرائيل الاقتصادي في المنطقة لا سيما في الاقطار الي يهاجر إليها العمال من موزمبيق ، ويعاني المسلمون في موزمبيق من رواسب التنصير في ظل الاستعمار البرتغالي وبعده ، فلقد باشر البرتغاليون عدة أساليب للقضاء على الإسلام في موزمبيق ، منها استخدام القوة العسكرية ضد المسلمين ، وعزل موزمبيق عن العالم الإسلامي ، وتعطيل المدارس الإسلامية ، ومنع استعمال اللغة العربية ، وكانت الضربة القاسية للتعليم الإسلامي في ظل الاحتلال البرتغالي ممثلة في الاتفاقية التي وقعتها البرتغال مع الفاتيكان والتي تحول أمر التعليم في موزمبيق إلى سلطة الكنيسة الكاثوليكية.