الرئيسيةبحث

أسرة تيودور

شعار التيودر
شعار التيودر
هنري الثامن بريشة هانس هولباين الصغير
هنري الثامن بريشة هانس هولباين الصغير

تيودر (Tudor): أسرة من أصول ويلزية (نسبة لويلز أو بلاد الغال في بريطانيا) حكمت في إنكلترا منذ 1485 وحتى 1603 م.

المقر: لندن.

ترجع الأسرة في أصولها إلى "أوين تيودر" (Owen Tudor) والذي أصبح من رجال البلاط أثناء حكم الملك "هنري الخامس". بعد وفاة الأخير سنة 1429 م تزوج "أوين" من أرملته "كاترين من فالوا" (الأسرة التي كانت تحكم فرنسا وهي فرع من عائلة الكبيسين الكبيرة). تزوج أكبر أبنائهما "إدموند" من "مارغريت" (من بوفور) ابنة دوق لانكستر "جون من غنت" (وهي مدينة في بلجيكا ولد فيها فنسب إليها)، والذي كان بدوره من أبناء الملك "إدوارد الثالث". وطدت هذه الزيجات العلاقة التي كانت تجمع بين بيتي (أو أسرتي) الـ"لانكاستر" والـ"تيودر"، كانت العائلة الحاكمة بحاجة إلى حلفاء أقوياء أثناء الحرب القائمة (حرب الوردتين) مع بيت الـ"يورك" (من أقرابائهم).

لاقى "أوين" حتفه عام 1461 م أثناء إحدى المعارك ضد الـ"يورك" وحلفائهم. سنة 1485 م خاض "هنري تيودر" (من أبناء "إدموند تيودر" "و "مارغريت") "معركة بوزورث" (Bosworth)، واستطاع أن يتخلص من "ريتشارد الثالث"، زعيم بيت الـ"يورك". أصبح الطريق ممهدا أمامه للجلوس على العرش، فقد كان الوريث الشرعي لبيت الـ"لانكاستر". توج "هنري" في نفس السنة ملكا على إنكلترا وأصبح لقبه "هنري السابع"، أًصبح بذلك أول الملوك من أسرة الـ"تيودر". حاول أن يصلح بين الأسرتين، الـ"لانكستر" والـ"يورك"، وكان زواجه من ابنة "إدوارد الرابع" (زعيم بيت الـ"يورك") في سبيل تحقيق هذا الهدف.

انتهت أحداث "حرب الوردتين"، فأخد الحكام من أسرة الـ"تيودور" يعملون على بسط السلطة الملكية على أرجاء البلاد بعد أن عطلتها الحروب الأهلية. ركز الملوك الذين تعاقبوا بعد "هنري السابع" ("هنري الثامن"، "إدوارد السادس"، "ماري الأولى" و"إليزابيث الأولى") جهدهم على تطوير القوة البحرية والإقتصادية لإنكلترا. أثناء عهد الملك "هنري الثامن" انفصلت كنيسة البلاد المحلية عن كنسية روما. حاول أفراد الأسرة التفرب من إسكتلندا، فتزوجت "مارغريت تيودر" ابنت "هنري السابع" من "جيمس الرابع" ملك إسكتلندا، كان ذلك عام 1502 م. بعد وفاة آخر الحكام من الأسرة، الملكة "إليزابيث الأولى"، انتقل العرش إلى أسرة الـ"ستيورات" (ملوك إسكتلندا). عام 1603 م، أًصبح "جيمس السادس" من إسكتلندا، ملكا على إنكلترا أيضا أصبح يلقب بـ"جيمس الأول" (حسب تسلسل ملوك إنكلترا). حكم خمسة (5) من أحفاده على المملكتين معا.


فهرس

إنجلترا وحكم أسرة التيودور 1485-1603

حكم إنجلترا في الفترة من نهاية القرن الخامس عشر وطوال القرن السادس عشر خمسة ملوك من أسرة التيودور.

-

مميزات حكم أسرة التيودور

جاء حكم أسرة التيودور إلى إنجلترا بعد حربين كبيرتين الأولى خارجية مع فرنسا حرب المائة عام والثانية حرب داخلية أهلية حرب الوردتين والخيرة من أهم مميزاتها انها طورت إنجلترا أقتصاديا وأجتماعيا ذلك أن حرب الأسر العريقة بين بعضهاأسرة لنكستر و أسرة يورك كسر شوكتهم وأعطى فرصة أمام الطبقات المتوسطة للظهور والثراء. كما أعطى الفرصة للملك هنري السابع كي تقوى شكيمته ويسيطر بقبضة من حديد على زمام المُلك وساعد الشعب الملك وأعطاه الفرصة لتطوير أنجلترا نحو السلام الأجتماعي. وقد ساعدت الكثير من العوامل والمؤثرات أسرة التيودور في أن أكسبتها ميزات هامة تركت بصمتها وتأثيرها على التاريخ فيما يلي من سنوات من ذلك:

أمتزاج الدماء الملكية وتداخل العروش

هنري السابع من إنكلترا
هنري السابع من إنكلترا

اتجاه أمراء وملوك إنجلترا إلى الزواج من الأسر المالكة والبيوتات الحاكمة في أسكتلندا وفرنسا وأسبانيا وغيرهم ومن تلك المثلة زواج مارى تيودور من فيليب الثاني ملك اسبانيا عام 1554 وزواج مارجريت أبنة الملك هنري السابع من جيمس الرابع ملك أسكتلندا وجاء ثمرة هذا الزواج الخير جيمس الخامس الذى أصبح ملكا على أسكتلندا وتزوج بدوره من أسرة دى جير الفرنسية وأنجب أبنة عرفت بأسم ماري الأسكتلندية وأصبحت ملكة على أسكتلندا وتزوجت من ملك فرنسا فرانسوا الثاني عام 1559 وأصبحت بدورها ملكة على فرنسا. هذا الزواج والمصاهرة الملكية جعلت العلاقات تتشابك والعروش والتيجان تتداخل من دولة أوروبية لأخرى بعد أمتزاج الدماء الملكية تداخلت المشاكل وتعقدت وكثرت المطالبة بالوراثة والأطماع وأصبحت كثير من الوحدات السياسية في غرب أوروبا وكأنها وحدة سياسية واحدة.

ظهور حركة الإصلاح الديني

ظهرت في إنجلترا حركة إصلاح ديني تختلف عن مثيلاتها في غرب أوروبا حيث ان مثيلاتها في غرب أوروبا كانت تسبقها في الزمن كما ان الحركة الجديدة ولدت وأنتهت في عصر أسرة التيودور وأهم ملامحها أنها أدت إلى ظهور مذهب جديد مستقل منفصل عن الكنيسة الأم في روما وكنيستها وتلك كانت الكنيسة الأنجليكانية

تغير في السياسات والتوجهات

في عهد أسرة التيودور غيرت إنجلترا من فكرها الاستعماري نحو فرنسا واتجهت التوسع للغرب في أعالى البحار بعد أن زاعت فكرة الكشوف الجغرافية والتي سبق إليها إنجلترا كلا من اسبانيا والبرتغال والبحارة الإيطاليين المهرة في ركوب البحر وبالرغم من تاخر إنجلترا في عالم الكشف إلا أنها اتجهت في عهد أسرة التيودور إليه بخطى ثابتة وفتحت امامها أفاق استعمار جديدة وكانت البداية مع رحلة الملاح جون كابوت الذي أرسله الملك إدوارد السابع عام 1496 إلى نيوفوندلاند للأستعمار والاستكشاف الإنجليزى شرق أمريكا الشمالية. في عهد أسرة التيودور انتشرت في إنجلترا وشاعت الروح الجديدة التي كانت قد بدأت في أوروبا وبالذات في إيطاليا إلا أن إنجلترا أخذت بتلك الثقافة الجديدة مع الازدهار والتقدم المصاحب لأسرة التيودور فانتشرت الأفكار التي تدعوا للحرية والأخذ بالأسلوب العلمي وساعد على ذلك اختراع الطباعة وحروفها وطبع الكتب العلمية والثقافية والأدبية وتلك التي تنبش في التاريخ والآثار ونهضة الأقدمين وظهرت في إنجلترا تيارات وأفكار سياسية وغقتصادية وثقافية تدعو جميعها لأحترام الإنسان وقيمة حريته وخصوصيته والاستمتاع بمباهج الحياة وأقتباس كل جديد وفيد من حضارات الشعوب القديمة والبناء عليها بما يدعوا للتحديث والانطلاق للمستقبل.

المصادر

محاضرات في تاريخ إنجلترا الحديث والمعاصر للدكتور نبيل عبد الحميد كلية آداب دمياط