Asti أستي مدينة شمال غرب إيطاليا في إقليم بييمونتي ، عاصمة مقاطعة أستي ، عدد سكانها 73.734 نسمة .
فهرس |
تقع أستي على منتصف المسافة بين تورينو غربا و ألساندريا شرقا ، و تبعد عن تورينو 60 كلم ، في وادي نهر تانارو و الذي يرسم الحدود الجنوبية بعد أن تصب فيه روافد بوربوري و فالبرينتا و فيرسا . و أستي توجد في مركز تلال مونفيراتو في موقع ممتاز تقريبا في قلب الإقليم .
عاش ليغويون في المنطقة المحيطة الآن بأستي منذ العصر الحجري الحديث مثل قبيلة الستاتيليين ، و سيطروا على المنطقة و ربما يعود أصل اسمها إلى كلمة Ast و التي يعني "تلة" في اللغة الليغورية القديمة . قبل أن يهزمهم الرومان في عام 174 قبل الميلاد .
في عام 124 قبل الميلاد بنى الرومان "كاستروم" أو معسكرا محصنا ، و الذي تطور ليصبح في النهاية مدينة كاملة اسمها هاستا (Hasta) . في عام 89 قبل الميلاد أعطيت المدينة صفة مستعمرة ، و صفة بلدية عام 49 قبل الميلاد . أصبحت أستي مدينة هامة في المنطقة ، بفضل موقعها الاستراتيجي على نهر تانارو و على طريق فولفيا الرابط بين Derthona (تورتونا) و Augusta Taurinorum (تورينو) . كما رُبطت المدينة بطرق أخرى رئيسية تؤدي حتى سويسرا و فرنسا الحاليتين .
بعد صدّها هجوما قوطياً غربياً في عام 402 بفضل أسوارها الضخمة ، عانت هاستا من غزوات البرابرة التي اجتاحت إيطاليا عقب سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية ، و انحدرت اقتصاديا . اختيرت في النصف الثاني من القرن السادس لتكون أحد مقرات الستة و ثلاثين دوقية التي قسم بها اللومبارديون إيطاليا . ضَمت أراضي أستي مساحة واسعة تمتد حتى ألبينغا و جبال الألب البحرية . و بقي هذا عند استيلاء الفرنجة على شمال إيطاليا عام 774 ، بصفة كونتية .
في أواخر عصر الكارولينجيين حُكمت أستي من قبل أساقفتُها مباشرة ، الذين كانوا الملاك الرئيسيين في المنطقة . و أهم هؤلاء : أوداكس (904-926) و برونينغوس (937-966) الذي نقل المقر الأسقفي إلى Castel Vecchio ("القلعة القديمة") حيث بقيت هناك حتى عام 1409 . ظلت أسقفية أستي قوية الكيان خلال القرن الحادي عشر بمنح بييترو الثاني امتيازات ضخمة من قبل الامبراطور هنري الثاني . في النصف الثاني من نفس القرن ، حاول الأسقف أوتو مقاومة أهداف الكونتيسا أديلايدي القوية ، و التي دمرت المدينة عدة مرات . سجلت خلال فترة حكم أوتو صفتي البلدية و القنصل لأول مرة (1095).
كانت أستي إحدى أوائل البلديات الحرة في إيطاليا ، و أعطاها كونراد الثاني حق سك عملة خاصة بها في عام 1140 . كبلدية ، بدأت أراضي الأسقف تتأكل و غيرها من الإقطاعيات المحلية ، و هؤلاء الأخيرين التمسوا المساعدة من الإمبراطور فريدريك بربروسا ، فسار إلى المدينة مع جيش ضخم في شباط / فبراير من عام 1155 ، و بعد حصار قصير ، اقتحمت إستي و أحرقت . ثم انضمت أستي لاحقا إلى الرابطة اللومباردية (1169) المناوئة للإمبراطور الألماني ، و لكنها هُزمت مرة في عام 1174. رغم هذا ، اكتسبت المدينة بعد صلح كونستانس (1183) المزيد من الامتيازات.
شهد القرن الثالث عشر أوج ازدهار الأستيين ، و أعاقته مؤقتة الحروب ضد ألبا و ألساندريا و سفويا و ميلانو (التي حاصرت المدينة عام 1230) و مركيزيي مونفيراتو و سالوتسو . سعت البلدية للسيطرة على طرق التجارة المربحة و التي تؤدي شمالا إنطلاقا من موانئ الليغورية . خلال الحروب التي قادها الإمبراطور فريدريك الثاني في شمال إيطاليا ، اختارت المدينة الوقوف إلى جانبه : هزم غويلفيو ألساندريا أستي في كواتورديو و كلاماندرانا ، و لكنهم استردوا ذلك بسهولة بفضل مساعدة جنوية . بعد موت فريدريك ، اشتد الصراع ضد تومازو الثاني كونت بييمونتي : هزمه الأستيون في معركة مونتيبرونو يوم 23 شباط / فبراير 1255 ، و لكن تومازو (الذي أُسر) رد باعتقال كل التجار الأستيين في سفويا و فرنسا. أظهر هذا التحرك قلق الدول المجاورة من تنامي قوة المدينة ، التي استولت على ألبا و سيطرت على كل من كييري و تورينو .
وأدى ذلك إلى تدخل كارلو الأول أنجو ملك نابولي لاحقا و أقوى رجل في إيطاليا. عقب بعض عمليات حرب العصابات ، وقّعت أستي على ميثاق تحالف مع بافيا و جنوا و غولييلمو السابع حاكم مونفيراتو . في عام 1274 هُزمت القوات الأستية في كوسانو ، و لكنها في الثاني عشر من كانون الأول / ديسمبر عام 1275 انتصرت على الأنجويين في معركة روكافيوني ، مُنهيةً أي أمل لكارلو في التوسيع في بييمونتي . في تسعينات القرن الثالث عشر و بعد هزيمة غولييلمو السابع أيضا ، صارت أستي المدينة الأقوى في بييمونتي . و لكن الصراع الداخلي من أجل السيطرة على المؤسسات المصرفية و التجارية ، سرعان ما قسّم المدينة إلى فصائل . أبرز هؤلاء كان مصرفيو آل سولارو الأقوياء ، الذين أعطوا المدينة لروبرتو دانجو ملك نابولي عام 1314 . فاندثرت جمهورية أستي الحرة . عام 1339 استعاد الغيبلينيون المنفيين المدينة ، و طردوا آل سولارو و مساعديهم . و لكن في عام 1342 أدى التهديد بهجوم المضاد من آل سولارو إلى أن يسلم الحكام الجدد المدينة إلى لوكينو فيسكونتي حاكم ميلانو. شيدت آل فيسكونتي قلعة ، و طوقاً ثانيا من الأسوار لحماية آحياء المدينة الجديدة . عام 1345 هزم الغيبلينيون الأستيون و جوفاني الثاني حاكم مونفيراتو قوات نابولي في معركة غاميناريو . كذلك حكم جوفاني أستي حتى عام 1372 ، و لكن بعد سبعة سنوات سلّمها مجلس المدينة إلى سلطة غالياتسو الثاني فيسكونتي. و غالياتسو بدوره سلمها إلى لويس فالوا دوق أورليان .
باسثناء عدة فترات قصيرة تحت حكم فيسكونتي و مونفراتو و سفورزا ، بقيت أستي تحت حكم فالوا ، ثم مباشرة تحت التاج الفرنسي . لكن الوضع تغير أوائل القرن السادس عشر ، خلال الحروب بين الإمبراطور شارل الخامس و فرانسوا الأول ملك فرنسا . في عام 1526 حاصرها عبثا كوندوتييرو شارل الخامس فابريتسيو مارامالدو . و بعد ذلك بثلاث سنوات سَلّمت معاهدة كامبراي أستي إلى الإمبراطور الألماني ، الذي بدوره قام بإعطاءها إلى والي نابولي كارلو دي لانوي . و بعد موت الأخير ، وهبها شارل إلى قريبته بياتريس ابنة مانويل الأول ملك البرتغال كهدية زواجها من كارلو الثالث دوق سافويا ، فأصبحت أستي جزءا من سيطرة سافويا .
كانت أستي إحدى معاقل سافويا الرئيسية في الحروب التالية . عام 1616 حاصرها حاكم ميلانو الإسباني ، و قد دافع عنها الدوق كارلو إمانويلي الأول بنفسه . بين عامي 1630-1631 تكبدت المدينة خسائر فادحة جراء الطاعون ، و بعد بضع سنوات استولى عليها الإسبان ، و لكن سافويااستردتها عام 1643 . وقامت إسبانيا بحصار آخر فاشل عام 1650 . في تشرين الثاني / نوفمبر 1703 و أثناء حرب الخلافة الإسبانية ، وقعت أستي في قبضة فرنسا مرة أخرى : ثم استردها فيتوريو أميديو الثاني في عام 1705 . و عام 1745 غزتها القوات الفرنسية مرة أخرى ، و لكنها تحررت في العام التالي .
عام 1797 سَئِم الأستيون الحملات العسكرية المتواصلة و الوضع الاقتصادي السيىء ، فانتفضوا على حكومة سافويا . و في الثامن و العشرين من يوليو أعلنت الجمهورية الأستية ، لم تعمّر أكثر من يومين . و تم اعتقال قادة الثورة و أُعدموا . و في العام التالي طردت بييمونتي و الجيش الثوري الفرنسي آل سافويا ، و احتُلت أستي من قبل الجنرال مونتريشار . بعد انقلاب قصير ، عادت الفرنسيون بعد الانتصار في معركة مارينغو (1800) بالقرب من ألساندريا : زار نابليون بنفسه أستي في 29 نيسان / ابريل 1805 ، و لكنه الموطنين استقبلوه بشكل بارد نوعا ما ، و انحدرت المدينة و أدخلت مع ألساندريا تحت مديرية مارينغو . بعد نهاية الإمبراطورية الفرنسية ، و عادت أستي إلى بييمونتي في عام 1814 ، و واصلت تاريخها حتى قيام الوحدة الإيطالية 1861.