أحمد عزت باشا العابد (1271 هـ/1855م - 24 ربيع الأول 1343 هـ/15 أكتوبر 1924) سياسي عثماني سوري، خدم السلطان عبد الحميد الثاني.
ينتمي أحمد عزت العابد إلى عشيرة عربية تعرف بقبيلة الموالي، وهي ذات أصول عريقة تعود إلى قبيلة بكر بن وائل الحجازية. ولد في دمشق وبها نشأ وتعلم. تعلم على يد الشيخ أحمد عابدين، وعبد الرحمن الأسنوي وأحمد الشطي. أجاد التركية والفرنسية والإنجليزية في مدرستي الآباء اللعازرين والبطريركية ببيروت. اتصل بالعالم اللغوي المعروف ناصيف اليازجي، وأخذ عنه علوم المنطق والبلاغة.
بعد أن انتهى من أخذ العلم عين كاتبا في جهاز المخابرات العثمانية بسورية، وترقى حتى عين رئيسا لقلم المخابرات سنة 1290 هـ/1873 م. طلب منه رئاسة تحرير الجزأين العربي والتركي في جريدة سورية، وقام بعدها بإصدار جريدة خاصة به أسماها جريدة دمشق بتشجيع من والي سوريا أحمد جودت باشا. كان دائم الدفاع عن الدولة العثمانية في جريدته بالإضافة إلى كثرة افتخاره بمآثر العرب وفضائلهم فيها. أدت مشاغله وكثرة الأعمال الموكلة إليه إلى إيقافه الجريدة عام 1887 م.
ولي رئاسة محكمة الحقوق بسوريا عام 1878 م، وبعدها بعام عين رئيسا لجميع المحاكم في سوريا ولبنان وفلسطين، نظرا لكفاءته القانونية. رقي بعدها لمنصب مفتش عاما لمحاكم ولاية سلانيك عام 1884م، ثم نقل إلى عاصمة الخلافة رئيسا لمحكمة الاستئناف بها، ولم يمكث بهذا المنصب سوى شهرين حتى رقي رئيسا عاما لمحاكم التجارة الأهلية والمختلطة وظل في منصبه ستة أعوام عين بعدها سنة 1891 م عضوا لدائرة التنظيمات في مجلس شورى الدولة.
اشتهر العابد حتى وصلت شهرته السلطان عبد الحميد فانضم إلى بلاط عبد الحميد ككاتب خاص له. عهد إليه السلطان بعدها بعضوية اللجان المالية ووثق به حتى جعله صديقا خاصا له وأمين سره. قال عنه الخليفة عبد الحميد الثاني: «الصديق الحميم الذي وجدته في النهاية».
لازم أحمد العابد السلطان عبد الحميد مدة قاربت ثلاثة عشر عاما قام فيها بأعمال عدة أبرزه إشرافه على إنشاء خط سكة حديد الحجاز (الذي كان يرى البعض أنها فكرته) وتنفيذ خط التلغراف بين أزمير وبنغازي، وبين دمشق والمدينة المنورة.
قام بترجمة العديد من الأعمال من التركية إلى العربية منها كتاب "حقوق الدول" لحسن فهمي باشا، والمجلد الأول من تاريخ جودت، وكتاب "الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية".
بعد خلع السلطان عبد الحميد من منصبه غادر أحمد العابد تركيا، وسافر إلى أوروبا وتنقل بين مدنها حتى استقر به المقام في القاهرة، وظل بها حتى وفاته.
يجدر بالذكر أن أحمد عزت العابد هو والد محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية السورية.