أحمد بن أبي الضياف، ولد سنة 1804، وهو ينتمي إلى قبيلة أولاد عون بالشمال التونسي. كان والده الحاج ابن أبي الضياف كاتبا خاصا للوزير يوسف صاحب الطابع، وقد حرص على أن يتلقى ابنه تكوينا يؤهله ليحتل وظيفة في دولة البايات.
فدرس ابن أبي الضياف على عدد من أهم مشائخ زمانه ومن بينهم خاصة المشايخ أحمد بن الخوجة وابراهيم الرياحي ومحمد بن ملوكة... وبعد إتمام تعليمه أولاه الباي حسين خطة العدالة سنة 1822، ثم خطة الكتابة بديوان الانشاء سنة 1827 واختصه بكتابة سره، وهو أول من كتب للدولة العثمانية باللغة العربية.
ولما تولى أحمد باشا باي الحكم قلده وسام نيشان الافتخار وسماه أمير لواء، وأرسله سنة 1843 إلى استانبول في سفارة؛ ثم اصطحبه معه في سفرته إلى باريس سنة 1847. وفي ولاية محمد الصادق باي كلف بتحرير نص عهد الأمان الذي صدر في سبتمبر 1857. والذي استوحى منه عنوان كتابه.
من أهم ما كتب ابن أبي الضياف كتابه الموسوم : "إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان"، وهو يشكل أهمّ مصدر تاريخ حول تونس في العصر الحديث، وقد عبر فيه عن آراء إصلاحية تنقد الحكم المطلق، بما جعله يعتبر من أعلام الحركة الاصلاحية في تونس إلى جانب أصدقاء آخرين له ومن بينهم الوزير خير الدين. توفي أحمد ابن أبي الضياف عن سن متقدمة، ودفن بالعاصمة التونسية سنة 1874.
