الرئيسيةبحث

أتكانا


ألالاخ عاصمة مملكة موكيش (تل العطشانة اليوم) التي تقع عند مجرى نهر العاصي الأسفل قرب مدينة أنطاكية في منطقة سهل العمق نعرف عنها من خلال تمثال الملك إِدريميّ الذي حكم ثلاثين عاماً تقريباً (نحو سنة 1500 ق.م) وأمر بتدوين سيرة حياته الذاتية على تمثاله الذي عثر عليه محطماً عام 1939 في معبد مدينة ألالاخ حيث يبدو الملك رجلاً طاعناً في السن متربعاً على عرشه، وتعود أهمية تمثال إِدريمي إِلى الكتابة الأكدية التي تشغل معظم واجهة التمثال الأمامية وتتألف من 104 أسطر. وهي أول سيرة ذاتية لملك في تاريخ الشرق القديم يتحدث فيها عن حياته بالتفصيل. ويستخلص منها أنه حكم بلاد موكيش وكان معاصراً للملك الحوري - الميتاني باراتارنا Parattarna وللملك بيليا Pillya ملك دولة كيزواتنا Kizzuwatna الواقعة في جنوب غربي الأناضول. وفي هذه المدة كان الصراع على أشده بين الدولتين المتنافستين الميتانية والحثية.

عندما أطيح بالملك والد إِدريمي إِثر ثورة قامت عليه هرب إِدريمي مع الأسرة المالكة إِلى أخواله في إِيمار (مسكنة), ومن هناك اتجه بمفرده إِلى الساحل السوري, ونزل لاجئاً عند قبائل الخابيرو, وبقي هناك سبع سنوات. بعد ذلك عاد إِلى شمال غربي سورية, واستقر في مقاطعة موكيش بالقرب من جبل الأقرع.

ومن عاصمته ألالاخ استطاع إِدريمي أن يبسط نفوذه على منطقة واسعة تمتد من الساحل السوري إِلى حلب, ومن كيزواتنا إِلى أوغاريت, إِضافة إِلى سهل الغاب. ثم يتحدث إِدريمي في سيرته الذاتية عن إِنجازاته بعد الحملة, وهي تجديد القصر الملكي وتنظيم العلاقات بين البدو وإِصلاح الحصون الدفاعية ووضع ترتيبات جديدة تخص الأعياد والشعائر الدينية التي كلف ابنه أددنيراري Adad- Nirari مهمة تنفيذها. والغريب في الأمر أن وثائق الطبقة الرابعة من ألالاخ لا تذكر أددنيراري خلفاً لوالده وإِنما تذكر اسم ابن آخر يدعى نيقمبا Niqmepa الذي استعمل خاتم والده إِلى جانب خاتم الأسرة المالكة.


مصادر

محمد وحيدخياطة