أبو يزيد طيفور بن عيسى البِسطامِي، من الأعلام كان جده مجوسياً وأسلم. وهم ثلاثة إخوة، آدم وطيفور، وعلى. وكلهم زهاد عباد، وأبو يزيد أجلهم حالا و مقاما و هو من أهل بسطام مات سنة إحدى وستين، وقيل: سنة اربع وستين ومائتين، عن ثلاث وسبعين سنة
قال أبو يزيد البسطامي طلبت أمي ماء فجئتها فوجدتها نائمة فقمت أنظر يقظتها فلما استيقظت قالت أين الماء فأعطيتها الكوز وقد كان سال الماء على إصبعي فجمد عليها الماء من شدة البرد فلما أخذت الكوز انسلخ جلد إصبعي فسال الدم فقالت ما هذا فأخبرتها قالت اللهم إني راضية عنه فارض عنه. وكانت في مدة حملها به لا تمد يدها إلى طعام فيه شهية . ورأيت في عيون المجالس أنه قال كنت ابن عشرين سنة فدعتني أمي للنوم معها ليلة من الليالي وقد تعلق قلبي بقيام الليل فأجبتها فجعلت يدي تحتها والأخرى أمرها على ظهرها وأقرأ قل هو الله أحد فخدرت يدي فقلت اليد لي وحق الوالدة لله فصبرت على ذلك كله حتى طلع الفجر وقد قرأت قل هو الله أحد عشرة آلاف مرة ولم أنتفع بعد ذلك بيدي التي خدرت . قال أبو يزيد البسطامي خرجت إلى الجامع يوم الجمعة في الشتاء فزلقت رجلي فمسكت بجدار بيت فذهبت إلى صاحبه فإذا هو مجوسي فقلت قد استمسكت بجدارك فاجعلني في حل قال أو في دينكم هذا الإحتياط قلت نعم قال أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وقال أبو تراب: "سألته عن الفقير، هل له وصف" فقال: "نعم!، لا يملك شيئاً، ولا يملكه شيء وروى انه قال لبعض أصحابه: "قم بنا إلى فلان"، لرجل قد شهر نفسه بالزهد في ناحية، فقصداه، فرآه أبو يزيد قد خرج من بيته، ودخل المسجد وتفل في قبلة المسجد، فقال أبو يزيد لصاحبه: "هذا الرجل ليس بمأمون على أدب من أداب السنة، كيف يكون مأموناً على ما يدعيه من مقامات الأولياء!" وروي أن يحيى بن معاذ الرازي كتب إلى يزيد: "أني سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته". فكتب اليه أبو يزيد: "غيرك شرب بحور السموات والأرض وما روي بعد، ولسانه خارج، وهو يقول: هل من مزيد