محيي الدين أحمد بن خير الدين المشهور بلقب أبو الكلام آزاد، ولد في مكة عام 1888م (1306هـ) وتوفي في دلهي في 22 فبراير 1958م (3 شعبان 1377هـ). وقد أخذ كنية أبو الكلام لكونه خطيباً بارعاً أما كلمة آزاد فتعني في اللغة الأردية "الحـُر".
ينحدر أبو الكلام من أسرة أفغانية هاجرت إلى الهند زمن الإمبراطور بابر مؤسس الدولة المغولية في الهند سنة 1526م (932هـ).
تربى تربية صوفية وأتقن الإنجليزية والفارسية وتنقل بين كلكتا وبومباي كما زار القاهرة وتركيا وفرنسا. وقد تأثر برشيد رضا. قام بتأسيس جماعة دينية سماها "حزب الله"، ثم أسس مدرسة سماها "دار الرشاد" وقام بإصدار مجلة "الهلال" في 1912 وبلغت كمية توزيعها 25 ألف نسخة أسبوعياً، وهو عدد ضخم جدا في تلك الفترة. ولكن الإنجليز (المستعمرين للهند في ذلك الوقت) قاموا بإغلاقها في 1915. وسرعان ما أصدر أبو الكلام في نفس العام مجلة أخرى هي مجلة "البلاغ" لكنها أغلقت أيضاً. ثم تم إبعاده عن كلكتا ومنع من دخول ولايات "البنجاب" و"دلهي" و"بومباي"، فقصد البنغال، واستقر بمدينة "رانشي" التي كتب فيها تفسيره للقرآن الكريم، وترجم معانيه إلى اللغة الأوردية. وقد تعرض بعد ذلك للسجن لمدة ثلاثة سنوات ونصف (حتى العام 1920).
فهرس
|
بعد خروج آزاد من السجن أسست "جمعية الخلافة" برئاسة "محمد علي جوهر" لمساندة الدولة العثمانية في محنتها التي كانت تمر بها.
انضم آزاد إلى "حزب المؤتمر" الهندي الذي تزعمه "المهاتما غاندي" وتربطه علاقات قوية بزعماء المسلمين، حيث انتهج الحزب ما عرف بسياسة "المقاومة السلبية" في مواجهة الاستعمار الإنجليزي. عام 1921 قبض عليه من ضمن 50 ألف معتقل في كلكتا وحدها، وقدم للمحاكمة بتهمة إلقاء الخطب التي تثير المشاعر وتحرض الشعب على حكومة الاحتلال، فواجه المحكمة بمرافعة شهيرة صدرت بعد ذلك في كتيب صغير، وقد حكم عليه بالسجن لمدة عام.
بعد خروجه من السجن تم اختياره رئيساً لحزب المؤتمر (خلفاً لرئيس الحزب السابق محمد علي جوهر) عام 1923 حيث أصبح بذلك أصغر من تولى هذا المنصب وبقي فيه لفترة قصيرة. وقد عمل جاهداً من موقعه على رأب الصدع بين المسلمين والهندوس وتوحيد جهود نشطاء التحرر.
شارك آزاد في حركة العصيان الثانية سنة 1930م (1349هـ)، وتعرض للسجن لأكثر من عام. ثم شارك في انتخابات عام 1935م التي جرت على أساس قانون الحكم الذاتي، حيث حقق فوزا كبيراً. وكان أحد أعضاء لجنة ثلاثية عليا مهمتها الإشراف على أعمال الوزارات واختيار الوزراء.
أعيد اختياره لرئاسة الحزب ثانية حيث تزعمه بين الأعوام 1940-1946 وقد كانت هذه فترةً حساسةً حيث كان رأي أبو الكلام هو دخول الهند للحرب العالمية مع بريطانيا ضد ألمانيا في مقابل الحصول على الاستقلال (على خلاف رأي غاندي الذي كان مصراً على خيار اللا عنف). وفي تلك الفترة تعرض أبو الكلام وغاندي وبقية زعامات المؤتمر للاعتقال، فثار الشعب وانتشرت الاضطرابات، وتم الإفراج عن آزاد في وقت لاحق.
عارض آزاد تقسيم الهند إلى دولتين هما "باكستان" (بشقيها الغربي والشرقي) والتي تضم غالبية من المسلمين، و"الهند" التي تضم غالبية من الهندوس.
بعد الاستقلال شغل منصب وزير المعارف مدة 10 سنوات.
قام بترجمة معاني القرآن إلى اللغة الأردية في كتابه "ترجمان القرآن"، حيث وصل إلى "سورة المؤمنون". وكان مما تميز به تفسيره أنه حدد شخصية "ذي القرنين" الواردة في سورة الكهف تحديدا تاريخيا عميقا، وخلص إلى أنه هو "كورش الثاني" استناداً إلى التاريخ اليهودي والفارسي. كما أنه حدد مكاناً مفترضاً لسد "يأجوج ومأجوج"، كما حوى تفسيره بعض الخرائط والصور الأثرية والتوضيحية.