أبراج الصمت (في الفارسية, دخمه) هي أبراج ذات شكل دائري على قمة تلة أو جبل منخفض في منطقة صحراوية نائية بعيداً عن التجمعات السكانية عادة تستخدم لدى أبناء الديانة الزرادشتية عند الوفاة حيث يوضع جسد المتوفى في أعلى البرج حتى تأتي الطيور الجارحة و تأكله, حيث أنه و حسب تعاليم الزرادشتية فإن الجسد نجس لذا يجب أن لا يختلط مع عناصر الحياة الثلاثة الأخرى: الماء و التراب و النار حتى لا يلوثها. يقوم بهذا الطقس رجال دين معينون و عند ما تأكل الطيور الجارحة جثة المتوفى يتم جمع عظامه و وضعها في فجوة خاصة بشرط عدم دفنها.
هذا الطقس في الديانة الزرادشتية قد توقف العمل به منذ بدايات القرن العشرين, حيث أن تعاليم زرادشت تقتضي على أتباعه ان يتكيفوا مع أي مجتمع يعيشون فيه, إضافة إلى اختلاط الزرادشتيين مع المجتمع المسلم في ايران, و التوسع السكاني الذي جعل مواقع أبراج الصمت تقع في مناطق غير نائية و هو ضد تعاليم الزرادشتية, فبدأ الزرادشتيون المجوس بدفن موتاهم في توابيت معدنية محكمة الإغلاق و في مقابر خاصة بالزرادشتيين مما يضمن عدم تلويث الجسد لعناصر الحياة الثلاثة حسب المعتقد الزرادشتي. رغم ذلك فإن أقلية من الزرادشتيين المتدينين بقيت تقوم بهذا الطقس لكن خلال سبعينيات القرن العشرين تم إغلاق الدخمات (أبراج الصمت) نهائياً بقرار رسمي من إيران. لكن هذا الطقس استمر بعد السبعينيات لدى المجتمعات الزرادشتية في الهند.
الدخمة او برج الصمت لها تواجد في العديد من المناطق التي سكنها أو لازال يسكنها الزراشتيون مثل يزد و كرمان في إيران, و ولاية غوجرات في الهند, إضافة إلى اليمن حيث كانت و لوقت قريب تتواجد فيه تجمعات مجوسية خصوصاً في جنوب اليمن.