جيميلة هو مدرج روماني يقع في شمال شرق الجزائر. تصنفه اليونسكو كموقع ضمن مواقع التراث العالمي . جميلة أو cuicul
مدينة جميلة CUICUL
ـ ابلغ مدن نوميديا دلالة على الماضي ، هي مدينة جميلة الواقعة في بلاد وعرة جرداء ، كانت تغطيها في الماضي الغابات و سنابل القمح . وقد تأسّست في أواخر القرن الأول ، و بلغت أوجها في عهد أسرة الأنطونان ، و تصور الآثار مدينة أحياؤها حسنة التنسيق ، و شوارعها محفوفة بالأرتجة ، وتوجد فيها ساحتان عموميتان أولهما محاطة بالكابيتول وقاعة اجتماع المجلس البلدي و المحكمة ومعبد فينوس ، وحول الثانية المعبد المشيّد تكريمًا لأسرة سيفيروس وقوس نصر كراكلا والحمامات التي لم يؤثر فيها الزمان كثيرًا و السوق ، و المنازل المترفهة الأنيقة .
الحمامات
كان أمام المدخل الرئيسي للحمامات الموجودة في جنوب جميلة ، المتجهة من الشرق إلى الغرب رتاج له اثنى عشر رواقًا ، و كانوا يدخلون من بهو يقضي إلى قاعة للرياضة على شكل قبو ، و يمرّون من إحدى قاعتي الملابس إلى قاعة التبرّد وهي فسيحة الأرجاء ثرية الفسيفساء وصفائح المرمر ، فيها حوضان صغيران وحوض كبير تفصله عن الحوضين الآخرين مجموعة من أعمدة المرمر الوردية اللون .و تأتي بعد ذلك الغرفة السخنة . وفي جانبها منفذان يقضيان إلى الغرفة المعتدلة الحرارة ، و إلى حوض صغير ماؤه سخن .و أخيراً إلى المحم ، و تفضي الغرفة المعتدلة الحرارة إلى قاعة التمسيد.
الأسواق و الدكاكين
ـ كانت دكاكين كوزلنيوس في جميلة شبيهة بدكاكين تيمقاد ، و لكنها أكثر خزفًا ، كما كان لهذه السوق رتاج خارجي مرفوع على ستة أعمدة ، و بركة و غرفة للموازين وتماثيل للمؤسس وأخيه و الإله مركور .
الفوروم القديم
ـ إنّ مركز الحياة السياسية للمدينة ، كان هو الفوروم القديم ، و تقع هذه الساحة العمومية على جانب الطريق أو الكاردو الرئيسي CARDO شرقا . وهي ساحة مبلّطة طولها 48م وعرضها 44م . وكانت قد نصبت فوق بلاط هذه الساحة تماثيل عديدة و مازالت قواعدها ظاهرة و مرئية إلى الآن . وكذلك عدة نصب نقشت عليها إهداءات تشهد على الإخلاص للأباطرة و على ذوق التباهي و التفاخر لدى البورجوازية الإفريقية .
الفوروم الجديد
ـ إنّ الفوروم القديم بمدينة جميلة ، و المباني العمومية المحيطة به ترجع أن لم تكن كلها فجزء منها إلى القرن الثاني الميلادي . وفي أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث ميلادي أصبح حصن المدينة الأصلية يضيق بمن وبما فيه . و كانت حركة التوسع العمراني هذه سبب بناء ساحة عمومية ثانية سميت أيضا فوروم الجنوب أو ساحة السيفيريين Place des Severes . و على عكس المخطط الكلاسيكي ، فإنّ هذه الساحة ذات الشكل غير المنتظم كانت أوسع من الفوروم القديم وأقل منه ازدحاماً . كما كانت مفتوحة لحركة المرور ، وكانت تشرف عليها بنايتان عظيمتان هما قوس النصر الذي أقيم عام 216م على شرف الإمبراطور كرا كالا . و المعبد الكبير الذي يتقدّمه مدرج وكانت مدينة جميلة ( كويكول CUICUL ) قد أقامت هذا المعبد الكبير عام 229تخليدًا وتقديسًا لأسرة سيفيروس المالكة .
ـ فمن فوق هذه الساحة العمومية الفسيحة يتبيّن للمرء في الحين ، أنّ الأمر لم يعد يتعلق بفوروم مستطيل كلاسيكي مستو وممهد في إتقان ، ومحاط بتماثيل ونصب ، ينم انتظاما وتناسق زخارفها ونقوشها ، عن وجود نظام و تخطيط مهيأين مسبقًا ، بل على العكس من ذلك ، فإنّ هذه الساحة تقع على انحدار يزداد تفاقمًا ابتداء من قوس نصر كاراكالا ، وليست كل واجهاته مستقيمة حيث أن واجهتي الشمال و الشرق فقط مستقيمتان .
و على الواجهة الغربية كان ينتصب قوس نصر كاراكالا . الذي أعيد ترميمه اليوم ، وكان يستخدم كمدخل للساحة ، و بالقرب من هذا القوس ، فتحت سوق أقمشة كانت متوسطة بالفوروم الجديد .
المسرح
ـ إنّ مسرح جميلة المتجّه إلى الشمال ، قد حفر في هضبة تستند إليها مقاعد المدرجات ، ومازال هذا المسرح يحفظ إلى الآن احتفاظًا كاملا بالجدار المواجه للخشبة ، والمزين بكوات مستديرة حيناً ومربّعة حينًا أخر ، بقصد الحصول على صدى جيد للأصوات .
المنازل
ـ نجد في جميلة عدة منازل فاخرة ، البعض منها في المدينة القديمة ، أجريت حولها مؤخرًا دراسات معمقة . وقد أصبحنا بفضل النقوش ، و الفسيفساء ، نعرف اليوم أسماء بعض مالكي هذه الديار ، أمثال ـ كاستوريوس ـ التي بُنيت داره على ارض مساحتها 1600م2 وهو أحد الحاكمين مع ـ لوسيوس كولود يوس بروتو . و على غرار كل المنازل الغنية كان منزل ـ كاستوريوس ـ ينتظم حول باحة داخلية يحفّها رواق معمد تحيط به غرف مختلفة .
وهنا أيضا نجد حوضا وحمامات خاصة بالقرب منه .