هات يا دهر من دواهيك هات
هات يا دهر من دواهيك هات المؤلف: إبراهيم المنذر |
هات يا دهر من دواهيك هات
واملإ الأرض من دجى النّكبات
هات يا دهر فالخليفة رهنٌ
بين كفّيك للضّنى والوفاة
هات ما شئت فالفؤاد حديد
صقلته أيدي القيون الثقات
وأقذف الهمّ وانفث السّمّ واجمع
جيشك الجمّ من جنوده عتاة
لا أبالي بكلّ هذا لأنّي بتّ
فوق الأنام في نظراتي
أنا أذري بالعيش والموت
والمال ومجد الملوك والملكات
كيف جئت الوجود بل كيف
أمضي من ضياء الوجود للظّلمات
لست أدري ولا بنو الدّهر تدري
سرّ ما قد مضى وما هو آت
إنّ من عاش في الورى ألف عامٍ
مثل من عاش في الورى ساعات
ليس فضل الحياة بالمال
والمجد ولا بالصيام والصّلوات
إنّ فضل الحياة في الحزم
والإقدام والعلم والنّدى والهبات
إيه يا أمّتي ومجدك يهوي
بعد ذاك العلاء في الدّركات
إن تراءى لنا همام جريء
سلقوه بألسن ماضيات
أو سما بيننا أديب تراهم
نبذوه في الحال نبذ النّواة
يرتقي الجاهل الغنيّ اعتباطاً
ويزجّ الأديب بين الجناة
وطن بات عن بنيه غريباً
تجتني خيره أكفّ الغزاة