الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 86/أفكار وأخبار

مجلة المقتبس/العدد 86/أفكار وأخبار

مجلة المقتبس - العدد 86
أفكار وأخبار
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 1 - 3 - 1914


بكر الأولاد

كان الناس يذهبون إلى اليوم بان بكر الأولاد أرقى عقلا ولذلك خصته بعض الأمم كالانكليز بامتيازات في المواريث وغيرهما ولكن احد علماء منافع الأعضاء في الدنمارك تبين له خلاف ذلك فانه فحصه 5915 ولدا بكرا فاستنتج بان الولد الثاني والثالث قد يكونان أرقى من البكر وان القول بمتانة حمسه وكبر عقله حديث خرافة بل تبين أن السل اشد فتكا في بكر الأولاد من الثاني والثالث

فناء الأرض

كثر بحث العلماء في فناء مادة بقاء الكرة الأرضية وقد قدم مؤخرا احد الرياضيين الفرنسيين إلى مجمع العلوم في باريس خلاصة أبحاثه في هذه المسالة جاعلا ما بقي من عمر الأرض مليوني سنة فاضمحلوا النباتات والحيوانات ويفنى الإنسان معها فتقفر الأرض إذ تبلغ حرارتها إلى درجة يهلك فيها كل حي وليست هذه النبوءة المشئومة جديدة بل قد تنبأ بها كثيرون حتى اليوم ولكنها حسبت ألان بحسابات علمية وقد استند هذا العالم إلى نظرية هلملوز الذي يقول بان الشمس تبرد بالتدريج فاقدة من قوة حرارتها فان درجة حرارتها الحاضرة أخذة بحسب بعض أراء بالتناقص قال وإذا نظرنا إلى ماضيها يثبت معنا أن قرص الشمس كان منذ مليوني سنة ضعفي ما كان عليه اليوم وكذلك كانت أشعتها اشد حرارة مما هي ألان وبذلك يجب أن تكون درجة الحرارة في الأصقاع القطبية التي هي في عرض ثمانين - تسعين بميزان سنتغراد وحسب العالم الفرنسي أيضا انه ينقضي عشرون إلف قرن قبل أن يصغر قرص الشمس نحو العشر وفي خلال ذلك يجمد سطح الكرة بحيث تنزل درجة حرارة فيه إلى الصفر وتدخل حياة في دور الموت والأرجح انه يصير مال الأرض التي نعيش عليها إلى الفناء وعليه فان مجموع عمر الأرض هو أربعة ملايين سنة وما نحن كما قال الشاعر الطلياني دانتي في منتصف الطريق.

الدجاج المسمن

ظهر للباحثين أن ضرر تسمين الحيوانات الخاصة بإطعام الإنسان أكثر من نفعه وذلك ماخلا الوقت الذي يسبق أوان ذبحها بقليل وما عدا ذلك من الحالات فزيادة الثقل لا تأتي إلا بضرر فان البقر الثقيل جدا يعمل عملا قليلا والبقرات المعلوفة كثيرا لا تنتج كثيرا أما الدجاج الذي يطعم أكثر من كفايته ولا سيما في الشتاء فإنها تبيض كسلانة أو بيضا رديئا عند انتهاء الشتاء ولا يكون بيضها على ندرته بنسبته ما صرف عليها من الغذاء خصوصا وان رياضتها تقل في فصل الشتاء فيقضى عليها أن تعيش مدة في فنها وما كان كبيرا في السن منها يموت لا محالة وقد شرح الباحثون أشلاء الدجاج الميت على هذه الصورة وظواهر صحته حسنة فتبين لهم أن الأنسجة قد كثر شحمها وان الكبد عراه ما أوقف عمله وكذلك القلب والدم لم يعد يجري جريه العادي والرئة أضاعت من نشاطها ولم يتمكن الأوكسجين (أحد مولدي الماء والهواء) من إحراق الشحم في تركيب الجسم قالت المجلة الباريسية وهذه الحوادث نادرة ولكن الذي يجب أن لا ينسى انه ينبغي الإقلال من التغذية عندما ينقطع الدجاج عن البيض فلا تعطى عندما تبيض شيئا من الحبوب ولا الذرة ولا الشعير ولا الأرز لأنها تسمنها بل يستعاض عن ذلك بالبقول التي تبعث على القوة ويتقى بها السمن.

بحيرات ملح القلي

شرعوا يستثمرون في شرقي افريقية الانكليزية بحيرات الصودا أو ملح القلي الطبيعي وهي على مسافة غريبة باتساعها وبصفاء حاصلاتها وهذه المستودعات من الصودا هي كغيرها مكونة من الرواسب تجمعت خلال مئات من القرون فاجتمعت المياه في قيعان لا منفذ لها تاركة بالتبخر الأملاح التي تحتويها وهي عبارة عن كربونات ممزوجة بسولفات وكلورور ويكثر الكربون في هذه البحيرات التي تعرف ببحيرة ماكادي ويمكن أن يستخرج منه كل سنة مائتا مليون طنا وذلك ودون أن يضر بتجارة الصودا الصناعية.

أعظم الاكتشافات الحديثة

الاكتشافات الحديثة عشرة المصباح الكهربائي المتأجج. نقل المجرى الدوري وتبديله. الطيارات. يب الازوتية في الزراعة. تعديل المحركات ذات المحروقات الداخلة. الطيارات. الآلة التاللاسلكي. نها أشعة اكس. طريقة استخراج الرسوم. تحسين طريقة التصوير الشمسي. الفرن الكهربائي. التلغراف اللاسلكي. وهذه كلها نتيجة علم العلماء وبحث الباحثين من أهل الغرب والشرق لم يكد يعرف منها اسمها دع جسمها ورسمها.

الإفراط في التغذية

كتب احد الأطباء في إحدى المجلات الصحية أن بعض الأطباء رأوا مؤخرا أن يقتصر في تغذية الأطفال على البقول وذهب آخرون إلى أن الطفل في مبدأ نموه يحتاج إلى غذاء كاف ولذلك وجب على أمه أن تحمله على الطعام وتحببه إليه بكل ممكن قال وارى أن ذلك من الوهم فان الإفراط في تغذية الولد تؤدي به إلى الشيخوخة المعجلة وتبتليه بداء المفاصل إلى غير ذلك من الإمراض فان تعويده الشره يحدث فيه عادات وحاجات جديدة يكون مستعبدا لها طول حياته وتنتهك بها صحته وتضمحل سعادته فان هذا الفكر المغلط طالما حمل الأمهات على تحميل أولادهن فوق طاقتهم من المأكل اعتقادا منهن أن الصحة والقوة هما بنت الغذاء الكثير ولذلك يأخذن أولادهن بالشراهة وأفضل طريقة اتبعها الانكليز في إطعام الأولاد أن يقدم الطعام إلى الأولاد قبل أن يقدم للكبار في الدار وتجعل مواعيده لهم غير مواعيده للكبار ويكون غذاء الأطفال ساذجا لا يحتوي على ملح ولا على ابازير من مثل الفلفل والتوابل والخل وغير ذلك من المقبلات التي تصيب حلمات الذوق وتثلم حاسة التأثر فيه فلا يعود يتذوق طعم الأغذية الطبيعية بل يفسد ذوقه ويحتاج إلى مشهيات اقوي مما كان يتناوله وينشا له من ذلك قلة لذة في تناول الطعام وتهيج الأنسجة المخاطية الهاضمة على هذه الصورة بغير عملها العادي وبسبب سوء الهضم وكثيرا من الإمراض في الجهاز الهضمي.

سقي النبات

أن حسن بقاء النباتات ولاسيما ما يجعل لزينة البيوت منها يرجع إلى طريقة سقيها فإذا زاد أو نقص يحدث ضرر في نموها ويؤدي أحيانا إلى ذبولها وإفنائها فان النباتات الكثيرة الجذوع يجب أن يزاد في إرواءها أكثر من التي تقل جذوعها وأفضل طريقة يتحقق بها ما يحتاجه النبات من الماء هو أن يلاحظ عند السقي في ما إذا كانت فقاقيع من الماء على سطح التراب فان ظهورها يدل على أن هناك تبخر في الرطوبة فإذا تجاوز الساقي هذا الحد اضر بالنبات وتجربة ذلك سهلة أما الوقت اللازم انتظاره لإعادة السقي فهو متى شوهد أن التربة جفت أي قبل أن تتبخر رطوبتها ورطوبة الأوراق تماما وهذا التبخر تابع لكمية بخار الماء الذي يحمله الهواء وهو ينشا أيضا من نمو الجذوع ولا يمكن وضع قاعدة عامة بذلك بل ينبغي أن يعرف بان الواجب تكرار الإرواء أربع مرات إذا كانت الجذوع وافرة والواجب أن يعنى الساقي بان يغمر بالماء جميع التراب بحيث لا يبقى محل فارغ بين النبات والأصيص أي إناء النبات وإذا لم تتخذ هذه الاحتياطات تكون الظواهر حسنة ولكن النبات ظمآن في الحقيقة فتنقبض العروق صغيرة وتنفلج المادة المغذية وتنحل الأوراق فلا يلبث النبات أن يهلك فكما انه يجب أن لا يفرط في إظماء النبات ينبغي أن لا يفرط في إرواءه أيضا فإنها في الحالة ثانية تبلى جذوعها وتتعفن وكثرة غمرها بالماء يؤدي إلى ظهور الحموضة فيها ولذلك فالواجب إرواء النبات ولاسيما في فصل الحر ولكن بدون أن يتبخر الماء تماما ويغمر كل الغمر فقد يكون سطح التربة نديا والطبقة السفلى منها عطشى وبالجملة بأنه لا يشرع بإرواء النبات إلا بعد أن تكون الرطوبة الناجمة على الإسقاء الأول قد زالت كل الزوال وبذلك تحفظ نباتات المساكن طويلا خصوصا إذا غسلت الأوراق الكبيرة من النبات مرة في الأسبوع وذلك بان تمسح بإسفنجة مغموسة بماء غال فيه قليل من الصابون مسحا خفيفا فتظل بذلك مسامها مفتحة وتبعد عنها الحشرات المؤذية ولاسيما الذباب الأخضر ومما ينفع في هذا الباب أيضا تجديد التربة وان يضاف إليها بعد المخصبات في الأوقات المناسبة وان لا تعرض النباتات إلى درجة من الحرارة تقل عن 5 بالميزان المئوي ولا حرارة الشمس ومجاري الهواء.

مرض الجذام

اشتغل المجتمع الطبي الفرنسي بمرض الجذام وقد طلب منه أن يعطي رأيه في كيفية التوقي منه بعد أن ثبت بان مؤتمر الجذام الذي عقد في برلين سنة 1896 أكد انه من الإمراض العضالة المعدية على أن هذا الرأي لم يقل به جميع المشتغلين من الأطباء بهذا المرض ومن مشاهيرهم الدكتور زامباكو باشا من مشاهير أطباء الأستانة المنوفي حديثا فانه نشر كتابا مهما أيد فيه رأي الجمهور في عدم سرابه هذا الداء وقد قدرت نظريته حق قدرها بين العلماء ولكنه لم يوفق إلى إقناع العالم الطبي كله بصحتها وقد رأى المجمع الباريسي أن يكره الطبيب الذي يداوي مصابا بالجذام كما تكره أسرة المريض أن يعلنوا ذلك للحكومة وان يخضع المصاب به إلى مراقبة خاصة أو يجعل منفردا وان يحظر على المجذومين أن يدخلوا فرنسا جميع أسباب الوقاية الخ.

وقد عرف العرب الجذام حتى قالوا أن في ماء دمشق خاصية لمنع سرايته وقد جعل له مستشفى خارج باب شرقي لا يزال يأوي إليه إلى اليوم المجذومون كأن العرب تحققوا سرايته قبل لن يتحقق علماء العصر الحاضر كما تحققوا سرابه الطاعون والهواء الأصفر والأوبئة والحميات.

كبريت الكاربون

جرب في مستشفيات مرسيليا هذا الكبريت المعدني وذلك بحقن المصاب بالسرطان به فأنتج نتائج حسنة سريعة في إبادة الغدد السرطانية وقد ظهر هذا المضاد للفساد أثبت أصل السرطان وسرايته.

واردات دور التمثيل والفرج

بلغت واردات دور التمثيل والمشاهد في باريس في السنة الماضية 68452395 فرنكا وهو أعظم دخل نالته تلك الدور المنقطعة النظير في العواصم الأرض لان باريس كهف العلم كما هي كهف اللذائذ ومعظم هذه الواردات من واردات السينماتوغراف.

المخازن الكبرى

بلغ ما باعه مخزن البون مارسه في باريس في السنة الماضية 240 مليون فرنك منها 16 مليونا ربحا وبلغ ما باعه مخزن الساماريتان 125 ملايين منها ربح ثمانية ملايين وبلغت مبيعات مخزن اللوفر 132 مليونا منها سبعة ملايين وربعا وباع مخزن لافييت بما قيمته 125 مليون فرنك وكان ربحه منه ثمانية ملايين وربع مليون فرنك هذه مخازن باريس التي يعد مستخدموها بالمئات والحكومة تتقاضى منها رسوم الباتنت ولكنها تتساهل مع أكبرها أكثر مما تتساهل مع المخازن الصغيرة.

أمراض النبات

أحصي ما تحدثه في العالم أمراض النباتات مسانهة بخمسة مليارات فرنك على اقل تعديل وقد قرر المؤتمر الذي عقد في رومية مؤخرا بان يعقد عهد دولي يضمن لكل من الاثنين والثلاثين مملكة التي اشتركت في هذا المؤتمر ما يقي نباتاتها من المضار.

من الرأس إلى القاهرة تعمل الحكومة الانكليزية ألان بما فيها من القوى لانجاز الخط الحديدي الذي يربط رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقية بمدينة القاهرة في شماليها وهو تحقيق الأمنية التي طالما حلم بها سيسل رودس المتري الانكليزي الشهير. ولا يكون هذا الخط كالخطوط العسكرية التي فتحها الرومان أيام عزه لتنقل عليها الحكومة جندها وذخائرهم وإثقالهم بل غاية من هذا الخط سلمية على ما يظهر ألان ينظر فيه إلى ترقية المدنية في ذاك الصقع العظيم من افريقية ويستفيد الناس من ذلك في الشؤون الاقتصادية وسينجز هذا الخط الذي شرع فيه منذ سنتين في سنة 1916 وقد ساعد في اليوم على انجازه تنازل البلجيك لانكلترا عن شطر من أراضي الكونغو البلجيكية فأصبح الخط يسير في ارض انكليزية على طول 6944 ميلا أو 11100 كم وهذه هي المسافة بين الرأس والقاهرة أو 7074 ميلا أي 11330 كم إذا أريد إبلاغه إلى الإسكندرية ويركب المسافر بين ذينك الثغرين في القطار تارة وفي الباخرة أخرى فيكون ركوبه من كابتون إلى بوكاما في القطار ومن بوكاما إلى كونغولو بالباخرة ومن كونغولو إلى خندو في القطار ومن خندو إلى بونترفيل في السفينة ومن بونترفيل إلى ستانليفيل في القطار ومن ماهاجي إلى كوستي في السفينة ومن كوستي إلى وادي حلفا على طريق الخرطوم في القطار ومن وادي حلفا إلى أسوان في الباخرة ومن أسوان إلى القاهرة في القطار.

وقد قاسى القائمون بهذا المشروع الأمرين من اعتداء السكان وفتكات الحيوان لاسيما الأسود في رودسيا الشمالية حيث اضطروا إلى أن يقيموا حواجز ليؤمن عملة السكة الحديدية من هجماتها.

أزمة الخدمة

شعر الناس حتى في البلاد التي لم تبلغ درجة راقية من المدنية كمصر والشام لقلة الخدام والوصيفات والخادمات والمرضعات والمربيات حتى أصبح بعضهم يجلب خادماته وخدامه من الخارج وما دروا أن فرنسا بل وألمانيا وانكلترا والولايات المتحدة هي أيضا في أزمة خدم تشكو قلته حتى لقد كان في فرنسا تسعمائة إلف خادم وخادمة فأصبحت اليوم وليس فيها سوى 750 ألفا وأسباب ذلك كثيرة منها قلة المواليد بحيث أصبح الفقراء من الذكور والإناث يجدون في القرى ما يعيشون به بدون الاختلاف من المدن ومنها أن الثروة زادت في الفلاحين ومنها ماحشيت به رؤؤسهم هناك من تساوي الناس جميعا وان لفظ الخادم مرادف للفظ المنحط ومنها انتشار الصنائع والاحتياج إلى الأيدي العاملة هذا في الغرب وأما في الشرق فليس له من سبب سوى حب البطالة فترى الفتى أو الفتاة يؤثر أن يعيش بالشحاذة ولا يمتهن خدمة عند احدهم كأنه يرى الشحاذة اشرف من الخدمة المشروعة ولو طبق قانون المتشردين في هذه الديار لبلغ عددهم نصف سكان مملكة من ممالك أوروبا الصغرى فحبذا تطبيقه بالفعل ليقل الخاملون ويزيد العاملون وبذلك لا يشكو خادم ولا مخدوم.

طريقة جديدة للاستصباح

اخذوا في بلاد البلجيك يستخدمون فحم كوك المعدني لا فحم كوك في معامل الغاز لإنارة المدن بثمن ارخص من الغاز المعتاد في الاستصباح وقد تألفت شركة لهذه الغاية وهي تعقد ألان مقاولات مع بلديات كثير من المدن البلجيكية لتنيرها بهذا الضوء الجديد الرخيص الذي لا يكلف متره المكعب سوى خمسة سنتيمات ويمكن أن تنزل قيمته إلى النصف بعد سنة ومن المدن ما وفرت بهذه الطريقة مبالغ طائلة فان مدينة انفريس تدفع خمسة عشرة سنتيماً ثمن المتر المكعب من غازها فكم يكونوا المبلغ الذي تقتصده غدا إذا ابتاعت كل متر بسنتيمين ونصف.

الأرضة

الأرضة أو دود الخشب مما لا يحاذر الناس منه كثيرا في العادة بيد أنها بما تحدثه من التلف تعد من جملة مصائب المساكن فهي تسكن في الأثاث والدفوف وكل أعمال الخشب وحملاتها شديدة بحيث يكاد لا يلحظ وجودها ولا انتشارها وكثيرا ما تدخل هذه الدودة في البيوت التي كانت سالمة منها على غير انتباه والأرضة كالقمل والبراغيث والبق إذا سكنت صعب جدا إبادتها فإنها كثيرة التناسل وتقاوم كل طريقة لإتلافها ولذلك تقضي الحال بان يحاذر كل الحذر من نقلها إلى المساكن وذلك بان لا يستخدم إلا الخشب الجديد السالم من الأرضة وكثيرا ما يحدث أن البنائين وأصحاب الأملاك يستعملون أنقاضا من البيوت تكون أخشابها عتيقة ملوثة بالأرضة ومن الناس من ينتقلون إلى بيوت فيهملون تنظيفها وتنظيف أمتعتهم التي تكون الدودة الخبيثة قد اتخذت لها فيها مساكن لا ترى وكم من دار أصيبت بعدوى هذه الحشرة وكانت من قبل سالمة ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بإبادة جميع الأمتعة التي عششت فيها.

العاج النباتي

كان الأوروبيون يتنافسون في افتتاح بلاد السودان لأنه يخرج منها العاج وريش النعام وغيرهما من حاصلات البلاد المهمة وما كنا نظن أن العاج الذي طالما تنافس فيه المتنافسون يصدر منه كميات وافرة من أميركا الجنوبية من نبات لا من حيوان.

وقد نجحت الآن تجارته نجاحاً كلياً بفتح برزخ باناما وشجر هذا العاج يجود في جنوب مملكة باناما وكولومبيا وجمهورية خط الاستواء وشمالي البيرو وفي أودية الآند على ثمانمائة أو تسعمائة متر من العلو عن سطح البحر وجذعه عظيم وقصير وهو ينمو ببطء ولا يبلغ طوله في العدة أكثر من 3 إلى 8 أمتار ونادراً أن يكون طوله 10 أمتار وورقه عظيم يشبه ورق جوز الهند وثمره أشبه برأس ولد زنجي وتحتوي قشرته لوزة يكون شكلها أولاً شكل كيس مملوء من شراب حلو مرطب ثم يجمد بالتدريج ويصلب بحيث تكون كصورة العاج وصدفته تحتوي على 60 إلى 90 لوزة كل خمس أو ست لوزات وحدها وهي تفتح بذاتها متى آن أوان نضوجها تلتقي على الأرض ثمرها الذي يبيض إذا تم نضوجه فيكون كالعاج ولا يعلم كم سنة حتى ينضج ثمر هذا الشجر ولكن الملاحظ أنه يتم في ست سنين وأن عمر الشجرة منه وأكثر وهذا العاج النباتي بفصل وينشر ويحضر كما يفعل بالعاج الطبيعي تعمل منه أزرار وأدوات زينة وقيمته أرخص من في سن الفيل. وقدروا أن جمهور خط الاستواء وحدها تصدر منه ما قيمته ثلاثة ملايين بيزو (والبيزو ثلاثة فرنكات وخمسة وسبعون سنتيماً) أو عشرون ألف طن وقد اغتنى ب هجانوه الذين يبيعونه من التجار وهؤلاء يبعثون به إلى المعامل في أميركا الشمالية على الأكثر وهي تخرج منه الرطوبة بواسطة الأدوات المستعملة لذلك ثم يجعل في براميل حديد يكون في داخلها مطارق تعريها من غشائها على طريقة ميكانيكية فتكون صبلة كالعظم بيضاء ناصعة.

أعمار الموسيقيين

أراد أحد الإحصائيين في أوربا أن يتفكه بإحصاء معدل أعمار الموسيقيين فبدأ يبحث في الصحف والمجلات منذ سنة 1870 إلى يوم الناس هذا فظهر له أن مات منذ ذاك العهد 4113 موسيقياً عرف السن التي قضى فيها 3737 وحسب أن معدل أعمارهم كانت 61 سنة وبلغ في هذه المدة 1870 - 1913 عدد من تجاوزا المئة سنة أربعة و76 موسيقياً منهم مات منتحراً ويكثر عدد المنتحرات من الموسيقيات والمغنيات.

حفظ السمك

كانت الطريقة المتبعة حتى الآن في حفظ الأسماك طرية غير تامة ونافعة من كل الوجوه ولا سيما طريقة تمليحها وجعلها في الجليد وقد ظل الباحثون يفكرون في طريقة جديدة تكون أضمن وأحسن حتى عثر رجل دانيمركي على محلول يفي بالمطلوب. يستخدم لها آلة واسعة الحجم جداً مؤلفة من إناء داخلي من المعدن يدور على محور أفقي مفتوح من أعلى ومن أسفل. وهذا الإناء الداخلي مملوء بماء مملح سلامورة وهناك إناء خارجي يحتوي ماء البحر وتجعل فيه السمكة التي يراد حفظها وتدور الآلة تدويراً ميكانيكياً فينفذ الماء المملح من ثقوب الاسطوانة الداخلية يوصل بينهما بمجرى دائمي من المحلول المالح ويغطى السمك بطبقة من الجليد أن يشبع بدون بالملح ويحفظ جميع صفاته.

عقم الأمم

كان بعض الاقتصاديين بين ذهب إلى أن قلة المواليد في الأمة يدل على هرمها وأن العقم كما هو عند الأفراد في الأمم حذو القذة وكل أمة قديمة تهرم فهي عاقر عقيمة وقد رد أحدهم هذه النظرية بقوله أن فطرة أن العناصر تكون عاقر عقيمة إذا هرمت هر من الخطأ الظاهر بل أن الأمم تزيد قزة إذا هي تقدمت في السن. لكل الأمم عمر واحد إذا نظر حياتها ولا تختلف إلا بعمر مدينتها والعلماء يعيشون أكثر من الجهلاء. فإنا نرى الأميرات أكثر أولاداً من نساء الشعب وأساتذة المدارس والوعاظ وأساتذة الكليات أكثر نسلاً وانحطاط الأمم يكون بهجرة الطبقة الراقية من بينها كما هجرت الطبقة الذكية من اليونان إلى إيطاليا طمعاً في مغانم تصوروها ولم يلحق بهم النساء ويكون الانحطاط بإنهاك قوى الأرض والأمة التي تحسن تسميد تربتها لا تموت أو بحروب تأتي على العامر والغامر أو بمنافسات شديدة هكذا اضمحلت تروادة وقرطاجة أو بتبديل المناخ كأن ينتقل أهل البلاد الباردة إلى الحارة وبالعكس فقد شوهد أن الجنس الجرماني لما توطن في إيطاليا وإسبانيا وإفريقية في القديم قد اضمحل. فالعمر لا يهرم الأجناس بل يجدد شبانها فعقم الأمم هو من الأمراض الوهمية كغيره من الأمراض اعتقدت به القرون الماضية ولكن العلم الحديث قد ناقضه.

الأحداث والأعاظم

أنشأ أربعة تلامذة من مدرسة جانسون دي سايللي في فرنسا مجلة جديدة سموها نظرة وأكبرهم سناً لا يتجاوز السادسة عشرة وقد أحدثت مجلتهم حركة إعجاب من الأمة حتى أن رئيس جمهوريتها تنازل وبعث إليها بقصيدة جميلة لم تطبع بد لتنشرها في إحدى أجزائها التالية دليل مؤازرته وعنوان تشجيعه لمن لقنوا العلم تلقيناً قبل أن يبلغوا الحلم.

دور نضوج العلم

كتب أحد المفكرين يزيف قول من قال أن أحسن الكتب في العالم هو ما كتبه مؤلفوه في عهد الشباب فإن هلاك بعض الشعراء والكتاب في سن الشباب لا يقوم دليلاً على هذه القضية وذلك لأن الأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا الباب وتاريخ الأدب الحديث طافح بها فإن تنسون لم يحرز هذا المقام في الشعر الغنائي إلا بما ألفه يوم كان في الحادية والثمانين من عمره وكذلك كان من كبار رجال الأرض مثل سقراط وشاتوبريان ولافونتين ولاماوتين وهوغووكريم وميشله وأمير سون ووتمان وتولسوي وبجورنسون وتوين مما عاشوا كلهم فوق السبعين وكذلك يقال في الشاعر ايبس الدانمركي من المعاصرين وأن كيني الألماني لم يكتب الجزء الثاني من روايته الفوست إلا عند ما بلغ الثمانين وبلغ أشيل وسفوكل واورييدوهم كبار شعراء اليونان في الفاجعات سن الشيخوخة وهكذا يقال في دانتي شاعر إيطاليا ورونسارد وشكسبير ومن الذن يدخلون في سلك المعمرين الذن جودوا أيضاً تآليفهم في سن عالية مليتون وراتجة ولونغول وكانت وتاسيت وكارلايل ومولير ورابلي ومونتين وسرفانتس وبالزاك.

الاستحمام

ذكرت إحدى المجلات الخطيرة أن الواجب أن لا يستحم المرء كيفما اتفق فالحمام بحسب عادة المستحم وكيفية استحمامه ومزاجه وصحته يكون نافعاً أو ضاراً. فلا يستحم المستحم بوجه عام بماء بارد تحت درجة 24 بدور استشارة الطبيب فإذا كان الحمام الذي يؤخذ على هذه الصورة يحدث أوجاعاً في الرأس وهبوطاً في الجسم فالأوفق الاستعاضة عنه بالمضخة (الدوش) الباردة. وما كان جيد الصحة لا يستحم في حمام تتجازو درجة حرارته 40 والحمامات السخنة هي في العادة قليلة النفع ولا سيما إذا أخذت في الماء لأنها تكون مهيجة لا مسكنة وهي بادية الضرر في الضعاف أو الضئال. ولا أحسن في تسكين إضرابات الجسم وإراحته مثل الاستحمام في حمام تكون درجة حرارته 40 ويكون تناوله قبل النوم. ومن أنواع الاستحمام ما ينبغي اعتباره من المقويات التي أرقى من كل شراب مز ومنها الدلك بفوطة مبللة وهي توافق في الأكثر النساء المتبعات مهما كان نوع تعبهن. والأحسن أن يساعد المستحمة دلاكة فتقف المستحمة على قدمها في حمام حار (40 درجة تقريباً) مغطاة بملحفة مبللة من رجليها إلى نقرتها ويصب عليها سطل ماء بارد من درجة 25ثم تدلك بمنشفة ثم تلف في ملحفة ناشفة وتدلك حتى ينشف جلدها تماماً وتجدد هذه العملية كل يوم بخفض درجة حرارة الماء بالتدريج. ويستعمل ضد الأرق الماء الفاتر بحسب حرارة الجسم فيتغطي المستحم ليكون بمأمن من الهواء ومدة هذا الحمام عشرون دقيقة فتجعل عصائب مبلولة وتربط حول الرأس ولا حاجة للدلك بعد هذا الحمام.

الجراد

الجراد هو الجرح النغار في جسم الزراعة في كل بلد وقد اتخذوا حتى الآن لإبادته طرائق كثيرة منها جمعه وإحراقه ومنها إحراق المحصولات والأشجار التي يعلق عليها ومنها ضربه بالبنادق وسحقه بأحجار أو حديد وعبثاً حاولت الحكومات إنقاذ البلاد من ويلاته وصرفت الأموال الطائلة في سبيل إبادته حتى وفق أحد أعضاء مجمع باستور العلمي أثناء جوله في يوكاتان في الشرق الأقصى إلى اكتشاف جائحه من الجوائح تسطو على الجراد فتبيده فأخذ منذ سنة 1910 يربي جراثيمها وتوصل إلى أخذ سمها الذي يقتل الجراد لا محالة وكل لترين من مسحوقه مغلياً يطهر هكتاراً من الأرض والتطهير يجري خاصة في الأماكن الملوثة بالجراد فتقتله وتقتل بيوضه وقد أنشأوا يستعملون هذا الدواء الناجح في جنوبي أميركا مثل كولومبيا وفنزويلا والأرجنتين كما استعملته فرنس في الجزائر وكلفت حكومة إنكلترا مخترعه إلى استعماله في جراد جزيرة سيلان والحكومة العثمانية إلى استعماله في أزمير. وبذلك انحلت مسألة إبادة الجراد التي شغلت الأمم سنين طويلة.

الخشب الأحمر

في بلاد القوقاز لا سيما في المنحدر الجنوبي من السلسلة الكبرى وعلى المنحدر الشمالي الغربي من السلسة الصغرى بجبال القافقاس في كولشيد وعلى شواطئ البحر الأسود توجد شجرة ذات أوراق تدوم على مدة الفصول وفيها صمغ وخشبها غير قابل للفساد ويسمونه الخشب الأحمر ويبلغ طول شجرته 25 متراً وقطرها 75متراً وهو ينمو ببطء إلى ما لا نهاية له معرضاً للأهوية الشديدة التي تهب في الجنوب الشرقي ومن أشجاره ما عمره 300 أو 400 سنة وقد بقي قائماً على ممر الدهور ثابتاً أمام حوادث الأيام لم يلحقه عفن ولا سوس ولطالما عرضت من خشبه مصنوعات لطيفة من النجارة البديعة في المعارض فوقعت موقع الاستحسان عند أرباب الذوق والراغبين في البدائع.

شهداء الطيران

ابتدأ الطيران سنة 1908 وما زال عدد شهدائه سنة عن سنة فقضى في السنة الأولى رجل واحد وفي الثانية 3 وفي سنة 1910 - 29 وفي سنة 1911 - 78 وفي سنة 1912 - 140 وقطع خمسة طيارين في السنة الأولى 1600 كيلو متر من حيث المجموع وقطع في سنة 1909 خمسون طياراً 44 ألف كيلومتر وبلغ عدد الطيارين في السنة التالية 500 ومجموع ما اجتازوه - 960 ألف كيلومتر وبلغ عدد الطيارين سنة 1911 - 1500 قطعوا ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف كيلومتر وفي سنة 1912 بلغ مجموع الطيارين 5800 قطعوا عشرين ملون كيلومتر فكان مجموع من هلكوا في السنة الأولى واحداً في 1600 كيلومتر وفي السنة التالية واحداً في كل 15 ألف كيلومتر وفي السنة الثالثة واحداً في كل 33 ألف كيلومتر وفي الرابعة واحداً في 47 ألف كيلومتر وفي الخامسة واحداً في كل 140 ألف كيلومتر وقد حسب الحاسبون أن عدد الطيارين الهالكين آخذا بالنقص نقص إلى عشرة ويوشك أن يقل أكثر من ذلك كلما قل عدد المتهورين من الطيارين وجرى في آلات الطيران.

المطاط

أخذ شجر المطاط الكاوتشو تكثر رزاعته في صومطرا من مستعمرات هولاندة بفضل تربتها ومناخها ورخص أجور العملة فيها وسينافس قريباً المطاط الذي يستخرج من سيلان وغيرها من البلاد الإنكليزية. وفي جزائر هبربد الجديدة شجر ضخم اسمه البانيان لم سكن معروفاً من قبل ولكن تبين الآن أنه يستخرج منه المطاط وقد أخذوا مؤخراً يستثمرونه ويبعثون به إلى قارة أستراليا ليدخل في الصناعات.

سارة برنارد

ما نظن في البشر الراقي أناساً لم يسمع باسم سارة برنارد أعم ممثلة في الأرض لهذا العهد وقد احتفلت الأمة الفرنساوية بتكريمها في العهد الأخير كما يحتفل بالملكات أو أكثر وقال ناظر المعارف الفرنسوية إن حكومة الجمهورية قلدتها وسام جوقة للشرف لأنها كانت ممرضة في المستشفيات العسكرية للجيش الفرنساوي سنة 1870 ولأنها نشرت اللغة الفرنسية في العالم كله مثلت في جميع الممالك وقد امتدحها بار الشعراء بشعرهم والأدباء بنثرهم وفاضت البالغة يوم تلك الحفلة التي دعاها فيها أحد كبرائهم إمبراطورة المحاضرة لأنها أخذت تحاضر الجمهور وهي الآن في شيخوختها بعد أن مثل أبدع القصص نحو نصف قرن وهي في شبابها وكهولتها واغتنت من التمثيل كما يغتني كبار رجال المال والأعمال في الغرب.

الخطوط الحديدية في أميركا

قالوا أن طول الخطوط الحديدية التي تشق بلاد الولايات المتحدة الأميركية يبلغ 241. 199 ميلاً أي أطول من مجموع خطوط ممالك أوروبا كلها وستخدم فيها 241. 155عاملاً في حين يقتضي لها مليون مستخدم ومتوسط أجرة العامل في السنة 360 ريالاً أميركياً وثمن هذه الخطوط تشعة عشر مليار دولار وكثير من الخطوط يملكها رجل واحد أو اسرة واحدة مثل خطوط اسرة فندربلت الغني الشهير ولا ترق قلوبهم بالعطف على مساكين المستخدمين في حين قد دفعت مؤخراً إحدى بنات فندربلت ثمانية لايين دولار لتصبح دوقة إنكليزية وذهبت مجموعة البدائع التي حواها متحف مورغان الغني إلى المتحف العام في أميركا بعد وفاته والمثل يقول عند الغربيين القمل بعيش على حساب الكلب المضروب

أعظم نفق

فتح نفق في العالم في نيويورك وهو مجرة تحت الأرض يسقي مدينة نيويورك فيملاً كل يوم باثنين وعشرين ألفاً وخمسمائة مليون لتر من الماء آتياً من مكان بعيد عن تلك العاصمة 145 كيلومتراً وقد حفر على عمق 122متراً عن سطح الأرض ودام العمل في هذا النفق سبع سنين وأنفقت عليه بلدية نيويورك مليار فرنك واستخدمت فيه كل يوم 25 ألف عامل وهدمت لأجله سبع قرى فيها ثلاثة آلاف ساكن إلى غير ذلك من الأعمال العظيمة التي لا تقوم بها إلا الأمم ذات المدينات الراقية.

شعر الشهر

قال خليل أفندي مطران في الأهرام من قصيدة في الطيران والطيارين.

خواض أجواز العنان ممانع ... غير النهي عن أخذه بعنان

يدعو الرياح عصية فتنله ... أكتافها بالطوع والإذعان

يسمو فتضع الشوامخ دونه ... حتى تأوب بذله الغيطان

يطأ السحائب ممنعاً في شوطه ... زجل الفوائد له أزير الجان

فترى منائرها هوت وجبالها ... دكت وأبحرها عفت في آن

وترى قراها العامرات وروضها ... أقوين من حسن ومن عمران

وترى مناجم تبرها وعقيقها ... مهدودة مشبوبة النيران

وترى الصفوف الكثر من حيوانها ... بادت فما كانت من الحيوان

وترى عوالم ليس منها باقياً ... إلا اختلاط أشعة ودخان

حتى إذا ما جال غير مدافع ... أو عام بين النسر والسرطان

الوى يحط فما يقول شهوده ... إلا جلال النسر في الطيران

فإذا دنا خالوه عرش كرامة ... شدته أملاك بلا أشطان

فإذا أسف رأوه مركبة لها ... عجل تسيرها يدا شيطان

فإذا جرى ثم استوى فوق الثرى ... ظهرت لهم أعجوبة الإنسان

قال أحمد بك شوقي في الطيارين اللذين طارا من بيروت إلى القاهرة على ما نشره الأهرام.

يا راكب اليح حي النيل والهرما ... وعظم السفح من سيناء والحرما

وقف على أثر مر الزمان به ... فكان أثبت من أطواده قمم

وأخفض جناحك في الأرض الني حملت ... موسى رضيعاً وعيسى الطهر منفطما وأخرجت حكمة الأجيال خالدة ... وبينت للعباد السيف والقلما

وشرفت بملوك طالما اتخذوا ... مطيهم من ملوك الأرض والخدما

هذا فضاء تلم الريح خاشعة ... به ويمشي عليه الدهر محتشما

إلى أن قال:

يا صاحبي أدرميد حسبها شرفاً ... أن الرياح إليها ألقت اللجما

وأنها جاوزت في القدس منطقة ... جرى البساط فلم يجتز لها حرما

مشت على أفق مر البراق به ... فقبلت أثراً للخف مرتسماً

ومسحت بالمصلى فاكتسبت شرفاً=وبالمغار المعلى فاكتسبت عظماً

وكلما شاقها حاد على أفق ... كانت مزامير داود هي النغما

جشمتماها من الأهوال أربعة ... الرعد والبرق والإعضار والظلما

حتى حوتها سماء النيل فانحدرت ... كالنسر أعيا فوافي الوكر فاعتصما

قال السيد محمد حبيب العبيدي الموصلي في فتى العرب:

أمعاتب الأيام في تبعاتها ... منيت نفسك طامعاً بمحال

أوترت للأغراض غير قسيها ... وأرشت عند أترمي غير نبال

أنت الزمان وأنت رب بلائه ... ماذا تريد من الزمان البالي

حملته تبعات نفسك جاهلاً ... فحملت أثقالاً على أثقال

إن الزمان حديثه وقديمه ... ن بيض أيام وسود ليال

الدهر حرث بنيه في أعمالهم ... يأتي بما زرعت يد العمال

فلمن أطال النوم لوعة جائع ... ولمن يغوص البحر عقد لآل

عطل الضعيف فآذنت بشقائه ... ذكرى السعادة للقوي الحالي

لا حق في هذي الحياة لعاجز ... مستضعف ولخسائر مكسال

تجلي الحقيقة بالدليل فتنثني ... حقاً فتعوزه قوي قوى الأبطال

الحق من دون العناية باطل ... ولباطل معها فسيح مجال

خير الحياة وشرها في موقف ... الحكم فيه لصارم وعوال

حتى ضعاف الطير صيد سباعها ... والظبي قنص لحبائل المغتال إن الحياة هي العناية، والردى ... من دونها حظ الضعيف السالي

قال خير الدين أفندي الزركلي في فتى العرب من قصيدة

يا أمة العرب هلا تنظين إلى ... ماضي العصور، لدن حليت تيجاناً

أيام سدت بني حواء بانيه ... لهم من العلم والعرفان بنياناً

أيام كنت التي يمنى لصولتها ... عز الممالك، من لخم وغسانا

أزمان كنت - وخير القول أصدقه ... أم البلاد - إلا حيين أزمان

ألا ترين رقي الأمس باكية ... رجالك الغر من أنسال عدنانا

أما تنوحين عهد الفاتحين أما ... تبكين من قد أقاموا قصر عمدانا

ولات يجديك نوح النائحات إذا + لم تجعلي للنهوض الجد عنوانا