مجلة المقتبس/العدد 51/السجل المعلق
→ أصل الدروز | مجلة المقتبس - العدد 51 السجل المعلق [[مؤلف:|]] |
اللاما وعابدوه ← |
بتاريخ: 1 - 5 - 1910 |
من المخطوطات المضنون بها عند الدروز السجل الذي كتبه حمزة بن علي هادي المستجيبين وكان سبباً لثورة الأفكار في مصر حتى هرب منها ونزل سورية ونشر بها العقيدة الدرزية وهو أكبر القائلين بإلوهية الحاكم وهاك بعض فصول منوعة تفيد مطالعتها في تمثيل حالة هذا القوم ننشرها بحرفها. وهذا السجل هو مقالات منوعة في أغراض شتى فمن مقالاته مقالة: خبر اليهود والنصارى وسؤالهم لمولانا الإمام الحاكم بأمر الله أمر المؤمنين صلوات الله عليه من شيءٍ من أمر دينهم باعتراض اعترضوه فيه إنكار أنكروه عليه والجواب على ذلك بما اختصهم من القول وأسكتهم وانصرفوا مقهورين والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم حدث من نثق به ونسكن إلى قوله مع إشهار الحديث في ذلك الوقت أنه حضر في موقف من مواقف الدهر وصاحب العصر مولانا الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين سلام الله عليهم حسب ما كان يقف على من سلم عليه فذكروا أنهم من أهل الذمة وأن لهم حاجة وأنهم يهود ونصارى فقال عليه السلام قولوا حاجتكم فقال نسأل حاجتنا إذا أمنتنا على نفوسنا فقال إن طلبة الحوائج لا تحتاج إلى أمان فقالوا هي حاجة صعبة وسؤال عظيم فقال عليه السلام اسألوا فيما عسى أن تسألوا ولو كان في الملك
قالوا: يا أمير المؤمنين ما هو شيءٌ يتعلق بأمر الدنيا وإنما هو شيءٌ يتعلق بأمر الدين وخطر عظيم فإن آمنتنا على أنفسنا ذكرناه وسألناك عنه وإن لم تأمنا سألناك العفو وانصرفنا آمنين فعد لك وأمنك قد ملآ الغرب والشرق وعطاؤك وجودك دق غمرا جميع الخلق.
قال عليه السلام: اسألوا عما أردتم وأنتم آمنون بأمان الله تعالى وأمان جدنا محمد وأماننا لا منكوث عليكم في ذلك ولا متأول. قالوا: يا أمير المؤمنين إنا الذي نسألك عنه خطر عظيم وأمر جسيم وأنت صاحب السيف والملك ولا نشك في أمانك ولكننا نخشى من سفهاء الأمة. قال عليه السلام: قولوا وأنتم آمنون من جميع الناس والأمة. قالوا: يا أمير المؤمنين أنت تعلم أن صاحب الشريعة الذي هو محمد بن عبد الله الرسول المبعوث إلى العرب الذي لهجرته كذا وكذا سنة وذكروا عدد السنين التي لهجرته إلى تلك السنة التي خاطبوه فيها أنه حين بعث إلى العرب وجاهد سائر الأمم لم يسمنا الدخول في شريعته إلا أنا اخترنا ذلك بلا إكراه وأداء الجزية ولم يكلفنا إلا هذا وكذلك كل واحد من أئمة دينه وخلفاء مذهبه ومتفقهي شريعته لم يسمنا ما سمتنا أنت إياه من هدم بيعتنا وأديارنا وتمزيق كتبنا المنزلة على رسلنا عند ربنا فيها حكمة بالحلال والحرام والقصاص حتى أنك أبحت التوراة والإنجيل يشد فيها الدلوك والصابون وتباع في الأسواق بسعر القراطيس الفارغة.
وقد أخبرنا صاحب الملة والشريعة عن ربه فيما نزل عليه أن التوراة فيها حكم الله ثم ذكر أنه في غير موضع في الكتاب المنزل عليه تفخيم أمر رسلنا والأفاضل من تباعهم وإسحق ويعقوب ويوسف وزكريا ويحيى وهؤلاء كلهم أنبياؤنا وأئمة شرائعنا ومثلما ذكروا الفضلاء منا مثل بقايا موسى وحواري عيسى وما حكاه أيضاً في الكتاب المنزل عليه من تفضيل قسسنا ورهباننا بقوله أن فيهم قسساً ورهباناً وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول تفيض أعينهم بالدمع مما عرفوا من الحق ولو استقصينا كل ما جاء في الكتاب المنزل عليه من تفضيل رسلنا وتفخيم كتبنا لكان أكثر ما نزل عليه في هذا المعنى ثم قد كان من خلفاء الملة وأئمة الشريعة من المحمودين آبائك والمذمومين أعدائهم وأعداءك مثل بني أمية وبني العباس ممن عتا في الأرض ملكها طولاً وعرض (؟) ومع اتساع ملوكهم وعظم سلطانهم وكان بخطب لهم في كل بقعة بلغت إليها دعوة رسولهم وصاحب شريعتهم ولم يحدث علينا رسماً ولا نقضوا لنا شرطاً اقتداءً منهم بصاحب ملتنا وشريعتنا المذكورة على لسان نبيهم. فمن أين جاز لك أنت يا أمير المؤمنين أن تتعدى حكم صاحب الملة والشريعة وفعل الخلفاء والأئمة الذين ملكوا قبلك البلاد والأمة وليس أنت صاحب الشريعة بل أنت أحد أئمة صاحب الشريعة وأحد خلفائه والقائم في شريعته لتتممها وتشد أركانها وبنيانها وبذلك نطقت في كلامك في غير موضع من مواقفك التي خاطبت بها وأشهر ذلك عنك أقرب الناس إليك من أوليائك وأنت تفعل معنا ما لم يفعله الناطق معنا ولا أحد من أئمته ولا خلفائه كما ذكرناه وهذه حاجتنا التي سألناها وأمرنا الذي قصدناه وطلبنا الأمان عليه ونريد الجواب عنه فإن يكن حقاً وعدلاً آمنا به وصدفنا وإن يكن متعلقاً بالملك والدولة والسلطان بقينا على أدياننا غير شاكين في مذاهبنا وأزلنا الشبهة عن قلوب المستضعفين من أهل ملتنا وما جئناك إلا مستفهمين غير شاكين في عدلك ورحمتك وإنصافك وعلى هذا أخذنا أمانك وقد قلنا الذي عندنا وأخرجناه من أعناقنا كما تقتضيه أدياننا والأمر إليك فإن تقل لنا سمعنا وأطعنا وأجبنا وإن أذنت لنا ولم تقل انصرفنا ونحن آمنون بأمانك الذي أمنتنا فقال عليه السلام: أما الأمان فهو باقٍ عليكم وأما سؤالكم فما سألتم إلا عما يجب لمثلكم أن يسأل عن مثله وأما نحن فنجيبكم إن شاء الله ولكن امضوا وعودوا إليَّ ها هنا ليلة غد. وليأت كل واحد منكم يعني من اليهود والنصارى بأفقه من يقدر عليه من أهل ملته في هذا البلد ليكون الجواب لهم والكلام معهم.
ولما كان في ليلة غد حضر القوم في المكان بعينه وقفوا وسلموا وقالوا قد أتينا بمن طلبه أمير المؤمنين منا وقدموا أحد عشر رجلاً ومن قبل سبعة فقال لهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لهؤلاء اخترتم لهم وقدمتم قالوا بأجمعهم: نعم يا أمير المؤمنين قال للنفر: وأنتم رضيتم أن تكونوا متكلمين عن أهل ملتكم نائبين عنهم قالوا: نعم قال: فهل تعلمون في هذه البلدة وأنتم أهل ملتكم من هو أفقه منكم قالوا: لا قال عليه السلام: وأنتم تحفظون التوراة والإنجيل وأخبار الأنبياء قالوا: نعم قال عليه السلام: (أنتم) عارفون بمبعث صاحب الشريعة الذي أنا قائم بملته وذاب عن شريعته وسيرته وأخباره وما جرى بينه وبين رؤساء ملتكم ومتقدميكم من اليهود والنصارى من الجدل والمسائل والاحتجاجات ومن سلم لأمره منهم ولم يسلم من مبعثه إلى حين وفاته. قالوا: لم نحط بذلك كله بل أحطنا بأكثره مما يلزمنا حفظه وعلمه مما جرى بينه وبين علمائنا تصحيحاً لمذهبنا وشريعتنا وذلك عندنا محفوظ مدون مكتوب تتوارثه أحبارنا وأحبار عن الأولين من قبلنا حتى وصل ذلك إلينا ويتصل بغيرنا كما وصل إلينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال عليه السلام: إن أصحابكم سألوني البارحة عن سؤال بعد أن أخذوا أماني على نفوسهم ووعدتهم أن أجيبهم عن سؤالهم إذا حضروا علماءهم وقد حضرتم واعترفوا لكم بالعلم والفضل وصدقتموهم أنتم على ذلك واعترفتم عندي به لما قلت لكم أنتم تعرفون في هذه البلدة من هو أعلم منكم من أهل ملتكم بأخبار صاحب شريعة الإسلام ونسبه وشيعته وعلمه وشريعته قلتم: لا. وأنا أسألكم في آخر السؤال أجيبكم وأخبركم بما سألوني عنه أصحابكم وأماني باق عليكم وعليهم على شرط وهو أني كلما سألتكم عن شيءٍ يقتضيه مذهبكم وشريعتكم ومذهب صاحب ملة الإسلام وشريعته فتجيبوني عنه بما هو مأثور في كتبكم المنزلة على أنبيائكم ومدون في كتب رؤسائكم وعلمائكم وأحباركم ما لم يكن عندكم ولا تعرفونه ولا تؤثرونه في كتاب منزل ولا أقول حكيم مرسل فردوه عليَّ وادفعوه بحججكم التي عسى أن تدفعوا بها سواي وما عرفتموه وفهمتوه فلا تنكروني إياه لقيام الحجة عليكم به وفيه قالوا: نعم قال لهم إن صدقتم فأماني يعمكم وإن كذبتم انفسخ أماني عنكم وعاقبتكم وكانت عقوبتكم جزاء لكذبكم أرضيتم؟ قالوا: نعم قال: أبلغكم أنه لما كان في كذا وكذا نمن هجرة الرسول صاحب شريعة الإسلام أتاه رؤساء شريعتكم وعلمائكم من الملتين اليهود والنصارى وهم فلان وفلان وفلان وفلان وسموا له البقية أسماء الرجال حتى أتوا على آخرهم.
قال عليه السلام. قد صح عندي أنكم صدقتم لما تممتم أسماء الرجال الباقين الذين بدأت أنا بذكرهم أفي ذلك عندهم شك تشكون فيه أو ريبة ترتابون بها قالوا: لا قال لهم: لما استحضرهم ما قال لهم قالوا: يقول أمير المؤمنين فمنه القول ونحن سامعون فما عرفناه أقررنا به وسلمنا فيه وما لم نعرفه ولم يكن مأثوراً عندنا ذكرنا لأمير المؤمنين. قال عليه السلام: قال لهم صاحب الملة والشريعة: ألم تكونوا منتظرين لزماني متوقعين لشخصي وترجون الفرج مع ظهوري فلما أن ظهرت فيكم وأعلنت دعوتي وشهرت أمر ربي كذبتموني وجحدتموني ونافقتم عليَّ فطائفة منكم قاتلوني وطائفة رحلوا من جواري حسداً لي وبغضة حسبما تفعله الأمم الباغية في الأزمان المتقدمة إذ ظهر مثلها سنة سنتها الظالمون أولهم إبليس اللعين مع آدم الكريم فهل كان ذلك منه إليهم قالوا: نعم قال: فإذا علمتم أن ذلك قد كان منه فما كان جوابهم له عن ذلك بعد استماعهم كلامه قالوا: قد قلنا أولى لأمير المؤمنين أن بقول ولنا أن نسمع ونحن محمولين على الشرط الأول الذي أشرطه أمير المؤمنين علينا أما ما عرفناه أقررنا به وما لم نعرفه أنكرناه فنريح بذلك سلامة أدياننا بالتصديق بالحق وسلامة أنفسنا من القتل بالتزام الشرط.
قال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: كان جوابهم أنهم قالوا: ما أنت الذي كنا منتظرين لزمانه متوقعين لشخصه ولا الذي نرجو الفرج من ظهوره قال لهم: ما دليلكم على صحة ذلك أني ما أنا هو قالوا: ما هو مأثور عندنا وموجود في كتبنا وبشرت به أنبياؤنا لأممهم قال لهم: وما هو بينوه قالوا: ثلث خصال أحدها ليس اسمه كاسمك وقد نطق بذلك لسانك في نبوتك وجهرت به لأصحابك وجعلت ذلك فضيلة لك فمنه آخذناك لما قلت ما حكيته عن المسيح ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد يحلل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث ويضع عنكم ضركم والأغلال التي كانت عليكم فهو كما قلنا ما أنت المسمى إذ اسمك محمد والذي بشرت به باتفاق منا ومنك اسمه أحمد والثانية مدته قد بقي لها أربعمائة سنة من يوم مبعثك إلى حين ظهور هذا المنتظر قد خالفته أيضاً في الاسم والمدة والثالثة المنتظر إنما يدعو إلى توحيد ربه بلا تعطيل ولا تشبيه ولا لفة تلحق نفوسنا حسبما ذكرته في تنزيلك من تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ووضعه عنا ضرنا والأغلال التي كانت علينا فأي حجة بقيت لك علينا وليس اسمك اسم من ينتظر بقولك ولا فعلك فعله ولا المدة مدته فقد خالفته كما قلنا في الاسم والمدة والفعل وإذا كنت إنما تدعو إلى شريعته فبقاؤنا في شريعتنا آثر وخير لنا.
ووصفة المنتظر عندنا رفع التكليفات وانقضاء الشرور ورفع المصائب والشكوك وأن لا يتجاوزه في عصره كافر ولا منافق وأنت أكثر أصحابك يظهرون النفاق عليك وإنما بغلبة سيفك عليهم سلموا لأمرك وإذا كان ذلك كذلك فلم تلومنا على قتالك وتناقلنا على طاعتك والدخول في شريعتك. ثم قال لهم أمير المؤمنين عليهم السلام: أكذا كان قالوا: نعم كذلك كان وكل قولك حق وصدق. قال: فما كان جوابه لهم عن هذا الكلام قالوا: يقول أمير المؤمنين حسبما جرت به العادة ونسمع ونعترف بالجواب إذا علمناه وننكره إذا جهلناه قال لهم عليه السلام: أما إذا عرفتم ذلك وعلمتوه فلا شك أنكم تعرفون صفة الحال كما جرت إنشاء الله. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان جوابه لهم لا أقاتلكم على الدخول في ملتي ولتكذيبي والصدوف عن أمركم لأنكم أصحاب شرائع وكتب ومتمسكون بأمرها ناطقون وليس أقاتل من هذه صفته ولا أنا رافع الشرائع ولا ذلك كله إلي بل كلما ملكت بلداً بسيفي ممن فيه عبدة الأوثان والتناذر فلي أن ألزمهم الدخول في ملتي أو أقتلهم ومن كان في البلدة منكم عرضت عليه إما الدخول في ملتي واتباع أمري وشريعتي أو أداء الجزية فإذا كره الوطن الذي ملكته وبسيفي فتحته فمن وزن الجزية منهم وشريعتي أقررته في مكانه ومن انتقل عني تركته ومن قاتلني منهم على مثل ذلك قاتلته وانتظرت فيكم حكم ربي قالوا: لك ذلك فما قلت إلا حقاً ولا نرى منك إلا صدقاً قال لهم: إذا استقر ذلك بيني وبينكم وقد تأولتم علي ورفعتم منزلتي وفضلي الذي قد أتاني من عند ربي وزعمتم أن الذي تنتظرونه له اسم تعرفونه وفعل تعلمونه ومدة تنتظرونها وهي من مبعثها إلى حين ظهور هذا المنتظر بقي له أربعمائة سنة فاكتبوا بيني وبينكم مواضعة تتضمن كل ذلك وذكره وعلى أنكم تدفعون إليَّ الجزية طول تلك المدة التي ذكرتم أن المبعوث إليكم فيها يأتي غيري فإن كنت من جملة المخرصين فإنتم تكفون مؤنتي ويرجع إليكم الملك إذ ظهر من تنظرونه وإن لم يظهر ومدتي قائمة وشريعتي ماضية وحكمي لازماً ولم يأتكم في هذه المدة من تنتظرونه فلصاحب ملتي والقائم بدعوتي والإمام الذي يكون في ذلك العصر أن يدعوكم إلى ما دعوتكم إليه فإن أجبتموه وسلمتم وإن أبيتم عليه كما أبيتم عليَّ وصددتم عنه واستكبرتم فله أن يأخذكم بالشرط الذي شرطتموه على أنفسكم ويقابلكم فإن قاتلتموه قاتلكم ولا يقبل لكم عذراً ويستبيح ملتكم ويهدم لكم شريعتكم بهدمه لبيعكم ويعطل كتبكم ويكون ما بقي لكم عذر تحتجون به ولا محال تركنون إليه ولا إبليس تعولون عليه وهو المنصور عليكم يقطع شأفتكم وشأفة كل الظالمين فهذا نصه المواضعة أهكذا هو قالوا: نعم قال أمير المؤمنين عليه السلام: والمواضعة لم تزل تنتقل من بعد صاحب الشريعة والملة من وصي صادق إلى إمام فاضل حتى وصلت إليَّ فهي عندي فلم يكن عليه السلام أن ينقض شرطاً أسسه وحكماً بينه وهو معروف وقت أن نشأ في الجاهلية محمد الأمين فكيف ينقض ما أنعم به عليكم ولم يجز لأحد من أئمة دينه وخلفاء شريعته أن ينقض ما أمر به من قبل انقضاء المدة إتباعاً وتسليماً لحكمه فلما وصل الأمر إليَّ وانقضت تلك السنون المذكورة في المواضعة في عصري وعند تمامها أمري أخذت منكم بحقه ودعوتكم إلى شرطكم وشرطه حسب ما تقتضيه الأمانة وحكم المعاهدة أكذلك بلغكم أنه صفة الحال قالوا: نعم كذلك كان قال: فأي حجة بقيت لكم عليه وعليَّ بعدما أوضحناه وأي أمر تعديت فيه بزعمكم عليم إذا كنت بشرطكم أخذتكم وما كنتم تنتظرونه أقمته عليكم وقد أوسعتكم حلماً وعدلاً إذا بقيت نفوسكم على أجسامكم ونعمكم عليها أمها (؟) لا لتنتبهوا بعد الغفلة وتسلموا بعد المعاهدة فأي حجة لكم بعدما وصفناه وأي حق معكم بعدما قلناه وأي عذر يقوم لكم بعدما شرحناه قولوا واسألوا تجاوبوا أو تنصفوا ولا يكون لكم قولاً ولا حجة فانصرفوا محجوجين كاذبين نادمين شاكين خائبين قالوا: ماذا تقولون قالوا بأجمعهم هذا والله كله حق وصدق لا نشك فيه ولا نرتاب به قد سمعنا لو فهمنا والله الحجة البالغة رب العالمين وصلى الله على نبيه وآله الطاهرين. تم الكلام في هذا الفصل وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله وحده ونستعين به اهـ.
وسننشر في الجزء التالي نتفاً من هذا المخطوط أيضاً جلاءً للحقيقة الغامضة.