مجلة المقتبس/العدد 25/مطبوعات ومخطوطات
→ نحن على منطاد | مجلة المقتبس - العدد 25 مطبوعات ومخطوطات [[مؤلف:|]] |
سير العلم ← |
بتاريخ: 1 - 2 - 1908 |
الحياة الاجتماعية وتقلباتها
هذا كتاب أخرجه مؤلفه للناس باللغة الفرنسية في الشهر الماضي في نحو أربعمائة صفحة وقسمه إلى عشرة أجزاء ذكر في الأول الأسرة ومقر الأسرة وفي الثاني طوائف الناس وتاريخهم وحالة العالم الحاضرة وفي الثالث العواطف الدينية ومظاهرها وتأثير المعتقدات الدينية الاجتماعي وفي الرابع الأوضاع القانونية وتعديل تنظيم القانون وفي الخامس المصالح المادية واتساعها ومكانتها بين الأمم والحملات البحرية والاستعمارية ونتائجها وفي السادس الصنائع والفنون والهندسة والنقش والتصوير والموسيقى وفي السابع الآداب وانتشار القديم والحديث منها وفي الثامن نظرة في العلوم وما نتج من الأخطاء فيها على التوالي وفي التاسع طريقة التعليم على اختلاف العصور وفي العاشر نشوء الأفكار السياسية والمنازع الاجتماعية. هذه فصول الكتاب وكلها مفيد نافع توخى مؤلفه بعد التجارب الطويلة أن يجعله معلماً للقارئ يتناول تعليمه لا أن يلقى عليه مسائل قد لا يفهمها إلا كبار العلماء. فجاء كتابه نافعاً للخاصة والعامة جامعاً العمليات إلى النظريات قال المؤلف في مقدمته:
كنت في قرطجنة على شاطئ البحر والظلام ملق سدوله على السماء فلا ترى فيها إلا ما ازدانت به من زينة الكواكب والسكون يحف بي وقد ملئ أسراراً وساد الآكام والسهل حيث كانت هذه المدينة الفينيقية في سالف العصور محاطة بأسوارها الثلاثة وفيها معابدها وقصورها وأرصفتها الزاهية واليوم لا يرى فيها إلا بضعة حوائط مبعثرة يرد عهدها إلى العصر الروماني وأكوام من الأنقاض يحدق بها فلاح عربي بمحراثه وقباب باهتة وأحواض نصفها مملوء وقبور مدنسة وقطع من عمد ملقاة بين باقات نبات البرواق والفحم.
رأيت ثمة صورة لا تنسى فذكرت بتلك الخرائب المبعثرة ما طرأ من التبديل العظيم على الحياة الاجتماعية فكان منه انحلال في بعض الأصقاع وتحسين في أخرى وما برح قابلاً للتحول بما فيه من النقص الظاهر لاتساعه وانبساط محيطه فأدى بي التأمل إلى أن أخذت أفكر في القوانين التي لا تتبدل أحكامها في هذا الوجود ولم يبرح أمرها مجهولاً في الأغلب.
وما تاريخ الإنسانية في الحقيقة لا سلسلة من الحوادث لو بحثنا فيها بحثاً منطقياً لرأينا بعضها متشعباً من بعض فإذا أوردت هذه الحوادث الغزيرة فلا ترى فيها إلا إتعاباً للذاكرة بدون أن يستنير بها الفكر وإذا جمعت على ترتيب حسن بقطع النظر عن تفاصيلها العديدة فتكون مملؤة بالفوائد. إلا وأن الاشتغال في إتمام هذه الباكورة العامة التي تتضمن درس المجتمعات البشرية منذ ابتدائها وتتبعها في نشوئها التدريجي وتضعها موضع التطبيق والعمل بحيث تصف ما فيها من المنازع والمناحي لمما يساعد على نشر هذه الأفكار الكثيرة ويدعو إلى التوفر على أبحاث أهم وأحدث.
خطر لي هذا الخاطر وأنا في خلوة وأمامي ماضي البشر الذي يوحي إلى القلب ما يوحي. فأهاب بي أن أشرع بمثل هذا العمل على حين لم أجهل صعوبته وذلك لأنه اقتضى أن أوضح فيه مجموع ما ظهر من بدائع عقول البشر في السياسة والعلوم والفنون والأدب وهو متوقف على جميع أنواع البحث على صورة تكاد تكون مكدائرة المعارف بما تجمع وتضم. وفي هذا التأليف من الفائدة ولو لم يستوف حقه أنه يسهل تقويم كثير من المشاكل الاجتماعية التي لا تزال موضوع البحث وأن يرسم قانوناً صريحاً لمجموع الأعمال العقلية أمام الناظر لأحدث الاضطرابات الدنيوية الحديثة والإخلاص رائد القول في الاستنتاج بحرية فكر فلا تورد إلا بعد تمحيصها كل التمحيص. هذه الأمور حملتني على أن أتمم ما قام في ذهني وأن أضم نتائجه في الصفحات التالية أهـ. وقد عربنا منه في غير هذا المكان مبحث الأسرة وسننقل للقراء أهم مباحثه.
المزهر
للسيوطي كتب لا تحصى أفردها بمؤلف خاص ومنها الجيد ككتاب المزهر وكتاب الإتقان في علوم القرآن. أجاد في المزهر كل الإجادة فأفاض في متعلقات علم اللغة وكتب فيه فصولاً بديعة انتقاها من الكتب المعتمدة فجاء الكتاب مفرداً في بابه وقل من كتب فيه من المتأخرين مع أنه من أجل الفنون التي أعني بها المتقدمون. وقد تعرض فيه للكثير من أسرار اللغة العربية وهو من أهم ما يعنى به المستشرقون في هذا العصر.
وهنا كلمة ينبغي أن تقال وذلك أن كثيراً من المؤرخين ومنهم أناس من مؤرخي عصر السيوطي قد بخسوه بعض حقه فزعموا أنه نقال غير نقاد يجمع بين الغث والسمين وهذا على إطلاقه مما ينتقد عليهم لأنه قد أجاد الانتقاء في مثل هذا الكتاب على أنه قد أظهر أعظم اجتهاد في أصول اللغة العربية وذلك في الاقتراح في أصول النحو.
(ناظر)
طبع هذا الكتاب الشيخ محمد سعيد الرافعي على أجمل شكل وحرف بعد أن طبعت الطبعة الأولى في المطبعة الأميرية منذ زمن وقد اختار له ورقاً صقيلاً رقيقاً فوقع الجزآن منه في قدر سبعمائة صفحة متوسطة القطع خفيفة الحمل ويباع في المكتبة الأزهرية بالقاهرة بعشرة قروش مجلداً وهو من الأمهات التي لا يسع أحداً من المشتغلين بالعلم أن يزهد فيها.
الأضداد
بلغت عناية العلماء باللغة أن أفردوا كل فرع من فروعها بكتاب وهو غاية ما يتصور في العناية ومن ذلك الأضداد وهي الكلمات التي تدل على الشيء وعلى ضده كالحون فإنهم قالوا أنه يطلق على الأبيض والأسود. وقد أنكر ذلك ابن دستوريه والف كتاباً في إنكار بناه على أن ذلك مناف لحكمة الوضع وخالقه الأكثر في ذلك وألفوا فيه ومنهم قطرب والتوزي وأبو بكر ابن الأنباري وأبو البركات ابن الأنباري وابن الدهان والصاغاني فإنهم أثبتوا ذلك وألفوا فيه وكتاب الأضداد لابن الأنباري المتوفى سنة 318 هـ من أنفس ما ألف في هذا النوع وقد تعرض في نوله لسبب وقوع مثل هذا في اللغة ودفع اعتراض المعترضين وأفاض في هذا الموضوع إفاضة واسعة وكتابه من أهم ما كتب
(ناظر)
طبع هذا الكتاب الشيخ محمد سعبد الرافعي صاحب المكتبة الأزهرية وكان طبع في أوروبا من قبل وقد عني الشيخ أحمد الشنقيطي بضبطه وشكله وتصحيحه فجاء في 380 صفحة متوسطة جيد الطبع وهو يطلب من طابعه بمصر بإثنى عشر قرشاً فنحض على اقتنائه.
رسائل الفارابي
هي ثمان رسائل منسوبة للحكيم أبي نصر الفارابي المشهور بالمعلم الثاني الأولى في الجمع بين رأيي إفلاطون وتلميذه أرسطاطاليس فيما يظن أنهما اختلفا فيه وذلك في مسألة حدوث العالم وقدمه وفي إثبات المبدع الأول وفي وجود الأسباب منه وفي أمر النفس والعقل وفي المجازاة على الأفعال خيرها وشرها وفي كثير من الأمور المدنية والخلقية والمنطقية والرسالة الثانية في الإبانة من غرض أرسطاطاليس في كتابه المعروف بما بعد الطبيعة أشار فيه إلى الغرض الذي وضع فيه هذا الكتاب النبيل المقصد. والرسالة الثالثة في معاني العقل قال في أولها اسم العقل يقال على أشياء كثيرة الأول الشيء الذي يقول به الجمهور في الإنسان أنه عاقل الثاني العقل الذي يردده المتكلمون على ألسنتهم فيقول هذا مما يوجبه العقل أو ينفيه العقل الثالث العقل الذي يذكره أرسطاطاليس في كتاب البرهان الرابع العقل الذي يذكره في المقالة السادسة من كتاب الأخلاق الخامس العقل الذي يذكره في كتابه النفس السادس العقل الذي يذكره في كتابه ما بعد الطبيعة ثم أفاض في بيان كل واحد منها ناهيك ببيان مثل أبي نصر. والرسالة الرابعة فيما ينبغي أن يقدم قبل الفلسفة ذكر فيها الأشياء التي يحتاج إلى تعلمها ومعرفتها قبل تعلم الفلسفة قال فيه: أصحاب أفلاطون يرون أنه عم الهندسة ويستشهدون على ذلك بقول أفلاطون (لأنه كتب على باب هيكله من لم يكن مهندساً فلا يدخل علينا) وذلك أن البراهين المستعملة في الهندسة أصح البراهين كلها وأما آل أثوفرسطس فيرون أن يبدأ بعلم إصلاح الأخلاق وذلك ن من لم يصلح أخلاق نفسه لم يمكنه أن يتعلم علماً صحيحاً والشاهد على ذلك أفلاطون في قوله من لم يكن نقياً ذكياً فلا يدن من نفي ذكي وبقراط حيث يقول أن الأبدان التي ليست بنقية كلما غذوتها زدتها شراً وأما بواتيس الذي هو من أهل صيدا فيرى أن يبتدأ بعلم الطبائع لأنها أعرف وأقرب عنده وألف وأما أنرونيقس تلميذه فيرى أن يبتدأ بعلم المنطق إذ كان الآلة التي تمتحن الحق من الباطل في جميع الأشياء. قال أبو نصر وليس ينبغي أن يرذل واحد من هذه الآراء ومنها الحال التي يجب أن يكون عليها الرجل الذي يؤخذ عنه علم أرسطو قال فيه: هي أن يكون في نفسه ما قد تقدم وأصلح الأخلاق من نفسه الشهوانية كيما تكون شهوته للحق فقط اللذة وأصلح مع ذلك قوته الناطقة كيما تكون إرادته صحيحة. والرسالة الخامسة في مسائل مهمة في علم الحكمة عبر عنها بأوجز عبارة قال في آخرها عناية الله تعالى محيطة بجميع الأشياء ومتصلة بكل أحد وكل كائن فبقضائه وقدره. والرسالة السادسة فيما يصح وما لا يصح من أحكام النجوم ومما قال فيها: التجارب إنما تنفع في الأمور الممكنة على الأكثر فأما الممكنة في الندرة والممكنة على التساوي فإنه لا منفعة للتجربة فيها وكذلك الروية وأخذ التأهب والاستعداد إنما ينتفع بها في الممكن على الأكثر لا غيره وأما الضروريات والممتنعات فظاهر من أمرهما أن الروية والاستعداد والتأهب والتجربة لا تستعمل فيهما وكل من قصد لذلك فهو غير صحيح العقل وأما الحزم فقد تنفع به في الأمور الممكنة في الندرة والتي على التساوي. والسابعة في مسائل متفرقة سئل عنها الحكيم الثاني ومنها أي أفضل الحفظ أم الفهم فقال: الفهم أفضل من الحفظ وذلك لأن الحفظ فعله إنما يكون في الألفاظ أكثر وذلك في الجزئيات والأشخاص وهذه أمور لا تكاد تتناهى ولا هي تجدي وتغني لا بأشخاصها ولا بأنواعها والساعي فيما لا يتناهى كباطل السعي والفهم فعله في المعاني والكليات والقوانين وهذه أمور محدودة متناهية وواحدة للجميع والذي يسعى في هذه الأمور لا يخلو من جدوى ثم قال: فإذا كان معوله على الأصول والكليات وعرض له أمر من الأمور أمكنه أن يرجع بفهمه إلى الأصول فيقيس هذا بهذا وقد تبين أن الفهم أفضل من الحفظ. والرسالة الثامنة في فصوص الحكم وهو كتاب من كتبه المهمة شرحه السيد محمد بدر الدين النعساني ومنه: إذا عرفت أولاً الحق عرفت الحق وعرفت ما ليس بحق وإن عرفت الباطل أولاً ولم تعرف أحق على ما هو حقه فانظر إلى الحق فإنك لا تحب الأفلين بل توجه بوجهك إلى وجه من لا يبقى إلا وجهه.
هذه هي الرسائل كما ترى وللفارابي كتب كثيرة مهمة من أهمها بالنسبة إلينا كتاب إحصاء العلوم وترتيبها وبلغنا أنه طبع في أوروبا وشرح كتاب الخطابة لأرسطاطاليس وكتاب الألفاظ والحروف وكلام في الملة والفقه المدني جمعه من أقاويل النبي ﷺ وكلام له في الشعر والقوافي وكتاب في اللغات وكتاب شرائط اليقين ورسالة في ماهية النفس. وقد قدم له طابعه محمد أمين أفندي الخانجي مقدمة ثناها بترجمة الحكيم أبي نصر وترجمة أفلاطون وأرسطاطاليس وهو يطلب من مكتبته بالقاهرة بقرشين ونصف وعدد صفحاته 176 صفحة صغيرة.
أمالي السيد المرتضى
من أشهر كتب الأمالي أمالي السيد المرتضى أبي القاسم علي بن الطاهر أبي أحمد الحسين المتوفى سنة 436 وهو في التفسير والحديث والأدب طبع في بلاد فارس فأعاد طبعه أحمد أفندي ناجي الجمالي ومحمد أمين أفندي الخانجي وأخوه في مصر في أربعة أجزاء من قطع الوسط وبلغت صفحاته نحو سبعمائة صفحة. وقد سبق لنا أن وصفنا هذا الكتاب ببيان أطول عند صدور الجزء الأول منه وقد كانت قيمته بالاشتراك عشرين قرشاً وهي الآن بعد تمام طبعه بخمسة وعشرين يطلب من مكتبة الخانجي بالحلوجي.
الإيمان
كل ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 738 في الشريعة والفقه والرد على المخالفين هو آية في حسن أسلوبه وغنائه وكتاب الإيمان هذا من جملتها طبع في الهند للمرة الأولى وأعاد طبعه هذه الأونة أحمد أفندي ناجي الجمالي ومحمد أمين أفندي الخانجي وأخوه بمصر وهو يباع عندهم بستة قروش وعدد صفحاته 190 صفحة من القطع الكبير.
منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان
عني محمد أفندي الخانجي بطبع معجم البلدان لياقوت الحموي الذي كان طبع في أوروبا وأرخص ثمنه فأقبل على ابتياعه المغرمون بآثار السلف وقد جمع مجلدين جاءا في نحو 750 صفحة ما فات المؤلف من ذكر الممالك الأوروبية والأميركية لأن تقاسيمها حدثت بعد زمنه كما اكتشفت أميركا بعده بسنين طويلة مستنداً في ذلك من كتب المتقدمين على كتاب جزيرة العرب للهمداني وكتاب معجم ما استعجم للبكري وكتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي وكتاب الأشراف للمسعودي وكتاب البلدان لابن الفقيه وغيرها من الكتب القديمة كما اعتمد في الجمع على زهاء ثلاثين كتاباً من كتب المحدثين في الجغرافية والتاريخ ولم يتعرض لذكر القرى والمحال والهضاب والجبال لأن المؤلف الأصلي بالغ في البحث عنه وإنما عمد إلى ما للناس فيه فائدة من حادثة تاريخية أو أثر جميل أو شيء غريب من أحوال الصناعات والتجارات والمنتزهات وغير ذلاك. وكنا نود لو صرف العناية أكثر من ذلك في تمحيص المنقول فإني في أكثر المؤلفات الحديثة في العربية في هذا الشأن من الأغلاط ما يكاد يرفع الثقة إلا قليلاً. وعلى كل فنشكر لأمين أفندي توفره على إحياء الكتب النافعة للخاصة والعامة ونرجو أن يكثر في طابعينا وكتبيينا من ينظرون إلى منفعة المطالعين نظرهم إلى منفعتهم الخاصة ليستفيدوا بذلك ويفيدوا. ويطلب معجم البلدان وذيله من الطابعين بمئة وعشرين قرشاً بدون تجليد.
الركوسية
عرف الأب أنستاس الكرملي في بغداد بسعة الفضل وبعد الغور في المباحث اللغوية والتاريخية بما نشره حتى الآن في المجلات العربية والإفرنجية. وأمامنا الآن من قلمه هذه النبذة التاريخية بالإفرنسية نشرت في مجلة الأنتروبوس (الإنسان) الصادرة في النمسا في الركوسية وهم فئة قال بعض علماء العرب أنهم طائفة بين النصرانية والصابئة وقال آخرون والحق معهم وعليه الأب أنستاس أنهم كانوا طائفة نصرانية فقط بدون أن يعرفوا ما هي معتقداتهم. ومن رأي المؤلف أن الركوسيين ليسوا إلا كروسيين قلب اسمهم من كبروس بطريرك الإسكندرية الذي أعلن سنة 633 للمسيح عقيدة وحدة الإرادة في السيد المسيح عليه السلام وإذا صح رأيه في هذه الطائفة وهو ما نسلمه له فإنا نرى استنتاجه بأن عدي بن حاتم الطائي هو من أبناء هذه الطائفة وهو ما نسلمه له فإنا نرى استنتاجه بأن عدي بن حاتم الطائي هو من أبناء هذه النحلة كما استشهد ببعض الأحاديث في ذلك مردود لما أن الحديث المستشهد به غير معروف. وكيف يمكننا أن نقول أن عدياً كان كروسياً أو ركوسياً قبل وفاة النبي (عليه السلام) أي قبل سنة 632 وهي قبل إعلان المجمع الاسكندري لهذا المذهب بسنة. وكذلك الحال في الأخطل فليس لدينا ما يثبت أنه كان من أهل هذه الطائفة بمجرد أنه كان يلبس لباس عدي.
مخطوطات إسبانية
هي رسالة بالإفرنسية كتبها المسيو لوسين بوفا أحد علماء المشرقيات الذي عرف القراء بعض فضله بما نشرناه معرباً من بعض أبحاثه وقد امتاز بالشرقية منها عامة والإسلامية خاصة.
تكلم في هذه الكراسة على بعض كتب عربية كان أهداها اللورد كينغسبورغ الإيرلندي للجمعية الآسياوية سنة 1824 أي بعد تأسيسها بسنتين في جملة ما أهدانا من الكتب الإسبانية والعربية والفارسية والتركية والهندية واليابانية. وقدم المؤلف مقدمة في ذكر المتبرع بتلك الكتب فقال أنه طبع كتاباً ضخماً في العاديات في المكسيك لم يتمه أنفق عليه لا أقل من اثنين وثلاثين ألف جنيه فكان فيه إفلاسه وموته سجيناً لعجزه عن قضاء دينه وأثبت فيه أن التمدن المكسيكي انتشر بفضل أناس من مستعمري الإسرائيليين. وأفاض الناشر في وصف تلك المخطوطات العربية التي لها علاقة بإسبانيا وأكثرها مطبوع في أوروبا ونقل منها شذرات بالعربية وقد نشرتها المجلة الإسبانية وأخرجت منها نسخاً على حدة فجاءت ناطقة بفضل مؤلفها وتحقيقه فيما يخوض عبابه من الأبحاث.
تقرير المجمع العلمي السمشوني
انتهى إلينا تقرير هذه الدار العلمية في واشنطون وهي التي أسست سنة 1846 بـ 515169 دولاراً أوصى بها لها أحد أهل الخير من الأميركان المدعو سميشون لتنفق في مشروع علمي يكون منه زيادة انتشار العلوم بين الناس ومساعدة رجال العلم على البحث ونشر مباحثهم في مجلدات وإرسالها إلى كل مكتبة مهمة في العالم والعلوم التي يجيز هذا المجمع عليها في الأكثر هي الحيوان والنبات والجيولوجيا وعلم الآثار والفلك وقد وقفت عليه أموال أخرى فجاوز رأس ماله الآن زهاء مائتي ألف جنيه. ونسبت الجمعية لواضع أساسها الأول. وأعضاء هذه الجمعية المؤسسون رئيس الولايات المتحدة ونائبه وقاضي القضاة ورؤساء الدوائر التنفيذية وقد وقع هذا التقرير في 576 صفحة متوسطة مطبوعاً أجود طبع وفيه خلاصة أعمال الجمعية ونفقاتها ومقالات العلماء وأبحاثهم كما أن فيه رسوماً كثيرة ومصورات جميلة جدير بأن تزدان به المكاتب ليكون من جملة العبر للشرق تنعي عليه توانيه عن اللحاق بالغرب في العلم والعمل.