الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 25/سير العلم

مجلة المقتبس/العدد 25/سير العلم

بتاريخ: 1 - 2 - 1908


التمتمة

عنيت لجنة التعليم الابتدائي في مدينة لانكاستر بإنكلترا بالبحث في أحوال الأولاد الذي يتلجلجون في إلقاء دروسهم فثبت لمن عهدت إليه النظر في ذلك أن الأطفال يتمتمون ولا سبيل إلى نزع هذه العادة منهم إلا بالتمرين ورياضة الصوت وتعويده على عدم التردد في الكلام فجمع لذلك صفاً مؤلفاً من أربعين من البنات والبنين وأخذ يعلمهم على أساليبه في تقوية التنفس وتحسين التلفظ وبعد عناية ستة أسابيع طفق الأولاد يقرؤون بصوت جهوري ساعات بدون تلعثم ثم زودهم الأستاذ بنصائح يجرون عليها في بيوتهم بمراقبة أهلهم. وهذه الطريقة تستدعي عناية فائقة من المعلم والمتعلم وكثيراً من الثبات ولا بد من التوفر على ترويض الصوت على هذا النحو حتى تزول التمتمة كل الزوال وقد ارتأت اللجنة المشار إليها أن تنشأ فرق خاصة في كل مدرسة لهذه الغاية كما تؤسس فرق استعدادية في جميع مدارس المعلمين.

حواس النبات

قال علماء النبات منذ نحو خمسين سنة أن للنبات حياة كحياة الحيوان وقام اليوم أحدهم في هولاندة ليثبت أن للنبات كما للحيوان حواس وإن خفيت عن الأنظار فلها حاسة الذوق وحاسة السمع وحاسة اللمس. فالنبات على ما يقول بحسب الفصيلة التي ينسب إليها يتغذى بمواد يؤثرها على غيرها لأنه يرى فيها لذته ويستطيبها. وللنبات حاسة الذوق والدليل على ذلك الطحلب فإن نموه معروف بتزاوج الذكر بالأنثى وهكذا أيد مدعاه في قوله أن للنبات ذوقاً وسمعاً ولمساً.

الانحطاط البشري

نشر الدكتور إميل كنج أحد علماء الفسيولوجيا في برلين كراسة ليس فيها علامة خير على مستقبل البشر فقال إن الإنسان قد أنهك قواه وتركيبه الفسيولوجي فأصبح عرضة للأمراض حتى أنك لترى هذا الانحطاط بادياُ على كثير من الناس وإذ كانت هذه الحال تنتقل من أجيال إلى أخرى فقد نشأت عنها تغير عام في النوع الإنساني يؤدي ذلك تعدد الإصابات بالسرطان الذي نسبه في الأكثر لحياة الإنسان على هذا العهد الحديث وزاد بأن أمراض القلب قد كثرت وإن معظمها ناشيء عن ضغط الدم على الأوعية الدموية الناتج عن الإفراط في العمل والجهاد والإسراع والتعب على اختلاف ضروبه. وأثبت بأن معدة الإنسان تسوء حالها من حين إلى آخر وأن سوس الأسنان وسقوطها قبل الأوان مما يزيد من ضعف المعد زيادة محزنة. وزاد بأن الناس إذا ظلوا يعيشون كما يعيشون وسط هذا التمدن الموهوم فسيجيء يوم ليس ببعيد كما يظن الظانون فيكثر فيه الانتحار كل يوم بسبب ما يلقاه المنتحرون من الأوصاب والأوجاع التي لا تطاق. وقالت المجلة التي عربنا عنها المقال: لا شك أن رأي العالم الألماني لا يخلو من مبالغة وغرابة ولكن فيه شيئاً من الحق أيضاً وذلك لأن حياة البشر في تناقص وتشوه ما عدا أحوال استثنائية فبعد أن أدرك المرء أن خير ما له صحة يتمتع بها تراه مع هذا يسرف فيها أي إسراف كولد طائش ورث من أهله مالاً فتوفر على إنفاقه بكلتا يديه. وقد جرت عادة الصينيين أن يضعوا جوائز سموها جوائز الفضيلة يمنحونها لمن يحس الخلاص من الأمراض فهلا اقتدت أوروبا بهم في هذا السبيل؟.

البيوت الغريبة

اخترع شيخ الكهربائية في هذا العصر المستر أديسون الأميركي قوالب تكلف ثمانية آلاف جنيه وتبنى بها مساكن ذات ثلاث طبقات لا يكلف واحدها أكثر من مائتي جنيه ويتم في أربع وعشرين ساعة في أرض رملية يستعمل ما يستخرج من رملها في بناء حوائط الدار وأسسها كالسمنت وبهذا الاختراع قد خدم الإنسانية أجل خدمة خصوصاً وهو يقول أنه لا يريد أن يربح من اختراعه بل يجعله وقفاً على نفع البشر فبارك الله به وباختراعه وإنسانيته.

حاصلات البن

بلاد البرازيل أعظم الممالك إخراجاً للقهوة في الأرض والبن المعروف بالسانتوس مشهور في جميع الأسواق التجارية في العالم. وسانتوس مرفأ تجاري من مرافئ تلك البلاد تجيء إليها القهوة من أطراف الجمهورية البرازيلية ومنها تصدر إلى أقطار المعمور فتنسب القهوة إليها. وقد قدر محصول القهوة في العالم سنة 1901 إلى 1902 بنحو تسعة عشر مليون كيس وبـ 17685000 كيس من سنة 1902 إلى 1903 وبـ 15730000 كيس من سنة 1903 إلى 1904 وبـ 14900000 كيس من سنة 1904 إلى 1905 وكان حظ البرازيل من هذا المحصول أكثر من حظ الأمم جمعاء فأصدرت سنة 1902 أربعة عشر مليوناً ونصف مليون من الأكياس التي يبلغ واحدها ستين كيلو وسنة 1903 1، 12380000 كيس وسنة 1904، 10300000 كيس وسنة 1905، 9640000 كيس.

البحرية الألمانية

من القاعدة التي اتخذتها إنكلترا في استعمارها أن تكون بحريتها موازية لبحرية دولتين عظيمتين من دول أوروبا إلا أن ألمانيا قد كادت تخل لها تلك القاعدة فقد قررت أن تبني سنة 1908 ثلاث دراعات كبرى وفي كل من سنة 1909 و 1910 ثلاثاً مثلها ومدرعتين سنة 1911 ومن سنة 1912 إلى 1917 كل سنة دارعة عظمى وطراداً عظيماً فيكون مجموع ما ستبنيه في تسع سنين 17 دارعة و6 طرادات عظمى و29 طراداً صغيراً وقد بلغت ميزانيتها البرية والبحرية زهاء مليار مارك أي ما يربو على 1200 مليون فرنك فزادت 122 مليون مارك عن السنة الماضية ولا تزال الزيادة تزيد سنة عن سنة وألمانيا تريد أن يكون لها المقام الأول ببحريتها كما لها المقام الأول ببريتها وهناك مؤتمر السلام في مدينة الهاي ينادي أعضاؤه بنزع السلاح والاجتماعيون ينادون بالسلم والسياسيون ولا يرتاحون إلا للحرب.

تجارة كريت

في إحصاء أخيراً أن واردات هذه الجزيرة المعروفة عند كتاب العرب بجزيرة أقريطش قد بلغت في السنة الماضية 15185073 فرنكاً وصادراتها 11224449 فرنكاً وأهم ما يرد إليها الدقيق والأنسجة وأهم ما يصدر منها زيت الزيتون ثم الخروب والزبيب والصابون. قالت مجلة الاستعمار أن تجارة هذه الجزيرة وزراعتها وعدد سكانها ليست متناسبة مع سعتها وخصب أرضها وجودة مناخها وموقعها الجغرافي فإن مساحته تبلغ نحواً من عشرة آلاف كيلومتر مربع وليس فيها من السكان أكثر من ثلثمائة ألف نسمة.

لغة الجغطاي

كتب المسيو لوسين بوفا في مجلة العالم الإسلامي بحثاً في هذه اللغة قال فيه: إن معنى جغطاي في الأصل المحتشم الشجاع وهذا الاسم إذا أطلق على إنسان عند الترك في آسيا الوسطى يراد به مدحه ولذلك دعي جنكيز خان بجغطاي وسميت هذه اللغة باسم المملكة العظمى التي شاعت فيها وقد قسمها بيرسين منذ ستين سنة في كتابه البحث عن اللهجات التركية إلى ثلاث فصائل الأولى الجغطائية الشرقية أو التركستانية وهي عبارة عن لغة الويكور والكومان والجغطائي والأوزبك والتركمان والتركستاني ولغة قازان المكتوبة والفصيلة الثانية هي التتارية أو المشالية (كيشاك) وهي عبارة عن لغة القرغيز والباشكير والنوجاي والكوموك والكاراتشاي والشيرياك والبيري والفصيلة الثالثة التركية أو الغربية وهي عبارة عن اللهجات الداغستانية والأزيرية المنتشرة في بلاد القرم والأناضول والروم إيلي. وقسمها أرمنيوس فمبري المستشرق المجري بعد عشرين سنة من ذاك التاريخ إلى ثلاث فصائل رئيسية وهي الصيني التاتاري الترك الكشغري والجغطاي الصرف أو الأوزبكي والتركماني يضاف إليها في الدرجة الثانية لغة القبشان والقرغيز والقره قالباق كما يضاف إليها لغتان قريبتان من التركية كل القرب وهما اللغة الياقوتية والشوفاشية.

قال وقد اعتبرت لهجة الويكور أقد ضروب اللهجات التركية واكتشف بعضهم مخطوطات نادرة في أورخون من بلاد المغول منذ نحو عشرين عاماً كتبت بلغة تركية أقدم من جميع تلك اللهجات خالية من الألفاظ العربية التي طرأت على اللهجات التركية عقيب أن دان أهلها بالإسلام. ومن الغريب أنها أقرب إلى التركية العثمانية من لغة الويكور واللهجات التركمانية ويقال على الجملة أن لهجات سكان الشرق من الأتراك تمتاز عن لهجات سكان الغرب بما فيها من الألفاظ العويصة المهجورة ولها ألفاظ خاصة بها استعاض عنها الترك العثمانيون بألفاظ عربية وفارسية أو أفرنجية (إفرنسية وإيطالية وإنكليزية ويوناينة وصقلية وغيرها) ولفظ سكان الشرق شديد حلقي وبعض اللهجات كلغة القرم وآذربايجان مثلاً هي رابطة بين اللهجات.

ثم وصف اللغة البخارية واللغة الخوقندية واللغة الأوزبكية الشائعة في خيوة وما تمتاز به كل منهن وقال أن الأحوال السياسية التي جرت في آسيا الوسطى في القرون الأخيرة كان من نتائجها التأثير في كل لهجة من تلك اللهجات فلم تحفظ كيانها كما كانت. أما الجغطاي اليوم فهو اللغة الأوزبكية يتكلم بلها ثلاث إمارات تحكم عليها الآن روسيا وهي خوقند وبخارة وخيوة ما عدا من نزح ممن يتكلمون بلغتهم إلى الأفغان. ولئن ساغ تحديد البلاد التي يتكلم فيها بتلك اللهجة فإن عدد من يتكلمون بها كثيرون وقد قدر فمبري عدد من يتكلمون بالأوزبكية بمليوني نسمة منهم مليون في بخارى وحواليها وسبعمائة ألف في خيوة ومائة ألف تحت حكم الأفغان. وقدره آخرون بثلاثة ملايين وثلثمائة ألف ولكن بدون أن يذكر فيه العناصر واللغات.

وقد وصف الأستاذ فمبري أخلاق الأوزبكيين وعاداتهم فقال أن سكان المدن منهم ما برحوا إذا نظرت فيهم ترى عليهم آثار المدنية الزردشتية ومن ذلك أنهم ما زالوا محافظين كل المحافظة على عيد النوروز وهو أول يوم في السنة عند الفرس الموافق للاعتدال الربيعي وما برح أوزبك بخارى كمجوس الفرس في يزد وكرمان يرقصون حول نار يوقدونها من القش ويجب على العروس عندهم أن توقد ناراً لطرد الأرواح الشريرة عندما تدخل للمرة الأولى إلى بيت زوجها ولا يسوغ لها أن تستدبر تلك النار. ويتوقى أهل البادية منهم أن يبصقوا في النار أو يلقوا في قاذورات ويعزون للشمس كما يعزون للنار أن فيها خاصية شفاء الأمراض كما يعتقدون معتقدات قدماء الإيرانيين في الرواح والجن. وذكر من عاداتهم في مآكلهم ومشاربهم وقال أن التدين يغلب عليهم كثيراً بدون تعصب ولا يكادون يعرفون الرياء وهم يقدسون الأولياء ولكن أقل من خيوه وبخارى وخوقند وقلما يحجون وهم أشبه بأتراك الأناضول منهم بأتراك بخارى.

ثم قال أن الترك العثمانيين كانوا يحتقرون قديماً المتكلمين بلغة الجغطاي أو الأوزبك أي التركية الأصلية القديمة ويصفونها بالغلظة ويسمون لغتهم بالجفاء على أن تجافيهم عن أصل لغتهم لم يزدهم إلا انهيال الألفاظ الدخيلة عليهم حتى صارت اللغة التركية العثمانية مزيجاً من لغات أمم شرقية وغربية ولو احتفظوا بأصول لغتهم لكان لهم من ألفاظها مادة يمكنهم أن يعبروا بها عن أفكارهم ومع هذا انتبهوا في العهد الأخير وأخذ بعض علمائهم يبحثون في الرجوع بها إلى أصولها ونشروا نصوصاً قديمة من اللغة الجغطائية كما ينشر علماء المشرقيات آثار الشرق القديمة. ثم وصف مملكة الخوجة في تلك البلاد وما تعاقب عليها من الملوك وكيف سقطت الآن في يد الروس وقال أنه لا يرجى لأهلها بعد الآن نفوذ ديني ولا سياسي.

نظر الوقادين قدم أحدهم إلى جمعية أمراض العيون في باريز رسالة قال فيها أن كثيراً من الوقادين في الأتومبيل والأومنيوس مصابون بأمراض في عيونهم فينشأ منهم لضعف أبصارهم ضرر على الراحة العامة وخطر على حياة الركاب والمارة ومن العجب أن يطلب من الميكانيكي أن يكون حاد النظر وتفحص عيناه فحصاً طبياً دقيقاً ولا يطلب مثل ذلك من الوقاد والسواق وأبت أن 8 في المئة من الوقادين ضعاف البصر. وصادف أن رأى وقادين كانت مقلهم (قرنيتهم) كثيفة بحيث لا يبصرون وبعضهم مصابون بتغبش النظر وبلغ الحسر أي قصر النظر ببعضهم أنهم إذا رأوا في رابعة النهار قطيع غنم ظنوه غباراً وإن وقع نظرهم على جبل اتخذوه سحاباً ومنهم من لا يبصرون إلا بعين واحدة فإذا أصيبت الصحيحة بعارض يصبحون كالعميان لا محالة. وفي رأيعه أن تفحص عيون الوقاد والسواق قبل أن يناط بهم العمل فلتجعل هذه الرسالة موضع التنفيذ لأن الحوادث التي نشأت من ضعف الأبصار من هذا القبيل طالما جلبت المضار والأخطار.

تلفون جديد

اخترع الأخوان لوريمة اللذان لهما في تاريخ التلفون يد طولى آلة تخاطب بها الإنسان من يريد من تلقاء نفسه بدون أن يخاطب مركز إدارة التلفون أولاً لتفتح له طريق من يحب مخاطبتهم. وقد جعلت الآلة بحيث لا يحدث منها لبس في التخاطب ولا انقطاع ولا يفهم أحد ما يدور بين المتخاطبين كما هو الحال الآن وذلك على طريقة تسهل على المتخاطبين وتوفر م العاملين وتكون سرعة التخاطب بهذا التلفون في الليل أكثر من سرعتها في النهار وقد جرب اختراعهما في كندا فظهرت نتائجه الحسنة.

طباعة العميان

كان العميان في أكثر مدارس الغرب يتعلمون القراءة في كتب جعلت لهم خاصة بحروف ناتئة عرفت بحروف برايل أما الآن فقد اخترع أحدهم اختراعاً جديداً بحيث يمكن للعميان أن يقرؤا الخطوط التي تطبع بحروف كالعادة إلا أن نصف الحرف الأول يجعل بطبع ناتئ ونصفه الآخر بطبع عادي غير ناتئ وبذلك يمكن للمبصرين والعميان أن يقرؤا الكتب المطبوعة على هذا النحو.

ورق النرد الطبي ثبت بالفحص الطبي أن جراثيم العدة يكثر انتقالها بورق النرد لتنقلها من يد إلى أخرى خصوصاً وبعض الناس يبلون أصابعهم بريقهم ليتناولوا الورق ويناولوه بسرعة فتساعد على نقل جراثيم النزلات والسعال وأمراض الحلق وغيرها رطوبة الأماكن التي يلعب بها اللاعبون والرطوبة من أشد المعينات على نماء الأحياء الضارة. وقد ارتأى أحد الأطباء الإنكليز أن يجعل ورق اللعب من القماس ليمكن تطهيره وتعقيمه بعد كل لعبة وربما كان باستعمال هذه الأوراق الصحية شيء من النفع لصحة الأجسام.

إنقاذ السفن

اخترعت آلة لتعويم السفن الغرقى وذلك بجعل الهواء مضغوط في جدران السفينة الغارقة ضغطاً اشد مما يقابله من العمق وقد جربت في تعويم الغواصات وربما نفعت في تعويم البوارج.

حوادث الخطوط الحديدية

جربت حكومة ألمانيا من مدينة برلين إلى ستيتين عدة طرق لتعريف سائق القطار ما أمامه من الإشارات أثناء الضباب توقياً من الأخطار فلم تر أحسن من وضع كل مئة متر صفارة من الكهربائية تجعل على علو ثلاث مترات فتصفر وتنبه السائق إلى الإشارات التي أمامه.

عدو المحار

أصيب المحار والسمك البدلان في شواطيء فرنسا ولاسيما في بحر المانش بعدو أزرق من الخث (نبات الماء) الذي يعلق بالحصا فلا يرتفع عنه كما يعلق على المحار فإذا امتلأ هذا الخث ماء بلغ بحجم البيضة وأحياناً بحجم اليد فإذا علق بالمحار لا يتركها حتى يقتلها وقد قدر ما فسد من هذا السمك في شهر مايو من سنة 1906 بأربعمائة ألف سمكة وذلك في (بارك بروتون) وحدها ولم يجدوا طريقة للخلاص من هذا العدو إلا إلقاء حرم من الشوك في الماء تمزق الخث.

ألمانيا والسل

يؤخذ من تقرير الصحة في ألمانيا أن فيها 87 مصحاً للشعب فيها 8647 سريراً منها 5772 للرجال و2658 للنساء و292 للرجال والنساء بدون استثناء وفيها 35 مصحاً خاصاً يحتوي على 2118 سريراً و17 مصحاً للأولاد المسلولين فيها 650 سريراً و67 مصحاً للأولاد المصابين بداء الخنازير فيها 6092 ويعمر فيها اليوم 11 مصحاً للأمة فيها ثمانمائة سرير وعشر دور خاصة بمداواة هذا المرض وداران آخران تشيدان حديثاً هذا ما عدا دور النقاهة التي أقامتها ألمانيا وجمعياتها في الغابات وغيرها.

سماعة جديدة

اخترع أحد جراحي لندن سماعة جديدة استعاض فيها عن المعدن بالمطاط وكان المعدن يتأثر منه حاسة السمع بعض التأثر والمطاط يسهل مسه ويلطف وضعه.

أهم الكتب

قيل أن الصاحب ابن عباد كان يستصحب في سفره أحمالاً من الكتب للتسلية والاستفادة فلما ظفر بكتاب الأغاني استغنى عنها كلها واكتفى بحمله معه والغالب أن الناس في أوروبا سئمت نفوسهم من كثرة الكتب أو كادت وخافوا أن تكون لهم كما قال ابن خلدون عائقة عن التحصيل فعرضت إحدى المجلات الدولية التي تخوض المباحث الحرة على المعاصرين من العالمين أن يبينوا لها آراءهم فيما يختارونه من الأسفار التي تؤلف مكتبة يعتمد عليها المرء في خلوته وجلوته ولا تكون أكثر من أربعين كتاباً تبحث في الفلسفة والأخلاق والفنون والأدب.

التصوير عن بعد

هذا اللفظ الإفرنجي معناه التصوير عن بعد اخترع مسماه أحد علماء الألمان منذ مدة فقام مخترع فرنسي اليوم يتمم ما بدأ به السابق فتمكن من نقل مسودة فوتغرافية بالفحم إلى مسافة بعيدة وأخرج صورة منها في صورة تشبه الصل وليس في القيام بذلك أدنى صعوبة.

تلوين الجوهر

ثبت أن الحجر اللطيف المعروف بالكوروندون المعتبر بعد الماس بقيمته يتأتى تلوينه حتى يصير جوهراً لطيفاً وكذلك بعض الأحجار الكريمة ولكن الأحجار الكريمة تبقى على نفاستها وغلائها ويمكن تلوين الياقوت الأحمر بلون آخر وإن كان من الثابت أن الأحجار تعيش وتموت كالنباتات فإن ذلك مما يسر السبيل على المخترع أن يلون الأحجارة الكريمة ألواناً غريبة.

غذاء الإنسان

نشر شبتدن من أساتذة كلية يال الأميركية كتاباً في الإكثار من التغذية ولاسيما في الإكثار من تناول اللحوم وأورد أمثلة كثيرة في هذا الباب. وأثبت الآن أن التغذية المعتدلة هي من الشروط المهمة في حسن الصحة ومتانة الأعضاء ومرونتها. وقد استعمل هذا الأستاذ بذاته مع بعض رصفائه من الأطباء طريقة التقدير في الطعام ولا سيما في الألبومين اللازم كل يوم فجادت صحتهم ايما جودة وطبقت هذه القاعدة على جنود في الخدمة مضطرين كل يوم إلى معاناة الأعمال الصعبة فثبت أن أعصاب ظهورهم وسوقهم وصدروهم وأذرعهم قد قويت أي قوة وأن خير طريقة لاتقاء الأمراض أن تقدر كمية الطعام على ما ينبغي ولاسيما اللحم.

الديكتوغراف

آلة اخترعت مؤخراً في أميركا تمنع أن يسمع أحد صوتك وأنت تكلم أحداً بالتلفون أو يفهم كلامك أو يجعل الهواء التباساً في حديثك وحديث من تكلم.

تقهقر إنكلترا

قالت المجلة الباريزية أن إنكلترا لم يعد لها المقام الأول في التجارة والصناعة كما كانت منذ مئة سنة فقد بلغ ما أصدرته سنة 17820 من المصنوعات مليار فرنك أي أنه يعادل ما أصدرته فرنسا والولايات المتحدة معاً والنمسا وألمانيا أو يوازي مصنوعات العالم أجمع إذا أخرجت منه تلك الدول الأربع. ونزل ما أخرجته سنة 1880 إلى خمس الحاصلات الصناعية وفي سنة 1894 إلى السدس ولم تبلغ الصادرات الإنكليزية منذ سنة 1894 إلى 1903 سوى ثلاثة عشر في المئة. وكانت اليابان قديماً من أحسن الزبن للمصنوعات القطنية الإنكليزية إلا أنها أخذت تصنع مثلها في بلادها من ذاك العهد وتقدمت صنائعها تقدماً غريباً فكانت تنسج سنة 1886 ستة ملايين لبرة من القطن فأصبحت تنسج سنة 1895، 135 مليون لبرة أي أن مصنوعاتها زادت أربعة وعشرين ضعفاً في تسع سنين وغدت اليابان التي كانت تبتاع سنة 1884 بثمانية ملايين دولار من المصنوعات القطنية لا تشتري سنة 1895 سوى نصف ذلك.

الجزائر والصحراء

نشرت مجلة العلم في القرن العشرين مقالة بحث فيها كاتبها في أصول سكان جنوبي الجزائر والصحراء فقال أن أهم عنصر في سكان الجزائر هم البربر والعرب والأول زارع والآخرون يقيمون على تربية المواشي وكثيراً ما كان هذان العنصران يتمازجان وقد أثر هناك الدم الزنجي أيضاً قال ومنذ استولت فرنسا على تلك الأنحاء أخذ كثير من قبائل الطوارق يعتاشون من رعي الماشية أو يسيرون القوافل وأصبح بعضهم زراعاً يحرثون ويفلحون.

الدين في الصين

نشر أحد الباحثين من الإنكليز مقالة قال فيها أن الدين يرجع القهقرى في الصين فلا يقل فيها المتدينون بالكونفوشيوسية والبوذية والطاوسية بل أن النصرانية هناك لا مستقبل لها أيضاً.

أولاد الفقراء

بحث بعض العلماء في السنين الأخيرة في قامات أولاد الفقراء ووزنهم ونسبتهم مع أولاد الأغنياء فثبت أن الأغنياء أعظم وأقوى (المقتبس 2 ـ 444) وقد عينت الحكومة الإنكليزيية نخبة من الأطباء والعلماء ففحصوا 72848 صبياً في المدارس العامة في غلاسكو سنة 1905 ـ 1906 فنظروا إليهم من حيث مساكنهم لأن سعة المسكن دليل على سعة العيش في الغالب فثبت لهم أن 8 في المئة يعيشون في مسكن ذي غرفة واحدة و58 في المئة في مسكن ذي غرفتين و24 في المئة في مساكن ذات ثلاث غرف و10 في المئة في مساكن ذات غرف كثيرة وأثبتوا أن قامات البنين والبنات من الخامسة إلى الثالثة عشرة تضعف بحسب صغر المساكن التي يسكنونها وأيدوا بالبرهان أن عظم المساكن إذا كانت دليلاً عاماً واضحاً على حالة الثروة فإن قامات الأطفال ووزنهم تضعف بحسب ضعف الأسرة في السعة وبسطة العيش.

ترجمة التوراة قالت المجلة: ترجمت التوراة الآن إلى أربعمائة لغة وقد أورد الباحث فيزجيرالد بعض المصاعب العظيمة التي تحول دون نقلها إلى اللغات الهمجية التي كثيراً ما تعوزها أهم الكلمات اللازمة. مثال ذلك أن أهل تاهيتي ليس عندهم لفظ يعبر عن الحشمة ولعلهم لا يعرفون هذا المعنى ومتوحشو الماوريس في زيلاندا الجديدة ليس عندهم كلمة شريعة والبلاد التي لم تدخل إليها التوراة بعد هي بلاد العرب والفرس والسودان.

مطاط جديد

اكتشف في التونكين شجر جديد من المطاط من النوع الجيد وهو كثير في عدة ولايات من تلك المستعمرة ولم يكن يعرف من شجره في الهند الصينية غير نوع كان يصعب استثماره كثيراً وقلما يأتي بمطاط جيد.

ضرائب فرنسا

كان سكان فرنسا سنة 1808 يدفعون ضرائب للحكومة 21 ملياراً فأصبحوا يدفعون سنة 1896، 142 ملياراً من الفرنكات ولم يتضاعف في خلال تلك الحقبة من القرن عدد سكانها على حين أنشؤوا يدفعون سبعة أضعاف ما يدفعون وزاد عدد الدفاتر التي أخذت من صناديق التوفير منذ سنة 1869 ـ 1898 من ثلثمائة ألف إلى ستمائة ألف وبلغت المبالغ المودعة 148 مليوناً وكانت 52.

تشغيل الأولاد

عدوا من دواعي الخجل على القرن التاسع عشر أن ينصرم ويخلف للقرن العشرين مسألة من أصعب مسائله الاجتماعية ألا وهي تشغيل الأطفال من البنين والبنات في المعامل والمصانع والمناجم بأيديهم وهم ضعاف الأجسام ولما يبلغوا نموهم المطلوب فتستولي عليهم الأمراض المختلفة. وقد دلت الإحصاءات في فرنسا سنة 1905 على أن عدد العاملين من الأولاد بلغ ثلثمائة ألف وعدد العاملات من البنات مائتين وستين ألف عاملة وأن بعض المعامل يكتفي أصحابها بعامل كبير لقاء ثلاثين من هؤلاء الصغار لرخص أجورهم وشدة همتهم ولطالما أظهرت تقارير مفتشي المعامل أن بعضها يستخدم في السر أولاداً من ابناء الثمانية إلى العاشرة وتطعمهم خسيس الطعام وتشغلهم عشر ساعات ولذلك صدق ما قاله أحد أساتذة العلم في المجمع الطبي الباريزي من أن 141 من كل 896 ابناً وابنة يموتون بالسل الظاهر.

نفقات الكليات

أحصى أحد أساتذة التعليم العالي ما تنفقه فرنسا وألمانيا على كلياتهما فتبين أن ألمانيا تصرف 31 مليون فرنك على التعليم العالي في السنة وفرنسا تنفق 21 مليوناً على حين يبلغ سكان الأولى 56 مليون نسمة والثانية 39 مليوناً هذا ما خلا بعض الكليات القديمة في ألمانيا التي لها واردات سنوية تبلغ خمسة ملايين فرنك فمعدل ما يصيب المكلف في ألمانيا نفقة على التعليم العالي 54 سنتيماً ومعدل ما يصيب الفرنسوي 56 سنتيماً ونصف. وقد قالت بعض المجلات وليس هذا مما يعاب على الفرنسيس ولكن الحقيقة أنه ينشر كل سنة في ألمانيا ثلاثة أضعاف ما ينشر في فرنسا من المطبوعات في التاريخ الحديث وينشر في ألمانيا خمسون ضعف ما ينشر في فرنسا من المطبوعات في التاريخ القديم ولكن ترى هل ما تنشره ألمانيا عقود ودرر.

عمال التجارة

رأى سفير فرنسا في لندن أن خير واسطة لنشر تجارة أمته في بريطانيا أن تبعث إليها بأناس من بينها تدربهم على الأعمال التجارية على الأسلوب الإنكليزي وعندها تعهد إليها أن يكونوا وكلاء عع بيوتها التجارية وإن نقل الأشخاص الذين يصرفون المصنوعات ينفع أكثر من الاعتماد على أناس من الإنكليز لتصريف المصنوعات الفرنسوية وما حك جسمك مثل ظفرك. ولذلك بدأ المجمع التجاري في باريز بإرسال كثيرين إلى ليفربول يدرسون الأعمال على الأسلوب الإنكليزي وسيكون ذلك مقدمة لنشر البضائع بين أمة أخرى.

تجارة الكتب

لم تكن فرنسا تصدر إلى إيطاليا من الكتب سنة 1903 سوى نصف ما تصدر ألمانيا إليها أي أن الأولى تصدر إلى إيطاليا بأربعمائة ألف فرنك وألمانيا تصدر إلى إيطاليا بثمانمائة فأصبحت فرنسا تصدر إلى إيطاليا في السنة الماضية 636 ألف فرنك وألمانيا 916 وورد على فرنسا في السنة الماضية 7817 قنطاراً من الكتب المغلفة ومثل هذا القدر ورد على ألمانيا وفرنسا وألمانيا في مقدمة بلاد أوروبا بإصدار الكتب.

المعتوهون

تبين أن أحسن طريقة في اختبار المعتوهين ممن وقعت لهم عوارض وقتية وليسوا من العته في شيء هي التي جرت عليها مدينة غلاسكو في بلاد الإنكليز فإنهم هناك قبل أن يلقوا المصاب في مستشفى المجاذيب يجعلونه تحت المراقبة بضعة ايام وبذلك كان يظهر أن خمسين في المئة لا يصلحون للبيمارستانات وستجري أكثر مدن أوروبا على هذه الطريقة في استثبات حال المجانين.

الملكة فكتوريا

نشر في العهد الأخير في إنكلترا كتاب ضخم في ثلاثة مجلدات وهي رسائل الملكة فيكتوريا والدة الملك إدوارد السابع ملك الإنكليز الحالي التي تولت الملك 64 عاماً مما لم يعهد لملك في تاريخ إنكلترا أن تولى أمر الناس هذا الزمن الطويل وكان ابنها هو وكاتم أسراره مساعدين في إعداد هذه المفكرات ليكون منها الشعب الإنكليزي صورة حقيقة من قلب الملكة فكتوريا وأفكارها بدون تغيير الحقيقة التاريخية أو تعديلها وبدون أن يغفلوا عن ذكر الأوهام التي كانت مستحكمة فيها لأول عهدها وهذه المجلدات هي عن الخمس والعشرين سنة الأولى من حكمها.

الانتحار والتربية

ألف أحد علماء الإفرنج كتاباً في التربية وانتحار الأولاد فأثبت أن عدد المنتحرين من الأطفال يزداد سنة عن سنة وأن الداعي إلى الانتحار هو الغيرة والغضب والكبر والخصومات الأهلية ومضادة الأميال والإجهاد العقلي وسوء معاملة الوالدين وفي تضاعيف ذلك ما يبدو في المنتحر من ضعف الإرادة الناتج من مجتمع قليل المتانة وبالجملة فإن القرف من الحياة يأتي أبداً من ضعف المزاج ولا وسيلة لدفع الأولاد عن الانتحار إلا بإطعامهم جيداً وتنويمهم طويلاً وتقوية أعصابهم بالجري على التدابير الصحية والمعالجة بالماء البارد وإدخال السرور على قلب من كان فيه استعداد لذلك والتخفيض عليه إذا ضاق صدره. ومن رأيه أن تاثير المعتقدات الدينية والقراءة في الكتب الصحيحة من أحسن المؤثرات في عقل المستعد للانتحار وأبان بالأمثلة والشواهد ما ينال الشبيبة من المخاطر إذا حشيت عقولهم بالمعارف فوق طاقتها.

أخطار المسكرات

ذكرت مجلة المعين الاجتماعي أنه أحصيت محال بيع المسكرات في فرنسا سنة 1905 فكانت 476593 محلاً وما برحت آخذة بالزيادة منذ قرن قالت: وإن الحكومة لا تجهل أن جميع إصلاحاتنا الاجتماعية تكون من العبثيات وجميع تربيتنا لجمهور الأمة وحرياتنا السياسية والمدنية ونظامنا الدستوري تصبح أبهة باطلة وأثراً بعد عين إذا ظل بائعو المسكرات يسممون الناس عندنا كما هم الآن. وقد أمر وزير الداخلية بأن تحقق أحوال دور المجانين فأثبتت اللجنة التي عهد إليها النظر في ذلك في 36 ولاية أنه زاد عدد المعتوهين بتعاطي المسكرات منذ عشر سنين 57بالمئة وأن نصف المصابين بالجنون كان لتعاطيهم الإبسنت والأشربة المقبلة. وفرنسا ساعية في إبطال المشروبات الضارة وإغلاق معظم محال بيعها جرياً على مثال معظم الأمم الراقية في الغرب.

القرى والمدن

تشكو معظم بلاد الغرب من كثرة زهد الفلاحين في قراهم وانقلابهم إلى المدن يتعاطون فيها الأعمال الصناعية وغيرها وقد وضعت فرنسا إحصاءً لذلك فظهر لها أن سكان الأرياف كانوا فيها سنة 1846، 75 في المئة من مجموع الأمة فنزل معدلهم اليوم إلى ستين في المئة هذا مع أن فرنسا أرقى البلاد الأوروبية بزراعتها. وقد غادر الحقول من سنة 1872 إلى 1891 نحو أربعة ملايين ونصف من الريفيين ولحقوا بالمدن والعواصم وفي الإحصاء الذي تم سنة 1891 كان سكان باريز 2300000 منهم 800000 باريزيون أصليون والباقون ريفيون.

غلاء المعيشة

يقول الاقتصاديون أن السبب في غلاء الحاجيات هذه الأيام كثرة الذهب في الأيدي فقد زاد محصول الذهب في العشر سنين الأخيرة ضعفي ما كان عليه فكان مجموع ما في العالم من الذهب سنة 1896 عشرين ملياراً فأصبح في العام الماضي ثمانية وثلاثين ملياراً من الجنيهات فالجنيه وقيمته قيمته ولكن ما كان يتيسر للمرء أن يبتاع به من البضاعة لا يتيسر له أن يبتاعها به الآن لأنها قلت وعلى هذه النسبة تضاعفت أثمان اللحوم والفراخ أو زادت الثلث عما كانت عليه منذ عشر سنين. والمتأخر في هذا الباب آخذ باللحاق بالمتقدم.

الدعوة إلى السلم

أول من دعا إلى السلام هو الفيلسوف الهولاندي إيراسم المدعو فولتير اللاتين فرأى سنة 1517 أن يجتمع ملوك الأرض إلى مؤتمر عام في مدينة كامبري الفرنسوية تحت زعامة الإمبراطور ماكسيميليان وفرنسيسن الأول وهنري الثامن ملك إنكلترا.

مطاعم الشعب

كانت مدينة ليون سنة 1892 أول من فتح مطاعم للشعب تبيع الوجبة بأربعين سنتيماً وهي تحوي على لحم وبقول وجبن وخمر فيربح المطعم من كل وجبة سنتيمين ونصف ويربح من يقومون بهذا العلم ستة في المئة إلا أن سويسرا أرادت أن تفوق فرنسا في هذا السبيل فأنشأ بعض أهلها في مدينة زوريخ مطعماً ونزلاً للشعب مطلين على رابية هناك من أجمل المناظر البديعة وجعلت الأجرة عن كل يوم ثلاث فرنكات ونصفاً عن الطعام والشراب والمنام ومن أراد أن يمسك له محلاً يجب عليه أن يخابر إدارة الفندق قبل ستة أشهر.

العلم والإحسان

تبين بالإحصاء أن النفوس رغبت في الثلاث سنين الأخيرة عن مد يد المعونة لدور الإحسان فقد كان ما جادت به النفوس في فرنسا سنة 1904، 24 مليون فرنك من الوصايا والمنح في سبيل الخير فنزلت سنة 1906 إلى ثمانية عشر مليوناً ولكن ثبت أن من يوصون لدور العلم والمجاميع العلمية يكثر عددهم وما تجود به ايديهم فقد كان ما جادت به نفوس الفرنسيس في هذا السبيل سنة 1905 مليوناً ونصفاً من الفرنكات فبلغ سنة 1906 مبلغ 2. 389. 000.

الأميون في بولونيا

ثبت بالإحصاء ان سكان فارسوفيا عاصمة بولونيا قديماً التي هي اليوم من أعمال روسيا يكثر عدد نفوسها كثرة غريبة فقد بلغوا مليوناً من النفوس ولكن الأميين فيهم كثار بلغ معدلهم 41 في المئة من الرجال و51 من النساء وإن عدد الأميين في بولونيا أكثر منه في جميع الولايات الروسية في أوروبا الغربية فإن صح ما قالوا فما تقول مصر والأميون فيها تسعون في المئة والبلاد العثمانية وما نظن الأميين فيها يقلون عن ثمانين في المئة.

الإحسان العام

ذكر بعض المحققين من الإنكليز أن إنكلترا في مؤخرة الشعوب الراقية من حيث جودها بالمال على البائسين فإن فينا من هذا القبيل خيرا من لندرا وبرلين خير من فينا وكوبنهاغ خير من برلين فترى الشيخ العاجز في بلاد الدانيمرك موضوع العناية العظمى ولا يكلف أكثر من سبعة فرنكات على صناديق الإحسان على حين أن الرجل في إنكلترا يموت جوعاً إذا لم يمد يده فيشحذ ويكلف العاجز فيها على المكلفين من الأهلين زهاء عشرة فرنكات.

الورق في أميركا

أكدت مجلة المجلات النيويوركية أن مجاعة من الورق ستنتشر في الولايات المتحدة بعد بضع سنين وذلك أن صنع الورق من الأشجار قد كاد يفنيها فإذا دامت الحال على هذه الصورة في قطع الأشجار لصنع الكاغد لا يمضي ربع قرن حتى لا يبقى شجر ولا ورق وقد أوردت مثالاً لذلك إحدى جرائد نيويورك التي تطبع ثمانمائة ألف نسخة في اليوم على ثمانين صفحة كبيرة قالت أن هذه الكمية من الورق التي تصرفها جريدة واحدة تحتاج إلى 9779 شجرة من علو عشرين متراً ثخينة وطلب الكاتب من الحكومة أن تنظر في حال الغابات التي تحطم لتصنع منها تلك الورقات والصفحات.

معامل اللبن

رأى أحد المفكرين أن مراقبة الحكومات لمعامل اللبن (الحليب) من أهم الخدم التي تخدمها لأممها وذلك لأن اللبن يستعمله الناس عامة فإذا لم يكن سليماً يزيد في عدد الوفيات وقد ظهر بالإحصاء أن معدل وفيات الأطفال قد نزل في روشتر من أعمال ولاية نيويورك إلى أربعين في المئة لأن حكومتها راقبت اللبن مراقبة صحية دقيقة.

سياح اليابان

ينتشر ميل اليابانيين إلى السياحة في الأرض ولم يقصروا سياحاتهم على بلاد الصين والشرق الأقصى بل هم يقصدون بلاد الغرب أيضاً وقد رأى أحد عظماء مفكريهم أن السياحة تطلب لكل من يشتغل طوال السنة بالأشغال العقلية وإن في المدن اليابانية المنقطعة كمدينة كيتو ونيكو وهاكون غنية عن ارتياد البلاد البعيدة إلا أنه ينقصها فنادق من الطراز الحديث ومحال للسماع ومحال للسباق وقال أن اليابان من هذه الوجهة متقهقرة فرثى لها من أجل ذلك.

المدنية الحديثة

بحثت إحدى المجلات اليابانية عن الطرق الحقيقية التي يجب سلوكها للأخذ بأهداب هذا التمدن الحديث فقالت كل ما يسلك في هذا السبيل لغو وإثم إن لم ينظر فيه لسعادة البشر وهذه السعادة لا تنال إلا بترقية الأخلاق الشخصية وتحسين الذوق وهذا لا يتأتى إلا بنشر التعليم والتهذيب.

خطب ومحاضرات

أخذ حديثاً نادي المدارس العليا في هذه العاصمة يدعو بعضاً من المشتغلين بالعلم والأدب لإلقاء خطب ومحاضرات على بعض أعضائه فممن خطبوا فيه رفيق بك العظم وأحمد بك كمال وأحمد بك زكي وعمر بك لطفي وهم من أساطين النهضة المصرية اليوم. فقد خطب الأول في التدوين في الإسلام خطبة قال فيها: إذا قيل أن العرب أمةأمية فليس هذا القول على إطلاقه بل ربما طلق هذا الوصف على عرب البادية إطلاقاً أعم من إطلاقه على غيرهم من سكان المدن والدول البائدة كسكان اليمن ومدن نجد والحجاز والعراق والجزيرة وأطراف الشام الذين عرفت لهم دول ذات حضارة ومجد كالتبايعة في اليمن والمنادرة في العراق والحوارث في أطراف الشام الذين منهم ملوك تدمر في شرقي سوريا وإليهم تنسب الزباء زنوبيا وزوجها أذينة (أوزينوس) ومنهم ملوك غسان في جنوب سوريا وتاريخهم مشهور معروف.

فهؤلاء الشعوب لا يجوز أن يطلق عليهم وصف الأمية إلا بالنسبة لحالة كل عصر كانوا فيه وإنما غموض تاريخهم وطموس آثارهم أضاف تاريخهم إلى التاريخ القديم فكان مجهول الحقيقة إلا قليلاً مما وقف عليه الباحثون من الآثاؤ الكتابية للحميريين في اليمن والكتابات النبطية في شمال الحجاز وسيكشف دؤوبهم على البحث وتتبع الآثار أكثر من ذلك. وحسبكم شاهداً على أن الأمية لا يجوز إطلاقها على كل العرب ما كان موجوداً من كتب أهل الحيرة إلى أوائل القرن الثالث الهجري بدليل ما قاله هشام بن محمد بن السائب الكلبي في كتاب الأنساب وهو إني كنت أستخرج أخبار الغرب وأنسابهم وأنساب آل نصر بن ربيعة ومبالغ أعمار من ولي منهم لآل كسرى وتاريخ نسبهم من كتبهم بالحيرة.

أما عرب الحجاز فالمعرف عن الكتابة عند سكان المدن منهم قبيل البعثة أنها كانت موجودة ولو مع الندرة يدلك عليه كتابة المعلقات السبع التي كانت على الكعبة والصحيفة التي عاقدت فيها قريش على رد حقوق وإنصاف المظلوم وعلقوها على الكعبة والمعروف أنهم كانوا يكتبون العربية تارة بالخط النبطي وأخرى بالخط الحيري الذي عرف بعد ذلك بالكوفي ومرة بالخط العبري. ثم ذكر أن الحديث كتب إن لم يكن كله فجله على عهد الرسول وأصحابه والحديث يشمل أكثر تاريخ الخلفاء وكذلك كتب فن النحو الذي أملاه علي بن أبي طالب على أبي الأسود الدؤلي وأما في عصر التابعين وتابعيتهم فقد كانت العناية بكتابة الأخبار أكثر وأقبل الناس على اقتناء الكتب وجمع المكتبات ومن ذلك ما رواه ابن عبد البر عن هشام بن عروة عن أبيه أنه احترقت كتبه يوم الحرة وكان يقول وددت لو أن عندي كتبي بأهلي ومالي وكانت وقعة الحرة في سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية وكان ابن شهاب الزهري إذا جلس في بيته وضع الكتب حوله فشغلته عن كل شيء وهو من أهل المئة الأولى ولم يأت القرن الثاني حتى كثرت الكتب في فنون شتى خصوصاً فنون العربية والأدب فإذا كان ذلك كذلك هل يبقى مجال للريب في أن العرب دونوا علومهم في الصحف من ابتداء القرن الأول وهل يستراب في صحة هذه العلوم على ما ثبت معنا من أنها كتبت مدعومة بالرواية لتكون أبعد عن سهو الكاتبين وتحريف الناسخين.

قال وهذه الطريقة في النقل لا تعد ثلمة في تاريخ الإسلام يتطرق منها إليه الوهن والتجريح بل تعد تحقيقاً للأخبار بالغاً حد الأمانة والتمحيص لم تسبق إليه أمة من الأمم غير المسلمين أما تلك الكتب التي دونت في الصدر الأول فإنها أدمجت في الكتب الجامعة التي ألفت بعد ارتقاء التأليف كما يرى في كتب الفنون التي اشتغل بها العرب ودونت بعد القرن الثاني معزوة لقائليها.

وخطب أحمد بك كمال في التوحيد عند قدماء المصريين وتكوين أرض مصر والنيل وفي أصل الخليقة وأصل المصريين فقال أن صيغة التوحيد عند المسلمين موافقة تقريباً للصيغة التي كان يدين بها المصريون قبل عصر الملوك ويدلنا على ذلك رسوم هيروغليفية وجدت في أوراق البردي القديمة فترجم صورة هذه الصيغة عندهم بما يأتي: الله وحده لا ثاني له يودع الرواح في الأشباح أنت الخالق تخلق ولا تخلق خالق السموات والأرض وقال أن علماء الآثار المصرية كانوا يعتقدون إلى ما قبل عشر سنين أن قدماء المصريين وثنيون ولكن زال هذا الاعتقاد باكتشاف هذه الصيغة وإن التوحيد أتاهم من نوح عليه السلام بدليل قوله تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً إذا قيل أن الشرك كان شائعاً عند قدماء المصريين بدليل قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار فيقال أن يوسف كان سجيناً عند فرعون مصر وأن عقيدة الشرك لم تدخل مصر إلا مع الرعاة (الهكسوس) الذين دخلوا مصر قبل عصر الأسرات ولذلك كان المصريون يطلقون على بلاد العرب اسم بلاد الوثنية وقال أنه جمع أسماء الأصنام بالعربية فرأى أسماء تشابهها بالهيروغليفية واستطرد إلى ذكر البردي فقال أنه كان يزرع في الوجه القبلي وأن اللوتس (له ثمر كالشعير يقتات به) كان ينبت في الوجه البحري وأن المصريين سطروا علومهم من طب وهندسة وحساب على أوراق البردي واللوتس. وهذا النباتان رمزان على من يحكم الوجه البحري والقبلي فإذا رأيت كرسياً مرسوماً عليه صورة البردي واللوتس فاعرف أن الملك الجالس عليه كان يحكم الوجهين القبلي والبحري.

وقال أن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن النيل ينبع عند أسوان ثم علموا أنهم مخطئون في اعتقادهم وأن منبع النيل أبعد مما كانوا يتوهمون فلما وصلوا إلى بحيرة نو اعتبروها أصلاً وأطلقوا عليها هذا الاسم ومعناه ماء والمصريون هم الذين عرفوا الجهات الأربع فكانوا يطلقون على الجهة التي يأتي منها النيل قرن الأرض أي طرفها ولذلك قيل عن ذي القرنين أنه ملك المعمور ولكونه أخذ بطرفيها ويطلقون على المقابلة لها بحري والشرق على مطلع الشمس وقالوا عنه بخ أي الميلاد. وعرف المصريون الجنة والنار لأنه وجدت رسوم للنار والزبانية والحساب الأخروي في آثارهم. وأن النيل لم يكن له مجرى ثابت بل كان يفيض سيحاً وكان منحصراً بين جبال برقة وليبيا. والبحر الأبيض يضرب إلى الفيوم واسم الفيوم بالهيروغليفية بيوم ومعناه الماء وكان هناك للنيل خزان كبير وما زال طمي النيل يرسب في قطعة الدلتا ويتقدم نحو البحر حتى تكون الوجه البحري وكان يتفرع عند أكاسور أمام أنبابة إلى فرعين فيذهب إحداهما إلى دمياط والثاني إلى أبي قير وكان يتولد عند بنها فرع ثالث يسمى فرع سمنود الذي طم بعد ذلك فتكون من الفرعين الباقيين والبحر شكل الحرف اليوناني المسمى دلتا وأول بلد أنشئت في مصر لصلاحية أرضها للزرع هي أسيوط.

وكان موضوع محاضرة أحمد بك زكي هل تخيل العرب اكتشاف أميركا قبل كريستوف كولومب فقال أن نقطة تاريخ ليست عربية وأن الهرمزان الفارسي الذي كان في مجلس عمر بن الخطاب عندما جمع هذا الصحابة يشاروهم في أمر التوقيت قال أننا معاشر الفرس نأخذ مبدأً معلوماً نجعله بداية التوقيت ونسميه ماه روز فاصطلح العرب على هذا وجعلوا يوم الهجرة النبوية أول التوقيت الإسلامي وخرج لفظة ماه روز بأن الهاء حرف صامت أو ناطق عند الإفرنج وكذلك عند العرب فتسقط الهاء على أنها حرف صامت فتصير ماروز ونسمح لأنفسنا في إبدال الزاي خاء فتصير ماروخ ويتصرف منها أرخ يؤرخ تأريخاً.

ثم تكلم على شغف العرب بنقل كتب الفلسفة والعلم وكيف كان المأمون يحارب فتزهد نفسه في أخذ البلاد أو تكثير الجزية ولا يريد من المغلوبين على أمرهم من الملوك والأقيال إلا كتب العلم وإن هذا مما لا يعهد له نظير في فتوح العصور المتأخرة وذكر كيف أن هذا الخليفة انتدب يوحنا ابن البطريق المصري إلى بلاد الروم ليبحث له عن كتاب أرسطو في السياسة فأخذ يتنقل من دير إلى دير ومن عالم إلى عالم حتى عثر عليه ونقله إلى العربية وقال أن البحر المتوسط كان على عهد المأمون بحيرة محاطة بملكه وجزيرة صقلية من جملة ملك العباسيين ثم استطرد على عادة محاضرات العرب إلى ذكر صقلية لما ملكها روجر الثاني وقال أن عماله كلهم كانوا من المسلمين وبهم كان يقتدي ويهتدي كما نحن اليوم نأخذ عن الإفرنج كل شيء. وتكلم عن الأخوة المغرورين أو المغرورين وهم جماعة من قبيلة واحدة من العرب قاموا من لشبونة معتمدين على الصبا وعددهم ثمانون عربياً للبحث عن أرض جديدة في المحيط فلم يتمكنوا إذ هاجمهم في الطريق عدد لا يحصى من البواشق فرجعوا وقصوا أشياء غريبة فسموا بالمغرورين وسمى دربهم في لشبونة بدرب المغرورين وهذا ما أيده الشريف الإدريسي في جغرافيته. وفي رواية ثانية أن المغرورين كانوا ثمانية رجال كلهم أبناء عم ركبوا البحر في أول هبوب الريح فجروا بها نحواً من 11 يوماً فوصلوا إلى بحر كريه الرائحة كدر الماء كثير الطروش قليل الضوء فعادوا ونزلوا بجزيرة كثيرة الأغنام وأخذوا لملكها فأكرمهم ولما سألهم عن حالتهم قصوا عليه ما حدا بهم فلم ير إلا أن يركبهم في سفينتهم ويصحبهم بجماعة من عنده عصبوا عيونهم أياماً فلما توسطوا البحر تركوهم لشلوهم عن الطريق ولما وصلوات إلى مكان هناك سألوا جماعة من البرابرة عن المسافة بينهم وبين لشبونة فقال الزعيم مسيرة شهرين فقال القوم وا أسفي وسمي المكان أسفي والمغاربة يحذفون منها الألف. وبذلك تبين أن الثمانية أو الثمانين المغرورين قد ساورا أحد عشر يوماً حتى وصلوا إلى جزيرة آسور سنة 1433م وأن العرب لم يستطيعوا مواصلة سيرهم لضعف الوسائل.

وكانت محاضرة عمر بك لطفي في أصل البنوك والمصارف فقال كان في القرون الوسطى في إيطاليا أناس يحترفون بإبدال العملة يجلسون في الطرقات العامة وأمامهم منضدة (ترابيزة) موضوع عليها نقود للصرف وتلك المنضدة تسمى بالإيطالية (بانكا) ثم ترقت وظيفة هذه الطائفة واتسعت فأخذ الناس يحفظون نقودهم عند هؤلاء الصيارف وصارت مصارفهم محلاً للودائع والأمانات ثم أخذوا سكة (عملة) وهمية بدل السكة الحقيقية التي كانت معرضة للتلف فأصبحت كأوراق البنوك اليوم وأول مصرف حاز اسم بنك مصرف مدينة البندقية سنة 1157 والصين أول البلاد التي أحلت حكومتها سنة 807 م العملة الاصطلاحية محل عملة النحاس ورأى ابن بطوطة هذه العملة الاصطلاحية كما وصفها الرحالة جون مورفيل سنة 1427م ولم يظهر أثر للعملة الاصطلاحية في البلاد الغربية إلا في سنة 1122 أثناء حصار أهل البندقية لصور فإن الدوق ميكيلي الذي كان قائماً بأعمال الحصار أصدر إذ ذاك عملة من الجلد عليها علامات الدوقية ورسومها فصرفت بالنقد لأربابها عند ما وردت على البندقية وسنة 1240 أصدرت مدينة ميلانو لأول مرة في أوروبا أوراقاً لها حكم العملة الحقيقية. ولعل النادي يطبع خطبه ومحاضراته تعميماً لفائدتها.