مجلة المقتبس/العدد 21/سير العلم
→ صحف منسية | مجلة المقتبس - العدد 21 سير العلم [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 15 - 10 - 1907 |
حروب العالم
ألف أحد علماء الفرنسيس كتاباً جليلاً سماه ماضي الحرب ومستقبل السلم ذكر فيه ما احدثته الحروب من الويلات قي القرن التاسع عشر قرن العلم والنور فقال أن القوانين حكمت في خلاله على عشرة آلاف مجرم بالإعدام في العالم على حين أن الحروب ازهقت ارواح خمسة عشر مليون شاب شجاع وعلى هذا فقد كفر مجرم واحد عن فعلته بالموت وفضى الفإن من الابرياء في ميادين الوغى فكان الماضي حقاًُ مجزرة عقيمة وإذا ظلت هذه المجازر تجري على مرأى ومسمع من العالم فإن عارها تحمر منه الخدود وذكراها تقشعر منه الجلود. قال ومن ادعى بأن فرنسا إذا سعت إلى أبطال الحرب ولم تعد إلى مااتته من حوادث الجنون في إهراق الدماء على عهد فرنسيس الأول ولويس الرابع عشر ونابليون الأول تسعى إلى حتفها بظلفها فهو في غرور وإذا فعلت فرنسا فإنها بذلك تعمل على ما فيه مجدها وإعلاء شأنها. قال واما أولئك الألوف من الضباط ومئات الألوف من العملة في دور الصناعات الذين يعملون الآن فإنهم ينصرفون إلى أعمال غير أعمالهم الأن فبدلاً من إنشاء الدوارع الحربية ينشئون البواخر التجارية وبدلاً من صنع الخرطوش يعملون على استنبات الحنطة وقال ينبغي أن تكون معاهدات التحكيم إجبارية بين الأمم وبذلك تمتنع الحروب من العالم.
الدخان الضار
يحدث من دخان المعامل في المدن الصناعية الكبرى كلندن وباريز ما يضر بالسكان والمكان فقد قدر الحامض الكبريتي الذي يتكون منها كل سنة في لندن وحدها بنصف مليون طن تدخل في رئة الناس فتقرضها كما تفرض الحجر الجيري والرضم والقرميد وتحيل هذه المواد إلى سلفات الجير وتتفتت ويخشى منها على المصانع الكبيرة والمعاهد والمعابد.
وقد جربوا عدة مواد لملافاة ضرر هذا الدخان ورأوا أن أحسن واسطة طلي البنايات بمحلول الباريت لأنه كلاملاط يحكم الربط بين أجزاء الحجارة فاسفرت تجربته عن تقوية الحجارة كانها الآن خارجة من المقلع وكانت من قبل تتفتت باليد. ولكن إذا اغتبطت الجمادات بانها لا تتضرر بعد الآن بهذا الدخان فإن الإنسان والنبات مازالا يتضرران منه والعلماء يبحثون عن طريق تقي منها البشر.
أقزام جدد
صادف أحد رجال البعثة الإنكليزية التي عهد إليها صعود جبال القمر في خلال سياحتها في أفريقيا جيلاً من الأفريقيين الأقزام لم يكن معروفاً من قبل في بقعة كاد يظن أنها أمنع من جبهة الأسد تمتد من جنوبي بحيرة إلبرت ادوارد وهي جبلية ذات وهاد ونجاد وعقاب وشعاب وفيها فوهات بركانية خامدة وهذه الجبال مغطاة بأشجار الخيزران الجيد وقد نزل أولئك الأقزام في ادغال هناك وهم يعيشون بشن الغارات على من في جوارهم ونهب السكان المنتشرين في الجبال. وهم اقصر قامات من أقزام الكونغو ولم يعرف العلماء الباحثون في أصول الأمم عنهم شيئاً. فهم لا يعرفون الصنائع ولا الصيد ولا يحسنون غير السلب والنهب وعندهم خلايا يقتاتون بعسلها مع اللبن وقد أتى المكتشف معه إلى أوروبا باقزمين مثالاً من أولئك القزم المجهولين.
اللغة العربية
قال الدكتور براون احد أساتذة جامعة كامبردج في مأدبة أقامتها اللجنة المصرية في دار الندور الإنكليزية لجماعة المصريين: أن لغة مصر الآن تهبط وهي اللغة العربية الفصحى لأن الازهر قد بقى في خلال هاتيك القرون المظلمة حصناً منيعاً للغة العربية والآداب الإسلامية. وقال: يقولون أن اللغة العربية غير صالحة للعلوم العصرية. يقولون هذا وهم من الضياع. اللغة التي نقلت لنا آداب الفرس والهنود القرون البائدة. اللغة التي كتبت بها جميع المؤلفات العلمية الثمنية كيف يمكن أن يقال أنها لا توسع صدرها لتلقين مبادئ علوم عصرية؟
ألفت الكتب في علم الجغرافيا وتخطيط البلدان على طريقة لم يؤلف مثلها وكتبهم العربية في التاريخ اوسع الكتب وادقها بل في نظري أن التاريخ في بعض المؤلفات العربية لم يكتب على نسقة في أوروبا وذكر ابن خلدون وابن الاثير والطبري والفخري وغيرهم ثم قال: وفي باب العلم والفلسفة والأخلاق نجد من المؤلفات ما لا يوجد له مثيل. ما ظنكم بجماعة من كبار أهل العلم يجتمعون في القرون التي كنا فيها في دور الهمجية والوحشية يؤلفون دائرة علوم اسمها (اخوأن الصفاء) ونحن من الآن نفتخر بكتاب دائرة العلوم الإنكليزية في القرن العشرين ونقول أن اللغة العربية لا تصلح لتلقين العلوم. هذا الشهر ستاني في كتابة (الملل والنحل) قد جمع في مؤلف صغير خلاصة الآراء الدينية والفلسفية التي كانت تعتقد فيها الأمم الغابرة والحاضرة وهذه دوائر العلوم العربية في مكاتب اسبانيا وفي مكاتب أوروبا وكيفما كأنت الحجة في عدم تعليم العلوم باللغة العربية في مصر فلا مراء مطلقاً في أن تعليم امة بغير لغتها صد لها عن التقدم وعقبة كبرى في سبيل نهضتها بل أقول أنه لا تعليم البته لامة بغير لغتها.
ورق الخيزور
ذكرنا ما كان من اتخاذ بعضهم الورق من شجيرات الاريقي وما كان من اتخاذه من سوق القطن وعيدانه. وقد قرأنا في الأخبار العلمية الآن انهم أخذوا يصنعون الورق من الخيزور في برمانيا من أعمال الهند الصينية فمنحت حكومتها عدة امتيازات للانتفاع بالخيزران وقد كان الصينيون منذ الزمن الأطول يعرفون ألياف الخيزور وانه يصنع به الورق وأن لم يستعمل في الصناعة بالفعل ولكن أحد الإنكليز المقيمين في جزائر الجاماييك عن له هذا الخاطر فأخذ منذ عام 1900 يضاعف الهمة في زرع الخيزران في ذاك الارخبيل ولكن أعماله لم تأت بفائدة لنزع أليافه من الصمغ الذي يلصقها بالجذوع وقد توصلوا الأن إلى صنع ورق جميل جداً من ألياف الخيزور وهو من الطراز الأول في الجودة والمتانة وأخذت الحكومة الإنكليزية في ذاك الصقع تنشيط زراعة الخيزران لرخص أسعاره وجودة ورقه وسيعمل من أليافه بعد سبع سنين كل سنة عشرة آلاف طن وبعد خمس عشرة سنة عشرون ألف طن فيأتي بأرباح عظيمة.
البيض
قدم أحد العارفين إلى كلية باريز بحثاً في منافع بيض الدجاج وبيض الفسيخ (البطارخ) قابل فيه بين تغذية هذا البيض وتغذية اللحوم فقال أن البيض ولاسيما بيض الفسيخ تكثر فيه مادة الألبومين أكثر من اللحم وانه حسن الرأي الاعتماد على هذا البيض في التغذية على شرط أن لا يتعدى معدله من الجنسين من خمسين إلى مائة غرام في اليوم وقال أنه من حيث الثمن ارخص من اللحم وسالم من العيوب وفيه غذاء نافع فوسفوري.
المطاط كتب أحدهم في مجلة المجلات الأمريكية مقالاً تكلم فيه عن المطاط وذكلا شيئاً من تاريخ معرفة الناس فوائده واكتشافهم الجهات التي تنمو فيها أشجاره واستخراجهم له قال: في المنطقة الحارة التي هي المنبت الحقيقي لأشجار المطاط نحو الثلاثمائة أو الأربعمائة شجيرة وغرسة يخرج منها سائل يضرب لونه إلى البياض فيه خواص المطاط وأهم مورد له الآن وادي الأمازون والكونغو ومن المحتمل الحصول عليه أيضاً في المستقبل من جزيرة سيلان ومستعمرة سنغافورة بكميات وافرة. وفي هذا الوقت تزرع ملايين من أشجار بالهند مع أنواع منها جديدة يرجى أن يكون مطاطها رائجاً جداًُ في جميع الأنحاء.
المطاط مادة يستخرج من لحاء الأشجار ولتلك المادة لون يشبه لون اللبن وهي في عرف علماء الكيمياء من قسم الجوامد التي تعرف بالمواد الغروية غير أنهم يجهلون كل الجهل المنشأ الحقيقي لخاصتها الغروية. وقد وفق شارلش ماكنتوش عام 1833 إلى تذويب المطاط في البينزين وفي سنة 1839 اكتشف شارلس جدبير من نيويورك أنه إذا مزجت كمية من المطاط مع أخرى تعادلها من الكبريت لم يكن الناتج لينحل إذا استلطت عليه حرارة خفيفة او لنزلج إذا كانت درجة الحرارة عالية. لم يكن المطاط في ذاك الوقت مستعملاً بكثرة في الولايات المتحدة أما اليوم فإنها تستعمل زهاء نصف ما يستخرج من المطاط في الكرة الأرضية ويصح أن نقول أن المطاط يكون غداً من الزم ضروريات الحياة وأصبح عظيم الخطر والقدر وقد جاء وافياً بما كنا ننشده من متمات معينات التنقل. فلولاه لكان من المستحيل عمل مركبات السكك الحديدية الهوائية (مركبات تسير على قضبان من حديد بواسطة الهواء المضغوط) ولولاه لماتمكنا من نقل الكهرباء وتسييرها في الاسلاك.
من الممكن للناس أن يستغنوا عن المطاط في صنع الاحذية والجوارب مثلاً ولكنهم لا يمكنهم أن يتخلوا عن استعماله - اذ لايوجد ما يغني عنه - في عمل وسائل التنقل الجديدة كعربات السكك الحديدية والسيارات وفي المفاوضات بالكهرباء والإنارة بها وكذلك يحتاج إليه في عمل الجراحات وفي الادوية ويبلغ مجموع ثمن ما يباع منه في أنحاء العالم 16 مليون درهم إنكليزي وزنه هذا المحصول 125 مليون رطل إنكليزي والمدن التي فيها أكبر سواقي المطاط والتي يصدر منها إلى سائر الأمم وهي: نيويورك وليفربول ولندرة ولشبونة والهافر ولا يزيد ما يؤخذ سنوياً من المطاط من الأشجار التي زرعت حديثاً عن مائة طن. والاشتغال بجمع المطاط في جهات الأمازون والكونغو صعب جداً ولا يقدر على المعيشة والعمل هناك غير الوطنين. وجميع الاحذية والنعال والملابس المصنوعة منه بالولايات المتحدة - ما عدا مدينة بوسطن - تحتكرها شركة واحدة تدعى (شركة مطاط الولايات المتحدة) ويفيدك أن تعلم أنه يمكن إصلاح ما يخرب مما يصنع من المطاط إذا تقادم عليه العهد وإرجاعه إلى سابق حاله.
السكك الحديدية
تكثر الاعشاب والجميم في ممر الخطوط الحديدية حتى تكاد تكون احياناً من عوائق القطارات وقد استعملت عدة ذرائع لأهلاكها فلم تأت بنتيجة وقد اخترعت الآن شركة سكك حديد المحيط الهادي في أمريكيا مركبة كهربائية ذات دواليب تحرق الاعشاب على طول الخط الحديدي فتزيل في النهار الواحد الحشيش والعشب من ثلاثين إلى أربعين كيلو متراًُ وهذه المركبة تسير كما يسير القطار العادي وإذا اجتازت مرتين ثلاثاً في مكان فبشره بعدها بانه لا ينبت فيه عرق أخضر.
اللبن النباتي
يستعمل هذا اللبن في الصين ويستعاض به في أحوال عن لبن البقر وهو يصنع من بزور الفأصوليا الزيتية فتطبخ وتعصر جيداً بحيث يأتي منها نوع من العصيدة إذا حلت في الماء يكون منها مشروب يسمى اللبن النباتي ويصنع من جبن طري ويمكن جفظه بوضعه في الملح فيشبه جبن (الروكفور) وجبي العنز المعروف بالشيبيشو وجبن (الجرافيرا)
اللغات الأوروبية
يقول احد علماء السكسونيين أنه سيكون عدد المتكلمين باللغة الإنكليزية في أواخر القرن العشرين 650مليوناً من البشر وعدد المتكلمين بالروسية 235 مليوناً وعدد المتكلمين بالألمانية 215 وعدد المتكلمين بالإفرنسية 90 مليوناً وعدد المتكلمين بالايطالية 79 مليوناً وبالاسبانية 75 وقد اوقع بعض الفرنسيس الشك في هذا التخمين.
قاموس المجمع العلمي ذكروا أن عدد المفردات التي شرحها قاموس المجمع العلمي الفرنسوي اثنان وثلاثون ألفاً فيها عشرون ألفاً من أصل علمي او غريب. وقد قدروا عدد المفردات البسيطة المستعملة بالإفرنسية في الحاجيات اليومية بأربعة آلاف كلمة. ويقول اللغوي ماكس موللر في كتابة علم اللغات أن غاية ما يستعمله المتعلم من الإنكليز في شؤونه هو أربعة آلاف كلمة أيضا. ونحن لا نظن أن المألوف من الألفاظ في معظم اللغات يتجاوز هذا القدر او أكثر منه بقليل مهما كأنت اللغة متسعة.
أثر لأرخميدس
عثر المؤرخ هبرج الدانيمركي مؤخراً على نسخة خطية كتبت على ورق صادرمن مدينة القدس وهي عبارة عن رسالة في الحساب غير معروفة من أرخميدس أعظم مهندس يوناني وهذه الرسالة تكاد تصور حساب التكامل الذي عرف في العصور المتأخرة وبهذا الا كتشاف يكون أرخميدس أعظم رياضي قام في العالم.
التربية المتحدة
انشأ أحدهم مجلة بالإنكليزية في إنكلترا سماها مجلة (كليتي اكسفورد وكمبردج) وهما أشهر مدارس إنكلترا يتوخى فيها الجمع بين المدرستين ليتحدا في التعليم وقد كتب أحدهم فيها مقالة بين طريقة الولايات المتحدة في توحيد التربية فقال أنه لم يكن في أميركا سنة 1870 - في المئة من المدارس المختلطة من الصبيان والبنات وما بقي منها كان يختلف إليه الصبيان فقط. وفي سنة 1898 أصبحت المدارس المشترك 70 في المائة من مجموع مدارسها وربما أنشئت هناك كلية عظمى خاصة بالبنات فقط.
تنزيه المستخدمين
يتنافس كثير من المحال التجارية الكبرى في فرنسا في إرسال مستخدميهم لاسيما مستخدمانهم إلى الضواحي والجبال خلال الشهر الصيف ليروحن نفوسهن بأجور طفيفة جداً وقد أنشئت في باريز جمعيات لإرسال الأولاد إلى الجبال مدة القيظ وبمثل هذه الأعمال الأفرادية تنحل المشاكل الاجتماعية أحسن حل.
مدارس النساء قالت المجلة يجدر بنا بمناسبة مرور السنة الخامسة والعشرين على تأسيس مدارس البنات العالية أن نقول أن فرنسا 56 مدرسة وسطى و47 مدرسة عالية للبنات.
العاملات في فرنسا
في فرنسا ستة ملايين امرأة مستخدمة في الصناعة ومليون امرأة تخدم في البيوت والحوانيت ومائة وخمسون ألفاً انصرفن إلى الأعمال الحرة ومئة ألف في خدمة الحكومة في العاصمة والولايات
المهاجرون إلى أمريكيا
يؤخذ من التقرير السنوي الذي نشره مكتب المهاجرين إلى أميركا إنه كان عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة سنة 1906 زهاء مليون نسمة ولم يهاجر إليها في سنة واحدة أكثر من هذا العدد حتى الآن ومعظم المهاجرين هم الطليان فقد بلغوا 287 ألفاً ويليهم البولونيون والألمان واليابانيون والفرنسيس.
المتعلمون في العالم
احصى احد أساتذة كلية كولومبيا الجامعة عدد الأولاد الذين يتعلمون في المدارس فكان عددهم 23 في المئة من مجموع الأمة في الولايات المتحدة و19 في المئة في ألمانيا و15 في إنكلترا وفرنسا وثلاثة ونصفاً في المئة في روسيا سبعة ملايين ولد ليس لهم مدرسة يتعلمون فيها.
سياح الأميركان
تشاءمت صحف أميركا من كثرة إقبال الأميركان على السياحة في أوروبا فقد زاد عددهم في هذه السنة زيادة عظيمة فقدر الراحلون منهم بمئة ألف سائح فإذا كان معدل ما ينفقه الواحد منهم خمسة آلاف فرنك فيكون ما تخسره أميركا من ذلك خمسمائة مليون فرنك.
الاحتكار في أمريكا
بدأت الولايات المتحدة تدرك مضار الاحتكار فقد قدر بأن معامل السكر التي أغلقت بمنافسة كبار المحتكرين لها سنة 1905 في تلك البلاد بلغت ثلثمائة معمل ومثل هذا العدد من المدابغ ومعامل الاحذية كما أغلق مائتا معمل للقطن وقد زادت أثمأن هذه المصنوعات ثلث ما كانت عليه كما زاد المصنوع منها ثلاثين في المئة.
ثروة أميركيا
كتب أحدهم في مجلة العالمين الباريزية فصلاً في ثروة الولايات المتحدة قال فيه أن نجاحها في زراعتها هو بيت قصيد فلاحها فإن صادراتها الزراعية بلغت أربعة مليارات فرنك وهي تزيد عن وارداتها الزراعية ملياراً او خمسمائة مليون. فالثروة الزراعية تساوي نصف ثروة الأمة باسرها والزراع الأميركي يمثل 35 في المئة من مجموع الشعب العامل وأكثر رؤوس تصرف في الزراعة وما ينهضها وتصريف المياه والتنقل والمهاجرة وتسهيل الموأصلات وأسباب النقل. وما نظارة الزراعة في تلك البلاد العظيمة الا مستودع عظيم للبذور (التقاوي) على اختلاف أنواعها توزعها على المدارس العامة او يوزعها نواب البلاد بايديهم على الفلاحين يناولونهم اياها باليمين كما يناولونهم بالشمال كراسة تطبع منها تلك النظارة ملايين من النسخ فيها كل ما ينفع الزراع في زراعته.
طعام الفرد
قالت مجلة العلم في القرن العشرين أن الاعتماد على البقول في الغذاء نافع على شرط أن يطبق على حاجة كل فرد ولا يكفي أن يحرم المرء نفسه من اللحم ويجشو معدته بالبقول الخضراء والمواد النشوية ولا أن يمتنع من تنأولها بل ينبغي أن ينظر في ذلك إلى القوى الهاضمة التي تختلف في كل إنسان بحسب الشهوة والجنس والسن وثقل الجسم وغير ذلك فالفرد الذي يبلغ وزنه من 65 إلى 70 كيلو غراماً مثلاً يكتفي بالفين او بالفين وخمسمائة جزء من الكالوري إذا اجاد مضغ الأطمعة تماماً.
قانون الأمية
اقترح على الولايات المتحدة وضع قانون من شأنه أن لا يرخص بالدخول للعامي الأمي من المهاجرين إليها فلا يدخل الولايات المتحدة الا من تعلم التعليم الابتدائي وإذ كان أهل إيطاليا أكثر الأمم هجرة إلى أمريكا فسيقضى عليهم أن يتعلموا كلهم ما يخرجهم عن الأمية لان قانون التعليم الإجباري لم يسر في إيطاليا إلا في سنة 1882 ومع هذا فقد دل الإحصاء الأخير أن على 60 في المئة من اهالي أقليم كالابر وهي واقعة إلى الجنوب الغربي من شبه الجزيرة إيطاليا لا يعرفون أن يوقعوا على صك زواجهم وفي مقاطعة نابولي 30 في المائة من المتزوجين ما برحوا أميين اما في رومية فإن عدد الأميين 12 في المئة ونصف من هاجروا في السنة الماضية من إيطاليا إلى أميركيا أمييون.
دائرة المعارف الألمانية
صدر الجزء الثامن من هذه الموسوعات التي دعوها (العلوم العصرية وانتشارها وغاياتها) التي ينشرها الأستاذ بولس هيتبرغ تحت حماية امبراطور الألمان ويساعده في وضعها مئات من أهل الاخصاء في العلوم والفنون المنوعة ومن المقالات التي فيها ما يعد بين كبار أهل العلم من الأثار النادرة والكتابات الباهرة وهي كسائر دوائر المعارف على حروف المعجم ولكنها تقسم إلى أربعة اقسام فالقسمين الأوليين يتناولان البحث في العلوم العقلية كالدين والفلسفة والأدب والفنون الجميلة والحكومة والمجتمع والحقوق والاقتصاد السياسي والقسم الثالث مخصص للعلوم الطبيعية والقسم الرابع يبحث في العلوم الاصطلاحية وهو من أهم الأسفار التي الفت في هذا القرن لأنه خلاصة علوم البشر وزبدة ابحاث الألمان المعروفين بصبرهم وانكماشهم.
الجرذان
الجرذان من أشد المصائب على العالم ولم تعرف إلى الان واسطة لابادتها. نادت بذلك نظارة الزراعة في الولايات المتحدة وحق لها أن تنادي لأن الجرذان قد قامت منذ قرون باضرار لا تحصى في أميركيا وهي آمنة مطمئنة وراحت تنتقل إلى العالم الجديد من العالم القديم وتنتاسل وتتكأثر وكأنت الأسباب المتخذة لابادتها عقيمة بلا جدوى. والجرذان ثلاثة أنواع الاسود وهو المنتشر في أمريكيا منذ ثلاثة قرون والاسمر وأصله من نروج وصل إلى هناك منذ سنة 1775 وأثار حرباً عواناً على الاسود والنوعة الثالث جرذ انتقل إلى أميريكا من مصر على البواخر التجارية وانتشر على الشواطئ ولاسيم في الجنوب وباض فيها وفرخ الجرذ الاسمر أشد هذه الأنواع فتكاً وأكثرها تخريباً ويقدرون ما تقضمه الجرذأن في الولايات المتحدة كل سنة من الحبوب بما لا يقل عن نصف مليار فرنك وهو لايكتفي بتنأول الحبوب فقط بل يقرض الاقمشة والحرائر والأمتعة ولا يتحامى قضم الاسلاك الكهربائية وكثيراً ما كان يحدث عن فعله حرائق. وقد قدرت الخسائر التي تنجم عن الحريق في السنة بخمسة وسبعين مليوناً من الفرنكات بأميركيا الجرذان هو السبب الأعظم في أكثرها. خل عنك سطو الجرذانعلى غيره من الحيوأن الذاجن والحمام والاطفال في سررهم. هذا وهو واسطة لنقل الجراثيم المعدية من بيت إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى. والسبب في كثرته أنه تناسل تناسلاً غربياً فتلد الفأرة في كل شهرين او ثلاثة من عشر إلى أربع عشرة فأرة ثلاث سنين يلد منه ويولد له زهاء عشرين مليون جرذ يموت أكثرها ولكن مايبقى منها كاف لان يقرض الطري واليابس. والحكومة الأميركية ساعية لابادة الجرذان ووضع نشره بمضاره وخبث أثاره وستشاركها الدول كلها في إعلأن الحرب على تلك القراصنة.